92 - المستوى الثاني للبنية الخالدة

كانت الدهشة قد اعترت منير من أول لقائه بالآليين ألفا، لأنه كان قد قرأ عن وجود الآليين في كتاب عن الأجناس عندما كان في القلعة البيضاء في مدينة التنين الأبيض سابقا


وبزعم الكتاب، فإن هذا الجنس المسمى "الآليين" جنس غير طبيعي وإنما تم تصنيعه، لذا كان لديه فكرة نوعا ما عن ماهية هذا الجنس


راقب المنير الوضع بحرص وحذر شديدين


عندما غادر الفوج التاسع من الآليين بيتا تبعهم منير بخفاء


عندما أصبحوا في موقع منعزل نسبيا وسط الأشجار، أرسل منير بضع ومضات ضوئية نحوهم باستخدام سحر الضوء


لكن لمسهم ذلك الضوء ولم يؤثر فيهم إطلاقا

استوعب منير أن المجال المغناطيسي للآليين ألفا سابقا هو ما سبب القوة الكهربائية التي دمرت الآليين ألفا، ما يعني أن الكهرباء ليست ميزة لسحر الضوء، بل هي فقط نتيجة تفاعل بين الضوء والمجال المغناطيسي السابق



شعر الآليون الثلاثة بالضوء، ففعلوا بسرعة خاصية للبحث


سرعان ما وجدوا منير خلف شجرة هناك


توجه ثلاثتهم نحو منير


قام أولهم بضرب مكان منير بالسيف العملاق الذي معه فحطم تلك الشجرة، ما جعل منير يقفز للوراء ملتفا في الهواء


سحب منير بسرعة سيف الجن وتوجه نحو الآلي الضخم الذي هاجمه، لكن تم اعتراضه من آلي آخر مستخدما درعه الأحمر لصد السيف


وبينما هو كذلك، فعل الآلي الثالث مجالا مغناطيسيا جعل منير يتحطم أرضا مخلفا حفرة في مكان سقوطه على بطنه


شعر منير أن هذا المجال المغناطيسي أقوى بثلاث أضعاف من مجال الآليين ألفا مجتمعين، مع أن آلي بيتا واحد هو من فعله


انهال الآلي الأول بسيفه على منير، لكن بمجرد ما لمسه السيف حتى انفجر الآلي كله، كان هذا ميزة المستوى الانفجاري


ذلك الانفجار خلف تذبذبا في القوى المغناطيسية الضاغطة على منير


استخدم منير بنيته البيضاء وتوجه نحو الآلي بيتا صاحب الدرع، قام بإرسال ومضة ضوئية، جعلته يفقد مداه البصري، أسرع منير واقتلع رأسه باستخدام سيف الجن


فعل الثالث مجاله المغناطيسي، لكن منير كان أسرع، أرسل ومضات ضوئية تحولت لكهرباء بمجرد دخلوها للمجال المغناطيسي ما أدى إلى انفجار الآلي الثالث


قضى منير على الآليين بيتا الثلاثة بصعوبة نوعا ما


وبينما كان يلتقط أنفاسه


سمع صوتا خلفه "دخيل جيد، أن تتمكن من القضاء على أتباعي في فترة قصيرة أنت جيد فعلا"


التفت منير بسرعة، لكن لكمة ثقيلة توجهت لصدره بمجرد ما التفت، جعلت منير يحلق للخلق ويبصق الدماء من فمه


نهض منير متثاقلا ومسح الدماء من على فمه، ونظر لمصدر الصوت


في السماء، كان الآلي غاما يقف هناك وجناحيه الحمراوان يدعمان طيرانه


قال منير في نفسه "تبا، ليس الوقت المناسب له الآن"


فجأة، امتدت يد الآلي غاما نحوه، قفز منير متفاديا إياها لكن اليد الأخرى امتدت بدورها وضربته وهو في الهواء، ليسقط أرضا في نفس المكان


أرسل منير ومضات ضوئية ليعمي رؤية الآلي غاما، لكن الشريط الأسود الذي يحوي عيني الآلي قد غطى عيناه، ما أتاح له تخفيف وهج الضوء وبالتالي رؤية منير حتى في أعلى وهج للضوء، قام الآلي غاما بتفعيل مجال مغناطيسي مثبتا منير في مكانه مانعا إياه من الهرب


تسمر منير أرضا دون أي حركة ممكنة


تقدم الآلي غاما نحو منير، وقف فوقه محلقا وقال "أيها الدخيل ما كان عليك دخول منطقتي"


ثم انبعث ضوء أصفر عيني الآلي غاما أشبه بالليزر


ضرب الضوء منير مباشرة، لكنه سرعان ما انعكس فعلا، فقد كان منير يرتدي درع الجن الأزرق وهو ذا معدن غريب، أمكنه عكس الضوء الموجه نحوه


في لحظة ارتباك للآلي غاما، انقشع المجال المغناطيسي، استغل منير اللحظة، وتوجه بسيفه لرأس الآلي غاما


لكن جناحا الآلي، أتيا أمامه وحمياه من اختراق السيف لرأس، يبدو أنه من الصعب قطع الجناحان


تدارك الآلي الوضع، وسرعان ما وجه لكمتين لمنير باستخدام يداه الحديديتان معا


قام منير بتجنب أحد اليدين، بينما أمسك الأخرى، وباستخدام "مخلب التنين" "محطم الأراضي" وقوة بنيته الخالدة مع بنيته البيضاء المفعلة، اقتطع جزء كبيرا من الأرض تحته، وقام بضرب الآلي غاما بها


هوى الآلي غاما متحطما على الأرض، بينما بقيت ذراعه المنقطعة في يد منير


اعتمدت هذه المعركة على حظ كبير جدا لمنير


في مواجهته للآلي بيتا، لولا وجود الميزة الانفجارية للمستوى الانفجاري لقتل هناك


وباستخدام خبرته السابقة في القتال مع الآليين ألفا، تمكن من استغلال المجال المغناطيسي وتفجير الخصم باستخدام سحر الضوء


وبعد قضائه على الآليين بيتا الثلاثة ناله الإرهاق، ما حال دون تمكنه من تفعيل الميزة الانفجارية مرة أخرى وإلا لن يتحمل جسده الضرر، فألغي التفعيل التلقائي للميزة الانفجارية


هذا ما جعل الآلي غاما يتمكن من ضربه باستخدام يديه دون تفعل الميزة الانفجارية مرة أخرى، طبعا الميزة الانفجارية لا يمكن التدرب عليها، هي تتوقف على إرادة وقوة صاحبها


ثم أتى الحظ مرة أخرى باستدعائه لدرع الجن الأزرق في آخر ثانية من وصول الضوء من عيني الآلي غاما لجسد منير، ما ترك الآلي يرتبك جراء انعكاس الضوء


ثم دفع منير نفسه لأقصى حدوده الجسدية مستخدما قوته الخالدة مع بنيته البيضاء وتقنية "مخلب التنين" في مستواها الأول "محطم الأراضي"


جلس منير أرضا من شدة التعب يلتقط أنفاسه


كادت هذه المواجهة أن تودي بحياته فعلا


رغم أن جسده خالد، إلا أنه لا يعرف تحت ظل القوة المغناطيسية هل من الممكن استمرار خلود جسده إذا تم تحطيم الجزيئات الدقيقة أصلا؟ !


سابقا في مواجهة الغبار الكوني، حذرته ملكة الدماء من أن حتى أصحاب البنيات الخالدة قد يحالون غبارا جراء تفتت جزيئاتهم، فماذا لو تم تحطيمها جراء القوة المغناطيسية؟


هذه الإشكالية هي ما جعلت منير لا يعتمد كثيرا على بنيته الخالدة في مواجهة المجال المغناطيسي


دون سابق إنذار، شعر منير أن جسده يكاد أن ينفجر، شعر بألم لا يطاق في كل ذرة من جسده


شعر وكأن بركانا يندلع داخله يكاد يفجره


أمسك منير بطنه ثم رأسه... وبقي يتلوى على الأرض يمينا ويسارا


فجأة، انبعث منه ضوء قوي جدا، ارتعدت له كل غابة الضباب


في قصر داخل غابة الضباب، فتح ظل ما عيناه قائلا "شخص خالد هنا؟ يبدو أن الأمر سيكون ممتعا" ثم ظهر لسان أسفل العينين، يبدو أن صاحب الظل كان يلعق شفتاه


أيضا انتبهت سارة الموجودة بجانب ياسمين وهما بجانب امرأة مريضة على السرير، هي أم ياسمين، ومض ضوء غريب من عيني سارة كذلك


أما ياسمين فعلامات الدموع بادية على وجهها، يبدو أنها كانت تبكي على والدتها


في هذا الوقت، صرخ منير صرخة مدوية وانفجر كامل جسده لم يبقى إلا الدم متناثرا هنا وهناك


في هذه اللحظة، رأى منير ضوء أبيض، يبدو أنه قد مات


تلك هي الفكرة الوحيدة التي طرأت على باله وهو ينظر للضوء الأبيض


قال في نفسه "أمي، أبي، أختي الصغيرة سألتقي بكم أخيرا"


فجأة شعر منير برياح غريبة تمتصه بعيدا عن ذلك الضوء الأبيض


في مكان الدم من جثة منير، تكونت كرة بيضاء صغيرة جدا في الهواء، ثم بدأت تلك الكرة في الانقسام لتصبح 16 كرة صغيرة، ثم بدأت تتجمع معا، ثم بدأت تلك الكرة المجمعة بالتجوف وظهر سائل ملأها، ثم بعدها ظهرت طبقتان خارجية وداخلية وبدا أنبوب لحمي وأوعية دموية، ثم تكون قلب بدأ ينبض ويضخ الدم، وظهرت يدان ورجلان والأعضاء الداخلية، ثم في الرأس ظهر الأنف والأذنين والعينين، ثم أصبح تدفق الدم أكثر انتظاما واستمرت الأعضاء في النمو، ما جعل أصابع اليدين والرجلين تبرز وكذا شكل المرفق، ثم بدت الأظافر وتوضح أكثر العمود الفقري واكتملت الأعضاء الداخلية، ثم بدأت العظام بالتصلب وتكونت الأسنان والطبقة الجلدية، ثم وكأن ذلك الشكل بدأ بالتنفس واكتمل نمو الدماغ، ويبدو أن الشكل اكتسب حركية أكثر وبدأ نمو شعره، وأخيرا بدأت تلك العينان بالتفتح شيئا فشيئا، لقد كان ذلك الشكل جنينا بشريا يتكون


بقي الجنين ينمو وينمو حتى أصبح شابا، وكانت تغطيه شرنقة


انفتحت تلك الشرنقة وخرج منها منير


نعم إنه منير قد تكون من مرحلة الجنين إلى الشباب، وهذا ارتقاء في بنيته الخالدة، المستوى الثاني للبنية الخالدة


سبق وأخبرته ملكة الدماء أن هناك 24 بنية خالدة، منير الآن دخل في البنية الخالدة 2

2018/05/11 · 972 مشاهدة · 1193 كلمة
3asheq
نادي الروايات - 2024