كانت الرياح تعصف بالأشجار، والأمواج تتسابق على سطح البحيرة، وكأنها تعكس اضطراب قلب إليزا. كانت تجلس في غرفتها، عيونها تحدق في السماء عبر النافذة المفتوحة، وكأنها تنتظر شيئًا غير معروف. كانت كلمات ليون ما زالت تدور في ذهنها، كالأصداء التي لا تستطيع الهروب منها.
“أحبكِ… لا لسبب سوى أنكِ أنتِ.” كان صوته يتردد في أذنها، يخلّف أثرًا عميقًا لا تستطيع إنكاره. ولكن رغم تلك الكلمات العميقة، كان هناك شيء ما في قلبها لا يزال غير واضح. كانت تعرف أن هناك شيئًا مفقودًا، شيئًا ما كان يجب أن تكتشفه بنفسها.
وفجأة، انفتح الباب بهدوء، ليظهر ليون واقفًا عند عتبة الغرفة. كانت عينيه تحملان نظرة عميقة، تتأملها وتنتظر الإجابة التي كانت تساور قلبها.
“إليزا، هناك شيء مهم يجب أن أخبركِ به”، قال بصوت هادئ، لكنه مليء بالقلق. اقترب منها بخطوات ثابتة، كأنه يحاول كسر المسافة التي بينهما.
نظرت إليزا إليه، وعينها كانت مليئة بالأسئلة التي لا تجد لها إجابة. “ما هو؟” قالت بصوتها الهادئ، محاولًة أن تسيطر على مشاعرها.
“الآن، أنتِ تعرفين كم أحبكِ، لكن هناك سرًا كنت أخفيه عنكِ، سرًا يتعلق بماضيي، وبسبب هذا السر، ربما تتغير كل نظرتك إليّ. لكن أريدك أن تسمعيه مني أولًا قبل أن تسمعيه من أي شخص آخر.”
كانت كلمات ليون ثقيلة على قلبها. سرٌ؟ كان هناك شيء مريب، شيء كان يحاول أن يخفيه. وكلما نظر إليها، كان يقرأ القلق الذي بدأ يظهر على وجهها.
“لا أريد أن أخيفكِ، لكن يجب أن تعرفي الحقيقة كاملة.”
أخذ نفسًا عميقًا، ثم قال: “لقد فقدت جزءًا من نفسي في الماضي… كانت هناك أحداث ماضية مرتبطة بعائلتي، وعندما اكتشفت من أنتِ، كل شيء أصبح أكثر تعقيدًا. لقد كنتِ دائمًا جزءًا من ماضيي، ولكن لم أكن أستطيع أن أخبركِ.”
نظرت إليه إليزا، وكانت مشاعرها تتصارع. كيف لها أن تتعامل مع هذا؟ وماذا يعني أن تكون جزءًا من ماضيه؟ ولماذا لم يخبرها من البداية؟
“لماذا لم تخبرني من قبل؟” همست، وفجأة شعرت بأن كل شيء بدأ ينهار حولها.
لكن ليون، دون أن يجيب على السؤال بشكل مباشر، اقترب منها أكثر وقال بصوت أكثر حسمًا: “لأنني كنت أخشى أن تخسري ثقتك بي. ولكن الآن، لا أستطيع أن أعيش في هذا الكذب بعد الآن. إليزا، أنتِ جزء من كل شيء، وأريدك أن تعرفي كل شيء عني.”
كانت لحظة ثقيلة مليئة بالصمت، لكن إليزا لم تستطع أن تنكر ما شعرت به تجاهه. حتى لو كانت الحقيقة تؤلمها، كان قلبها يخبرها أن هناك شيئًا أعمق، شيئًا يتعلق بهما معًا.
فقالت أخيرًا، بصوتٍ ثابت، “لن تتركني، أليس كذلك؟”
ابتسم ليون، قائلاً: “لن أترككِ أبدًا، إليزا. مهما كانت الحقائق، مهما كانت الأسرار، سنواجهها معًا.