بقي منير في مكانه لمدة من الوقت


بعدها تحرك وقام من مكانه، كانت كل حركة بسيطة يقوم بها تسفر عن صوت طرطقة في عظامه


ارتدى منير ملابسه، وبدأ فحص جسده


شعر بطاقة مرعبة وكأن لا حدود لها تسري في جسده


بواسطة شعوره الإدراكي، شعر بكرتين متداخلتين بيضاء وسوداء داخل بطنه، تلك الكرتان صغيرتان نسبيا، لم يعلم منير ما هما


أيضا شعر بأن جذور السحر السبعة وفروعها قد توسعت أكثر، يبدو أنه يمكنه التقدم في إتقانه للسحر لمرحلة أخرى، لكن ختم الشيخ الشبحي على سحر الماء وفروعه ما زال موجودا، ما يعني أن منير لا يستطيع استخدام سحر الماء


شعر منير باختلاف مدهش في كل حركاته، وكأن الطاقة أصبحت أكثر تركيزا في كل خلية من جسده، بحيث لكمة واحدة تخلف هواء كثيرا


قال منير في نفسه "إذا كان هذا هو الفرق بين المستوى الأول للبنية الخالدة والمستوى الثاني منها، فلا أستطيع تصور ما ستصل إليه البنية الخالدة إذا بلغت المستوى 24!"


عاد منير إلى المنجم السابق


وجد أن الفرقة العاشرة قد وصلت وبدأت تحرس مدخل المنجم


استدعى منير سيفه الذي ختم فيه روح الفتى سابقا، قام بالإشارة إلى شجرة قريبة هناك، اندمج فورا السيف في ظلها، بعدها اندمج في ظل مجموعة من الصخور، ثم في ظل الأفراد الثلاثة من الفرقة العاشرة للآليين بيتا، وبإشارة منه، قام ذلك السيف الضخم بثقب صدور الآليين الثلاثة بسرعة كبيرة مسقطا إياهم أرضا


تقدم منير وأخرج عصا القصب للمعلم رشيد سابقا، لمس الجثث الثلاثة فاختفت في العصا، طبعا العصا لديها مساحة خاصة بها وكذا ميزة الانتقال الآني لكن منير لم يعرف بعد استخدام تلك الميزة، ولم يعرف كل خفايا العصا


أخفى منير هالته على قدر الإمكان ودخل المنجم رويدا رويدا، كانت جدران المنجم عليها سائل ما وكل الحجارة سوداء، في أعلى سقف المنجم علقت فوانيس صغيرة تضيء المكان، كان المدخل مستقيما في البداية، ثم تفرع لـ3 فروع


في هذه اللحظة تمنى منير لو يمكنه استخدام سحر الماء، لكن للأسف قد ختمه الشيخ الشبحي حتى يرغم منير على استعمال سحر الضوء وبالتالي تطويره


أغلق منير عينيه، وفعل مجاله الإدراكي، لمفاجأته المجال تضخم بمرات كثيرة، يبدو أن هذه أيضا جراء دخوله المستوى الثاني من البنية الخالدة


شعر منير بهالة غريبة ومرعبة في نفس الوقت من الممر الأيسر، فملأه الفضول وتقدم هناك


بعد برهة بدا في نهاية الممر وكأنها غرفة مضيئة


دخلها منير وهو مشدد لحذره


كانت الغرفة عبارة عن حجارة طبيعية، وكل الغرفة مضاءة بالشموع، في وسطها يقبع سيف ضخم عليه رمز تنين أحمر، كما أن مقبضه عبارة عن قرنين برتقاليان ضخمان


السيف الضخم منحوت بطريقة إبداعية، يبدو وكأنه سيفان ملتحمان في بعضهما أحدهما أضخم من الآخر، لكن ذلك السف يبعث هالة مرعبة وقديمة على مر العصور


تردد منير كثيرا قبل أن يقرر أن يتقدم أكثر ويعرف ماهية هذا السيف


بمجرد ما لمس السيف، حتى اشتعلت النيران أسفله، ما اضطر منير للتراجع للوراء، من أسفل السيف تكونت نيران مرعبة بدأت تتصاعد نحو السيف، ثم تمثلت في تنين ناري يحيط بالسيف


نظر ذلك التنين إلى منير، هذه النظرة جعلت بدن منير يرتعد خوفا، وكأنه أمام عملاق قوي ينظر له وسيفتك به في أي وقت يريد


قال ذلك التنين "أيها الإنسان الدنيء، كيف تجرأت وأن لمست جسدي، ليس مخولا لك أن تأتي هنا، اذهب من هنا وإلا أحلتك رمادا"


منير خانه جسده، ولم يقوى على الوقوف في ظل ضغط قوي جدا من التنين الناري


نفث ذلك التنين ناره الحارقة، ما جعل منير رمادا على الفور


اختفى التنين الناري داخل السيف مرة أخرى


بعد برهة أعيد تكوين منير لأن بنيته خالدة، تنفس منير الصعداء لاختفاء ضغط ذلك التنين المرعب، وسرعان ما خرج من المكان متوجها للفرع الأوسط


استمر في الفرع الأوسط، حتى وجد نهايته تتفرع هي الأخرى لـ3 فروع، فعاد أدراجه نحو الفرع الأيمن


الفرع الأيمن كان مليئا بالفخاخ، حتى أن منير عندما ضغط على شيء ما في الأرض، انفتحت تلك الأرض على حفرة تحوي ماء حمضيا، لكن تصرف منير بسرعة مفعلا بنيته البيضاء وقفز قبل أن يقع فيها


لو وقع في الماء الحمضي لا يدري أيموت أم يحيى، كونه بنية خالدة ليس بالضرورة سيحميه من الماء الحمضي، وحتى لو حمته بنيته الخالدة فسيعيش للأبد في ألم الذوبان المستمر والمتكرر، وسيكون هذا عذابا لا يطاق لأصحاب البنية الخالدة


أكمل منير طريقه حتى وجد غرفة أخرى


للمفاجأة، كانت أرضية الغرفة عشبية بينما جدرانها زرقاء، ويقبع وسطها تمثال تنين غريب وردي اللون


كان رأس التنين أشبه بفأس ذو حدين، رافعا يداه للأعلى اللذان يحويان 3 أظافر معقوفة، كما أن للتمثال عينان خضراوان، وذيل أبيض صاعد للأعلى يحوي عدة ريش بيضاء، كما أن جناحاه الورديان مفتوحان للأعلى، كان تمثال التنين هذا صغير، حيث أنه بحجم منير


لكن منظر التمثال غريب جدا، وشعر منير بشيء خاطيء حول هذا التمثال


اقترب منير رويدا والتف حول التمثال باحثا عن أي شيء مريب، لكن دون جدوى


فجأة انتبه للعينان، يبدو وكأن العينان تلاحقه أينما ذهب


لمس منير التمثال الوردي، لكن كذلك دون أي ردة فعل


تجول قليلا في الغرفة عله يجد شيئا، لكن دون فائدة أيضا


ترك الغرفة على مضض، فهو يعلم أن هناك شيئا غريبا، توجه بعدها للممر الأوسط مرة أخرى


في ذلك الممر، هناك 3 ممرات أخرى


قبل أن يدخلها منير، تفحصها جيدا


وجد كلمات مكتوبة أعلى كل واحد من الفروع، الأيمن: تنين، الأوسط: خفاش، الأيسر: دب


طبعا منير لم يعلم ما يعنيه هذا الأمر


لكن توجه للممر الأيمن الذي كتب عليه تنين، كان الممر حالكا بالسواد دون أي ضوء، لولا استخدام منير لسحر الضوء لما تمكن من الرؤية


في أرضية الممر هياكل عظمية كثيرة، وكذا أماكن مجوفة وخدوش ملأت الجدران، يبدو وكأن معركة قد حدثت هنا منذ مدة طويلة


في آخر الممر، وجد غرفة سوداء تماما، تفحص منير الغرفة في كل شبر لكنه لم يجد شيئا


فجأة شعر بهالة أكثر رعبا مما سبق، رفع نظره واستخدم سحر الضوء للرؤية، فدهش


كان فوقه تمثال تنين حديدي أسود عملاق ذو عينين حمراوين، كانت الحراشف تملأ جسده، وكان فمه الضخم مفتوح على مصراعيه، وذيل عملاق من ورائه، وجناحين سوداوين قد غطيا كل تلك الغرفة


دهش منير حقا، فالهالة التي يرسلها مرعبة حقا، هل يعقل أنه مجرد تمثال؟ أم أنه جثة تنين حقيقي؟


فعل منير بنيته البيضاء، وقفز نحو التمثال، لكن حاجز ما رده للأسفل


نهض منير ونظر للأرجاء، وجد 4 نرود 2 منهما حمراء و2 زرقاء تبعث أشعة محيطة بذلك التمثال، كما لو أن ذلك التمثال مختوم هنا لا يمكن لأحد الوصول إليه


بتدقيق النظر، وجد أن الأشعة تخرج من وجه النرد الذي يحوي نقطة واحدة، وكذلك بقية النرود الثلاثة، إلا أن النردين الحمراوين يحويان نقاطا زرقاء، والنردين الزرقاوين يحويان نقاطا حمراء


الحيرة ملأت منير، فقد ما الذي يحدث هنا، ولماذا كل هذه الأشياء الغريبة هنا؟


بعض مضي بعض الوقت دون فائدة، عاد منير أدراجه وتوجه نحو ممر الخفاش


كان الممر أسودا كذلك، لكن يتخلله غاز غريب، يبعث على الأوهام


كانت كل أنواع الأوهام تحدث في ذلك الممر، لكن باستخدام سحر الضوء، تنقشع تلك الأوهام ولا تؤثر على منير نهائيا


فجأة وجد مساحة ما في آخر الممر، والتي كانت سوداء أيضا ذات غاز كثيف جدا


فجأة أيضا، سمع ضحكات "هي هي هي هي، لم أظن أن أحدا سيأتي إلى هنا بعد كل هذه السنين"


شدد منير حذره وفعل بنيته البيضاء تحسبا لأي طاريء وقال "من أنت، أظهر نفسك؟"


تجسد شكل ما من وسط ذلك الغاز، كان الشكل قزما


كان خفاشا قزما، يرتدي قبعة سوداء ذات جناحين صغيرين، كما يرتدي جوارب غطت كل رجليه، ويتوشح خاتما ذهبيا أفقيا من على أكتافه حتى بطنه، كانت هيئته أقرب لجني قزم منها إلى خفاش قزم


قال ذلك الشكل "هي هي هي، أنا الخفاش الأسود القزم، وأنا أحد حراس لغز الختم"


تسائل منير في نفسه "ماذا؟ لغز الختم؟ حراس؟ فقط ما الذي يحدث في هذا المنجم؟"

2018/05/19 · 953 مشاهدة · 1203 كلمة
3asheq
نادي الروايات - 2024