4 - ماضي في مدينة اللحن الحزين

منذ وقت ليس بالبعيد جدا و بالظبط بمدينة "نينيا" التي بنيت على أنقاض أعظم زلزال ضرب الأرض ، لم يكن إسم هذه المدينة هكذا فقد إكتسبته من صوت الدموع ، من صوت الصمت القاتب و البكاء الذي يسقط الدمع من الأذن ، كل ما تبقى في هذه المدينة هم الأيتام و المشردين و المعاقين و الفقراء


بعد ذلم الزلزال المشئوم مضت مئة سنة و مازال الركام و الرماد يشكل "نينيا" ، فقد حولتها حكومة دولة "تاتانيا" لمزبلة ، بل لأكبر مكب نفايات في العالم لتصبح قبلة لكل شخص لا يمتلك المال و العائلة ، فجل ما يمتلكه الخمسة ملايين هو النفايات ، حتى المساكن لا توجد بل فقط الخيم و الجدران المتبقية بعد الزلزال


"ماريو" ككل ساكنيها نشئ بلا أب و أم ، كذئاب الوادي تعلم الإفتراس عبر إيقاظ غرائزه ، رغم كل هذه الظروف فقد تعلم كل شيء بنفسه ، القرائة الكتابة و ذلك عن طريق البحث بين الكتب الممزقة و سط القمامة ، ذات يوم وجد فتاة صغيرة تتعرض للضرب بوحشية بالغة من طرف أربعة أشخاص ، لم يحتمل هذا المشهد ، أمسك بقطعة حديد و شرع في طعنهم الواحد تلو الآخر ، تلك الفتاة كانت "ميتسو"


إبتداءا من تلك اللحظة و هم لم يتجاوزوا الثامن بعد ، تعهدوا لحماية بعضهم البعض حتى النهاية


مرت سنوات طويلة ، إلتحق "ماريو" حينما بلغ السابعة عشر سنة و "ميتسو" ذات الخامسة عشر بمعهد القنص التابع للوكالة ، هناك تدربوا على إستخدام كافة أنواع الأسلحة ، يقع المعهد على بعد ستون كيلومترا من "نينيا" باتجاه الجنوب و هو معهد سري و لايمكن لأي كان الإنظمام إليه ، يجب أن تكون يتيما و لم تتجاوز الثامنة عشر سنة و كذلك يجب أن تكون إبن مدينة "نينيا".


تدرب "ماريو" و "ميتسو" في فصل المعلم الأسطوري "رامون" ، هناك أتقنت "ميتسو" إستخدام السيف أما "ماريو" أتقن فنون الدفاع عن النفس و إستخدام أزيد من عشرة أنواع بنادق قنص


في نغس السنة إلتقيان ب"ليو" و "إيما" كمتدربين أيضا ، لتنشئ بينهم صداقة قوية نواتها الماضي الشابه ، لكن على عكسهم "ليو" كان يعيش بشكل عادي مع ابيه و أمه و أخته ، والده كان عالم بيئة و مناخ مرموق ، لقد كانوا يعيشون في سعادة رخاء حتى أتت تلك الليلة المشئومة ، عيد ميلاد "ليو" العاشر وضعت حافلة المدرسة "ليو" أمام بيته في المساء ، بدأ يقرع جرس بيتهم الفخم لكن لم يفتح أحد الباب ، أعاد قرع الجرس مرات و مرات بدون فائدة ، ظن أنها خدعة عيد ميلاد فذهب لينظر إلى النوفذ الخلفية للبيت ، ما شاهده كان صادما ، جثت والدة و أمه و أخته فوق بعضها البعض مغطاة بالدماء ، في الحائط المقابل كتبت جملة بحبر من الدم ، [نحن لا نسعى وراء الأبرياء لكن لا نسامح من يخطئ في حقنا ، نينيا] هذه العبارات وضعت لغزا في رأس "ليو" منذ صغره ، هو كذلك تربى في تلك المدينة لكن على عكس "ماريو" و "ميتسو" لم يكن طفلا ضائعا بلا هدف


قبل وصول أي شخص إلى موقع تلك المجزرة كان صوت بكاء "ليو" يعلو مختلطا بمزيج من الغضب و الخوف ، أتى رجل بنظارات سوداء و معطف من اللون ذاته و قال له ، [أنا أعلم الجهة التي دبرت إغتيال عائلتك ، سآخذك لمكانهم] ، رد "ليو" بهمهمة ، [من تكون] رد عليه قائلا [الشخص الذي سيمنحك الإنتقام] كان ذلك الشخص هو "دوني لوليس" مدير "شرطة المعلومات"


منذ ذلك اليوم تربى "ليو" في "نينيا" كأصغر عميل الشرطة ، كان يلتقي بدوني سرا حتى يأخذ منه التعليمات ، مرت عدة سنوات ليعرف أن "الوكالة" هي التي نظمت مقتل عائلته لكنه ظل يجهل هوية الأشخاص الذين نفذوا الأمر ، هو الآخر لم يتعرف على العميلة "إيما" حتى إلتحاقهم بمعهد القنص ، كان سن "ليو" مثل سن "ماريو" و "إيما" كانت تبلغ ستة عشر سنة ، اللحظة التي عرف "دوني" فيها "إيما" على "ليو" شكلت إنطلاقة عملية جديدة تحت قيادة "مركز شرطة المعلومات" إنها عملية "قنص القناصين" و هدفها الإطاحة بالوكالة ،صداقة هؤلاء الأربعة لم تكن محض مصادفة فقد تم إقحام ، "ليو" و "إيما" كعميلين للتقرب من "ميتسو" و السبب يعرفه "دوني لوليس فقط" ، بمضي الوقت تحولت هذه الصداقة من مزيفة إلة حقيقية لا سيما حينما علم "ماريو" قصة موت عائلة "ليو"


ماريو : (مخاطبا "ليو") ، منذ هذه اللحظة ، إنتقامك هو إنتقامي ، لقد إرتبط مصيرنا الآن و إلى الأبد


غدى "ماريو" كالأخ تماما بالنسبة لليو و "ميتسو" كونها فتاة إنطوئية أصبحت تعتبر "إيما" صديقة لها و "إيما" إمتنت لهذا ، كل الأمور كانت مثالية إلى أن حانت لحظة الحقيقة...


نهاية السنة ، الأربعة على وشك التخرج كقناصين لمصلحة "الوكالة" ، "ليو" و أثناء جلوسهم في مكب القمامة الذي اعتادوا الجلوس عليه أخبرهم بكل شيء ،إبتسم "ماريو" إبتسامة عريضة و كأنه كان يعلم كل شيء ثم قال ، [إنها المرة الأولى التي يتم فيها خداعي ، لن أسمح لك أنت و "إيما" دخول "الوكالة" سأخبرهم الأمر برمته لذلك غادروا "نينيا" على الفور ، لكن سأنتقم لك كواجب أخير لصداقتنا.] ...يتبع


2017/10/10 · 342 مشاهدة · 790 كلمة
snipersniper
نادي الروايات - 2024