[صباح رمادي — الجامعة]
لم يكن صباحاً عادياً...
كان رمادياً، باهتاً، كأن لون الحياة تم غسله بماء بارد.
كازو شعر أن كل شيء حوله زائف.
حتى صوت العصافير بدا كأنه مسجّل، ضحكات زملائه كانت كأنها مسرحية محفوظة.
"كل شيء... مزيّف."
همسها لنفسه، وهو يسير في الممرات الهادئة.
جلس في الصف، ولم يكن مقعد ماساكي موجوداً... كان فراغاً.
قبر صامت لا أحد يلتفت إليه.
كازو كان الوحيد الذي يعلم أنه لم يعد موجوداً.
حاول أن يتجاهل، أن لا ينهار، لكن نظره لم يتوقف عن التحديق حوله.
الجميع يتصرفون كأن شيئاً لم يحدث.
حتى شوتا، صديقه، كان يتحدث بحماس عن الأنمي الجديد.
كأن الأمس لم يكن سوى حلم.
همس كازو، بصوت خافت بالكاد يسمعه هو نفسه:
"أنتم... لا تتذكرونه فعلاً؟"
لكن لا أحد سمع.
ولا حتى هو... كان صوته خافتاً كأثر حلم يتلاشى.
⸻
[الليل — شاشة الموت]
عاد كازو لمنزله، يشعر أن جسده أثقل من روحه.
لم يخلع حتى حذاءه...
وقبل أن يجلس، أضاء الهاتف من تلقاء نفسه، كما يفعل دائماً.
ظهرت الكلمات:
"دورك الليلة... ليس فقط الاعتراف."
ثم ظهرت صورة ظل... لم يكن الظل المعتاد.
كان جديداً.
أكثر سواداً... أكثر بروداً.
ظهر نص:
"اختر شخصاً... أو سيتم اختيارك."
كازو شعر وكأن الهواء نفسه يخنقه.
هل يقصد... أن يختار من يُكشف؟
"ماذا... تعني؟ اختر؟"
ظهر التوضيح، ببرود لا بشري:
• إذا اخترت شخصاً: سيتم اختباره، وإن كان مذنباً يُمحى
• إذا رفضت الاختيار: سيتم كشفك
كازو شهق بصوت مرتجف:
"يا إلهي... إنها خيانة."
⸻
[الخيار القاسي — خيانة صديق]
وقف كازو أمام شاشة الهاتف، والدموع تملأ عينيه.
ثلاثة أسماء أمامه:
• شوتا (صديقه الذي كان دائماً بجانبه)
• ساوري (الفتاة الهادئة التي تبتسم أحياناً له)
• هارو (الشخص الذي بالكاد يعرفه)
صوت داخله بدأ ينهار...
"أنا آسف... أنا آسف..."
مرت ثوانٍ طويلة، ثم... ضغط على اسم شوتا.
⸻
[اليوم التالي — السقوط المدوي]
في منتصف المحاضرة، توقف كل شيء فجأة.
ظهرت الشاشات في الجامعة، تعرض مقاطع لشوتا:
• يغش في الامتحانات
• يكذب على أصدقائه
• يخون فتاة وثقت به
وقف شوتا وسط الزملاء، يصرخ:
"لا! هذا ليس عدلاً! هذا ليس حقيقياً!!"
لكن كأيام ماساكي...
لم يدافع عنه أحد.
وفي نهاية اليوم... اختفى.
كازو جلس مكانه، لا يتحرك، لا يرمش.
جسده ساكن، قلبه يتألم.
همس لنفسه، مكسوراً:
"أنا... قتلت صديقي."
⸻
[الليل — لقاء مع الظل]
جاء الليل... والظل ظهر مجدداً، هذه المرة كان مختلفاً، وكأنه قديم... كصديق قديم.
اقترب أكثر من كازو، وابتسم بلا مشاعر:
"رأيت كذبة تقتل أكثر مما تعتقد."
صرخ كازو بصوت متفجر:
"لماذا؟ لماذا تُجبروننا على تدمير بعضنا البعض!؟"
الظل لم يرد فوراً، فقط ابتسم بنفس البرود.
"لأن هذا... طبيعتكم.
نحن لا نجبركم... فقط نعرّيكم."
⸻
[الخاتمة — أول شرخ داخلي]
في تلك الليلة... لم يبكِ كازو.
لم يستطع.
جلس في سريره، يحدق في الفراغ، بعينين ميتتين.
ثم همس، بصوت بالكاد يخرج:
"ربما... فعلاً أنا لست شخصاً جيداً."
لم يكن يعرف أن هذا الاعتراف...
هو بداية تحوّله.
⸻
[نهاية الفصل الثالث]