"أنجل سيتي" مدينة الملائكة التي غدت تقطنها الشياطين ، شياطين بشرية في وجوه ملائكية ، هذه المدينة هي أكبر مدن دولة "المقاطعات الخمسة" بما يفوق الستة عشر مليون نسمة و تتموقع في المقاطعة الغربية الجنوبية على الساحل تماما ، حيت ستجد البحر على واجهتها و الجبال قابعة خلفها و كأنها حرس لا يغفل و لا ينام أما المدينة بحد ذاتها فقد بلغت قمة الحظارة في هذا العالم أكتر من أي مدينة أخرى ، بداخلها لن تجد سوى ناطحات السحاب و الأبنية العملاقة و الشركات و المنازل الفخمة المتواجدة على مقربة من البحر ، و لسخرية القدر ستجد كذلك الأحياء الفقيرة على مقربة من الجبال و المشردين و اللصوص و القتلة ، أما نشاطات العصابات فقد أصبحت روتينا يوميا لا أقل و لا أكتر


ككل يوم عادي ، الشوارع مزدحمة ، أصوات السيارات تتعالى ، إنه الشارع الرئيسي الكبير المكون من الأبراج ، على رصيف جد مزدحم الكل يمشي بسرعة ولا أحد لديه الوقت لينظر لشخص آخر ، بين هؤلاء هناك من يتحرك ببطئ و ثبات ، "ماريو" يمشي واضعا حقيبة ظهر مرتديا قميصا أبيض مع بنطال أسود ، يدخل "ماريو" لأحد ناطحات السحاب الزجاجية تلك ، يتوجه نحو المصعد دون أن يكلم أو يكلمه أحد فحارس المبنى يرى آلاف الوجوه يوميا فمن منهم سيتذكر ، يصعد "ماريو" للطابق التلاتين (لم يرغب في برمجة المصعد على السطح مباشرة لكي لا يثير الشكوك) ، بعد وصوله للطابق الثلاتين أعاد وضع المصعد على الطابق المئة و بعد دقيقة و بضع ثواني و صل ليصعد عبر درج حديدي إلى السطح


خرج ثم توجه للموقع المقابل للشارع و قرب جدار السطح تماما ، رفع يده اليمنى متفقدا حركة الرياح و علم أنها تميل قليلا إلى الغرب ، وضع حقيبته على الأرض ليخرج منها أجزاء سلاح قناص ، بدأ يجمع تلك الأجزاء بحذر ، الفوهة و المنظار و العدسة ، تم أخذ و ضعية القناص و صوب على الشارع ، نظر إلى ساعته و عاد ليضع عينه اليسرى على المنظار فيما أغلق اليمنى ، يستخدم "ماريو" قناصة [سي زي في ، أربعة و خمسون] ، خفيفة الوزن كما أنها صغيرة الحجم و دقيقة التصويب أيظا ، بعد دقائق من تربصه بؤبؤ عينه أصبح أصغر من ذي قبل ، و كأنه صقر سينقض على فريسته


سيارة سوداء تمر في الطريق ، يدخل "ماريو" الرصاصة ، تقترب السيارة من تجاوز المبنى ، يضع يده على الزناد ، السيارة أسفل المبنى تماما ثم...


طااااااااااااااخ


تذهب السيارة مباشر لتدخل من النافذة العلوية المفتوحة لتخترق شخصا في ستينيات عمره في رأسه تماما ، يعاود "ماريو" تفكيك قناصته ليضعها في حقيبته ثم ينزل بنفس الطريقة التي صعد بها ، مستغلا الجلبة الحاصلة و الفوضى دخل بين الحشود ليغادر المكان مبتعدا بمنتهى البساطة ، بعد أن إستدار لشارع آخر أقل ازدحاما يتصل ب "ميتسو" مخبرا إياها أنه قد أنجز المهمة ، بدت ردة فعلها باردة نوعا ما ، لم تتفاجئ و لم تفرح فهي معتادة على إنجازه لمهامه ، إستقل "ماريو" سيارة أجرة حتى لا يلفت الإنتباه ليتوجه إلى (الكيوشي) "شتاينر" فهو المسؤول المباشر عنهما فعن طريقة تصلهم المباشرة من "الوكالة"


[الكيوشي هو أعلى منصب يصله القناص بعد الزعيم فهو بمثابة القائد و المعلم لبقية الأعضاء.]


وصل "ماريو" إلى مكان "شتاينر" كانت "ميتسو" قد وصلت قبله ، المكان أشبه بمعرض للدراجات النارية و هذا عائد لهوس "شتاينر" بركوبها كما أنه يتخفى هناك في شخصية تاجر دراجات لكنه تاجر أسلحة في الحقيقة ، مرت بضعة لحظات تم أتى من مكتب موجود داخل هذا المكان ، إنه شخص حاد النظرات و لديه شارب أبيض و شعر يتجه إلى الوراء و يصل حتى كتفيه تقريبا كما أنه طويل القامة و ذو جسم نحيف نسبيا لكنه رياضي.


تقف "ميتسو" إلى جانب "ماريو" و أمامهم "شتاينر"

_شتاينر : إتمامك لعملك أسر زعيمنا كثيرا

_ماريو : إرضاء الزعيم هو غايتي القصوى سيدي

_شتاينر : الأهم من هذا كله أنك تلقيت ترقية

_ماريو : متفاجئا ، ماذا ؟ ترقية !؟

_شتاينر : نعم ، من الآن فصاعدا مع الكيوشي "أكيرا" كجزء من فريقه

_ميتسو : لكن ما نعرفه أن حضرة الكيوشي "أكيرا" يعمل لوحده فقط

_شتاينر : هذا كان في السابق ، الآن الوضع مختلف

_ماريو : مخاطبا نفسه ، (لقد فهمت،صحيح فهمت الوضع كاملا ، الزعيم بإرسالنا للكيوشي "أكيرا" يضعه في حرب مع جماعة الشخص الذي قتلته ، يا لها من خطة)

_ميتسو : اظن هذه لا تسمى ترقية بل إستبعادا

_ماريو : نظرة قاسية ، أصمتي ، أعذرها على وقاحتها سيدي إنها متوترة فحسب ، سننفذ أوامر زعيمنا بكل سرور

_شتاينر : إسمع "ماريو" أنا أحبك ، إن قامت هذه الفتاة بتصرف مماثل مرة اخرى سأقتلها ، يمكنكم الإنصراف


غادرا المكان في صمت تام و دون التفوه بكلمة واحدة ، ركبان سيارة أجرة و توجهوا لبيتهم الذي يقع في حي هادئ ، صعدوا إلى بيتهم القابع في الطابق الرابع من المبنى و فتح "ماريو" الباب ، إنه بيت صغير و متواضع بغرفة نوم و حمام و مطبخ و غرفة جلوس صغير ، جلس "ماريو" على الأريكة القريبة من النافذة فيما دخلت "ميتسو" للمطبخ المطل على غرفة الجلوس

_ماريو : ماذا دهاك ، كيف تتكلمين أمامه بهذه الطريقة ؟؟

_ميتسو : ألم تدرك بعد ؟ ، كل هذا محض خطة

_ماريو : ماريو : أعلم جيدا لكن ما أحتاج معرفته بحق هو سبب رغبة الزعيم في توريط الكيوشي "أكيرا"

_ميتسو : (تقطيع بطاطس) ، لم يكن ينقصنا سوى ذلك المختل حتى نعمل معه

_ماريو : مبتسما ، لا لا ، يمكنني الإستفادة من هكذا وضع

_ميتسو : كيف ذلك !!؟؟

_ماريو : سيقطعون بعضهم البعض و هكذا ستخلو الساحة لي ، بتقربي من الكيوشي "أكيرا" سأبني صورة واضحة على طريقة عمل الكبار ، يوما ما ساصبح أنا أيضا أحدهم ، لا سأصبح أكبرهم


ميناء المدينة الواسع ، طاولة بيع سمك على حافة حوض السمك ، يقف خلفها رجل أصلع ذو شوارب كثيفة برتدي معطفا شتويا و واضعا نظارات سوداء تخفي شكل أعينه ، يقترب "ليو" منه متفحصا الأرجاء ثم يجلس في الكرسي المقابل له ، يمد إليه صاحب النظارات طبقا من سمك التونة الطازج فيبدأ "ليو" بأكله

_ليو : يتوقف عن الاكل ، من في رأيك مرتكب الأمر مدير ؟؟

_دوني : مرتكب الأمر معروف ، إنها طريقة "الوكالة" لكن ما نجهله السبب ، قتل أحد كبار الستثمرين في قطاع الحديد ، لماذا ؟

_ليو : لمعرفة ذلك يجب أن أجد من ضغط على الزناد أولا

_دوني : ما زلت مصرا على إمساك "ماريو" ، قد يكون قناص آخر من "الوكالة" من نفذ الأمر ، بالإضافة إلى كون العمل كبير ، كيفما كان المنفذ لن يعلم أكتر منا

_ليو : أنا لم أقل "ماريو" أنا أقول أنني سأجهز خدعة لكشف القناص المنفذ كيفما كان

_دوني : خطة ، أممم ، أنا الان أدعمك ، لكن لا تركز على "ماريو" كي لا يختل توازنك

_ليو : كن مطمئنا مدير

_دوني : يمكنك الإنصراف ، خذ معك هذا الطبق إلى "إيما" فهي تحب السمك

_ليو : حسنا


ينصرف "ليو" و هو يعلم تماما أن "ماريو" خلف عملية الإغتيال لهذا هو مصر على الإيقاع بصديقه القديم ، "ليو" مدير شرطة المعلومات الظاهري و "إيما" نائبته حيث يخفي المدير الخقيقي نفسه تحسبا لمنظمة يمكنها فعل أي شيء.

2017/10/07 · 343 مشاهدة · 1134 كلمة
snipersniper
نادي الروايات - 2024