كان جميع أعضاء الفصل حاضرِين في ساحة التدريب، لكنهم لم يرتدُوا ملابس الأكاديمية بل ملابس تدريب خاصة: بدلات سوداء كاملة متناسقة تلتصق بالبشرة، تبرز عضلات الشباب ومنحنَيات الشابات، وكانت مصنوعة من موارد خاصة تتميز بالمتانة وسهولة الحركة أثناء التدريب.

كما أنّ كل واحد حمل في يده سلاحَه الخاص؛ كل من كاي وكيرا يحملان في يدِيهما سيوفًا مُزَيَّنة — مقبض سيفَي كاي وكيرا يحمل شعلة نار في نهاية المقبض — بينما نيجي، فتى الأَلْف، كان شعرُه أشقر وعيونه خضراء زمردية، يحمل قوسًا ذا قرنين مصنوعًا من خشب شجرة قديمة.

كان سكار يحمل فأسًا على كتفه، نُقِشَت عليه رأس أسدٍ تحمل شفرة الفأس، وقزمٌ يحمل مطرقةً بيدٍ طويلة، وتوأمٌ ثلاثة يحملون خنجرين.

كذلك، كانت الساحِرة سيلينا تمسك بعصا خشبية طويلة مُزَيَّنة بنقوشٍ سحرية، وفي يدهِا آخر كتابِ تعاويذ، وزينيثا تمسك بجَوهرة كُروية لإلقاء تعويذات، وأنيا تقف بهدوء لا شيء في يديها لكن هناك كرة صغيرة خضراء تقفز يمينًا ويسارًا على كتفها — كانت هذه روح ريح من درجة متوسطة —، وآديسون، فتى نظرة، يمسك في يده كتابًا سحريًا.

وأخيرًا، فتاة ذات شعر أزرق سماوي أريِل تمسك بعصٍ سحرية وكتاب، ولوكي وهيلا لكنهما ساحرتان قتال قريب لذلك يرتديان قفزَةً تحمل شعرَ تنين.

وقفت أمامهم الأستاذة مي.

"أين أريس؟"

تكلّمت وهي تنظر إلى الجميع.

"ربما هرب خوفًا من أن تُركَل مؤخرته."

تكلّم نيجي بغرور وسُخرية.

"أريد تقطيعك أيها اللعين."

تحدث كاي بغضب وهو يشير بسيفه نحو نيجي الذي ينظر إلى الجميع بغرور.

"آه، في موعدٍ بَضبط؛ لم أتأخر أليس كذلك؟"

كان أريس الذي ظهر من نفق بوابة قاعة تدريبه يرتدي ملابس تدريب الأكاديمية.

كانت ابتسامةٌ على طرف فمه، حيث توجد ندبة عمودية صغيرة عند طرفه، مما زاد من مظهره جمالًا.

خلفه كان هناك شخص يسير وهذا باين.

"لا، لم تتأخر بل كنت في الوقت المحدد."

أجابته مي وهي تبتسم بلطف، لكن ابتسامة بقيةٍ لم تكن جيدة بطبعها باستثناء كاي وكيرا.

نظر أريس إليهم وهم يحملون معداتهم.

"يا رفاق، هل أنتم ذاهبون إلى حرب؟"

لم يفهم أحد سبب السؤال لكنهم هزّوا رؤوسهم نافين ذلك.

"إذن إلى حفلة."

هزّوا رؤوسهم.

"غريب، لماذا تحملون معداتٍ سحرية؟"

"هذا من أجل قتال."

أجاب كاي بصدق.

"يا رفاق، هذا مجرد نزال عادي وأنتم تجهزون كل هذه المعدات من أجلي؟ حقًا أقدّر ذلك."

"أريد قتله."

"سأحطم غروره."

كان الجميع غضبًا ويردون الضربه .

"أممم، أريس أين سلاحك؟"

تدخلت مي وسألت أريس.

"لا أملك، أنا لست ثريًا مثل نبلاء ."

"آه، هل تريد أن أطلب لك سيفًا مثلهم من الأكاديمية؟"

هز أريس رأسَه رفضًا وتوجه مباشرة نحو رف أسلحة وأخذ أكثر سيفٍ مُتهلِك، ونظر إلى نصله.

"هذا جيد، أعتقد أنه يكفي."

"هل تسخر منا أريس أم ماذا؟"

تكلّم سكار بغضب.

"نعم، كنت أعتقد أنك مغرور لكنك مجنون."

كان صوت آديسون باردًا.

"لا، لا أسخر، بل هذه حقيقة؛ بصراحة لا يهم ماذا أمسك، هناك نتيجة واحدة وهي أنكم سوف تخسرون."

"أريس، هل أنت متأكد؟ أخبرني لا تخجل."

كانت مي تُحاول تلطيف الأجواء.

"أنا متأكد. لا يهم شكل أو نوع السلاح؛ إن تبعَ إرادتي فسيكون جيدًا."

صدمت مي من جملة أريس رغم أنها ليست فارسة — لقد قابَلَت عدة فرسانٍ في عائلته أو أصدقائه؛ أهم شيء في السلاح أن تكون الإرادة حاضرة.

في زاوية مظلمة، كان هناك ظلّ لَمَعَت عيونهُ ببريقٍ أدرك.

"حسنًا ومن هذا؟"

كانت تشير إلى باين الذي ما زال واقفًا كتمثال.

"حسنًا، هذا صديقي جاء اليوم لتصوير البث المُباشر لي هذه النزالات؛ يجب أن تعلمي أن الجميع يعلمون بهذا."

صدم الجميع عندما سمعوا أن أريس سوف يبث قتالهم على الأكاديمية بأكملها.

اتجه أريس نحو ساحة القتال واستدار إلى الجميع، وحرك رأسه نحو باين.

بسرعة فتح باين وظيفة البث المباشر حيث وصل إشعار إلى جميع الطلاب والأساتذة والمدير نفسه دخل لي مشاهدة عرض وكل شخص يحمل ساعة.

كان عدد المشاهدين خمسة آلاف مشاهد في اللحظة الأولى؛ باين كان يبتسم بحمق وهو يتخيل تحويل هذا العدد إلى نقاط.

قد يتساءل بعضكم: ماذا لو فتح أحدٌ فقط وشاهد آخرين معه؟ حسنًا، عندما تشتري طعامًا بمالك وصديقك يريد تناولَه معك لكنه لم يشترِ وأنت تعرف أنه يملك المال، هل تشاركه؟

بطبيعة الحال لا.

"أين أستاذة مي؟ هل نبدأ؟ لدينا جمهورٌ ينتظر مشاهدة القتالات والإثارة."

حتى مي كانت مصدومة ولم تستعد وعيها إلا بعد سماع صوت أريس.

"حسنًا، كما يعلم الجميع، سبب هذه قتالات؛ إن رأى فصلي أنني غير مناسبٍ لكي أكون رئيس فصلٍ، ومن أجل ذلك اقترحوا هذه النزالات ضِدَّ وُمُقَابِل أن فازت سوف أخذ كل رصيدهم و ان خاسرًت سوف اصبح خادم من فاز علي ، والآن نعلن أنه سوف تشاهدون لي لأول مرة طريقةً كهذه لاختيار رئيس فصل."

رفع يديه وهما مفتوحتان كمن يحتضن العالم بأسره، وصوته دوّى في الأرجاء كهدير الرعد، ممتلئًا بالجنون والعظمة والغرور.

في جميع أنحاء الأكاديمية، انتشرت الحماسة والإثارة، خاصة بعد سماع كلمات آريس التي أشعلت الدماء في عروق الجميع.

مي التي كانت تراقبه بعينيها الهادئتين، أدركت شيئًا وهي تسمع كلماته، شعرت بقشعريرة تسري في جسدها كأنها فهمت متأخرة ما كان يُخطط له منذ البداية.

تمتمت لنفسها بصوت منخفض يكاد لا يُسمع:

"منذ البداية... كان هذا هدفه. جعل الجميع يوافقون على القتال ضده، والآن من خلال البث سيُثبت أنهم لا يستطيعون التراجع. هل هذه ثقة... أم جنون؟"

كانت مشاعرها انعكاسًا بسيطًا لما شعر به معظم الشخصيات المهمة في أكاديمية القلب، خليط من الدهشة والإعجاب والخوف.

رفع آريس رأسه قليلًا، ابتسامة هادئة تعلو شفتيه، ثم قال بصوت خافت لكنه حاد كالنصل:

"الآن... لنبدأ من الأول."

نظر إلى الجميع بعينيه المضيئتين بوميض أسود غامض، وكأنهما تتحدّيان من يجرؤ على الاقتراب.

تقدّم أحد التوائم الثلاثة، وكان اسمه "سين"، خطواته كانت ثابتة رغم الارتجاف الخفيف في أطراف أصابعه.

قال بصوتٍ متعالٍ مملوءٍ بالغرور:

"آريس، سترى الآن ما معنى أن تتحدّى من هم أعلى منك!"

ضحك آريس بخفة، وسرت نغمة السخرية في صوته كخنجر يخترق الكبرياء:

"حقًا؟ أريد أن أرى ذلك بنفسي."

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[العين الملك ]

الاسم: سين

اللقب: متلاعب الكلمات (يمكنه إيقاع أي شخص في حديثٍ وجعله دمية في حواره)

المهنة: مغتال

الرتبة: نجمة واحدة

السمة: الظل

الموهبة: S (التحرك في الظلال دون أي حضور)

الغضب: 60

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقفت مي بينهما، رفعت يدها لتوقف تصاعد التوتر، وقالت بصوت صارم لكنه يحمل لمحة قلق واضحة:

"هذه مجرد مباراة، لذلك يُمنع التسبّب في إصابات خطيرة. إذا خالف أحدكما هذا، فسأتدخل بنفسي، والمخالف سيُعاقب."

أومأ الاثنان بالموافقة. رفعت مي يدها، وفي لحظةٍ قصيرةٍ اختفى صوت العالم حولهم.

أشارت بيدها للأسفل، فبدأ القتال.

انحنى "سين" قليلًا، ثم انطلق بسرعةٍ مذهلةٍ تاركًا خلفه خطًا بنفسجيًا متلألئًا كشرارةٍ في الليل، الهواء حوله تمزّق مع حركته، وصوت خطواته اختفى في الصدى.

ابتسم بجنون، وصرخ:

"آريس! ستدفع ثمن غرورك!"

وجه خنجره اللامع نحو وجه آريس، الذي لم يتحرك قيد أنملة.

عيناه جامدتان، بلا خوف، بلا تردد، بلا حتى رغبةٍ في الدفاع.

ظنّ الجميع أن هذه هي النهاية... أن آريس تجمّد من الرعب.

لكن فجأة، تبخّر جسده تاركًا خلفه صورةً ضبابيةً تتحطم مع الريح.

تجمّد الزمن للحظة، وعيون الجميع اتسعت في ذهول.

ثم سُمع صوتٌ خلف "سين":

"بطيءٌ جدًا..."

رنين صوته تسلل إلى أعماق الأذن مثل صدى من عالمٍ آخر، جعل شعر "سين" يقف بالكامل.

بسرعةٍ خاطفةٍ أطلق مهارته:

"قفزة الظل!"

واختفى جسده ليظهر من زاويةٍ أخرى في الساحة، وقطرات عرقٍ باردة تسيل على صدغه.

قال بلهجةٍ متوترةٍ يخفيها الغرور:

"آريس... اعترف أنني استخففت بك، لكنك لن تستطيع مجاراة مستخدم الظل الحقيقي!"

ضحك آريس بخفةٍ عميقةٍ كأنها خرجت من جوف هاوية:

"ههههه... تتحدث وكأنك مميز. مجرد مستخدم ظل أمام سيد الظلام؟"

بدأت هالةٌ مظلمةٌ كثيفةٌ تتصاعد من جسده، أشبه بدخانٍ أسود يتلوى ببطء، يحمل رائحة رمادٍ واحتراقٍ، كأنها جحيم يُفتح أمامهم.

الهواء من حوله أصبح أثقل، وصوت تنفّس مي ومدير الأكاديمية وأيلا تغير من الصدمة.

همس آريس بصوتٍ منخفضٍ أشبه بنذير كارثة:

"دعني أريك... ما هو الظلام الحقيقي."

في لحظةٍ، اندمج جسده بالظلام، واختفت هالته من الساحة تمامًا.

حلّ الصمت...

وساد الخوف.

التفت "سين" يمينًا ويسارًا، عيونه متوترة، أنفاسه سريعة، وقطرات العرق تتساقط من ذقنه إلى الأرض.

"أين هو؟!"

فجأة، امتدّ من ظله شكلٌ أسود كالأفعى، خرجت منه يدٌ مظلمةٌ أمسكته من جمجمته بقوةٍ ساحقة.

قبل أن يدرك ما يحدث، ارتطم جسده بالأرض بقوةٍ هائلةٍ.

بوم!

ارتجّت الساحة، وانتشر الغبار الكثيف، وصوت العظام يتشقق بين الصدى.

ارتفع الغبار عاليًا حتى كاد يغطي منصة التحكيم، والطلاب أمسكوا أنفاسهم، عيونهم متسعة، لا أحد يصدق ما رأى.

وحين انقشع الغبار...

كان "سين" ممددًا على الأرض، فاقد الوعي، والدم يسيل من فمه.

أما آريس، فوقف فوقه بثبات، قدمه فوق رأسه، وعيناه تشعّان بظلامٍ أرجوانيٍّ عميق، كأن فيهما بوابةً إلى الهاوية نفسها.

رفع رأسه نحو الجمهور، وصوته خرج كزئير وحشٍ خرج من الجحيم ذاته:

"من التالي؟!"

كان صوته يرتجّ في الصدور، يزلزل المكان كله، حتى إن بعض الطلاب شعروا بقشعريرة باردةٍ تسري في أعناقهم وكأنهم يواجهون وحشًا حقيقيًا لا إنسانًا.

____

هذا تلمس قبضة يعني سوف يضرب جميع .

2025/10/08 · 47 مشاهدة · 1372 كلمة
sir
نادي الروايات - 2025