الفصل الثالث: عرض لا يمكن تجاهله

كان لي يون تشي على وشك المغادرة، لكن كلمات القائد أوقفته. استدار نصف استدارة، وعيناه الباردتان تلمعان بوميض خطير.

"إن كان عرضكم لا يستحق اهتمامي، سأعتبره إزعاجًا، والإزعاج عادةً لا يعيش طويلًا."

شعر المحاربون برعشة تمر عبر أجسادهم. القوة القاتلة التي تشع من لي يون تشي جعلتهم يدركون أنهم أمام شخص لا يرحم.

"سيدي..." قال القائد بتردد. "نحن لسنا هنا للقتال. ما رأيك في أن تنضم إلينا؟ نحن جزء من اتحاد محاربي السماوات. يمكننا توفير موارد نادرة ودعم قوي لك."

رفع لي يون تشي حاجبه بخفة. كان يعلم أن الموارد شيء ضروري في طريق الزراعة، لكنه لم يكن واثقًا من جدوى التحالف مع هؤلاء.

"موارد؟" قال ساخرًا. "حتى لو قدمتم لي جبلًا من الكنوز، فلن أحتاج إلا إلى قوتي الخاصة. ومع ذلك..." توقف للحظة، وكأنه يُفكر.

"سأستمع لما لديكم، ولكن تذكروا... لو كذبتم علي، فلن تُتاح لكم فرصة الندم."

---

دخول الاتحاد

أخذ القائد لي يون تشي إلى مقرهم المؤقت في الغابة. كان الموقع محاطًا بحواجز دفاعية، مع عشرات المحاربين الذين يحرسون المنطقة.

داخل المقر، استقبلهم رجل مُسنّ، ذو لحية بيضاء طويلة وعينين حادتين.

"سيدي الشاب، يبدو أنك شخص موهوب للغاية." قال الرجل المسن بابتسامة هادئة.

"وفر كلماتك. قل لي مباشرةً ما الذي تريدونه مني."

ضحك الرجل المسن قليلاً. "أحب الشخصيات المباشرة. لدينا مشكلة صغيرة، ونعتقد أنك الشخص الوحيد القادر على حلها."

"مشكلة؟"

"هناك كهف قديم في أعماق الغابة. يُقال إنه يحتوي على كنوز لا تُحصى. لكن للأسف، كل من دخل الكهف لم يعد أبدًا. نحتاج إلى شخص قوي ومهاري لاستكشافه."

فكر لي يون تشي للحظة. كان يعلم أن الكهوف القديمة غالبًا ما تحتوي على مخاطر عظيمة، لكنها تحمل أيضًا فرصًا لا تُقدر بثمن.

"حسنًا، سأقبل. لكن تذكروا، ما أُحصّله داخل الكهف هو ملكي."

---

الكهف الملعون

بعد ساعات، وجد لي يون تشي نفسه أمام مدخل كهف مظلم. كانت جدرانه مغطاة بنقوش غريبة تُشع بضوء خافت.

"هذا المكان... غريب."

بينما كان يدخل، شعر بطاقة باردة تُحيط به، وكأن الكهف كان حيًا ويراقبه.

"يبدو أن هناك شيئًا ينتظرني في الداخل."

مع كل خطوة كان يتقدم بها، ازدادت الأجواء كآبة. أصوات غامضة كانت تتردد في أنحاء الكهف، وكأنها همسات أرواح غاضبة.

---

مواجهة المخلوق الحجري

في أعمق جزء من الكهف، وجد لي يون تشي تمثالًا حجريًا ضخمًا. كانت عيناه تُشعان بضوء أحمر.

"أخيرًا، شخص آخر يُجرؤ على دخول مكاني."

صُدم لي يون تشي عندما سمع الصوت قادمًا من التمثال نفسه.

"تمثال يتحدث؟ يبدو أن الأمور أصبحت أكثر إثارة."

تحرك التمثال، وأصبح على هيئة محارب عملاق يحمل سيفًا حجريًا.

"إذا أردت المرور، فعليك إثبات قوتك."

"همف، أنا لا أحتاج إثبات شيء لمخلوق حجري."

أطلق لي يون تشي طاقته الروحية، مما جعل الهواء حوله يرتجف. أمسك بسيفه الأسود، وأطلق ضربة قوية نحو التمثال.

"بوم!"

تصدت يد التمثال للسيف، لكن الهالة التي أطلقها لي يون تشي تسببت في تصدع جسده.

"قوي، لكن ليس كافيًا!"

بدأ التمثال يُهاجم بعنف، لكن لي يون تشي كان دائمًا خطوة أمامه.

"هذه ليست سوى البداية."

بسرعة مذهلة، قفز لي يون تشي في الهواء وأطلق ضربة عمودية مُدمرة.

"بفغت!"

تحطم التمثال بالكامل، تاركًا وراءه حجرًا مضيئًا.

---

سر الحجر المضيء

أمسك لي يون تشي بالحجر وتأمله. شعر بطاقة غريبة تنبعث منه، وكأنه يحتوي على جزء من ذكرياته المفقودة.

"هذا الحجر... قد يكون المفتاح لفهم ماضي."

بينما كان يغادر الكهف، قرر أن هذا الحجر لن يكون سوى بداية رحلته لكشف الحقيقة.

---

نهاية الفصل الثالث.

2025/01/14 · 8 مشاهدة · 539 كلمة
unknown
نادي الروايات - 2025