في قلب الليل، كان كل شيء حول إليزا هادئًا، وكأن العالم بأسره قد قرر التوقف عن الحراك، لتسمع فقط دقات قلبها التي كانت تتسارع مع كل خطوة تخطوها. كانت تنتظر ليون في المكان الذي اعتادوا الاجتماع فيه، على حافة البحيرة الصغيرة، حيث الأضواء الخافتة تلامس وجه المياه، فتخلق انعكاسات ساحرة.

ثم ظهر ليون فجأة، وكأنه جاء من عالم آخر، بعينيه التي تشع بالحيرة والقوة في آنٍ واحد. اقترب منها خطوة بخطوة، حتى أصبح على مسافة قريبة جدًا، لدرجة أنها شعرت بأن قلبها قد توقف للحظة.

“إليزا”، همس باسمها كما لو كان يذوب في شفتيه، ثم أضاف: “لقد كنت دائمًا جزءًا من حياتي، حتى قبل أن ألتقي بكِ. كل شيء في هذا العالم كان ناقصًا قبل أن أجدكِ.”

نظرت إليه إليزا بعينين مملوءتين بالدهشة والحيرة، ولكن قلبها كان ينبض بشدة، وكأنها كانت تدرك أن هذه اللحظة ستكون نقطة تحول في حياتها.

“هل تحبني، ليون؟” سألت، وقد ارتجف صوتها على غير عادة. كانت تنتظر الإجابة، وتخشى في ذات الوقت أن تكون الحقيقة مؤلمة.

ابتسم ليون برقة، وأمسك بيدها بلطف، وهو يقول: “أحبكِ… لا لسبب سوى أنكِ أنتِ، وكل شيء فيكِ هو ما جعلني أدرك معنى الحب الحقيقي.”

توقف الزمن لحظة، ثم دارت الدنيا حولهما، وكانت كل كلمة من ليون تترك أثراً عميقاً في قلب إليزا. شعرت بأنها أخيرًا قد وجدت مكانًا لها في هذا العالم، مكانًا ملئه الحب، وأصبح قلبها ملكًا لهذا الرجل الذي كان يحاول أن يثبت لها شيئًا كان يبدو مستحيلًا: أنه يحبها كما هي

2025/05/05 · 4 مشاهدة · 235 كلمة
A-88
نادي الروايات - 2025