[بعد ما ظهر الظل — صباح ثقيل]

لم تكن الليلة مجرد ذكرى…

بل كانت وحشاً جاثماً على صدر كازو، يثقل أنفاسه مع كل لحظة استيقاظ.

فتح عينيه ببطء، ليس من نوم مريح، بل من صراع داخلي لم ينتهِ.

“لقد تحدث معي… الظل. طلب مني أن أعترف.”

تمتم بها بصوتٍ مرتجف وهو يمسح وجهه بيدين مرتجفتين، ثم رفع عينيه نحو السقف الرمادي كأنما يسأله عن الفراغ:

“هل كانت كابوساً؟ أم فعلاً… دخلت لعبة؟”

نظر نحو الهاتف، كان ساكناً لكنه بدا كأنه يراقبه.

جسده مرهق، عيناه غائمتان، والليل الماضي يرفض أن يغادر.

[الجامعة — الواقع المنكر]

حين دخل الجامعة، لم يكن شيء طبيعياً.

شعر أن كل شيء… غريب.

الهواء، الأصوات، حتى المقاعد… بدا وكأن كل من حوله يتحرك وفق نص لا يفهمه، وكأنهم شخصيات تم برمجتها.

وبينما كان يبحث بعينيه عن أي شيء يشير إلى ما حدث لريكا… لم يجد شيئاً.

حتى اسمها لم يُذكر.

اقترب منه زميله “شوتا” بخطوات مترددة، وقال:

“هل سمعت عن… ريكا؟”

كأنها المرة الأولى التي يسمع فيها هذا الاسم، نظر إليه كازو بارتباك:

“ريكا…؟ من؟”

نظر شوتا إليه باستغراب، كأنه يقول: “ما عم تحكي؟”.

لكنه اكتفى بصوت منخفض:

“أنت متعب؟ ما في حدا هون اسمه ريكا.”

ضحكة قصيرة خرجت من كازو، لكنها لم تكن ضحكة… كانت رجفة.

“محيت… فعلاً محيت.”

همس بها لنفسه وكأن شيئاً داخله انهار للتو.

[منتصف اليوم — ظهور رسالة جديدة]

بينما كان يحاول الاندماج في يومه الدراسي، وكأنه لم يحدث شيء، تلقّى التنبيه الحاسم.

أضاء الهاتف من تلقاء نفسه…

كلمات جديدة ظهرت:

“مرحلة جديدة تبدأ الليلة. تجّهز للاعتراف.”

ارتبك كازو، نظر حوله ليتأكد أن لا أحد يراه، ثم همس بخوف:

“بماذا أعترف الآن…؟”

[الليل — غرفة كازو — الشاشة السوداء]

جاء الليل، ومعه عاد الكابوس المعتاد.

تحول هاتفه إلى شاشة سوداء، وبمجرد حلول منتصف الليل، ظهرت كلمات مريبة جديدة:

“مرحباً بك في لعبة الذنوب.”

ظهرت القواعد، منقوشة كأنها على شاهد قبر:

كل ليلة، يجب الاعتراف بذنب جديد

إذا امتنعت… سيتم كشفك

إذا تم كشفك… سيتم محوك

لا يوجد هروب

كازو، وهو يقرأ، شعر أن كل حرف من هذه القواعد يضغط على صدره.

“إنه قانون موت…”

تمتم بها وكأنها ليست مجرد قواعد… بل حكم بالإعدام.

[دقائق قبل الموت — أول اعتراف]

فجأة، ظهر عداد تنازلي:

“60 ثانية للاعتراف”

تسارعت أنفاسه، فكر بجنون:

“ما هو ذنبي؟ ماذا يمكنني أن أقول؟”

في آخر 5 ثوانٍ، صرخ تقريباً:

“كنت أغتاب أصدقائي… وأتمنى أن يختفوا.”

صمت…

ثم ظهرت كلمة واحدة على الشاشة:

“مقبول.”

الضوء في الغرفة عاد كما كان…

لكن كازو لم يكن كما كان.

[اليوم التالي — أول سقوط حقيقي]

لم يأتِ هذا اليوم بالراحة… بل بالدمار.

في منتصف الدوام، انتشر فيديو لطالب يُدعى “ماساكي”، يفضح خيانته، كذبه، وخداعه.

في وسط الفصل، بكى ماساكي، وصرخ:

“هذا ليس حقيقياً! من فعل هذا!؟”

لكن أحداً لم يهتم…

وفي نهاية اليوم… اختفى.

لا أحد ذكره، لا أحد سأل عنه.

[الليل — عودة الظل]

في ظلام غرفته، جلس كازو حين عاد الظل من جديد، لكن هذه المرة بصوت يشبه الرياح الباردة.

“عندما تكذب، نولد… نحن الكذبة. تأخر اعترافك… فقط تؤجل نهايتك.”

كازو، بصوت خافت، كأنه يسأل مصيره:

“هل أنا التالي؟”

ابتسم الظل ثم اختفى، تاركاً شعوراً أسوأ من الخوف.

“أجل… أنا التالي.”

[نهاية الفصل الثاني]

2025/05/12 · 6 مشاهدة · 504 كلمة
Yazed
نادي الروايات - 2025