كان محتوى ما سمعه على النحو التالي :

" سيدي نحن الأورك قبيلة مسالمة ليس لدينا أعداء ، رغم اننا اقل قوة من قبيلة الشياطين ، إلا أن قبيلة الشياطين لم تجرؤ على مهاجمتنا بشكل مباشر بسبب العهد الذي عهده الاجداد ، لذا فانا متأكد أن هذا الأمر من صنع شخص مننا" قال شخص من الأورك بحزن.

" إذاً هل تشكون بشخص ما ؟ " سأل ايدن بلا مبالاة غريبة.

ارتبك الاورك قليلا و قال " نحن عشيرة متماسكة جداً ، بصراحة لا اعلم من لديه الدافع لكي يؤذينا "

" إذا كنز الاورك الغامض يجب أن يكون مخبأ في مكان سري أليس كذلك ؟ " سأل ايدن مجدداً.

" بالطبع مخبأ في خزنة تحت الأرض لا يملك مفتاحها سوا الرئيس" اجاب الأورك دون تردد.

عبست جوليا قليلا و قالت " لا يملكه سوا الرئيس ؟ "

" نعم ..."

اومأ الاورك براسه ثم يبدو انه اكتشف شيء لذا اضاف " و لكن لا يمكنكم الشك في الرئيس! يمكنكم الشك بأي شخص ما عدا الرئيس "

" هل يثق الجميع في الرئيس ثقة عمياء ؟ " سألت جوليا .

اوما الاورك دون تردد " نعم هو رئيسنا ، صاحب للخير علينا ، لولاه ما كنا لنصل إلى هذه المكانة ابدا و هو اكثر من حزن على حالنا الحالي "

" إذا شكراً لك يا نائب الرئيس ، لن اطيل الأمر سنأخذ جولة في المكان لنعرف بعض الأشياء "

" العفو انه من دواعي سروري مساعدتكم أيها المحققين، تفضلوا لقد جهزت لكن غرفة "

اخرج نائب رئيس الاورك مفتاح كبير و ارسل شخص من الاورك لكي يدلهم على مكان الغرفة.

و هم ذاهبون لمح رونالد شخصيتين تمشي و راءهم ، أخذ احتياطاته لانه ربما يكون هذين الشخصين مغتالين.

و لكنه لن يستطيع التدخل في اختبارات اللاعبين.

لكن هذان الشخصين كانا يمشيان بالخلف بشكل طبيعي للغاية و لم يكلفا نفسهم عناء إخفاء حضورهم لذا يبدو أنهم ليسوا مغتالين بل جوليا و ايدن يعلمون بأمرهم.

[ هل نسيت ] قاطعت الكرة الفضية. تفكير رونالد.

" نسيت ماذا ؟ "

[ لإكمال الإختبارات يجب أن يكون عدد المشاركين في القريق ثلاثة او اكثر ]

" كيف نسيت هذا الأمر ؟ ، و انتِ لماذا لم تخبريني؟ "

[ كنت اعتقد انك تعلم ]

" حسناً دعينا من هذا الهراء و لكن الا تعتقدين ان هذان الشخصين مألوفان ؟ اليسوا الاثنان اللذين قابلناهم في الطابق الثاني ؟ الفتاة ذات الشعر الفضي و الفتاة ذات الشعر الأسود؟ "

[ نعم يبدو انهم لم يستسلموا و لازالوا يريدون الانضمام لفريقك ]

عبس رونالد و سأل " و لكن كيف تقابلوا؟ لا يستطيع هذان الاثنان الصعود للطوابق العليا دون اتمام الاختبارات و لا يستطيعون اتمامها بمفردهم لانهم اثنان فقط "

[ ربما لم يصعدوا بل فريقك من نزل اليهم ، يستطيع اللاعبين النزول إلى الطوابق السفلية في اي وقت بشرط عدم مهاجمة لاعبي هذه المناطق او إثارة المشاكل ]

" هكذا إذاً " اومأ رونالد برأسه.

" و لكنهم من سكان البرج الأصليين و قواعد العقد لا تطبق عليهم إذاً لا يمكننا الوثوق بهم " قال رونالد بنبرة جادة.

[ الا تستطيع الوثوق باحد ؟ ]

" أتمنى أن تعي المكان الذي نحن موجودين به ، هل اذا عادت لك ذاكرتك ستكتشفين رعب المكان و رعب أشخاصه؟ "

[ أعلم أعلم و لكن فقط كنت اتمتم ، إذا ماذا ستفعل ؟ ]

"عندما ينتهي اختبارهم سأذهب إلى اعماق السهول الوسطى للبحث عن فرصة لأرتقي بمستواي ، و سأراقب الوضع الحالي إذا قاموا بحركات مشبوهة فسألحق بهم مباشرة"

. . .

جلس ايدن و جوليا و الفتاتان على كراسيهم و استعدوا لمناقشة خطة تساعدهم على معرفة الخائن .

كان ايدن يفكر في سبب مغادرة رونالد فجأة و الى اين غادر ، و لقد فهم ان هناك اماكن للمغامرة تسمى الأسوار الخارجية.

الم عيناه لا يخف بل يزداد إلى درجة مروعة ، حتى انه لا يستطيع فتحها او تعريضها للشمس لانها تحرقه.

و على الرغم من ذلك لم يكن هذا اكثر ما يخيفه، ما كان يخيفه هو صوت يبدو انه جاء من الجحيم يخبره بأن يصبح اقوى اسرع.

هذا الصوت لا يصمت ، في كل ساعة و كل دقيقة و كل ثانية يكرر نفس الكلمات بذات الصوت البغيض ، كن اقوى ! انت ضعيف !

انه يعلم انه ضعيف و بلا حيلة الآن و لكن تقدمه في هذه الحياة افضل بكثير من حياته السابقة ، يعلم انه غير كافي و لكنه يحاول أن يتسلق البرج أسرع ، لقد وصل الاثنان إلى الطابق الحادي عشر في سنتان فقط منذ تسلقهم للبرج مما يدل على إجتهادهم.

و لكن هذا الصوت لا يتوقف و كأنه ستحدث كارثة اذا لم يصبح اقوى بسرعة.

أما جوليا فقد تفهمت سبب مغادرة رونالد و قد نضجت كثيرًا خلال هذه السنتين ، لم تعد تلك الطفلة الساذجة من قبل .

لقد اكتشفت شيء غريب ، اللعنة التي كانت تعاني منها و التي كانت قد نستها عندما كانت تتسلق البرج مع رونالد و ايدن قد عادت للظهور.

لازالت لعنتها لا تؤثر على ايدن كما لم تؤثر على رونالد من قبل و لكن سيلفيا ذات الشعر الفضي و روكسانا ذات الشعر الاحمر قد تأثرا بهذه اللعنة و جلبت لهم سوء الحظ !

خلال تسلق البرج معهم حدثت العديد من المشاكل الغير متوقعة بسبب لعنتها.

لقد تذكرت حديث ايدن من قبل ، ربما هذه اللعنة ليست نقمة بل نعمة أيضًا و ربما ستسطيع التأقلم معها و تحويلها إلى قوتها الخاصة ، لا تعرف كيف او متى و لكنها تعلم أنها يجب أن تصبح أقوى لكي يتحقق هذا الأمر.

" ما بال هذا الصمت ؟ هل فكرتم بطريقة لإيجاد الخائن ؟ " كسرت سيلفيا ذات الشعر الفضي الصمت بسؤال مفاجئ.

فكر ايدن قليلا ثم أجاب " كنز عشيرة الأورك مثلما قال نائب الرئيس مخبأ في مكان سري ، معلومات نائب الرئيس يجب ان تكون دقيقة ، لا يعلم مفتاح الخزنة سوا الرئيس لذا ربما الرئيس هو الخائن او شخص سرق المفتاح من الرئيس "

" في كل الاحوال يجب ان يكون الرئيس متورط في هذا "

ردت جوليا " و لكن الا تعتقدين ان موقف نائب الرئيس تجاه الرئيس جيد جدًا؟ هل هذا يبعد الشبهات قليلاً عنه ؟ "

ردت سيلفيا بامتعاض " الجميع يستطيع التمثيل ، و خداع مجموعة من الاورك الأحمق لا بشكل صعوبة كبيرة "

كان الجميع يتحدث و يتناقش بينما روكسانا كانت جالسة بعيداً و هي جالسة بوضعية انيقة بهدوء.

لاحظت جوليا هذا و سألت " روكسانا لماذا تجلسين بعيدًا، هل لديك أفكار ؟ "

حولت روكسانا انتباهها و ردت " لا اهتم بهذه الأمور و ليس رأي ، فقط افعلوا ما تجدونه مناسب "

" اه حسنا "

اعتادت جوليا على موقف روكسانا البارد منذ زمن و رغم ان علاقتهم تبدو بعيدة على السطح الا أنها لا زالت تشعر ان هناك دفء في هذه العلاقة.

" لنذهب و نتجول في القرية اولاً ثم نسمع القصة من الرئيس و نطلب قائمة للمسؤولين في قصر الرئيس ، لانه من الصعب جدًا التسلل إلى قصر الرئيس و سرقة المفتاح ، مما يدل ان هذا الشخص من الداخل "

حسم ايدن بكلمات الأمر و لم يمتلك الاخرين اية اعتراضات.

. . . . .

"ماذا يفعل البيرت هناك ؟ " تساءل رونالد و هو يراقب البيرت يجمع الاعشاب بطريقة خرقاء .

" هل يجمع اعشاب ؟ " سأل كلود

" نعم "

" اه هذه عادته اراهن انه سيعطي هذه الاعشاب للوحوش الاليفة في هذه القرية " قال كلود بنبرة هادئة.

رفع رونالد حاجبيه " هل كان لطيفاً هكذا دوماً ؟ لمَ لم ألاحظ؟ "

" بالطبع صغيرنا البيرت يبدو لطيف منذ ولادته " قال كلود بلا شك.

" عما تتحدثون " جاء البيرت بيده الملطخة بالتراب و سأل.

" لا شيء نتحدث عن جمال السماء اليوم " غير رونالد الموضوع.

نظر البيرت إلى السماء التي يبدو أنها ستبرق بعد قليل و لم يفهم اين يكمن جمالها و لكنه اومأ " نعم جميلة "

" إذاً هل سنتوجه لأحجار الدم اليوم ؟ " سأل البيرت.

فكر رونالد و أجاب " لا استطيع مغادرة القرية خلال هذه الأيام "

" لماذا ؟ " تساءل البيرت

" سر "

لم ينوي رونالد كشف فريقه لاي شخص خاصة لكي يحمي جوليا و ايدن .

" إذاً دعنا نأخذ قسطا من الراحة هنا لأيام قبل التوجه إلى أحجار الدم " تفهم كلود الموقف و اقنعهم.

أعجب رونالد بسرعة استجابة كلود و تفهمه و لكنه سرعان ما تذكر شيء و سأل

" بالمناسبة ظللتم تتحدثون عن احجار الدم كثيرًا لكنني لم افهم ما هي هذه الأحجار بالظبط ؟ "

" أنا سأشرح لك ، منجم أحجار الدم هو منجم قديم يستخدمه سحرة الدم في تقوية أجسادهم و التضحية بالدماء "

" يقومون ايضاً باستخدام الدماء لتقوية الصلة بينهم و بين كائناتهم المخلوقة من الدم او من الوحوش التي تعاقدوا معها "

" سحر الدم غامض فلا يعرف الجميع فائدة هذه الأحجار بالنسبة لساحر الدم بالظبط و لكن بالنسبة للشخص العادي فإن هذه الأحجار لها التأثيرات التي ذكرتها سابقاً"

اومأ رونالد لقد فهم فائدة تلك الأحجار ، بدون ذكر باقي الفوائد و لكن فائدة تقوية الجسد كافية لتوضيح مدى فائدة هذه الأحجار.

يعد تدريب الجسد صعب جداً ، خاصة عند الأشخاص اللذين مواهبهم في التدريب الجسدي ضعيفة مثله.

عاد رونالد إلى قمة الجبل الذي كان يجلس فيه سابقاً ليكمل مراقبته لما يحدث في اختبار جوليا و ايدن.

مع وجود الوحش بجانبه كان يستطيع سماع و فهم اللغة بوضوح .

" هل لي أن اعرف أين يقع قصر الرئيس ؟ " سأل ايدن مزارع من الاورك.

قال الاورك المزارع بحماس " هل انتم المحققين؟ نعم نعم ، مقر الرئيس في الشمال، امشي شمالاً إلى ان تواجه قصر كبير ، هذا هو قصر الرئيس "

مشى الأربعة في طريقهم شمالاً.

" هاه لقد علموا بوجودنا بسرعة " تعجبت سيلفيا قليلاً.

ردت جوليا " يبدو أن نائب الرئيس كان متحمس قليلاً و اخبر الجميع ، لذا يبدو انه يثق بنا "

عند المشي لبضعة دقائق على الطريق الذي وصفه الاورك ، لمحوا قصر ذهبي كبير ، كان هذا القصر شاهق الارتفاع و مبني بحرفية شديدة.

كانت قرية الاورك بأكملها منظمة للغاية مما يدل على حرفية سكانها.

تقدم الجميع للدخول عندما اوقفهم حارس القصر ، لم يكلفوا نفسهم عناء الشرح لأن الحارس كان قد اومأ لهم و سمح لهم بالدخول.

يبدو ان نائب الرئيس قد وصف شكلهم كي لا يعترض اي شخص طريقهم و لكي يقوموا بالمهمة بشكل اسرع.

دخل الجميع القصر ، و قام خادم بإرشادهم لمقر جلوس الرئيس.

عندما دخل الجميع غرفة واسعة، لمحوا مكتب يجلس عليه شخص من الأورك.

كانت هالة هذا الشخص مختلفة عن باقي الأورك ، حتى لو خلع هذا الرداء الأنيق فستظل هالته تصرخ بأنه رجل ذو منصب كبير.

رفع الرئيس عيناه ببطء لمقابلة زواره ، كانت عيناه لطيفتان و هادئتان و كان تعامله مهذب.

لقد دعاهم للجلوس و شرح لهم الموقف بدقة.

كان الجميع لا يزالون يشتبهون بهذا الشخص و لكن على السطح لم تُظهر تعبيراتهم اي تغيير.

بعد فترة من الحديث سأل ايدن " أيها الرئيس هل هناك شخص ما غيرك يستطيع الوصول إلى مفتاح الخزنة السرية ؟ "

" باستثنائي؟ لا ، أنا فقط من استطيع الإقتراب من هذه الخزنة " رد الرئيس بعد التفكير .

" هل أنت متأكد ؟ لأن هذا قد يزيد الشبهات عليك أيها الرئيس " قالت سيلفيا بهالة قوية.

" نعم متأكد لا احد يستطيع الوصول إلى الخزنة غيري " قال الرئيس دون شك.

عبس الجميع قليلاً ، هذا يعني شيئين إما أن الرئيس هو المتورط في ذلك او أن هناك شخص قوي جداً تسلل دون أن يلاحظه شخص من الحراس و دون أن يلاحظه الرئيس بنفسه.

و لكن هل هناك شخص أقوى من الرئيس في عشيرة الأورك ؟ لقد قيل أن قبيلة الأورك تختار أقوى شخص لديها كي تنصبه كرئيس، لذا رئيس الاورك الحالي يجب ان يكون الأقوى من بين جميع الأورك.

أم ان هناك شخص هدفه ليس السلطة بل شيء آخر ؟

لا يهم الآن ، الأهم القاء نظرة على هذه القرية بأكملها لإيجاد المشتبه بهم ثم التركيز على اكثر المشتبهين بهم ريبة.

في الحقيقة شعر ايدن انه بعد التغيرات التي طرأت في جسده بسبب هذه العين ، كان قد اصبح أكثر حكمة و هدوء ، و كأن شيء قد تغير في داخله.

" حسناً أيها الرئيس ، لقد انتهينا من اسئلتنا ، سنعود اليك اذا اردنا شيء آخر " قال ايدن و هو يشير للآخرين بالذهاب.

2021/11/17 · 201 مشاهدة · 1962 كلمة
Salem
نادي الروايات - 2024