بسرعة البرق مرَّ الفصل الدراسي بفضل أسلوب "مي" الممتع في التدريس. لم يكن درس التاريخ مملًا كما كان متوقعًا، بل على العكس تمامًا، كانت وجوه الجميع محبطة حزينة، حتى "كاي" و"كيرا" اللذان هما أكثر نشاطًا في الفصل ويكرهان الملل، شعرا بالإحباط الشديد لانتهاء الحصة.

"اللعنة على هذا الجرس اللعين! أريد تحطيمه!" تمتم "كاي" بنبرة ساخطة وغاضبة.

وقد وافقه بقية الجميع على هذا الشعور. عندما رأت "مي" هذا التصرف من فصلها، شعرت بالسعادة تغمر قلبها لنجاحها، وفي الوقت نفسه أرادت البكاء من تصرفات فصلها؛ حيث إنهم أحيانًا جادون وراشدون، وأحيانًا أخرى يتصرفون مثل الأشقياء الصغار المشاغبين.

في هذه الأثناء، وقف "آريس" ونظر إلى الجميع بعينين جادتين.

"حسنًا، بما أن الفصل قد انتهى، أردت أن أعلن عن شيء مهم للغاية."

قام بإخراج مجموعة من الأوراق التي بدت جديدة ومرتبة، وطلب من "كاي" و"كيرا" نشره على بقية الفصل. ارتفعت رائحة حبر الطباعة الجديد قليلاً في الهواء.

نظر الجميع إلى الأوراق، ثم حولوا نظرهم إلى "آريس" بعيون متسائلة.

"كما هو واضح في الورقة، هذا هو جدول التدريب الذي سيخضع له الفصل بأكمله."

توقف "آريس" للحظة حتى يستوعب الجميع الأمر وثقل القرار الذي أعلنه. كان الصمت الذي ساد الغرفة ملموسًا وله وزن.

"وللتذكير، هذا ليس طلبًا، بل هو أمر صادر من رئيس الفصل. يمكنكم تجاهله، لكن أريد تذكير الجميع بـعواقب العبث، فسوف ترون الجحيم على الأرض أمامكم."

كان صوته هادئًا ورزينًا، لكن جلالة القائد كانت واضحة فيه، خاصة في النهاية التي كانت باردة وقاطعة، وهذا جعل الجميع يرتعشون قليلاً من الخوف، فشعروا بـقشعريرة باردة تسري في أجسادهم.

عندما رأى "آريس" أن كل شيء قد انتهى واستوعب الجميع المعلومة، استدار وخرج بهدوء وثقة، تاركًا البقية يستوعبون تلك المعلومات الجدية والمفاجئة.

كان جدول التدريب بسيطًا وواضحًا:

في السادسة صباحًا: تمارين جسدية للجميع، حتى الساحرات لسن استثناءً. يستمر هذا التدريب البدني لمدة ساعة واحدة.

ساعة في المكتبة: للقراءة والمراجعة والتحضير.

في نهاية الأسبوع: يجتمع الفصل من أجل الغارات على الزنزانة.

لم ينظر آريس إلى الخلف أبدًا، ولم يهتم بما سيعتقده الجميع. كان هدفه الرئيسي من هذا التدريب هو تجهيز فصله للبطولة السنوية ضد بقية الفصول، حيث إن الفصل الفائز يمكنه دخول برج العشرة آلاف كنز الثمين. هناك عنصر يحتاجه بشدة موجود في الداخل، ولذلك وجب عليه تدريب فصله للفوز بالبطولة. كانت قواعد هذه البطولة تبدو سهلة وفي الوقت نفسه غير عادلة إطلاقًا؛ فكل فصول السنة نفسها تشارك، لكن كيف يمكن للفصول العادية أن تنافس فصول النخبة التي تمتلك موارد وموهبة متفوقة؟ لكن آريس لم يهتم حقًا بهذا المفهوم أو بمحاولة تغييره.

"في هذا العالم، لا وجود للعدالة. حتى في الولادة، هناك من كان نبيلًا وهناك عامي، موهوب أو غير موهوب. لا معنى للعدالة؛ لأن كل شخص يراها من منظوره الخاص."

تمتم آريس بهدوء بالغ، بينما كان يسير في الرواق الواسع متجهًا نحو الفصل التالي، يشعر بـبرودة الرخام تحت حذائه.

"العدالة؟ ههه! كلمات صنعها الضعفاء من أجل عزاء أنفسهم، واستغلها الأقوياء. هذا كل شيء! الفائزون يكتبون العدالة كما يشاؤون."

أطلق آريس ضحكة صغيرة سخرية مريرة، صدىها خفيفًا في الرواق.

في مكتب المدير

في مكتب مدير الأكاديمية، كان وجه ألان جادًا، وعيناه مثل صقر يترقب فريسته، يشعان بحدة غير معهودة. على طاولة الاجتماع في المنتصف، كانت هناك بلورة ماسيّة خضراء مغروسة في الطاولة، تتلألأ بهدوء، وهو جهاز اتصال سحري. كان يجلس هو ومعه مجموعة من شيوخ أكاديمية القلب؛ كانوا أربعة عجائز في عمر ألان تقريبًا:

الشيخ كايوس: فارس تسعة نجوم، وسيف الأكاديمية، المسؤول عن إدارة الأساتذة للتدريب على الهالة.

الشيخ إيثريون: فارس تسعة نجوم، المسؤول عن حماية الزنزانات الاصطناعية وبرج العشرة آلاف كنز.

الشيخة لورينيا: ساحرة تسع حلقات، وسيدة برج سحر أكاديمية القلب.

الشيخ ثيودين: ساحر تسعة نجوم، المسؤول عن الكيمياء وقيادة برج الكيمياء وميزانية الأكاديمية.

"حسنًا، ما رأيكم في المعلومات التي أرسلها القصر الإمبراطوري؟" تكلم ألان بهدوء بالغ، لكن صوته كان جادًا وثقيلًا.

الشيخ كايوس أجاب بغضب: "هؤلاء الصراصير الخضراء يحاولون تدمير السلام وبدء حرب!"

"نعم، لكن النقطة المهمة هي: ماذا نفعل؟" سألت الشيخة لورينيا بصوتها الرخيم.

تدخل الشيخ إيثريون: "حسب المعلومات، تحركاتهم صغيرة، لكنها سوف تصبح أكبر. وهذا سيئ وجيد في آن واحد."

"كيف سيئ وجيد؟ ما الجيد في تحرك الأورك؟" سأل الشيخ ثيودين باستغراب، وعبست ملامحه التجاعيد.

أوضح الشيخ إيثريون: "الجيد هو أن لدينا وقتًا لتدريب جيل جديد من قادة وفرسان وساحرات أقوياء. والسيئ هو: لماذا تتجمع قبائل الأورك؟ ومَن يجمعهم؟"

بدأ شيوخ الأكاديمية يتشاجرون ويتجادلون بغضب، وتوقفت أصواتهم فجأة. كان ألان يشاهد حوارهم بصمت، بينما كان عقله يتسابق بأفكار مختلفة وخطط معقدة.

"هذا يكفي! نحن هنا لإيجاد حل، وليس للقتال فيما بيننا." تكلمت الشيخة لورينيا بحزم قاطع، ونظرة منها أسكتتهم.

عندها صمت الجميع، وبدأوا في التفكير بعمق. بدأ كل واحد يعرض أفكارًا أو اقتراحات مختلفة، وظل ألان يستمع بهدوء مطمئن.

"الآن، ما هو رأيك أنت يا ألان؟" نظر الأربعة إليه، حيث إنه منذ بداية الاجتماع وهو لم يُشرك رأيه بأي طريقة.

"أعتقد أن سبب تجمع الأورك ليس مهمًا؛ لأن هذا ليس اختصاص أكاديمية القلب، بل الإمبراطورية وحدها. أما ما نفعله، فكما في الماضي، هو أن نصنع الأبطال الذين سيقودون هذا الحمل الثقيل."

الشيخ كايوس هز رأسه ببطء: "إذن، فكرت في كل شيء."

"نعم. على طلاب أكاديمية القلب التدرب على القتال ضد الأورك." قال ألان بنبرة خالية من التردد.

"كيف ذلك؟" سأل الشيخ ثيودين.

"سهل. سوف نبدأ لهم بعرق أدنى من الأورك، وهم العفاريت . وكيف ذلك؟ سوف نجعله في شكل مسابقة؛ حيث نقوم بإنشاء جزيرة تكون سجنًا للعفاريت، ونرسل الطلاب لقتالهم. والفائزون يحصلون على مكافأة." ارتفعت نبرة صوته بثقة.

"هل أنت مجنون يا ألان؟ هل تريد قتال الطلاب هكذا؟" صرخ الشيخ كايوس بغضب، وشعرت الغرفة باهتزاز طفيف من قوته الكامنة.

"نعم! كيف يمكن أن يصبحوا قادة إذا لم يروا دماء حقيقية؟" ضرب ألان الطاولة بقوة مفاجئة، واهتزّت البلورة الماسّية قليلاً. "هذه الأكاديمية بُنيت بدماء وعظام! هكذا بناها معلمنا قبل خمسين عامًا!"

ساد صمت ثقيل.

"كذلك، أنتم تعرفون أن هذا يصب في مصلحة الإمبراطورية والعائلة المالكة. هكذا يمكننا إنتاج قادة مناسبين، بينما نتخلص من النفايات وأضعف النبلاء ذوي الأطماع." كان الخبث واضحًا في عينيه.

صمت الأربعة بعد سماع كلمات ألان القاسية، خاصة أنهم من ساعدوا معلمهم في تطوير أكاديمية القلب.

"أنا موافق." قال الشيخ إيثريون ببطء بعد تفكير عميق.

"أنا كذلك." ردت الشيخة لورينيا بحزم.

هكذا وافق الجميع. وتم إعلان القرار: بعد ستة أيام، هناك مسابقة قتال. يمكن للجميع المشاركة أو عدم المشاركة، ولكن يجب التوقيع على وثيقة تنص على أن الأكاديمية لا تتحمل مسؤولية الموت أو الإصابات. الخوف دبَّ في قلوب الكثيرين، لكن هناك إغراءات عظيمة للمكافأة، لذلك من تراجع خطوة، انطلق خطوة بسبب الجشع ووقع على وثيقة المشاركة.

آريس، الذي كان قد أكمل يومه وسمع الأخبار، ابتسم قليلاً.

"هذا ما كنت أنتظره تمامًا."

رفع آريس رأسه إلى السماء الزرقاء الصافية.

"يبدو أنني أحتاج إلى أخذ ذلك العنصر الآن."

هكذا انطلق آريس بسرعة خاطفة نحو المكتبة. كان المنظر مألوفًا: اتجه نحو رفوف الكتب وبدأ يتجول بشكل غير مبالٍ وكأنه يبحث عن شيء عشوائي بين بحر الكتب الهائل، حتى وصل إلى أعماق الجزء المنسي من المكتبة.

هنا كانت رائحة الغبار والورق القديم تفوح، وهي كتب لم تُلمس منذ زمن بعيد. بين كل هذه الكتب، كان هناك كتاب غير واضح المعالم، بغلاف قديم ومهترئ، عليه نقوش غامضة تندمج لتشكل كلمات: "تنين مدمر العالم".

"هذا هو." تمتم آريس بهدوء لنفسه.

بحركة سريعة ودقيقة، ألقى تعويذة صمت وحجب ووهم من أجل إخفاء أي حركة أو أثر. مد يده ليسحب الكتاب. ما أن انزاح الكتاب قليلاً، حتى ظهرت دائرة سحرية حمراء ساطعة أسفل آريس، مع رموز معقدة وغامضة تومض.

عندما رأى آريس هذه الدائرة، لم تظهر عليه أي علامات توتر أو خوف، بل ابتسم قليل فقط.

2025/11/03 · 125 مشاهدة · 1185 كلمة
sir
نادي الروايات - 2025