11203 - معركة الجمجمة السوداء (17)

الفصل 1203: معركة الجمجمة السوداء (17)

انشقّت السماء، مشقوقةً بصدع عمودي ضيق. خلفه، تنحّى نسيج الواقع ليفسح الطريق نحو هاوية حالكة مفزعة من العدم—حيث بدا أن الضوء والظلام كليهما قد التويا وتشوهّا قرب البوابة، يتكسران بينما يُدمَّران.

ذلك الصدع جعل ساحة المعركة بأسرها ضئيلة، ممتدًا لمئات ومئات الأمتار عبر السماء الممزقة. كانت الحامية المهجورة، وكذلك الشق الأسود للبوابة الكابوسية المؤدية إلى جوار الجمجمة السوداء، يبدوان تافهين لا قيمة لهما أمامه.

موجة صدمة غير مرئية اندفعت للخارج من النقطة التي لامس فيها الصدع المهول الأرض، مولدة قوة شبه لا تُقاوَم. تماسك "ساني" لكنه ترنّح مع مرور الموجة خلاله، بالكاد محافظًا على وقوفه.

غمر ذهنه العواء الصاخب المدوّي لـ"النداء"—أعلى صوتًا بعشرات المرات، أشد إيلامًا ولا يُطاق، وأكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.

قاوم "ساني" بيأس الرغبة الطاغية في الخضوع.

من حولهم، صرخ المحاربون المستيقظون وهم يمسكون رؤوسهم ويسقطون على ركبهم. كانت أعينهم مفتوحة على اتساعها، لكنها لا ترى. بعضهم كان ينزف، والبعض الآخر يزحف باتجاه البوابة. آخرون طرحهم انفجار الموجة على الأرض.

القوة اللامرئية لم تفرّق بين من يخدمون عشيرة "فالور" ومن يخدمون عشيرة "سونغ"—جميعهم كانوا سواء أمام ذلك الصدع المروّع.

أما البشر العاديون، فلو وُجد أحدهم ليشهد هذه المعركة، لكان قد مات في الحال تحت وطأة ضغط البوابة.

ترنّح "ساني" للخلف ورفع بصره إليها برعب.

تحركت شفتاه: «الفئة الرابعة… إنها بوابة كابوسية من الفئة الرابعة…»

وبمجرد أن نطق بهذه الكلمات…

اهتز العالم مرة أخرى، وشقّ آخر انفتح في السماء.

ارتجف الكون، وصدع آخر مزّق نسيج الواقع.

مثل ثلاثة أعمدة سوداء تسند السماوات—أو ثلاثة رماح شيطانية مغروسة بقسوة في جسد العالم—أحاطت ثلاث بوابات كابوسية هائلة بساحة المعركة، لتقطع كل طرق الهروب.

ليس أن هناك مهربًا أصلًا.

الجيوش الثلاثة—محاربو عشيرة "فالور" الشجعان، وجنود عشيرة "سونغ" الذين لا يعرفون الخوف، وأولئك المستيقظون من جيش الإخلاء الذين جاؤوا كحراس للقديسة "كور"—كانوا جميعًا محاصرين بين الصدوع السوداء البغيضة.

...ثم، تحرّك شيء ضخم في الظلام الهاوي للبوابة الأولى.

من بقي لهم ذرة وعي رأوا شيئًا يتزحزح داخل البوابة الكابوسية. وبعد لحظة، اندفعت أصابع عملاقة فجأة منها نحو عالم اليقظة، كل واحدة منها بحجم برج. كان هناك عشرات منها، داكنة وغريبة الشبه بالبشر، بأظافر سوداء مكسورة وجلد ممزق متصلّب.

تلمّست الأصابع بعشوائية، ثم أمسكت بحواف الصدع العمودي وشدّت، كأنها تحاول توسيعه.

والأشد رعبًا من كل ذلك…

أنها نجحت.

ارتجف العالم، وامتدّت شبكة من الشقوق السوداء عبر السماء. ثم، انفتح الجرح الفاغر للبوابة الكابوسية، وتدفقت منه كتلة هائجة من اللحم المظلم، كالانهيار الثلجي المشؤوم.

تمدد اللحم، متحوّلًا إلى مجسّات سوداء هائلة، ثم اندفعت بسرعة مذهلة.

تراجع "ساني" خطوة، واتسعت عيناه.

في مكان بعيد عنه، على الجانب الآخر من ساحة المعركة، تمزق صدى السلحفاة الشاهقة بضربة واحدة من مجس أسود. المحاربون المستيقظون الذين احتموا في الحصن الحجري فوق درعها اندفعوا في الهواء، والمخلوق المتعالي انفجر فورًا في دوامة من الشرر.

وفي مكان آخر، وصلت المجسّات إلى الجسد الضخم للدودة العملاقة. رفع العملاق جسده الكريه في الهواء لمواجهتها… لكن بعد لحظة، تمزق إلى أشلاء، مدمَّرًا ومبتلعًا، متلاشيًا بلا أثر.

قفز جسد هزيل على ظهر حصان أسود، فانطلق مسرعًا. لكن في جزء من الثانية، اختفى انعكاس "المطارد الصامت" تحت طوفان اللحم المظلم، وتردّد صوت زجاج يتحطم بخفوت.

والأكثر صدمة على الإطلاق…

غير بعيد عن البوابة، تراجعت "سيدة الوحوش" فجأة عن الظل الغامض أمامها، والدم ينزف من وجهها المشوّه.

بعد لحظة، انقض مجس أسود عبر الهواء الفارغ بسرعة مروّعة، وتفجّر نبع من الدم في المكان الذي كان يقف فيه الظل منذ لحظة. لم يكن هناك وقت للرد، ولا فرصة للهروب.

تناثرت قطع لحم ممزق، لا يمكن تمييزها كبقايا بشرية.

هكذا فقط… لم يعد "القديس مادوك"، "نصل الهمس"، شقيق "ملك السيوف" وشيخ عشيرة "فالور" العظمى، موجودًا.

لقد مات.

بعيدًا هناك، شاهد "ساني" و"نيفس" نهاية العالم في صمت مذهول.

(إنه رعب عظيم… عملاق عظيم؟)

ارتجف "ساني"، مسحورًا بالمشهد الرهيب لمخلوق كابوسي عظيم يفرض طريقه إلى عالم اليقظة.

كل ما عرفه بدا بلا معنى أمامه. مجرد التفكير في المقاومة كان عبثيًا.

وعندها، تحرّك الظلام داخل البوابتين الأخريين أيضًا.

أخذ يقدّر احتمالية نجاته من فيضان الوحوش المفسدة والعمالقة العظام الذين سيدخلون عالم اليقظة في غضون لحظات. حتى مع "الكابوس" و"خطوة الظل"… احتمالاته…

كانت صفرًا.

إن كان القديسون أنفسهم يُبادون في ثوانٍ، فما فرصة سيد مثله؟

ارتجفت "نيفس" فجأة، ثم أمسكت بكتفه. تحرّكت شفتاها:

«...المجال! الهروب إلى مجال الحلم! هذه هي الطريقة الوحيدة!»

حدّق بها بعينين خاويتين، يحاول فهم معنى كلماتها.

(ما الذي تتحدث عنه؟)

ثم، وبجهد هائل، أجبر نفسه على الهدوء واستعادة تماسكه.

تمكّن... بالكاد... من التفكير مجددًا.

الهروب إلى مجال الحلم؟

ذلك كان بالفعل احتمالًا.

لا أحد يعلم ما قد يجدونه هناك، لكنه قد يكون أفضل بكثير من أن يُحاصروا بين ثلاث بوابات كابوسية من الفئة الرابعة.

على الأقل، هناك احتمال للبقاء.

أما هنا، فليس سوى الموت.

أو ما هو أسوأ بكثير.

المشكلة أنّ عملية الانتقال بين العوالم ليست لحظية. يستغرق الأمر وقتًا لفتح الباب بين عالم اليقظة ومجال الحلم، ووقتًا أطول للعبور.

هل سيكونون سريعين بما يكفي للهرب؟

(...لا يوجد سوى طريقة واحدة لمعرفة ذلك.)

محدّقًا في الرعب العظيم الذي كان يدفع جسده الهائل ببطء عبر الصدع الهاوي، أخذ "ساني" نفسًا عميقًا، وحاول استشعار مرساته في مجال الحلم.

.................................

.................

........

في النهاية اتمنى تكونوا استمتعتوا بالفصل

واتمنى لو في خطا في الترجمة توضحولي في التعليقات واتمنى تشجعوني وتدعموني عشان اكمل القصه

⚡ANORAK

2025/09/10 · 4 مشاهدة · 828 كلمة
ANORAK
نادي الروايات - 2025