الفصل الرابع والعشرون: مجلس الظلال

---

في أعماق القارة، حيث لا يصل ضوء الشمس إلا نادرًا، كانت هناك قاعة عظيمة محفورة في الصخور السوداء.

الجدران كانت مغطاة بنقوش قديمة تصور معارك مرعبة، وفي منتصف القاعة كان هناك طاولة دائرية ضخمة مصنوعة من حجر أسود ينبعث منه ضوء خافت.

---

جلس حول الطاولة عشرة أشخاص، وجوههم مغطاة بالأقنعة، عدا شيخ عجوز ذو عيون سوداء كأنها هاوية لا قاع لها.

---

"فشلت فرقة الصيادين. ذلك الفتى ليس عاديًا."

قال الشيخ، صوته منخفض لكنه يحمل وزنًا هائلًا من السلطة.

---

"شيخ الظلال، أليس مبكرًا جدًا للقلق بشأن طفل؟"

تحدث أحدهم بصوت ساخر، وهو يضرب الطاولة بإصبعه الطويل.

---

"طفل؟ هل تعرف ما فعله هذا الطفل؟ لقد دمر فرقة من نخبة الصيادين دون أن يستخدم سوى جزء صغير من قوته!"

رد الشيخ، نظرته مليئة بالغضب والقلق.

---

"إذن ما العمل؟ هل نستدعي الحراس السماويين؟"

سأل آخر، صوته يحمل مزيجًا من الحذر والريبة.

---

"الحراس السماويين؟"

ابتسم الشيخ ببرود، ثم وقف ليواجه الجميع.

"ليس بعد. هذا الفتى هو مفتاحنا للوصول إلى تلك التقنية. لا تنسوا، تقنية جسد الفراغ الأبدي ليست شيئًا يمكن تجاهله."

---

عمت القاعة صمت ثقيل، حيث كانت كلمات الشيخ تخترق عقولهم كالسكاكين.

---

"ما الذي تقترحه؟"

سأل صوت أنثوي ناعم، لكن خلفه كان هناك تهديد مبطن.

---

"سنراقبه، ونختبره بشكل أكبر. إذا استطعنا ترويضه، فسيكون سلاحًا لا يقدر بثمن. وإذا رفض... سنمزقه إلى أشلاء."

قال الشيخ بابتسامة خبيثة، بينما كانت عيناه تلمعان بخبث.

---

"ولماذا نحتاج إلى كل هذا الحذر؟"

سأل آخر بنبرة متكبرة.

---

"لأنه، أيها الأحمق، إذا كان قادرًا على القضاء على فرقة النخبة بهذه السهولة، فهذا يعني أن قوته الحقيقية لم تظهر بعد. من الأفضل أن نخطط بحذر بدلًا من أن ننتهي كأضحية."

رد الشيخ بحزم، ثم ضرب الطاولة بعصاه السوداء.

---

"حسنًا، فلنبدأ المراقبة. أرسلوا عيوننا وأيدي الظلال. لا أريد أن يخطو خطوة دون أن نعلم بها."

قال أحدهم، بينما كانوا يوافقون بالإيماء.

---

في مكان آخر

كان لي يون تشي يسير ببطء عبر الغابة الكثيفة.

أوراق الشجر كانت تتساقط من حوله، وصوت الرياح الهادئة كان يملأ المكان.

---

رغم هدوء المشهد، كانت عينيه الغامضتان تمسحان المكان بحذر.

"هناك عيون تراقب."

تمتم لنفسه، قبل أن يبتسم بسخرية.

---

"ظلال الاتحاد؟ لن يكونوا أول من يراقبني، ولن يكونوا آخر من يسقط أمامي."

قالها بهدوء، قبل أن يطلق موجة خفيفة من طاقته السماوية.

---

"بانغ!"

تحطمت الأشجار القريبة، وكشف الانفجار عن شخصين مختبئين في الظلال.

---

"لقد اكتشفنا!"

صرخ أحدهم، بينما كان يحاول الهروب، لكن قبل أن يتمكن من التحرك، وجد نفسه مثبتًا على الأرض بواسطة قوة هائلة.

---

"من أرسلكم؟"

سأل لي يون تشي بصوت هادئ لكنه يحمل تهديدًا واضحًا.

---

"نحن فقط... مجرد مراقبين! لا شأن لنا بك!"

صرخ أحدهم، وجهه مليء بالرعب.

---

"مجرد مراقبين؟ إذن لن تمانعوا إذا جعلتكم عبرة للآخرين."

قال بابتسامة باردة، قبل أن يرفع يده.

---

"بوم!"

تحطمت الأرض تحتهم، واختفوا تمامًا دون ترك أي أثر.

---

"اتحاد محاربي السماوات... إذا استمروا في إرسال الحشرات، سأجعلهم يدفعون الثمن."

قال بهدوء، قبل أن يكمل طريقه دون أن ينظر إلى الخلف.

---

نهاية الفصل الرابع والعشرين

2025/01/16 · 2 مشاهدة · 491 كلمة
unknown
نادي الروايات - 2025