الفصل 1200: معركة الجمجمة السوداء (14)
كان الوقت يتحرك ببطء شديد…
لا، لم يكن الوقت بطيئاً، بل كان ساني هو من يتحرك بسرعة فائقة. بدا وكأن العالم قد تجمّد.
المطر عالق في الهواء، نوافير الطين تجمّدت مكانها، وأجساد المستيقظين المحتضرين في البعيد بدت مثل تماثيل مشوّهة.
في هذا العالم شبه الساكن، لم يكن هناك سوى شيئين غير مقيدين بالجمود — القديس الوحشي أمامه، الذي لم يكن أبطأ من ساني نفسه، وصاعقة برق كانت تزحف عبر السماء، تمتد نحو الأرض متشعّبة وهي تنير ساحة المعركة الدموية.
(أسرع!)
فجأة، دوّى زئير هائل من فم "الناب الكاسر"، مشوّه وغريب ومخيف. كان من الممكن أن يصدم ساني كجدار صلب…
لكنه كان مستعداً.
فقد تفعّل سحر الصمت في الناي العظمي الزمردي، خالقاً قبة من السكون التام حوله. مرّ ساني عبر الزئير السحري دون أن تطاله قوته الساحقة… لكن خلفه، كان على نيفيس أن تتحمل أثره كاملاً دون حماية نيرانها.
وبعد أن حُرمت من التعزيز، لم تستطع مقاومته كما فعلت من قبل.
أبعد ساني صورة جسدها الساقط عن ذهنه، وركّز على مهمته.
بل إن أهمية النجاح أصبحت أكثر وضوحاً الآن بعدما أُضعفت شريكته. إن فشل، سيموتان كلاهما.
لكنه كان قد رفض بالفعل احتمال الفشل.
لقد كان سينتصر. سيفعل ما وعد أن يفعله. سيقتل هذا القديس الملعون!
في تلك اللحظة، لم يكن "الناب الكاسر" مجرد خصم عابر بالنسبة لساني. بل كان تجسيداً لكل ما أراد تدميره — سلطة العشائر العظمى الفاسدة، لعنة سلسلة الكوابيس، ووسم العجز المؤلم الذي وُشِم على روحه منذ فالكون سكوت.
القيود التي لا مفر منها لمصير قاسٍ.
لقد كان العدو. عدواً مرعباً، قوياً بشكل طاغٍ، يكاد يكون هزيمته مستحيلة.
ولكن…
لو تمكن ساني بطريقة ما من هزيمته…
فربما يتمكن يوماً من تجاوز العقبات الأخرى المستحيلة التي كانت تسحقه أرضاً.
لقد سئم ساني من الخسارة. خسر في مركز القارة القطبية، والآن، بسبب مردريت ومكائده الملعونة، كان على وشك أن يخسر هنا أيضاً في شرق القارة. لذلك، كان مستعداً أن يراهن بكل شيء على هذه الضربة الواحدة.
لم يكن لديه خيار سوى إنهاء كل شيء بضربة واحدة — ليس فقط لأن نيفيس أصبحت ضعيفة وهشّة الآن، ولكن أيضاً بسبب طبيعة قوى "الناب الكاسر".
فقوة القديس الجسدية المرعبة كانت تتضاعف بالغضب والألم. ولو وجّه له ساني جرحاً خطيراً لكنه غير قاتل، فإن تلك القوة ستنفجر أكثر، لتحوّله إلى وحش لا يمكن إيقافه.
كانت أمامه فرصة واحدة فقط.
لقد حقق ساني بالفعل ثلاث معجزات لينال تلك الفرصة الوحيدة. تعلّم أسرار جانب القديس، وفكّ شيفرة أسلوب قتاله الوحشي، ووجد وسيلة لمعادلة هجمته الصوتية المدمّرة. والآن، لم يتبقّ إلا أن يقطع عنقه بسيفه.
وليس أن ذلك سيكون سهلاً.
فالقديس لم يكن ينتظر الموت بهدوء. كان يتحرك بالفعل، منقضاً بسرعة تتجاوز كل منطق. كانت مخالبه مستعدة لتمزيق ساني، وأنيابه لتغرس في لحمه. ورغم أن الفجوة في القوة بينهما ضاقت كثيراً، ظل "الناب الكاسر" يتفوق في القوة، والوزن، والحجم الهائل.
لكن لا بأس.
كسليل شاطئ النسيان، كان ساني خبيراً في قتل الكائنات الأكبر والأقوى منه.
وبينما استوعب جوهر أسلوب "الناب الكاسر" داخل رقصة الظلال، لم يكن القديس قد استوعب بعد تقنية ساني الخاصة.
وكيف له أن يفعل، حين كانت تقنيته بلا شكل، مثل الظلال؟
كل ما يمكن للقديس فعله هو محاولة توقّع تحركات خصمه بناءً على خبرته الهائلة في آلاف المعارك. لكن كانت هناك مشكلة في هذا النهج أيضاً.
ذلك لأن القديس لم يسبق له أن قاتل مخلوق ظل من قبل. كان لا يزال يحكم على ساني كما لو كان مجرد إنسان.
لكن ساني، وإن ظل يعتبر نفسه إنساناً، كان شيئاً أكثر قليلاً.
وأثناء اقتراب الاثنين من بعضهما، مستعدين للضرب، استخدم ساني مرونة رقصة الظلال ليثني جسده بطريقة قصوى وغير طبيعية تقريباً. وفي الوقت نفسه، استغل خصائص درعه الشيطاني لينتقل من الركض على قدمين إلى مشية واطئة تشبه الوحوش.
ونتيجة لذلك، اخترقت مخالب القديس قطرات المطر فوق رأسه، فيما ظل اندفاعه كما هو.
ضغط ساني على أسنانه وأطلق زمجرة وحشية، مستعملاً كل قوته الجبّارة ليدفع نفسه عن الأرض وينقض في الهواء.
لكن "الناب الكاسر" كان سريعاً وماهراً لدرجة لا تسمح للهجوم المفاجئ أن يصل إلى هدفه.
ففي جزء من الثانية قبل أن يهوي ساني بسيفه على عنق القديس…
دفعت يد هائلة ذات مخالب نحو صدره.
وكانت قوة تلك الضربة مروّعة.
تحطّم الأونيكس في درع الظل وانفجر، كما لو أنه ضُرب بخمسة سيوف متعالية دفعة واحدة. وتمزّقت الظلال التي شكّلت قشرة الشيطان فوراً.
وفي لحظة، تم تشويه الكيان الظلي إلى درجة لا يمكن التعرف عليها. النصف العلوي من جذعه تحطم بالكامل، متفجراً إلى نافورة من الظلام. رأسه المقرن انفصل وطار في الهواء. ذراعان من أصل أربعة قُطعتا.
وأُلقيت الجثة الممزقة إلى الوراء.
وانفلت سيف "خطيئة العزاء" من أصابعه.
لكن…
قشرة الشيطان الظلي كانت وحشاً شاهقاً يقارب ارتفاعه ثلاثة أمتار.
أما ساني، فكان شاباً ذا قامة متواضعة نسبياً.
لذلك، كان بإمكانه بسهولة أن يغيّر البنية الداخلية للقشرة بحيث يسمح بالتضحية بجزئها العلوي بينما يبقى هو سالماً تماماً.
… وفي اللحظة نفسها التي اخترقت فيها مخالب "الناب الكاسر" صدر ورقبة القشرة، بدأت القشرة كلها تفقد تماسكها فجأة، متحللة إلى ظلال أثيرية.
وعند أسفل القطع المرعب مباشرة، ظهر رأس ساني الحقيقي.
القشرة المتبددة طُرحت إلى الخلف بالضربة، لكن جسده، وقد تحرر منها، واصل اندفاعه إلى الأمام كالرصاصة.
وتوقف الزمن.
ممسكاً بمقبض "خطيئة العزاء" بيده البشرية، ملأ ساني عضلاته بالقوة الرهيبة لظله ولهيب نيفيس…
وغرس رأس سيفه في عين القديس الوحشية.
.................................
.................
........
في النهاية اتمنى تكونوا استمتعتوا بالفصل
واتمنى لو في خطا في الترجمة توضحولي في التعليقات واتمنى تشجعوني وتدعموني عشان اكمل القصه
⚡ANORAK