الفصل الثاني والعشرون: بوادر الفوضى
---
داخل ممرٍ طويلٍ ومظلم، كان لي يون تشي يسير بخطوات هادئة، واللفافة القديمة في يده. على الرغم من أنه لم يظهر أي اهتمام، إلا أن عينيه الغامضتين كانتا تلمعان بفضول خفي.
---
"تقنية تكمل إرادتي؟ مثير للاهتمام..."
تمتم لنفسه، بينما كان يحاول فك خيوط الطاقة المحيطة باللفافة. كانت هذه الطاقة تبدو وكأنها تحاول إخفاء شيء أعمق، شيء لا يستطيع كشفه بسهولة.
---
بينما كان يمشي، توقف فجأة. الهواء من حوله أصبح كثيفًا، وصوت خطوات متعددة اقترب من بعيد.
---
"يبدو أنني لم أغادر القاعة وحدي."
قال ببرود، دون أن يلتفت.
---
من الظلال، ظهرت مجموعة من المحاربين يرتدون دروعًا سوداء تحمل شعار اتحاد محاربي السماوات. كان قائدهم رجلاً طويل القامة، ذو ندبة عميقة تعبر وجهه.
---
"أنت من هزم حارس القاعة؟"
سأل القائد بصوت خشن، وهو يحدق في لي يون تشي بغضب.
---
"حارس القاعة؟ هل كان ذلك الرجل الذي ألقى بنفسه أمامي؟"
ردّ لي يون تشي بنبرة ساخرة، مما أثار المزيد من الغضب في عيون القائد.
---
"وقح! لا يحق لك الاستهانة باتحاد محاربي السماوات!"
صرخ أحد المحاربين، بينما كان يسحب سيفه وينطلق نحو لي يون تشي.
---
"بفغت!"
صوت اختراق السيف للهواء كان حادًا، لكن قبل أن يصل السيف إلى لي يون تشي، توقفت الحركة تمامًا.
---
"هذا كل ما لديكم؟ ضعفاء لدرجة مثيرة للشفقة."
تمتم لي يون تشي وهو يمد يده. فجأة، تحطمت الفراغات المحيطة به، وانتشرت موجة من الطاقة دفعت المحاربين إلى الخلف بعنف.
---
"آه!"
صرخ القائد وهو يحاول الوقوف، لكنه لم يستطع سوى أن يشاهد لي يون تشي يقترب بخطوات هادئة.
---
"أتعلمون؟ أكره أن يُضيع أحد وقتي."
رفع يده، وصوت طقطقة الانهيارات في الفراغ بدأ يملأ المكان.
---
"تراجعوا!"
صرخ القائد، لكن الأوان كان قد فات. قوة غاشمة اجتاحت المكان، وأسقطتهم جميعًا أرضًا.
---
"اتحاد محاربي السماوات؟ مضيعة للوقت فقط."
قالها لي يون تشي ببرود، ثم تابع طريقه دون أن يكلف نفسه عناء النظر خلفه.
---
في مكان آخر
داخل قصر ضخم تحيط به جبال شاهقة، وقف شيخ ذو لحية طويلة أمام مرآة كبيرة. المرآة كانت تعكس صورة لي يون تشي.
---
"هذا الفتى... قوة جسده لا تتناسب مع روحه. إنه غير مكتمل، لكن..."
توقف للحظة، وعيناه ضاقتا وكأنهما تدرسان كل تفصيل.
---
"روحه مرعبة. من يكون؟"
---
"سيدي، لقد هزم فرقة استطلاع بالكامل."
قال صوت خافت من الظلال، حيث ظهر خادم يرتدي عباءة سوداء.
---
"أرى ذلك. هذا الفتى سيكون عائقًا أمام خططنا. أرسل فرقة الصيادين."
---
"فرقة الصيادين؟ لكنهم لم يتحركوا منذ مئات السنين..."
---
"هذه ليست مناقشة. إن لم يُقتل الآن، فسيمثل تهديدًا للاتحاد بأكمله."
قال الشيخ بحزم، ثم اختفى عن الأنظار.
---
في مكان آخر
وقف لي يون تشي فوق جبل عالٍ، ينظر إلى الأفق حيث أضاءت السماء بضوء خافت.
---
"فرقة الصيادين؟ يبدو أنهم قادمون بالفعل."
تمتم لنفسه، وعيناه تلمعان بحماس خافت.
---
"حسنًا... أروني ما لديكم."
---
نهاية الفصل الثاني والعشرون