الفصل الحادي والعشرون: نذر التحدي
---
وسط القاعة الصامتة، حيث بقي الضوء الوحيد ينبعث من الخريطة التي يحملها لي يون تشي، ظهرت فجأة خطوات خافتة من بعيد.
---
"هاه؟ من أنت؟ وكيف دخلت إلى هنا؟"
كان الصوت لرجل ضخم الجثة، يرتدي درعًا ذهبيًا عليه رموز قديمة. وجهه كان متجهمًا، وعيناه تلمعان بغضب.
لي يون تشي لم يلتفت نحوه، بل نظر إلى الخريطة بين يديه ببرود.
---
"من أكون؟ هذا ليس من شأنك. الآن، تحرك جانبًا."
قالها بصوت هادئ، لكنه كان يحمل قوة جعلت الهواء يثقل حول الرجل.
---
"أيها الوغد! هذا المكان ملك لاتحاد محاربي السماوات! من أنت لتقتحم هنا وكأنك سيد المكان؟!"
صرخ الرجل الغاضب، بينما رفع سيفه الذهبي.
---
"اتحاد محاربي السماوات؟ يبدو اسمًا مملًا. أتعرف؟ ربما سأدمركم جميعًا لاحقًا."
ردّ لي يون تشي بسخرية، دون أن يكلف نفسه عناء النظر إليه.
---
"وقح!"
انطلق الرجل نحوه بسرعة خاطفة، لكن قبل أن يصل إليه، توقف فجأة. عيناه كانتا تملؤهما الصدمة، وجسده بدأ يرتعش.
---
"ما... ماذا؟ لماذا لا أستطيع التحرك؟!"
---
"قلت لك أن تتحرك جانبًا. يبدو أنك لم تفهم كلامي."
أجاب لي يون تشي وهو يشير بإصبعه. فجأة، اهتزت القاعة، وانكسرت الفراغات حول الرجل.
---
"آه!"
صرخ الرجل وهو يُلقى بعيدًا، مرتطمًا بالجدار.
---
"أنت... من تكون؟"
سأل الرجل بصوت مرتعش، وهو يحاول الوقوف بصعوبة.
---
"أنا؟ مجرد شخص لا تريد العبث معه."
أجاب لي يون تشي ببرود، ثم تابع طريقه نحو مخرج القاعة.
---
في الخارج
خارج القاعة، كانت السماء مظلمة، ونجوم لا حصر لها تتلألأ في الأفق. وقف رجل مسن يرتدي عباءة سوداء، ينتظر بصمت.
---
"لقد تأخرت."
قال المسن، بينما كان ينظر إلى لي يون تشي بهدوء.
---
"لم أطلب من أحد انتظاري."
ردّ لي يون تشي وهو يتوقف على بُعد خطوات منه.
---
"ربما لا تعرفني، لكنني أعرفك جيدًا، أيها السيد الشاب."
---
"هل هذا يفترض أن يخيفني؟"
قال لي يون تشي بنبرة ساخرة، عاقدًا ذراعيه أمام صدره.
---
"أبدًا. لكن لدي عرضًا لك."
ابتسم الرجل المسن، ثم أخرج من عباءته لفافة قديمة.
---
"عرض؟ لا أحتاج إلى شيء."
---
"حتى لو كان هذا يتعلق بإرادتك؟"
سأل المسن بغمزة، بينما كان يرفع اللفافة.
---
توقف لي يون تشي للحظة. عيناه حدقتا في اللفافة، بينما كان يشعر بطاقة غريبة تنبعث منها.
---
"تحدث قبل أن أُغير رأيي."
قال أخيرًا، لكن صوته كان يحمل نفحة من البرود.
---
"داخل هذه اللفافة، تقنية قديمة تكمل ما حصلت عليه للتو. لكن الحصول عليها له ثمن."
---
"ثمن؟"
رفع لي يون تشي حاجبه بخفة، بينما كان يدرس ملامح الرجل.
---
"ثمنه هو أن تصبح خصمًا لاتحاد محاربي السماوات بالكامل."
---
ابتسم لي يون تشي بهدوء، ثم قال:
"كنت أنوي تدميرهم على أي حال. سلمها."
---
اندهش الرجل المسن للحظة، لكنه ضحك بخفة وسلمه اللفافة.
---
"إذاً، سيد الشاب، أتمنى ألا تندم على هذا القرار."
ردّ وهو يختفي في الظلام كأنه لم يكن موجودًا.
---
"ندم؟"
تمتم لي يون تشي وهو ينظر إلى اللفافة، ثم اختفى بدوره، تاركًا المكان في سكون مرعب.
---
نهاية الفصل الحادي والعشرين