2 - الهواتف المسروقة هي قنابل موقوتة أينما حلت

كان البطل رجلا في الخمسينات، حصل على تقاعد مبكر ربما قد تقول أنه استقال، بعد مسيرة شاقة في ميدان الشرطة، جمع كمية لا بأس بها من المال إضافة إلى مال الضمان الإجتماعي، قرر أن يركز على عائلته.

زوجته ماتت في حادثة سيارة و بقيت إبنته العزيزة فقط، و التي سيضحي بأي شيء من أجلها، حتى حياته.

تنهد، ها هو الآن أمام هؤلاء الثلاتة، وسطهم ذلك الشخص الذي يضع ساقيه واحدة فوق الأخرى على الطاولة بين زجاجات الخمر و السيارات المستهلكة، بشعره الأشقر و أقراط الأذنين.

"الآخرين يجلسان بإحترام بينما هو... إذا هو الزعيم ها"إستنتج.

"كيف عرفت ان ابنتك هنا؟" سأل الزعيم.

كان رجلا في الثلاثينات من عمره، مجرد شحاذ ألف دخول السجن و من زياراته المنظمة له جمع مصادر من المعرفة و الصلات لتكوين عصابة صغيرة، أغلب أعمالها ترتكز على سرقة بطاقات الهوية، البطاقات المصرفية و الحسابات البنكية، لكن أن يسرقوا (يخطفوا) ابنة البطل... هذا كثير.

"لدي طرقي و مهاراتي" قال البطل.

"آه، هاها لقد تذكرت، عندما كنت على الهاتف سابقا، قلت لي أنه ليس لديك المال، لكن بحوزتك مجموعة من المهارات و الخبرة التي جمعتها على مر السنين و التي قد تجعلك أسوء كابوس لأشخاص من أمثالي، هاها لقد ضحكت جدا عندما سمعتك تقول هذا... هاهاها"ضحك الزعيم و هو يتحدت.

"هاهاها، مضحك جداً، الآن أين إبنتي، اه قبل أن تقول ذلك... أتريد أن تعرف فعلا كيف وصلت لهنا؟ "

" سيراً على الأقدام؟! " أجاب الزعيم.

" همم هم لديك حس فكاهة إذاً، مازلت شابا... تريد أن تلعب... تريد أن تجمع المال، أن يكون لديك فتيات،أن تستمع بالخمر و كل المحرمات"فرد دراعيه و هو يرجع ظهره للوراء "تريد أن يعي الآخرون بوجودك... تريد أن تكون محور العالم، كل شيء مرتبط بك، شعرك الأشقر، رغم أنها مجرد صباغة رخيسة من دكان صغير، وشومك مجرد لصقات اشتريتها من صمر بجانب البحر تذهب إن غسلتها بالماء، و طريقة تحدتك... لكن.. أتود أن تعرف شيئا؟ أنت... لقد قابلت الكثير مثلك من قبل..أتعرف أين هم الآن؟ في السجن!"

أنزل دراعيه و رفع يديه اليمنى مشيراً بسبابته له" و أنت أيضا ستدخل له، ربما بسبب اليوم أو ربما بسبب شيء ستفعله في المستقبل، أنت لست فريداً"أنزل إصبعه و تابع" هناك بالفعل صفات يطلقها المجتمع على أمثالك؛ مجرم، خارج عن القانون، مدمن كحول، عازب، زاني و يوما ما مسجون"

كان البطل شخصا بنى لياقته في شبابه و لكي يستفيد من جسده في عمله أقصى إستفادة كان يتمرن على الملاكمة و كمال الأجسام، مما سبب ضخامة جتته.

كان جالسا على كرسي خشبي عادي، لكن بسبب حجمه بدى كرجل يجلس على كرسي أطفال و رغم كون الزعيم رجلا بالغا فقد بدا كطفل... ينهره والده.

"حسنا، أتود معرفة شيء أفضل؟ سأخبرك كيف وصلت لهنا"

قال البطل بينما أزال الزعيم قدميه من على الطاولة و بدى عليه الإهتمام، تابع البطل "نحن في نفس المدينة، و عندما لم أجد إبنتي في المنزل إتصلت بهاتفها عندها أجبتني أنت، و بعد محادتتنا عرفت أنها قد خطفت.

كل ما فعلته هو الدخول لموقع يسمح لك بتتبع الهاتف الذي هو مُوصَل بجيمايل موجود عليه و أنا أعرف معلومات إبنتي و هكذا عرفت المكان همف، أترى، إنها العولمة"قال ساخراً.

أدخل البطل يده اليسرى في جيب سرواله الأسود، عندها وقف كلا الشخصين من جانبي الزعيم كما لو كانت ملاكيه الحارسين سينقضان على فريسة لكن، رفع الزعيم يديه لإقافهما فتوقفا لكن لم يخفضا حضرهما و بقيا متيقظين.

عندما رأى البطل ذلك تابع البحت في جيبه حتى استشعر ما يريده فأخرجه، كان هاتف NOKIA قديم الطراز.

كان الشخص على يسار الزعيم يرتدي ملابس رياضية متطابقة مع علامة تمساح مرسومة مكان فوق قلبه، أما الشخص الآخر فكان يرتدي معطفا أسودا كثيفا.

منذ دخول البطل لهذه الغرفة و هو يحس بشئ غريب من صاحب المعطف لكن لم يعرف ما هو،

" هما لازالا لم يكملا العشرين ربما قرارات سيئة في الحياة... أوصلتهما لهنا" فكر في داخله.

عندما رأيا أن ما أخرجه البطل كان مجرد هاتف عادا للجلوس.

"حسنا، أنا لا أنوي أي مشاكل و أريد استرجاع ابنتي بأقل الأضرار الممكنة"

أدخل رقما في الهاتف تم تابع...

"أنتم تعرفون الشرطة، لديها صلاحيات أكبر مما لدى المواطن العادي، بإمكانهم طلب الوصول إلى موقع جهاز ابنتي من جهة شبكة الإتصار"

ضغط على الزر الأخضر و اتصل بالرقم ليصدر صوت من مكان ما من المنزل.

🎵🎵🎵🎵🎵🎵🎵🎵🎵🎵🎵🎶🎵🎵🎵🎵🎵

أدار البطل رأسه للوراء.

كانت رنة هاتف، كان الصوت منخفضا بسبب كون الهاتف في مكان بعيد لكن لازال بإمكانهم سماعها.

" أنتم حتى لم تزيلوا الشريحة، إنتظروا... هل من الممكن أنكم.......... هواة!!! هههههه" ضحك قائلا.

لكن سرعان ما استرجع وضعه الجدي و تابع "حتى لو كسرتم الشريحة، بإمكان الشرطة أن تطلب من شركة الهاتف نفسها أن تخبرهم بمكان الهاتف، يجب أن تكونو على معرفة بهته الأشياء، الهواتف المسروقة هي قنابل موقوتة أينما حلت "

" و ماذا بعد؟ "قال الزعيم.

" ماذا؟... الشرطة ستأتي لهذا المكان إذا تتبعت هاتف إبنتي و أنا نفسي أتيت لهذا المكان بهاتفي فلو حدت شيء لي... أنتم تعرفون... أنا أريد إبنتي فقط"

بدى كلامه منطقيا جدا لدرجة أن مرافقي الزعيم اقتنعوا به فقد فسر أنه يريد إبنته فقط و لا حاجة للشرطة فأداروا رأسهم نحو قائدهم لكي يعربوا عن إهتمامهم.

وجدوا أن وجهه محمر، الأوردة ظاهرة على جبينه من شدة الغضب كان بإمكانهم سماع صرير أسنانه، عرفوا عندها أن الأمور لن تنتهي بخير.

____________________________

أتمنى أن تكتبوا ريأكم أو إقتراحاتكم في التعليقات، أو أي شيء وجدتموه غير منطقي فذلك سيساعدني كثيرا في تطوير قصة الرواية.

2022/08/15 · 68 مشاهدة · 851 كلمة
Takezo
نادي الروايات - 2025