11188 - معركة الجمجمة السوداء (2)

الفصل 1188: معركة الجمجمة السوداء (2)

كانت التشكيلات القتالية لعشيرة فالور تتقدم بثبات محافظةً على بنيتها، غير أن ساني لم يكن ملائماً تماماً لتكتيكاتهم المصقولة.

لكن كان لا بد لشخص ما أن يوقف اندفاع جموع أتباع سيدة الوحوش. لقد كان هناك بحر منهم، يتراوحون بين كائنات تافهة خاملة إلى عمالقة فاسدين مرعبين. هجوم الفرسان قد قضى على بعضهم، لكن عدداً لا يحصى ظل مندفعاً.

وبينما كان يراقب هذا السيل الهائل من المسوخ، شعر ساني بقشعريرة تسري في جسده. سيدة الوحوش… قوتها كانت عظيمة ومرعبة حقاً.

لكن هو الآخر، يمكن أن يكون مرعباً.

حين أطلق ساني الظلال الكامنة داخل فانوسه الإلهي، انتشرت موجة من الظلام من تحت قدميه، لتتسع نحو جموع المهاجمين.

وفي لحظة… دبت الحياة فيها.

«اقتل!»

لقد قطع ساني شوطاً طويلاً في إتقانه لفن تجسيد الظل. من دفع قطعة قمامة عن طاولة مطبخه، إلى تقييد عملاق وما بعده، لم يتوقف يوماً عن التطور. والآن، حان وقت استخدام كل تلك الدروس لغرض واحد:

التدمير الأقصى.

…تحرك الظلام، وارتفعت منه فجأة أيدٍ لا حصر لها، حالكة السواد. أمسكت بالمسوخ المنقضة، ومزقت لحمها بمخالب أوبسيدية طويلة. وفي لحظة، تحوّل قطاع واسع من الحشد إلى جحيم مروّع من الظلال المتحركة، والدماء المتدفقة، والأجساد الممزقة. ترددت صرخات وعويلات حادة، كلها مليئة بعذاب يبعث على القشعريرة.

لم يهتم ساني بردة فعل محاربي فالور. كان ذهنه في حالة من صفاء المعركة، مدعوماً بعباءة الشفق، ومع ذلك تطلّب الأمر كل قوته الذهنية ليمسك بخيوط كل هذه الظلال المتجسدة. شعر وكأن دماغه سينفجر، لكن النتيجة كانت دماراً واسعاً بدا كأنه عمل إله مدنس.

لم يحافظ على هذا المشهد سوى ثوانٍ قليلة، حتى لا يستهلك الكثير من جوهره، لكنه كان وقتاً كافياً — فقد تحطم قلب الحشد تماماً، وضاع زخمه.

وعلى يساره، أضاء وميض مبهر السماء فجأة، والتهمت نيران بيضاء غاضبة كتلة أخرى من الأتباع.

وبمجرد أن انقشع الظلام وتلاشت النيران البيضاء، كان الطليعة من قوات فالور — ساني، نيفيس، مورغان، وجِت — قد وصلوا إلى وحوش الكابوس المستعبَدة.

كانت نيفيس ترتدي درعاً أسود متقناً، ينساب منه بريق أبيض ناعم بين الفواصل. لكن سيفها الطويل كان الأشد بريقاً، يشق المسوخ كأنه شعاع من نور نجمي محرق. تحركت بسرعة مذهلة ورشاقة قاتلة، كقاتلة وُلدت في السماء.

أما جِت فكانت فتاكة بالقدر ذاته تقريباً، وإن كان أسلوبها القتالي أقل أناقة بكثير. كل ما فيه كان الكفاءة والعملية والذبح — ضرباتها لم تترك آثاراً واضحة على أجساد ضحاياها، لكنها بدت أكثر وحشية.

مورغان، في المقابل، كانت إعصاراً من الفولاذ. كل ما حولها تمزق وتفتت كما لو كان محاطاً بحقل غير مرئي من قوة قاطعة. لكن لم تكن هناك قوة خارجة عنها... بل كانت مورغان نفسها، بجسدها وسيفها. بدت كخط أسود وقرمزي، يترك وراءه سحباً ضبابية من الدماء.

أما ساني، فلم يكن هناك شيء مبهر في أسلوبه — على الأقل في هذه المرحلة المبكرة من المعركة، حيث كان يحافظ على جوهره. كان وصفه الأمثل هو

المراوغة

؛ إذ كان يرقص بين هجمات المسوخ مثل ظل، يتفادى سيول الضربات بسهولة، ويطلق أحياناً ضربات سريعة خاصة به. لم تكن هذه الضربات تبدو قوية، وتترك وراءها جروحاً صغيرة فحسب، لكنها بطريقة ما لم تفشل أبداً في إسقاط خصومه.

وبعد لحظات قليلة من انغماس الأربعة وسط الحشد، التحم تشكيل فالور مع العدو أخيراً.

ارتفعت السيوف وهبطت. انطلقت السهام. وتفعّلت مئات القدرات الجانبية في تناغم يصعب تصوره.

وانسكب الدم على الأرض.

تجمد ساني بدهشة.

«ما… ما هذا بحق الجحيم…؟»

كان للتدريب والاعتياد على قوى الرفاق حدود. وساني كان يعرف ذلك أكثر من غيره، إذ كان يوماً عضواً في جماعة من المستيقظين، بل وقادها لفترة. بل إنه تولى قيادة قوات عسكرية كبيرة أيضاً.

لذا كان يفهم جيداً كم أن التآزر والانسجام أمران حاسمان. فقط حين يصل التعاون بين أفراد الجماعة إلى مستوى يجعلهم يتحركون ككيان واحد دون الحاجة إلى كلمات، يكون لتلك الجماعة فرصة للبقاء.

لكن الجماعات عادة ما تكون صغيرة لسبب وجيه. فمع اختلاف وتنوع القوى الجانبية، كان جمعها في انسجام مهمة شبه مستحيلة — وكلما كبر عدد المستيقظين، زادت صعوبة المهمة أضعافاً مضاعفة.

أما جيش فالور، فقد أظهر مستوى من الوحدة يفوق حدود المعقول. لم يكن مثالياً تماماً، لكنه قريب بما يكفي من الكمال ليصيب المرء بالذهول. بدت تشكيلتهم أقل شبهاً بمئات المحاربين يقاتلون جنباً إلى جنب، وأكثر شبهاً بكائن واحد له ألف ذراع وألف رأس.

كآلة حرب مصنوعة بإتقان.

كان الأمر صادماً... ومخيفاً بعض الشيء.

«اللعنة…»

وبينما كان يشق طريقاً دموياً عبر الأتباع، لم يستطع ساني إلا أن يلاحظ التشكيل القتالي لعشيرة فالور. كانوا يتقدمون بثبات، يصمدون أمام ضغط حشد المسوخ مثل حصن فولاذي متحرك. تساقطت أعداد لا تحصى من الوحوش تحت سيوف المستيقظين الحادة، وكلما ظهر مخلوق قوي بشكل خاص، خرج فارس ليتصدى له.

السهام لم تتوقف عن الانهمار. والسلحفاة العملاقة كانت تزحف خلف التشكيل، تعمل كحصن متنقل... لكن حتى وجودها لم يفسر كيف كان الرماة يفتكون بأعدائهم بدقة مذهلة دون أن يهددوا حلفاءهم.

«…إنها السيوف.»

لم يكن لدى ساني سبب منطقي ليصل إلى هذا الاستنتاج، لكنه كان واثقاً أنه على حق. إن هذا المستوى المذهل من الوحدة بين مئات المستيقظين من فالور كان لا بد أن له علاقة بالسيوف التي صاغها سيدهم ومنحهم إياها.

«لا عجب أن يُشتهر فالور ببراعته القتالية.»

لكن... كم سيكون التعاون المثالي مميتاً في حرب كهذه؟

أعاد ساني سريعاً حساباته بشأن المعركة، آخذاً هذا المتغير الجديد في الحسبان.

فنعمة السيوف المصنوعة كانت بلا شك ميزة قوية — أقوى بكثير مما يظنه المرء.

لكن هل تكفي وحدها لقلب مجرى المعركة؟

بدا له، بطريقة ما، أنها لا تكفي.

فموقف فالور ما زال ضعيفاً بشدة.

«ما الذي تفكر فيه مورغان…؟»

.................................

.................

........

في النهاية اتمنى تكونوا استمتعتوا بالفصل

واتمنى لو في خطا في الترجمة توضحولي في التعليقات واتمنى تشجعوني وتدعموني عشان اكمل القصه

⚡ANORAK

2025/09/08 · 10 مشاهدة · 892 كلمة
ANORAK
نادي الروايات - 2025