39 - هذا مبالغ فيه اليس كذلك؟

خرج الأربعة من قصر الرئيس و مشوا بخطوات بطيئة.

توقفت سيلينا و سألت " ما الأمر الآن؟ بماذا تفكرون؟ "

" لا يمكن أن يقول الرئيس أشياء تُضعف موقفه و تجعله موضع إشتباه، لذا إذا قال أنه لا احد سواه يمكن أن يدخل إلى مكان تلك الخزنة فيبدو انه محق " قالت جوليا بعدما فكرت قليلاً.

كان الجميع يشارك في الحديث ما عدا روكسانا التي لطالما كانت تقف بعيداً عن ذلك الصخب.

اعتاد الجميع على هذا لذا لم يطلب احد منها الإقتراب ، و لكن لم يبدو وجودها عديم الفائدة جداً ، فقدرتها لم تكن ضعيفة.

من قبل كان ايدن يشك عن كونها من عشيرة سيدريك( عشيرة مصاصي الدماء ) ، و لكن الآن كل الأمور تشير لذلك .

خوفها من الشمس ، رغبتها في الدماء ، زيادة قوتها في الليل ، كل ذلك امور تؤكد ان روكسانا عضو في العشيرة الاسطورية ، عشيرة سيدريك!

و لكن الغريب أن العشائر الرئيسية تُقدر اعضاءها تقديراً كبيراً و تجعلهم يتمتعون بحقوق و معاملة أفضل بكثير من الناس العاديين ، لذا سيخصصون لهم مراقب خاص يتابع رحلة صعودهم للبرج.

و يتدخل هذا المراقب عند وقوعهم في الخطر بطريقة محظورة.

الغريب انه عند تسلقهم للبرج واجهوا بالفعل مواقف حياة او موت و لكن ذلك المراقب لم يظهر ابداً ، مما يعني أنه غير موجود في المقام الأول.

خرج ايدن و سيلينا لتجميع بعض المعلومات ، بينما بقت جوليا و روكسانا داخل غرفتهم.

قال ايدن " اجمعي المعلومات من المناطق الشمالية بالقرب من مبنى الرئيس ، و انا ساجمع المعلومات من المنطقة الأخرى ، تذكري لا تنسين كتابة اي شيء تلاحظينه مهما كان بسيط "

" بالطبع " اومأت سيلينا .

بعد إعطاء بعض التعليمات تفرق الإثنان ، و ذهب كل منهم في طريقه.

امام انظار ايدن التي كانت تخترق قطعة القماش التي تغطيهما ، ظهر مبنى يحمل لائحة [ تجارة المعلومات ]

لم يتوقع ايدن وجود مثل هذه الأماكن في قرية بسيطة كقرية الأورك و لكن بعد التفكير في مدى دقة و احترافية هذا الأورك فسيبدو انه من الطبيعي تفكيرهم بهذه الأمور.

مشى نحو قبل هذا المبنى قبل أن يعبس قليلاً بسبب الم شديد في عينه.

لم يكن هذا الألم غريب ، لقد كان شيء اعتاد عليه منذ زمن ، فقط لقد تمنى في قلبه ان لا يظهر ذلك الصوت في عقله مرة أخرى.

و لكن امنياته لم تتحقق لأن ذلك الصوت كان قد تحدث بالفعل.

" أيها الفتى الضعيف ، هل تسلك مثل هذه المراحل منخفضة المستوى ، و تقوم بهذه الحيل المهينة؟ ، سليلي يجب ان يكتسح كل شيء! سليلي يجب أن يسلك طريق القوة فقط!"

كانت نبرة تلك الصوت غاضبة و تحمل تفوق و كبرياء هائلين، كان يبدو كشخص جرب جودة السماء و اصبح يشكي من رداءة الأرض.

شد ايدن قبضتيه و صرخ " سلوك منخفض ؟ حيل مهينة؟ هذا هو سبيلي الوحيد للتسلق ، انا افعل كل ما بوسعي بالفعل ، الست راضي ؟ ،في المقام الأول هل هناك طريقة أخرى للصعود ؟ "

لم يبدو الصوت متأثر بصراخ ايدن و قال و نبرته تحمل بعضاً من خيبة الأمل " همم ضعيف مثلك لن يعرف ابدا "

اختفى ذلك الصوت و كأن شيء لم يكن من قبل ، و ذهب ذلك الألم الذي كان يرافق هذا الصوت.

وقف ايدن و هو يشد قبضته و يصر على أسنانه ، بينما ينظر له الاورك كما لو كانوا ينظرون إلى احمق ، من هذا الذي سوف يصرخ هكذا دون مقدمات ، بل انه كان يتحدث١ مع نفسه!

" ربما لديه جهاز متطور يجعله يسمع الماس البعيدون غنه ؟ " قال شخص من الاورك فجأة.

" نعم نعم ، و ربما لديه قوة كبيرة و تحكم بالسحر تجعله يسمع الأشخاص البعيدون عنه "

" يا إلهي كما هو متوقع من الشخص الذي ارسله لنا الحاكم "

توالت صيحات الاورك المتعجبة من حول ايدن.

وقف ايدن و هو عابس

" هل قلت حاكم ؟ ماذا تقصد ؟ "

بعدما تحدث ايدن كان قد ادرك أنه قد اخطأ ، لقد قال ذلك الاورك للتو أن الحاكم هو من ارسلهم.

في حياته السابقة و حتى مع كونه مبجل ، لقد سمع عن اسم الحاكم لمرات قليلة فقط ، و في جميع هذه المرات كانت المعلومات التي يتلقاها قليلة جداً و غامضة و أحياناً متناقضة.

لحسن الحظ لم يبدو الاورك ذكي و أجاب

" الحاكم هو حاكمنا ، نحن نؤمن به منذ ولادتنا ، كلما جاءت لنا مصيبة سنقوم بأداء الطقوس و سوف يرسل أشخاص لمساعدتنا،"

" حت لو فشل هؤلاء الأشخاص في حل المشكلة سيرسل الحاكم انا أشخاص آخرين "

وقف ايدن و قد فهم قليلاً ، أشخاص آخرين هل يقصد لاعبين ؟ ، و هل هذا الحاكم هو المسؤول عن الإختبارات التي يتم وضعها ؟

لا ، بل هل هو حاكم البرج بأكمله ؟

..

فوق الجبل

لم يتمكن رونالد من سماع اصوات فريقه بعد ابتعادهم عنه بمسافة كبيرة.

مازح رونالد وحشه " يبدو ان مهارتك ليست كلية القدرة بعد كل شيء "

بشكل غريب انفعل ذلك الوحش كثيراً و صرخ " انا لازلت صغير بل لازلت حديث الولادة ، عندما اكبر قليلاً سترى قدرتي الحقيقية!"

تعجب رونالد من ردة فعل الوحش و قام بالتربيت عليه "اعلم ، اعلم انك قوي و ستصبح اقوى ، انا فقط كنت امزح"

يبدو ان ذلك قد اسعد الوحش لذا استرخى تعبيره.

" و لكي تكون اقوى ما رأيك في الذهاب معي إلى مكان ما ؟ " قال رونالد بابتسامة.

" مكان ما ؟ "

" نعم فقط ابقى فوق رأسي "

اطاع الوحش كلمات رونالد و قفز فوق رأسه ، حينها اغمض رونالد عيناه و حاول الدخول الى وعيه الروحي الذي فيه تكونت بذرة العالم الكاملة.

تلك البذرة التي سمحت له بتكوين العالم الغامض داخل جسده.

دخل الإثنان إلى ذلك العالم.

يبدو ان شيء ما قد اسعد الوحش ، فمن دخوله و هو يركض و يبتسم.

لا ، هناك شيء أغرب .

يبدو ان عالمه الداخلي بأكمله اصبح اكثر سعادة و كأنه يرحب بذلك الوحش.

عند التدقيق في النظر يبدو ان جزيئات المانا كانت تتنايل امام ذلك الوحش و كأنها تطلب منه جمعها!

لا بل عند التدقيق سنرى ان مقدار ما جمعه ذلك الوحش اعلى بكثير مما جمعه سابقاً.

عناية الحاكم خاصة ذلك الوحش اعلى بكثير من خاصته ؟

من هو هذا الوحش و ما اصله ؟

لم يكن رونالد بمفرده من ذُهل بل حتى الكرة الفضية كانت مصعوقة.

لقد اعتقدت أن عناية الحاكم الخاصة برونالد كانت عالية بما فيه الكفاية ، و لكن تلك الخاصة بذاك الوحش قد صدمتها حقاً.

في هذا الوقت رن صوت النظام

[ دينغ وحشك قد ارتقى إلى المستوى الأول عبر تجميع المانا ]

[ دينغ وحشك قد ارتقى إلى المستوى الثاني عبر تجميع المانا ]

[دينغ وحشك قد ارتقى إلى المستوى الثالث عبر تجميع المانا ]

عندما توقفت تذكيرات النظام نظر رونالد و الكرة الفضية إلى ذلك الوحش الذي كان يستحم بالمانا بصدمة.

هذا مبالغ فيه اليس كذلك ؟

-------

لا تنسوا رأيكم في الرواية.

و شكراً على المتابعة.

2021/11/19 · 197 مشاهدة · 1106 كلمة
Salem
نادي الروايات - 2024