الفصل 1217: إرهاق العظام

كانوا في حالة هروب. استقبلهم صحراء الكوابيس بنقاء قاتل وحرارة مميتة، الكثبان البيضاء تمتد نحو الأفق البعيد — والشمس القاسية تحترق في السماء الزرقاء كأنها بئر من الفضة المنصهرة، بينما عدو رهيب يلاحقهم عبر الرمال مثل نذير لا مهرب منه لموت معذب.

...أنا متعب.

كان ساني مرهقًا حتى العظم. لقد استنفد منذ زمن احتياطاته من الجوهر، ولم يُبقِ سوى القليل منه حتى لا يكون عاجزًا تمامًا في القتال. ليس أن مواجهة حارس البوابة كانت خيارًا واقعيًا… صحيح أن نيفيس قد دمرت أحد أوعيته، لكنها كادت أن تُقتل. أما البقية فلم يمتلكوا جوانب قادرة على مجابهة قواه.

مواجهة دمى هذا الشيطان العظيم لم تكن سوى تخليًا عن الحياة — أو، والأسوأ، عن إنسانيتهم نفسها.

أما التوغل الأعمى أعمق في الصحراء فلم يكن أفضل حالًا.

ففي حين يلاحقهم عدو رهيب، كانت هناك أخطار لا تُحصى تنتظرهم أمامهم. الكثبان تخفي جميع أنواع مخلوقات الكابوس، وقد قُتل بالفعل عدد من رفاقهم في اشتباكات قصيرة لكنها دامية ولا مفر منها مع الوحوش التائهة.

لم يكن أي من تلك الوحوش أضعف من "فاسد". أما الناجون فقد كانوا جميعًا مرهقين، جرحى، ومضطرين إلى الإسراع.

لم يتبقَّ منهم سوى ثلاثة عشر فقط.

بينما كان ينظر إلى الناجين المرهقين، تساءل ساني: كم واحدًا منهم سيعيش حتى غروب الشمس؟

وكم منهم سينجو حتى الفجر؟

الأسياد العظام صاروا أشبه بجثث تسير على الأرض. كانوا يتقدمون بوجوه كئيبة، يعانون بصمت بينما تضغط الحرارة المروعة عليهم لتسحقهم. شعرهم ودروعهم غطاها الرمل. الذين يمتلكون صدى للركوب كانوا في المقدمة، والآخرون يتبعون مترنحين.

كان ساني و كاي يعملان ككشافة للفرقة. بينما مورغان ، نيفيس ، جيت ، إيفي ، و سيشان كانوا القوة الضاربة… أما الباقون، فكانوا فقط يحاولون النجاة.

لكن الأسوأ…

الجميع كانوا يعرفون أن الأمر بلا جدوى.

أكثر ما يثقل على قلوبهم من بحر الوحوش أمامهم، وحتى من الرعب العظيم الذي يلاحقهم، كان أنهم بلا هدف. ليس لهم خطة واضحة، فقط أمل عنيد في البقاء.

في السابق، كان لهؤلاء الناس نفس خطة ساني — الوصول إلى الجمجمة السوداء والهرب إلى العالم اليقظ. لكن بعدما عرفوا ما ينتظرهم في هذا المطهر الأبيض النقي لصحراء الكوابيس، تحوَّل الحصن إلى مصدر رعبهم.

ذلك لأن موردريت قد ذبح كل مُستيقظ أُرسل إلى هناك من عشيرة فالور. والجثث التي تركها وراءه كانت أوعية مثالية لحارس البوابة.

واحد من الشياطين العظام كان مرعبًا، أما سبعة منهم فكانوا أبعد من مفهوم الخوف نفسه. فكيف لو كانوا عشرات؟ لقد اتضح أن الحصن، الذي وضع فيه الناجون أملهم، لم يكن سوى بوابة إلى الجحيم .

لم يعد لهم مكان يذهبون إليه.

فلماذا يواصلون السير إذن؟

في الوقت الراهن، كانوا يسيرون بدافع الخوف ومن إحساس متصاعد بالذعر. تابعوا طريقهم لأن كائنًا من الرعب الخالص كان يتعقبهم من الخلف.

الهروب من المطاردة، وإيجاد مكان للاختباء حتى الليل. أما الحل… فسيأتي لاحقًا.

آه… أنا حقًا مرهق.

كان ساني يسير بجانب نيفيس بينما ظلاله تستكشف الطريق أمامهم. أحدها كان ينزلق عبر الكثبان بجانب ظل كاي السريع الذي حلق عاليًا في السماء. لم تكن هناك حاجة حقيقية لكلاهما لمراقبة نفس الطريق، لكن بهذا الشكل، كان ساني قادرًا على التواصل معه عبر بركة الغسق .

[أمامنا، خلف الكثيب المعوج.]

[…نعم. أشعر به.]

ظهر شخص طويل القامة يرتدي درعًا أسود متقنًا من الظل. بعد لحظات، اخترقت سهمان جسد مخلوق كابوس كان غافيًا في ظل الكثيب. انفجر المخلوق هائجًا بأنياب ومخالب حادة، وزئيره يتردد عبر الصحراء.

لكن قبل أن يصل إلى القديسة ، كان يتمايل تحت وابل من الأسهم. وسقط سهم آخر من السماء كالبرق — فاهتز الوحش وسقط ثقيلًا في الرمل.

[واحد آخر لي.]

ابتسم ساني ابتسامة باهتة.

[لديك موقع أفضل، أيها الغشاش.]

لكن ابتسامته سرعان ما اختفت.

كان كاي متقدمًا على الفرقة برفقة أحد ظلال ساني. وظلان آخران كانا يحميان الجانبين، على بُعد كيلومترات قليلة عبر الرمال البيضاء.

وظل آخر كان خلفهم.

وهو الذي رأى فجأة ظلًا مظلمًا يخرج من خلف قمة كثيب شاهق.

توقف ذلك الشكل للحظة، ثم استدار ونظر مباشرة إلى الظل.

ارتجف ساني.

حارس البوابة…

تشققَت شفتاه اليابستان وهو يصرخ:

"إنه قادم! تحركوا!"

شحب وجوه السادة المرهقين وعضوا على أسنانهم. ثم جمعوا ما تبقى من قوتهم واندفعوا جريًا بأقصى ما لديهم.

كانت الشمس المتقدة تغرق العالم في نور أعمى وحرارة محرقة.

وبينما كان الظل الذي رأى المطارد يبتعد، ظهر شكل آخر فوق كثيب يبعد مئات الأمتار.

ثم آخر.

اللعنة…

ركض ساني، وهو يدرس خياراته بعناية.

شعر بالظلم.

شعر بالمهانة.

كان مذهولًا من أنه قد أُجبر على أن يصبح عاجزًا لا يملك سوى الهروب والاختباء، كفأر مرتعب.

لكن هذه كانت، وما تزال، هي الحقيقة.

البشر صغار وضعفاء في عالم تعويذة الكابوس.

حتى البشر مثل ساني، غزاة الكوابيس وقاتلي الجبابرة، لم يكونوا أكثر من فئران.

أنا متعب… متعب… متعب من الضعف. أريد أن أكون أقوى… أقوى بكثير… أقوى بلا حدود…

وقد غمره شوق عميق مؤلم، شد ساني على أسنانه وواصل الركض.

.................................

.................

........

في النهاية اتمنى تكونوا استمتعتوا بالفصل

واتمنى لو في خطا في الترجمة توضحولي في التعليقات واتمنى تشجعوني وتدعموني عشان اكمل القصه

⚡ANORAK

2025/09/23 · 14 مشاهدة · 783 كلمة
ANORAK
نادي الروايات - 2025