الفصل 1196: معركة الجمجمة السوداء (10)
وسط جلبة المعركة، الممزوجة بدوي الرعود وهمس المطر المتساقط، كان سيفان يصنعان لحناً قاتلاً من الفولاذ.
كان موردريت يعلم أنه أضعف من شقيقته الصغرى. كان أبطأ منها أيضاً، وأقل صلابة بكثير. وربما كان أقل مهارة كذلك. كانت قواه هائلة، لكنها عديمة الجدوى ضدها. ملك السيوف قد حرص على ذلك. نوى روحه استُهلكت في صنع الانعكاسات، وتلك الانعكاسات استُهلكت الآن في صد جيشها.
ذلك الجيش كان أقوى أيضاً من الجيش الذي في صفه. مورغان هي من اختارت ساحة المعركة واستدرجت العدو إلى فخ. كقائدة عسكرية، كانت قد نجحت بالفعل.
لكنها لم تكن مجرد إستراتيجية ماكرة. كانت محاربة بارعة أيضاً. كانت مورغان أشبه بسيف لا يُوقف. امتلكت كل ما يفترض أن تمتلكه أميرة الحرب. القوة، الموهبة، العزم، الذكاء… امتلكت سلطة العائلة ورضاها كذلك. بينما موردريت لم يكن يملك شيئاً. لطالما كان بلا شيء. وكل ما حاول أن يجعله له، إما دُمّر أو انتُزع منه.
ومع ذلك، ورغم كل هذا…
لم يكن لينخسر.
كان سيفوز.
"موتي، أيتها الوضيعة!"
تصادمت سيوفهما، وحتى مع أن موردريت كان قد استشف نيتها، إلا أنه طُرح للخلف. كانت صدته مثالية، لكنها لم تكن قوية بما يكفي. انزلق في الوحل وأطلق أنفاساً متقطعة من الألم. تشتت تركيزه قليلاً.
المطر كان يهطل من حولهما كجدار رمادي، وكل قطرة كانت مرآة. انعكس العالم على نفسه آلاف المرات، وكل تلك العوالم المنعكسة أغرقت ذهنه كموكب من الرعب. كل موت بشع، كل صرخة يائسة للاستغاثة، كل فعل شجاع خالص، كل نحيب جبان للهزيمة… كلها انعكست وتضاعفت وانسكبت في رأسه. ساعده ذلك على التوجه وسط فوضى المعركة، لكنه كان أيضاً…
"آه… مزعج."
لهذا لم يكن يحب المطر.
كانت مورغان تقترب بالفعل. ابتسم موردريت وهو ينهض لمواجهتها.
ها هي… شابة جميلة في درع أسود، تشبهه كثيراً. وماذا كانت تعرف؟ لم تكن تعرف شيئاً. كانت مجرد طفلة حين قررت عائلته أن تخونه. لم تكن حتى نائمة حينها. لم تكن موجودة عندما دُمّر جسده الأصلي، أو حين سُجن في قفص كالحيوان…
مورغان لم تكن من بين أولئك الذين يريد قتلهم أكثر. لكنها كانت رمزهم.
بالنسبة لموردريت، كانت تلك الشابة ذات الوجه المشابه لوجهه رمز عشيرة فالور العظيمة. كانت تجسد كل ما أراد تدميره. ولهذا…
كان سيمزقها إرباً.
تألّق سيفها، قاطعاً قطرات المطر بنظافة وهو يتجه نحو جسده. حاول صدّه، لكن بلا جدوى — فالضربة كانت خديعة. بعد لحظة، اخترق ألم حاد الجانب الأيسر من وجهه.
ترنح موردريت للخلف، شاعراً بالدماء تسيل على وجنته.
"آه… أظن أنني فقدت عيني هذه المرة…"
وبينما أضاء البرق وجهها، ظلّت ملامح مورغان جامدة.
"تافه."
هل بدا صوتها… محبطاً؟
ابتسم موردريت ورفع سيفه دون أن يقول شيئاً.
عادةً، كان هذا الوقت لتنفيذ مخطط… خدعة ماكرة، خديعة خفية، انقلاب غير متوقع… شيئاً كهذا. كان سيد تلك الأساليب، في النهاية.
لكن حين قال إنه لن تكون هناك خدع اليوم، كان صادقاً. لم يكن هناك جدوى من تدمير رمز فالور بالخداع… ولن يكون هناك إشباع كذلك.
فالكراهية في صدره لن تُروى.
لا… كان سيهزمها بجسده وسيفه فقط.
لأنه، حتى بعد أن نبذوه… ظل موردريت أقوى، قوياً بما يكفي ليدمرهم جميعاً.
وكان عليهم أن يتعلموا ذلك.
"هلمي، أختي… أظهري كل ما لديك!"
غرق ضحكه في صوت المطر.
واستجابت مورغان.
لثوانٍ معدودة، اشتبكا، وسيوفهما تنشد أغنية حادة قاتلة. اصطدام الفولاذ بالفولاذ اندمج في لحن واحد عميق الرنين. كانا أسرع من أن يُلحق بهما النظر، أكثر مهارة من أن يُجارا. لم يستطع أي منهما التفوق على الآخر، والذين تصادف وجودهم في طريقهما لم يكن أمامهم سوى الفرار، محدقين برعب وإعجاب.
لكن في النهاية، وبحتمية، حطمت مورغان دفاعاته.
اخترق سيفها درعه، مغرزاً في صدره. لو كان شخصاً آخر، لكان قلبه قد ثُقب… آه، لكنها لا بد قد اضطربت قليلاً. بما يكفي لتنسى أن شقيقها وُلد بحالة نادرة تجعل مواقع أعضائه الداخلية معكوسة.
فأخطأت قلبه.
ومع ذلك… فإن اختراق السيف لرئتك مؤلم للغاية. مؤلم على نحو لا يُحتمل.
لكن الأمر لم يهمه.
بدلاً من التراجع، اندفع موردريت إلى الأمام وأمسك عنق مورغان. اتسعت عيناها، وحاولت بسرعة أن تلوي السيف في جرحه.
كانت ذراعها الأخرى تتحرك بالفعل لتصد الضربة المحتملة من سيفه.
لكن بدلاً من استخدامه، نطحها موردريت برأسه، وشعر بأنفها يتحطم تحت قوة الضربة غير المتوقعة.
ترنحت مورغان للخلف.
كانت الدماء تتدفق من أنفها المكسور، تلون أسفل وجهها باللون الأحمر.
"أيها الحقير… الوغد…"
سيفها، الذي كان لا يزال مغروزاً في صدره، تفتت إلى دوامة من الشرر القرمزي. لم يستطع موردريت إلا أن يتمايل مطلقاً صرخة ألم.
بلا شك، كانت ستستدعيه من جديد… لكن ذلك سيتطلب بضع ثوانٍ على الأقل…
لم تأبه مورغان، بل اندفعت قدماً. ارتفعت ساقها في الهواء، مستهدفة قطع رأسه بضربة نظيفة. تصدى لها بسيفه، وشعر بسيفه يتشقق.
انكسر سيفه.
وتبعه مزيد من الألم.
ساق مورغان اخترقت سيفه، ودرعه، وساعده. انكسر العظم، وتمزقت العضلات، وانقطعت الأوتار.
سقطت يده النازفة على الأرض.
من دون أن يلتفت إليها، تقدم موردريت ودفع بسيفه المكسور في الشق الضيق بين صدر درعها والصفائح المعدنية التي تحمي خصرها السفلي. غاص النصل المتعرج في جانب شقيقته… ورغم أن لحمها بدا متيناً كالصلب، فقد دفعه بعمق قدر استطاعته قبل أن يتلاشى السيف المكسور في مطر من الشرر.
أطلقت تأوهًا مكبوتاً ودفعت نفسها بعيداً.
"سأ… أقتلك…"
حاولت إخفاء الأمر، لكن كان في صوتها مسحة تردد.
كانت مورغان تفوز… بلا شك تفوز. فقد تلقت جرحاً خطيراً واحداً فقط، بينما بدا عدوها نصف ميت بالفعل. كان أشبه بجثة تمشي.
فلماذا… لماذا كان هادئاً هكذا؟ ما الخطب به؟
شعرت بقشعريرة تسري في عمودها الفقري.
…كان سيفها يتجسد من جديد في الواقع.
وكان موردريت يستدعي سلاحاً جديداً أيضاً.
نظر إلى أسفل، نحو يده المبتورة، وتجاوزها ببرود.
"لا. لن تفعلي."
كان في كلماته نبرة نهائية.
عَضّت مورغان على أسنانها، متجاهلة الألم، وهاجمته مرة أخرى.
.................................
.................
........
في النهاية اتمنى تكونوا استمتعتوا بالفصل
واتمنى لو في خطا في الترجمة توضحولي في التعليقات واتمنى تشجعوني وتدعموني عشان اكمل القصه
⚡ANORAK