استيقظت في السادسة صباحًا على هدوء غير مألوف كان الهواء باردًا، يحمل نسمات ناعمة عبر نافذة نصف مفتوحة. لم أشعر بهذه الطمأنينة منذ سنوات… وكأن شيئًا ثقيلًا أُزيح عن كاهلي بعد لقاء البارحة.

قضاء الوقت مع ثايد وستون منحني شعورًا نادرًا… بلهدوء والسكينه. كان ثايد ينام في الطابق الثاني من السرير، بينما ستون ينام في السرير الآخر. كان هناك مكان فارغ، الزميل والحليف الرابع... من سيكون؟ فضول، لكن قمت بكبحه.

ارتديت سترتي، وقمت بوضع كل من "سيد الظلام" و"لهيب الفجر" معًا.

فتحت الباب متوجهًا داخل مبنى سكن الطلبة، ألقيت التحية على بعضهم. كان مبنى بسيط التصميم، لكن رغم هذا، كانت الأرضية من الخشب الداكن، بينما الجدران تحتوي على لوحات ومصابيح ضوء باللون الذهبي، بتصميم عملي أنيق.

لم أعانِ كثيرًا، فغرفتي أنا والثنائي تقع في الطابق الثاني. ألقيت التحية على حراس الأمن، وسألت أحدهم:

– أين يمكنني الحصول على مكان للتدريب؟

قال:

– اذهب إلى مبنى النمر، فذلك مبنى مخصص بالكامل للتدريب.

قمت بشكره، متوجهًا للتدريب. بعد مرور وقت، قمت بمال رأسي:

– أين يقع مبنى النمر أساسًا؟

شعرت بيد تلمس كتفي، اقشعرّ جسدي. نظرت إلى الخلف، كان شابًا أسمر البشرة، بعينين سوداويتين، ملامحه لطيفة. أكثر ما جذب اهتمامي شعره الطويل الذي يصل إلى قدمه، بلونين: الأسود والأحمر، ونهايته كانت حمراء.

ابتسم: – ضائع، أليس كذلك؟

أومأت بابتسامة محرجة: – نعم… أبحث عن مبنى النمر.

قال مبتسمًا بفخر: – أخيرًا، شخص يأخذ التمرين بجدية! أكثر الطلاب هنا كسالى.

– أنا جين، بالمناسبة.

– إيلاريون. سعيد بلقائك.

استمريت بالسير معه، الشاب المدعو جين. كان يعرف المكان، وقام بشرح تصميم الأكاديمية.

قال:

– تتألف من 3 مبانٍ:

الأول الذي أتممته به الاختبار فيه، وسيكون أيضًا المكان الذي سندرس فيه.

وأشار إلى مبنى بتصميم مهيب، تم تصميمه بهندسة معمارية مبهرة.

يقف مبنى التدريب على أطراف ساحة الأكاديمية، بتصميم قوي وجدران حجرية رمادية ناعمة، تعكس صلابته وانضباطه. تتوزع النوافذ المقوسة على واجهته بتناغم، بينما تزين المدخل أعمدة مزخرفة برموز سحرية قديمة. السقف المائل مغطى بألواح معدنية داكنة تلمع تحت ضوء الشمس، ويمنح المبنى حضورًا مهيبًا يليق بمكان يتخرج منه أقوى المتدربين.

قال جين:

– مبهر، أليس كذلك؟ هكذا كانت ردة فعلي أيضًا عندما شاهدته أول مرة.

أومأت برأسي.

ضحك جين بخفة.

عند اقترابنا، كان هناك حارسان يحملان سيوفًا حول خصريهما، ملابسهما البيضاء منقوشة باللون الذهبي، وقفا بشموخ.

قال أحد الحراس:

– جين؟ أهذه أنت؟

قال:

– أهلًا ويليام، جئت فقط لإيصال هذا الشاب، كان تائهًا.

نظر الحارسان إلى إيلاريون.

قال أحدهم:

– حسنًا، لا بأس، تفضل.

عند دخولنا المبنى، كان تصميمه من الداخل:

من الداخل، يتسم مبنى التدريب باتساعه وتنظيمه الصارم. تمتد الممرات الواسعة بأرضيات حجرية مصقولة تعكس أضواء مشاعل النار المعلقة على الجدران. تفصل الجدران السميكة بين قاعات التدريب، وتمنع تسرب الأصوات أو موجات الطاقة السحرية من مكان لآخر.

توجد عدة ساحات داخلية مخصصة للتدريب، تختلف في طبيعتها؛ بعضها مغطى بالرمال، وأخرى مفروشة بحجارة مسحورة تمتص الصدمات، وهناك ساحات محاطة بحواجز طيفية لعروض المبارزات. على الجوانب، تنتشر غرف التخزين، مزودة بأسلحة تقليدية وأخرى مخصصة لمستخدمي العناصر.

في الطابق العلوي، تقع غرف المراقبة والإشراف، مزودة بنوافذ تطل على الساحات الرئيسية، حيث يراقب المدربون أداء الطلاب دون تدخل. الجو العام للمبنى مشبع بطاقة سحرية خافتة، تشعر بها في الهواء، لكنها منضبطة... كما لو أن الجدران نفسها تراقب وتحكم.

قال جين وهو ينظر إلى ملامح الحماس والذهول على وجه إيلاريون، ضاربه على كتفه:

– جيد، جيد. كنت متأكدًا أنه سيعجبك المكان. لكن لا أنصحك بالتمرّن الآن، لابد أنك طالب مرحلة أولى، سيتم تقديم الطلاب الذين نجحوا والذين لم يحالفهم الحظ في الثامنة.

فعلًا، استمعت إلى نصيحته.

قلت:

– هل تعرف الطريق إلى المبنى المخصص للدراسة؟

قال:

– نعم.

قمت بشكره على إيصالي.

رد جين:

– أراك لاحقًا، يا فتى.

الساعة 7:50 دقيقة، بدأ الطلاب بالسير ناحية مكان التجمع داخل قاعة كبيرة.

وقف نائب المدير. كان الضغط الذي ينبعث منه ليس مزحة، شعر الكثير من الطلاب بأجسادهم ترتعش، بعضهم بالكاد كان واقفًا.

بالتأكيد، كان نائب المدير كان براتبه سيد سلطه(3) لا حضوره اشد عمق ووطغيان لابد انه برتبه سيد الجوهر(4). شخص يمكنك تسميته "جيش برجل واحد"، بشعره الأبيض الطويل إلى ظهره، وعينين عسليتين عميقتين كانتا حادتين، بدتا كعيون مفترس.

تجنب جميع الطلاب ملاقاة عينيه.

بزيه البسيط، ذو اللون الأبيض النقي، وبنطاله الأسود القاتم، كان صوته عميقًا ومليئًا بالقوة والسلطة. لم تكن مجرد كلمات، حمل كلامه سلطة وقوة خفية:

– مرحبًا بكم داخل أكاديميتنا العظيمة.

تحدثت ا الاستاذه إليرا بشعرها الأسود الطويل، وعينين بنفسجيتين كالجواهر، قائلة:

– سيتم تحديد مدى تأثيركم وأهميتكم داخل الاختبار.

هناك أربعة ألوان:

– الأسود. برزت منها هالة سوداء خافتة، دليل على رسوبك.

رأيت الخوف والقلق في عيون العديد من الطلاب.

– البرتقالي. وتبدلت الهالة إلى اللون البرتقالي، وهذا يعني أنك بالكاد نجحت.

علّق ثايد:

– لوني المفضل البرتقالي.

نظر ستون إليه قائلًا:

– اهدأ.

رد ثايد:

– تس، قاتل المتعة.

استمرت الأستاذة قائلة:

– اللون الأخضر. انبثقت هالة خضراء، كانت أشد من السوداء والبرتقالي. هذا يعني أنك قمت بعمل جيد جدًا.

– وأخيرًا: المثالي. انفجرت منها هالة ذهبية طاغية وصلت إلى سقف القاعة.

سمعت صوت تعجب وذهول الطلبة:

– مبهر.

– جميل.

– أنيق.

سمعنا مختلف التعليقات.

حسنًا، سيبدأ التقييم.

بعدها، بدأت هالة سوداء تحيط بالعديد من الطلاب، كالنار في الهشيم. شعرت بقشعريرة.

كان هناك قرابة 500 طالب في بداية الاختبار. بمرور الوقت، ازداد عدد الطلاب الذين أحاطت بهم الهالة السوداء.

أكثر من 250 طالبًا تم إقصاؤهم.

تم عزلهم. ذُهل الجميع. تم إقصاء نصف العدد تمامًا.

بعدها، أخيرًا، شرارة من الأمل. أول هالة برتقالية.

سقط حاملها على ركبتيه باكيًا، كان يبكي من السعادة. ترك هذا المشهد تعاطفًا كبيرًا.

ازداد عدد الهالات البرتقالية إلى 170، ووقفوا بمسافة عن الطلاب الذين رسبوا.

بعد ذلك، بدأت الهالة الخضراء.

من المذهل، أول من انبثقت منه الهالة الخضراء كان ثايد.

ابتسم ابتسامة كبيرة معلنًا انتصاره.

ضحك على ستون:

– سيتم إقصا...

قبل أن يكمل، أحاطت هالة خضراء بستون، وهنا كان دوره ليسخر من ثايد:

– عذرًا، لم أستطع سماعك.

استمرت الهالة الخضراء تحيط بالطلاب، حتى كان عددهم 70.

أصبح مجموع طلاب الهالة البرتقالية والخضراء 240.

أخيرًا، كان إيلاريون واقفًا بين ثايد وستون، يعتريه القلق:

– أتمّ إقصائي؟ لكنني متأكد من نجاحي، فلماذا لم أملك هالة برتقالية أو خضراء؟

في غمضة عين، انطلقت منه هالة ذهبية طاغية.

رأى إيلاريون الأمر بذهول:

– ذهبي... متأكد مما أراه؟

نظر إلى ثايد وستون، فوجدهما مذهولين.

قام ثايد بوخزي بجانبه، بينما قال ستون بغضب:

– تس، سرقت الأضواء!

لكن بعد ذلك، ضحكا:

– اذهب أيها البطل، قمت بعمل عظيم، وتستحق الأمر.

وقفت في المكان المخصص للطلبة ذوي الهالة الذهبية.

كانت الأنظار جميعها مسلطة علينا.

كان عددنا... من المفترض؟ لكن، لماذا نحن ثمانية فقط؟ إذًا، لم يحضر الآخرون؟

إلى هذه الدرجة هم واثقون من نجاحهم؟

بعدها، نظرت إلى الأشخاص على المدرجات.

رأيت العديد من الطلاب، لابد أنهم طلاب مرحلة ثانية وثالثة.

من بينهم، كان هناك من أعرفه

الشاب ذو الشعر الأسود والأحمر… جين.

2025/04/16 · 16 مشاهدة · 1078 كلمة
Alifox.
نادي الروايات - 2025