الفصل 36: الطريق إلى المجهول
---
بينما كان لي يون تشي يسير في طريقه بين الأنقاض، كان الهواء مشبعًا برائحة الدمار والطاقة المنبعثة من القتال السابق. مع كل خطوة يخطوها، كانت الرياح تتوقف وكأنها تخشى الاقتراب منه.
"لماذا يبدو هذا المكان وكأنه ساحة حرب قديمة؟" قال لي يون تشي بصوت منخفض، لكن عيناه كانتا تلمعان وكأنهما تقرآن العالم من حوله.
---
بينما كان يتقدم، رأى نصبًا حجريًا ضخمًا يقف وحيدًا في وسط السهول المحطمة. كان مغطى بالنقوش القديمة التي يبدو أنها تحكي قصة ما.
"نقوش..." لمس الحجر بإصبعه، وشعر بتدفق طاقة غريبة تدخل جسده.
فجأة، ظهرت أمامه صورة واضحة لجيش عظيم يقاتل مخلوقات غريبة الشكل.
"جيش محاربي السماوات..." تمتم بهدوء.
---
"أنت تجرؤ على الاقتراب من هذا المكان؟"
جاء الصوت من خلفه، حادًا كالسيف يخترق الأذن. استدار لي يون تشي ببطء، ليرى رجلاً عجوزًا، لكن هالته كانت تساوي جبالًا من القوة.
"ومن أنت؟"
"أنا حارس هذا النصب... لا أحد يقترب من هذه النقوش دون إذني."
---
لي يون تشي لم يُظهر أي اهتمام، بل تقدم نحو النصب بخطوات هادئة.
"لا أهتم بما تسمح به أو لا. هذا المكان يخفي شيئًا يخصني."
العجوز ضاق عينيه: "متغطرس... يبدو أنك بحاجة إلى درس."
رفع العجوز يده، وانطلقت موجة من الطاقة الحادة نحو لي يون تشي.
"سسس!"
تشققت الأرض تحت تأثير الهجوم، لكن لي يون تشي اختفى في اللحظة الأخيرة.
---
"بسرعة كهذه؟"
ظهر لي يون تشي خلف العجوز دون أن يصدر أي صوت.
"إن كنت تريد القتال، فلن أكون رحيمًا."
أطلق هالته فجأة، مما أدى إلى تحطم الفراغ من حوله.
"بوووم!"
ارتجف العجوز للحظة، لكنه استعاد توازنه بسرعة.
"تبدو قويًا، لكن القوة وحدها لا تكفي هنا."
---
رفع العجوز يده، وبدأت الأرض تهتز. من تحت الأنقاض، ظهرت تشكيلات طاقية متشابكة، وأحاطت بلي يون تشي من كل جانب.
"هذا التشكيل لا يمكن كسره."
لكن لي يون تشي لم يُظهر أي ذرة خوف.
"تشكيلات مرة أخرى؟ كم هذا ممل."
رفع يده، وأطلق شعاعًا أسود من الطاقة مباشرة نحو قلب التشكيل.
"كراااك!"
تحطم التشكيل كما لو كان زجاجًا هشًا، مما جعل العجوز يحدق بصدمة.
---
"كيف... هذا مستحيل!"
اقترب لي يون تشي بخطوات ثابتة:
"أخبرني ما هذا المكان؟"
العجوز تردد للحظة، ثم قال:
"هذا النصب يخفي أسرارًا تعود لحقبة اتحاد محاربي السماوات... لكنك لن تفهم قيمتها."
"أسرار؟... يبدو أنني سأبقى هنا لبعض الوقت."
---
وقف لي يون تشي أمام النصب، وأغمض عينيه. فجأة، بدأت النقوش تتوهج باللون الأزرق، وظهرت رموز غريبة حوله.
"ما هذا؟"
كان العالم من حوله يتحول تدريجيًا. فجأة، وجد نفسه في مكان جديد، حيث السماء كانت مليئة بالكواكب الطافية، والأرض مصنوعة من بلورات شفافة.
"هذا عالم آخر..."
---
قبل أن يتمكن من استيعاب ما يجري، ظهر ظل ضخم أمامه. كان شكله أشبه بوحش أسطوري، لكن عينيه كانتا مليئتين بالحكمة والسلطة.
"من يجرؤ على دخول هذا المكان؟"
قال الصوت العميق، مما جعل الفضاء كله يرتجف.
"أنا لي يون تشي... وأنا هنا لأكتشف الحقيقة."
---
نهاية الفصل
إلى الفصل القادم...