عاد وعي "ماريو" ، حينما فتح عيناه وجد نفسه في غرفة قذرة تلهوا الجرذان فيها ، ضوء مصباح ينقطع كل بضعة ثواني ، ما إن عاد وعيه بشكل كامل لاحظ أنه مكبل اليدين و القدمين
[(مخاطبا نفسه) ، أين أنا ؟ ما الذي حصل للبقية ، هل مات أحدهم ؟ ، "ميتسو" أصيبت ، ماذا حل بها يا ترى.]
أدرك أن كل هذه التساؤلات لن تجدي نفعا ، إستجمع أفكاره ليعلم سبب تواجده في ذلك المكان و الأشخاص الواقفين خلف الأمر
خارج الغرفة يتحدث الشخصان اللذان هاجمانه ، كان إسم صاحب النذبة منهم هو "مورتي" و تعني الموت ، و إسم صاحب الشوارب و الذقن هو "سكاربا" و لقبه "قابض الأرواح ، كلاهما الدراع اليمنى و اليسرى لزعيم عائلة المافيا "مونرو فاميليا"
_مورتي : ظل هادئا ، إنه لحقا قناص محترف
_سكاربا : لو سمح الزعيم لي بضربه لملئ صراخه سائر المبنى
_مورتي : زعيمنا أحد البارونات ، أحذرك أن تفكر في عصيان أوامره يا قابض الأرواح
_سكاربا : (صارخا) ، لا تنادني بهذا الإسم مجددااا
هذا الحديث لم يسمع منه "ماريو" شيء فالغرفة كانت عازلة للصوت ، لكن رغم كل هذا لم يكن بحاجة ليسمع
_ماريو : (مخاطبا نفسه) ، أعتقد أن إصابة "ميتسو" هي الاخطر ، "إيما" أصيبت في ذراعها ، "ليو" لم يتعرض لسوء هذا ما يطمئنني في الوقت الراهن ، لو كانت قتلي هو هدفهم لكن في عداد الموتى ، هل يعقل أنهم ينوون مساومة "الوكالة" عن طريقي ؟
خارج الغرفة بأعلى المبنى ، مكتب فخم محاط بالزجاج من جميع جهاته ، يجلس "ألفونس" زعيم عائلة "مونرو" مرتديا بدلة بنية و شعره بنفس اللون مع عينان بنيتان أيضا إنه متوسط قامة و لديه بطن بارزة قليلا و هو في الأربعينيات من عمره ، إلى جانبه يجلس "شين كيمسون " متوسط قامة و رأسه بلغه الشيب كما أن له عينان صغيرتان و في الأريكة التي أمامهما تجلس إبنة أخيه المقتول "ساندي" ، فتاة في مقتبل العشرينيات لها شعر حريري و ترتدي نظارات واسعة كما أن لديها جسم بارز الانوثة رغم طول قامتها ، يدخل أحد رجال "ألفونس" و يقوم بتوزيع الشاي ثم يخرج مغلقا باب الغرفة خلفه
_ألفونس : ماذا تريد فعله بخصوص قاتل أخيك ؟
_شين : لقد أصبحت عجوز لأفعل الأمور بنفسي ، سأترك القرار لإبنة أخي ، في النهاية الذي قتل هو والدها
_ساندي : (بنبرة حادة) ، إني أتوق لتقطيع قاتل ابي لأشلاء لكنني أعلم هناك من أكبر منه لذلك قتله لن يفيدني في شيء ، سنساومهم
_ألفونس : تساومينهم ، هاهاهاهاهاها ، هؤلاء ال... لا يساومون أحد ، رجالهم لا يهتمون بحياتهم و هم لا يهتمون بما يحصل لرجالهم
_ساندي : (مبتسمة) ، على مهلك حضرة البارون انت لا تعلم نوعية المساهمة بعد
غادرت "ساندي" الغرفة و إيتقلت المصعد لتنزل للطابق السفلي ثم طلبت من رجال "مونرو" إدخالها لمقابلة "ماريو" ، دخلت إلى الغرفة و طلبت منهم تركها بمفردها معه ، عارض "مورتي" الأمر كونه خطير و من غير الآمن تركها مع قاتل محترف لكنها أصرت رغم هذا ، و بعد إلحاحها إستجابوا لرغبتها ، نظرت بحقد و كراهية لماريو و هو بدوره نظر إليها بفضول متسائل بينه و بين نفسه عن هويتها ، سحبت كرسيا و جلست أمامه مباشرة
_ساندي : أنت لا تعرفني صحيح ؟
_ماريو : لا ، لكن يمكنني أن أستنتج أنك شخص يكرهني لسبب ما
_ساندي : (تنهد) ، أصبت أنا إبنة "جين كيمسون" الشخص الذي قمت بقتله
_ماريو : حسنا ، فهمت الآن بما أنني لست ميتا فهناك ما يفيدكي و أنا على قيد الحياة
_ساندي : (مبتسمة) ، أصبت إذن دعني أقول لك ، "ميتسو" و "ليو" و "إيما" ، أصدقائك تحت يدنا ، إن لم تنفذ ما آمرك به سأقتلهم الواحد تلو الآخر
_ماريو : رغم أنني أشكك في كلامك لأنه لو كان بالفعل مدير "شرطة المعلومات" و نائبته تحت يدك كنت ستأخذين ما تريدينه منهم فهم لديهم القوة لكن موقفي لا يسمح لي بالإعتراض ، سأفعل ما تريدينه
_ساندي : بما أنك قررت الإستسلام ،إنتظر إشارتي و صدقني سأضمن لك خوض تجربة أسوء من الموت
كلماتها الأخيرة فتحت بابا واسعا من التساؤلات في ذهن "ماريو" ، بعد خروجها من الغرفة إتصلت بشتاينر ، لحظات و رد على الهاتف ، أبلغته أنها إبنة "جين كيمسون" و أنها تريد لقاء الزعيم في الذي تحدده ، سخر منها شتاينر و أبلغها أن رجال الوكالة يموتون دون نطق كلمة واحدة لذلك لا مجال للمساومة لكنها تمكنت من خداعه بعد أن أخبرته أن "ماريو" يظن أن أصدقائه في حوزتها و هددته بأنه إن لم يوافق الزعيم على اللقاء ستجبر "ماريو" أن يعترف بكل ما يعلمه عن الوكالة أمام التلفاز ، صمت "شتاينر" قليلا ثم طلب منها أن تنتظر رده و هي قد وافقت بدورها
بعد إغلاقها الخط عاودت إجراء إتصال مع رقم مجهول لتأمره بأن يجهز نفسه الليلة
"ساندي" قررت أن تحسم إنتقامها مع الزعيم بنفسه فقتل "ماريو" ليس كافيا بالنسبة لها.
...يتبع