دخل ممر التنين الذي كان أسودا ومظلما مستخدما سحر الضوء لإنارة المكان ومتفاديا كل تلك الهياكل العظمية المتواجدة في كل مكان حتى وصل الغرفة السوداء الكبيرة


رفع رأسه لينظر إلى التمثال الأسود العملاق، فقط بالنظر إليه شعر بالرهبة والعظمة، وقشعريرة تسري في سائر جسده


تساءل منير في نفسه "هل أستطيع حقا السيطرة على طاقة وذكريات هذا التنين الأسود؟ ! "


وضع ذلك التفكير جانبا الآن، فبعد كل ما فعله لم يستطع التراجع في آخر لحظة


أخرج النرود الأربعة التي بحوزته، ثم نظر إلى النرود الأربعة الأخرى التي تشكل جوانب ختم النرود، والتي كانت تشير للوجه الذي يحوي الرقم 1


نظر مرة أخرى لنروده، فوجد أن الإضاءة مختلفة فيها:


نرد أحمر ذو نقاط زرقاء: الوجه الذي يحوي الرقم 6 أكثر إضاءة


نرد أحمر ذو نقاط زرقاء: مابين الوجهين اللذان يحويان الرقمان 5 و1 أكثر إضاءة


نردين زرقاوين ذوا نقاط حمراء: الوجه الذي يحوي الرقم 1 أكثر إضاءة


استنتج منير أنه يجب ترتيب النرود بالوجه الصحيح حتى يتم إلغاء الختم


المشكلة أن مكان الختم كان عال، والجدران ملساء، لا يستطيع التسلق ولا الطيران، إلا القفز باستخدام بنيته البيضاء


ثم طرأت على باله فكرة، هو الآن يستطيع استخدام سحر الضوء، لكن لم يتعمق فعليا في استخدامه


ركز منير قليلا، فظهر سحر الضوء خلفه للحظة ثم اختفى، أعاد المحاولة مرات كثيرة حتى نجح أخيرا، لقد كون جناحان من الضوء خلفه


في البداية، كان الجناحان صغيران ثم مع مرور الوقت تضخم الجناحان، حتى أن منير استطاع الرفرفة بهما


حلق عاليا وصولا إلى أحد جوانب ختم النرود، لقد كان نردا أحمر ذو نقاط زرقاء


بمجرد ما أخرج نرده حتى حلق تلقائيا إلى مكان النرد الأول


اختفى النرد الأول، وحل مكانه النرد الجديد


قام منير بتحريك النرد حتى يشير للوجه 6


تقدم نحو نرد أحمر ذو نقاط زرقاء آخر، واستبدله بنرده وقام بتحريكه ليشير للحد بين الوجهين 5 و1


ثم تقدم لنرد أزرق ذو نقاط حمراء واستبدله بآخر مشابه، وقد كان يشير تلقائيا للرقم 1، وفعل نفس الشيء لآخر نرد


بمجرد ما أكمل حتى تم إضاءة ذلك المكان بأكمله


تشقق ذلك التمثال العملاق وخرج منه دخان أسود، دخل مباشرة رأس منير، شعر منير بصداع كبير، توالت ذكريات لا حصر لها على عقله


استمرت هذه الحالة لعدة ساعات، جرب خلالها منير آلاما شديدة، حتى أن جسده انتفخ جراء الطاقة العظيمة التي احتواها


ظهرت بعض الشقوق على جسد منير وظهر منها ضوء يعمي العيون


بعد معاناة طويلة انتهى من استيعاب كل ذاكرة وطاقة التنين الأسود


أصبح التمثال السابق ركاما، مجرد حجارة متناثرة هنا وهناك


في نفس وقت سيطرة منير على ذكريات وطاقة التنين الأسود، فتح ظل ما عينيه قائلا "بعد كل هذه السنين هناك شخص ما فعلا تمكن من فعلها، الأمور ستصبح أكثر إثارة، كم أود مقابلة ذلك الشخص الآن"


ثم أطلق ضحكة هستيرية "هاهاهاهاهاهاهاها"


بعد مدة من استلقاء منير أرضا، نهض وهو يلهث ويتعرق بشدة


فحص جسده، شعر بطاقة سوداء عنيفة تسري في كل خلية في جسده، وشعر بأن بنيته الخالدة قد خضعت لتحول جديد


تساءل في نفسه "هل يعقل أني دخلت للمستوى الثالث للبنية الخالدة؟"


شعر بقوة عظيمة تسري في جسده، حتى أنه يمكنه تسوية جبل بلكمة مستخدما تلك الطاقة السوداء


لم يغادر منير الغرفة السوداء، بل جلس يضبط أنفاسه ويحاول اكتشاف ما حصل عليه


رتب كل تلك الذكريات تباعا، لقد كانت ذكريات غزيرة حقا ومفيدة للغاية ومنها حتى السرية


لقد اكتشف كل شيء عن ما يدعى بالتنانين، واكتشف أماكن وأمور وتقنيات غامضة كثيرة


بدأ منير بالتدرب داخل الغرفة السوداء، قام بتفعيل بنيته البيضاء واستخدم "مخلب التنين" اقتطع أجزاء من الأرض ورماها للأعلى ثم ترك تلك الصخور تسقط عليه، لقد كان هذا تدريبا على تقنية "جلد التنين"


كرر العملية تباعا مرات كثيرة، ثم أصبح يحلق عاليا باستخدام سحر الضوء، ثم يلغي السحر ويترك نفسه يسقط، كذلك كرر هذا مرات عديدة، حتى شعر وكأن جلده يتقشر ويسقط أرضا، ثم اكتسى صبغة رمادية بعدها رجع الجلد للونه العادي


كان هذا دليلا على إتقانه للمستوى الأول من "جلد التنين": درع الأرض الذي يتناسب مع المستوى الأول من "مخلب التنين": محطم الأراضي


ارتاح منير قليلا، ثم شحذ تدريبه على سحر الضوء، لقد استمر لـ 3 أيام كاملة وهو يتدرب دون انقطاع على سحر الضوء، حتى تمكن من التقدم فعليا فيه


عند انتهائه، ألقى نظرة على جذور السحر، وجد أن سحر الماء ما زال مختوما فعلا وعليه أن يصل لسحر الشمس في سحر الضوء حتى يكسر الختم


بنظرة ثانية، رأى أمرا غريبا، كان سابقا يتقن سحر الماء والضوء كجذران رئيسيان، الآن هناك جذر رئيسي ثالث أسود


الحيرة ملأت منير، دقق أكثر في الجذر الثالث، ثم صدم حتى سقط أرضا


"لا يعقل... مستحيل... هذا... سحر الظلام؟ ! "


كيف تدرب منير على سحر الظلام دون أن يدري؟


بالتفكير لبرهة، استنتج منير أنه لابد أن تكون لطاقة التنين الأسود علاقة بهذا، فعلى حسب ذكريات التنين الأسود كان يستخدم فعلا سحر الظلام


في حقيقة الأمر لقد سعد منير بهذا، لأنه يعني وجود ورقة رابحة أخرى لديه


قرر منير أن يتدرب على سحر الظلام أيضا، لهذا بقي لشهر كامل وهو يشحذ قوته ويرتقي بها


قام خلالها بالسيطرة على ظله، وهذه من أكبر ميزات سحر الظلام، كما أنه تمكن من استدعاء سحب سوداء، وأيضا ركز سحر الظلام قليلا على يديه ليكون كرتين صغيرتين سوداوين ويرميهما على مسافة لا بأس بها، وكون سوطين أيضا من الظلام مدى هجومهما متوسط نوعا ما، كما أنه تمكن أخيرا من دمج نفسه في الظلال باستخدام سحر الظلام...


طبعا هي مشابهة تماما لتقنية الاختباء في الظلال، إلا أن منير لم يستطع الجزم حول إذا ما كان شخص أقوى منه باستطاعته اكتشافه أو لا


بعد أن أنهى شحذ قوته، توجه لغرفة التنينة ويرايا، قام بمحاولة كشف الغموض حولها بشتى الطرق، دون جدوى


أخيرا قرر استعمال الطاقة السوداء، ركز بعضها على يده اليمنى ثم قام بلمس التمثال


للمفاجأة، صدر ضوء أبيض تخلل يد منير وصولا لجسده


شعر منير بطاقة نقية عالية تدخل جذر سحر الضوء، فجأة ومض فرع سحر البرق منه


بالتأكيد كان باستطاعة منير أن يستخدم سحر البرق الآن وهو الفرع الأول من سحر الضوء


كانت هذه فرصة لا تتعوض، لذلك بدأ مباشرة في التدرب على سحر البرق


البيئة حوله ساعدته على الإسراع في التدرب على سحر الضوء، ربما بسبب تمثال التنينة ويرايا الذي يمتلك ميزة امتصاص قوى الظلام، لذلك عندما استعمل قوى الظلام ولمس التمثال تفعل تلقائيا وأدخل قوى الضوء التي تقمع قوى الظلام إلى جسد منير


أنتج منير عدة صواعق برقية صغيرة، وكان بإمكانه أن ينتقل بسرعة البرق حيث يتحول لصاعقة صغيرة تكسبه سرعة خيالية، تمكن أيضا من تحويل البرق إلى ثعابين برقية... تقدم أكثر فأكثر في سبيل إتقان سحر البرق


لقد كانت دهشة منير عظيمة جدا، فما اكتسبه من هذه المغامرة يفوق خياله بكثير


تمثال التنينة ويرايا قد اختفى بالكامل دون أي أثر


بالرغم من دهشته إلا أن الحماس طغى على الدهشة، فتوجه نحو غرفة تنين النار


لكن قبل دخوله تردد كثيرا، ثم قرر المغادرة لأنه لا يملك القوة الكافية الآن لمواجهة الأخطار المحتملة في الداخل، فلو ساءت الأمور كان تنين النار مزاجيا حتى شخص بقوة ملقي ختم النرود لم يستطع كبح جماحه


كان من الحكمة التراجع أحيانا وعدم الطمع كثيرا، الحفاظ على الحياة أولى من مليون كنز


لقد حان الوقت لمنير أن يخرج من المنجم ويحاول اكتشاف طريقة ما لإنقاذ قبيلة السراب من الزوال


لم يعرف منير لماذا، ولكن كان دائما يشعر بوجود شيء خاطيء حول هذه القصة، ولم يستطع وضع يديه عليه للآن

2018/07/03 · 937 مشاهدة · 1154 كلمة
3asheq
نادي الروايات - 2024