الفصل الأول: النشأة الجديدة في عالم مضطرب
في ظلامٍ دامس أشبه ببحرٍ لا متناهٍ، بدا كل شيء صامتًا وكأن الزمن توقف. فجأة، اهتزت الفراغات وكأن شيئًا غريبًا قد اخترق قوانين الكون ذاته. صوت تحطم الفراغ كان صاخبًا لدرجة أن العوالم اللامتناهية ارتجفت، وكأن حدثًا جللًا قد وقع.
"بوم!"
ضوءٌ ساطع انبثق في وسط الظلام، وكأن نجمًا قد وُلد من العدم. في قلب هذا النجم، تجلى شابٌ ذو شعر أبيض كالثلج، وعينين تشعان كالسماوات المليئة بالنجوم. كان واقفًا بثبات، رغم الفوضى التي اجتاحت المكان.
"أين أنا؟" قال الشاب بصوت هادئ، ولكن نبرته كانت تحمل قوة لا يمكن إنكارها.
رغم وضوح صوته، لم يكن أحد يجيب. لم يكن هناك سوى صدى كلماته، وكأنه الوحيد في هذا الوجود. رفع يده ببطء ونظر إلى كفه. "هذا جسدي؟" تمتم لنفسه، متفحصًا أطرافه كما لو أنها غريبة عنه.
بضع لحظات مرت قبل أن تظهر ذكريات ضبابية في عقله. كان اسمه لي يون تشي. يبلغ من العمر خمسة عشر عامًا، ويتيم منذ صغره بعد أن قُتل والداه في غزوٍ مفاجئ للوحوش الغامضة التي اجتاحت عالمهم. لم يكن يتذكر سوى شظايا من الماضي، لكنها كانت كافية لتُشعل في داخله رغبة في الانتقام.
"تلك الوحوش..." قال، بينما قبضته تشددت.
ولكن الغريب في الأمر، أنه مع تلك الذكريات البسيطة، ظهر في عقله شيء آخر... تقنية قديمة محفورة بوضوح. تقنية تحمل اسمًا مثيرًا: "جسد الفراغ الأبدي".
"تقنية من هذا النوع؟ كيف وصلت إلى ذاكرتي؟"
بينما كان يُحاول فهم ما يجري، شعر بشيء ثقيل على ظهره. التفت ببطء ليرى سيفًا أسود كبيرًا. السيف لم يكن مجرد قطعة معدنية، بل كان ينبعث منه هالة غريبة، وكأنه كائن حي. عندما لمس السيف، شعر بنبضٍ خافت، وكأن السيف يتنفس.
"ما الذي تكونه؟" تمتم بصوتٍ خافت، لكن السيف لم يُجبه، بل ازدادت هالته غموضًا.
---
البداية في العالم الجديد
فتح لي يون تشي عينيه مجددًا ليجد نفسه في غابة كثيفة. أشجار ضخمة تمتد إلى السماء، وأصوات غريبة لوحوش بعيدة تتردد في الأرجاء. الجو هنا كان خانقًا، وكأن الغابة تعج بالطاقة الروحية.
"يبدو أنني في عالم مختلف تمامًا..." قال بصوت هادئ، دون أن يظهر أي ذرة من الخوف.
بدأ في تفحص المنطقة من حوله. لم يكن لديه فكرة عن مكانه أو كيف وصل إلى هنا، لكن شيئًا ما كان واضحًا... هذا المكان مليء بالخطر.
بينما كان يتحرك بين الأشجار، شعر فجأة بهزة أرضية خفيفة. صوت خطوات ثقيلة كان يقترب منه بسرعة.
"زئير الوحوش؟" تمتم.
لم تمر سوى لحظات حتى ظهر أمامه وحش عملاق يشبه الذئب، ولكن جسده كان مغطى بالقشور المعدنية، وعيناه تتوهجان باللون الأحمر القاني.
"همف. مجرد وحش من المستوى الأدنى." قال ببرود، دون أن يظهر أي اهتمام.
وحين انقض الوحش عليه، رفع لي يون تشي السيف الأسود. رغم أنه لم يستخدمه من قبل، إلا أن جسده تحرك بغريزة قاتلة. "سس!" اخترق السيف الهواء، وبضربة واحدة قُطع رأس الوحش قبل أن يتمكن من الاقتراب.
"القوة هنا تختلف عن عالمي القديم..." قال لنفسه، متفحصًا السيف.
---
اجتماع الغموض مع القدر
بعد التخلص من الوحش، شعر لي يون تشي فجأة بطاقة هائلة قادمة من أعماق الغابة. هذه الطاقة لم تكن عادية؛ كانت شريرة ومظلمة، وكأنها تدعو كل من يقترب إلى حتفه.
"هل هذا... اختبار؟"
لم يكن لي يون تشي شخصًا يخاف من المجهول. على العكس، تقدم بخطوات ثابتة نحو مصدر الطاقة. وبينما كان يقترب، سمع أصوات معركة عنيفة. مجموعة من المحاربين كانوا يقاتلون ضد وحش عملاق يشبه الثعبان، ولكنه كان يمتلك أربعة رؤوس وكل رأس يبث عنصرًا مختلفًا: النار، الجليد، الرياح، والرعد.
أحد المحاربين صرخ: "اتحاد محاربي السماوات لن يسقط هنا! استعدوا للهجوم الأخير!"
لكن الوحش كان أقوى بكثير. هجماته كانت ساحقة، والمحاربون بدأوا يفقدون الأمل.
"همف، ضعفاء..." قال لي يون تشي بهدوء، قبل أن يتقدم للأمام.
"من أنت؟! هذا المكان خطير للغاية، اهرب فورًا!" صرخ أحد المحاربين عندما رأى لي يون تشي.
لكنه لم يُجب، بل رفع سيفه الأسود. وفي لحظة، اختفى من مكانه وظهر أمام الوحش. بضربة واحدة، تحطم الفضاء من حوله، وانهار الوحش وكأنه لم يكن موجودًا أبدًا.
"ماذا... من هذا الشاب؟" همس أحد المحاربين بدهشة.
---
نهاية الفصل الأول.