الفصل الثاني: بداية التدريب في الغابة المظلمة
بعد القضاء على الوحش العملاق الذي كان يُهدد اتحاد محاربي السماوات، وقف لي يون تشي بثبات في مكانه. شعر المحاربون حوله بالرهبة من القوة التي أظهرها، لكن نظراتهم كانت ممتزجة بالدهشة والخوف.
"من أنت بحق الجحيم؟" قال قائد المجموعة بصوت متهدج، محاولًا الحفاظ على رباطة جأشه.
نظر لي يون تشي إلى القائد ببرود. "لا يهم من أكون، أنتم بحاجة إلى مزيد من القوة. ضعفاء كهذا لا يمكنهم النجاة طويلًا."
ترددت كلماته في المكان، موقظة شعورًا بالحرج والغضب لدى المحاربين. لكن أحدهم تمتم: "على الأقل أنقذ حياتنا..."
لم يكن لي يون تشي مهتمًا بالمناقشة، لذا أدار ظهره وبدأ بالمغادرة.
"انتظر!" صرخ القائد. "إن كنت تمتلك هذه القوة، فمن الأفضل أن تنضم إلينا. اتحاد محاربي السماوات يمكن أن يكون ملجأً آمنًا لك."
لكن لي يون تشي توقف للحظة فقط قبل أن يجيب: "أنا لا أحتاج ملجأً، والضعفاء مثلكم لن يفيدوني."
ثم اختفى في أعماق الغابة دون أن يُعيرهم أي اهتمام.
---
تحديات الغابة
بينما كان يسير في الغابة، بدأ لي يون تشي يتأمل في ذكرياته الضبابية وتقنية جسد الفراغ الأبدي التي بقيت محفورة في ذهنه. كان يعلم أن هذه التقنية ليست عادية، بل كانت تتطلب جهدًا هائلًا لفهمها وتنفيذها.
"الجزء الأول... السيطرة على الفراغ من حولي." تمتم لنفسه.
جلس تحت شجرة ضخمة وبدأ في التركيز. شعر بالطاقة الروحية المحيطة به وكأنها بحرٌ لا نهاية له. بدأ بسحب هذه الطاقة ببطء إلى جسده، محاولًا تنقيتها وإدخالها في دانتيانه.
"سس!" صدرت أصوات خافتة عندما بدأت الطاقة الروحية بالتجمع حوله. شعر بألم حاد في جسده، لكن عيناه بقيتا مغمضتين بثبات.
"هذه التقنية ليست مجرد تدريب... إنها معركة للبقاء."
---
أول اتصال بالسراب
في أثناء تدريبه، شعر فجأة بحضور غريب. فتح عينيه ليرى كيانًا ضبابيًا يقف أمامه. كان الكيان يشبه الإنسان، لكنه لم يكن له ملامح واضحة.
"من أنت؟" سأل لي يون تشي ببرود.
رد الكيان بصوت غير بشري: "أنا مجرد انعكاس لماضيك."
تجمد لي يون تشي للحظة. ماضيه؟ هل يمكن أن يكون هذا الكيان مرتبطًا بما فقده من ذكريات؟
"إن كنت انعكاسًا لماضي، فأخبرني... لماذا لا أتذكر شيئًا؟"
لكن الكيان لم يُجب مباشرة. بدلًا من ذلك، أشار إلى السيف الأسود الذي يحمله لي يون تشي. "السيف هو المفتاح. عندما تتعلم السيطرة عليه، ستُفتح أمامك الأبواب الموصدة."
قبل أن يتمكن من الرد، اختفى الكيان كما ظهر.
"السيطرة على السيف؟" همس لي يون تشي، وهو ينظر إلى سيفه بتفحص أكبر.
---
الوحش الكامن في الظلام
في اليوم التالي، بينما كان يستكشف الغابة، شعر بطاقة شريرة تقترب منه. رفع رأسه ورأى وحشًا غريب الشكل يشبه الأسد، لكن جسمه كان مغطى بألسنة اللهب.
"بفغت!" فتح الوحش فمه، وأطلق كرة نارية هائلة نحو لي يون تشي.
قفز لي يون تشي في الهواء، متفاديًا الهجوم بسهولة. بلمح البصر، أمسك بسيفه وأطلق ضربة عمودية.
"سس!" شق السيف الهواء بسرعة، مُحدثًا شرخًا في الفراغ.
لكن الوحش لم يكن عاديًا. بدلًا من السقوط، اختفى فجأة وظهر خلفه.
"همف، أذكى مما توقعت."
استدار لي يون تشي بسرعة وواجه الوحش مجددًا. هذه المرة، أطلق طاقته الروحية عبر السيف، مما جعله يُصدر هالة قاتلة.
"بوم!"
مع الضربة التالية، تحطم جسد الوحش إلى أشلاء، واختفى تمامًا.
---
مواجهة جديدة
بعد القضاء على الوحش، شعر لي يون تشي بحضور مجموعة جديدة. كانوا مجموعة من المحاربين يراقبونه من بعيد.
"لقد رأيناه يقتل ذلك الوحش بسهولة. يجب أن نضمه إلينا."
تقدم قائدهم بخطوات واثقة وقال: "يا هذا! أريد التحدث معك."
لكن لي يون تشي لم يكن مهتمًا. رفع سيفه ووضعه على كتفه، ثم قال ببرود: "لا أملك وقتًا لمضيعة وقتكم."
"انتظر! لدينا عرض قد يُثير اهتمامك."
---
نهاية الفصل الثاني.