الفصل1:

الجزء 4:

4.7: (9/7):

هدف المدعو العالم الافتراضي كان ازالة كل آلام و صعوبات الواقع، البشاعة و القذارة، و تحقيق وسط نظيف و مريح، صحيح؟ ما كان الهدف من صنع مستوى ألم و معاناة واقعيين لهذه الدرجة؟ لا ــــ هذا الألم كان أكثر من أن يكون واقعيا. اذا ما كانت لدي اصابة كهذه في الحياة الحقيقية، كنت على الأرجح سأقوم بافراز مواد كيميائية دماغية او كان لينتهي بي الأمر في غيبوبة كآلية دفاعية جسدية، صحيح؟ لم يكن من الممكن لأي احد ان يتحمل هذا المستوى من الألم...

ـــــــــ ربما لم يكن هذا هو الأمر.

حاولت جاهدا النظر بعيدا عن جرحي و سخرت من نفسي قبل تغيير افكاري.

انا، هذا الشخص المدعو كيريجايا كازوتو، كنت غير معتاد على الألم تماما. في الحياة الحقيقية، لم يسبق لي ان أصبت بإصابة بليغة طوال فترة نموي. لقد كان صعبا عندما مررت بتجربة اعادة التأهيل بعد اس اي او ، لكن الفضل يعود لآلات التمرين المتطورة و الأدوية المساعدة في انه لم يجب علي القلق حيال الألم.

طبعا، لم يكن هنالك اي شيء يمكن اضافته حيال العالم الافتراضي. النيرف جير و الاموسفير كلاهما امتلكا ميزة امتصاص ألم و التي بإمكانها ازالته كاملا تقريبا، و المستوى الذي فعلت فيه هذا جعلني اتسائل ما ان كان هذا اكثر مما يجب. بسبب هذا، الضرر في المعارك كان ببساطة الارتفاع و الانخفاض في نقاط الحياة. اوه اجل، اذا ما وجد ألم كهذا في اينكراد، لم أكن لأغادر مدينة البداية دون شك.

اندروورد كان ارض احلام مصنوعة، و ايضا واقعا آخر.

كنت غير متأكد كم من الأيام مرت من قبل، لكن امكنني اخيرا فهم معاني الكلمات التي قلتها لأجيل في متجره. تلك المدعوة الحقيقة التي تعود على الألم، الأسى و المعاناة. فقط هؤلاء الذين امكنهم تحمل الاشياء التي اصابتهم، و تجاوزوها، امكنهم ان يصيروا اقوى في ذلك العالم. قائد الغوبلين، لا، يوغاشي كان قد فهم هذا، و انا لم يسبق لي من قبل التفكير في هذا مطلقا.

امام نظري، المغشى بالدموع، اوقف يوغاشي النزيف من الذراع المقطوعة و شاهدني بصمت. عيناه ارسلتا نظرة مليئة بالانتقام فيم بدا ان الهواء المحيط ارتعد. وضع الساطور الذي كان في فمه في يده اليمنى و لوح به. *فيوون*.

"... اهانة كهذه، لن توفي هذا حتى لو قطعتك و التهمتك حيا... لكن، فلنفعل هذا"

يوغاشي حرك الساطور فوق رأسه *فيوون، فيوون* واقترب ببطء. نظرت بعيدا عنه، مشاهدا سيلكا، التي كانت مستلقية بعد ان تم ربطها بإحكام. عقلي كان يفكر في انه يجب علي الوقوف، الوقوف و القتال، لكن جسدي لم يستطع الحراك. بدا و كأن الانطباع السلبي الذي تطور بداخلي صار قيدا حقيقيا قام بتقييدي....

الخطوات الثقيلة توقفت فجأة أمامي. الهواء كان يرتعد، و احسست ان الشفرة العملاقة على وشك النزول. كان الوقت قد تأخر جدا على المراوغة او القيام بهجمة مضادة. ضغطت على اسناني و انتظرت اللحظة التي سيتم فيها تحريري من هذا العالم.(قتله).

لكن، بعد فترة طويلة، شفرة المقصلة لم تنزل. *زا زاا ـ* ما عوضها كان صوت الارضية الجليدية التي يتم الدوس عليها، و من ثم، كان هنالك صوت مألوف يصرخ،

" كيريتو ـــ !! "

وسعت عيني في تفاجئ فيم شاهدت يوجيو يتجاوزني لقطع يوغاشي. تابع التلويح بيده اليمنى الحاملة للخنجر المائل بشكل واسع و اجبر العدو على التراجع لخطوتين، 3 خطوات.

اندهش الغوبلين في البداية، لكنه استعاد رباطة جأشه مباشرة و استخدم الساطور بمهارة بيد واحدة فقط و صد هجمات يوجيو من اليسار و اليمين. للحظة، نسيت ألمي و صرخت،

" اوقف هذا، يوجيو! اسرع و اهرب!! "

رغم هذا، تابع الصراخ و هو يخسر نفسه و تابع التلويح بالشفرة. كما هو متوقع من شخص كان يلوح بذلك الفأس الثقيل لمدة طويلة، سرعة كل ضربة كانت تخرج العين من محجرها (مذهلة)، لكن لسوء الحظ، الحركات كانت بسيطة جدا. في البداية بدا ان يوغاشي مستمتع بمقاومة الفريسة فيم تابع الدفاع عن نفسه بابتهاج ، و من ثم، "غيااس!" زمجر و استخدم اصابع قدمه لركل قدم يوجيو الداعمة. فيم فقد يوجيو توازنه و تعثر، رفع ساطوره بسهولة ــــــ

" توقفففف ــــــــ !!!! "

قبل ان يصل صراخي لهما، لوح به افقيا بشكل عرَضي.

تلقى يوجيو ضربة في بطنه و ارسل طائرا بعيدا، ساقطا تماما بجانبي بصوت كليل. استدرت غريزيا، و ألم حاد اصاب كتفي الأيسر كالشعاع، لكن هذه المرة، تجاهلت الألم و استدرت نحوه.

اصابة يوجيو كانت اخطر بكثير من خاصتي. اعلى جسده اصيب بقطع افقي، و الاصابة الممزقة كان يخرج منها الكثير من الدم الطازج بمعدل مروع. تحت ضوء العشبة التي كانت لا تزال ممسوكة بيد يوجيو اليسرى، عمل الاعضاء الداخلية غير العادي بداخل الجرح كان مرئيا للعيان.

*كووح*. بصوت ثقيل، فم يوجيو انسد بالدماء مع فقاعات ممزوجة معها. العينان الخضراوتان خسرتا بريقهما فيما حدقتا امامهما مباشرة دون هدف.

رغم ذلك، لم يتوقف يوجيو عن محاولة النهوض. فمه اخرج الهواء مع بعض الرذاذ الاحمر الممزوج معه، مرتجفا فيم استخدم كلتي يديه لدعم جسده على الارض.

"يوجيو... هذا كاف.... هذا..."

لم يسعني سوى قول هذا. الألم بجسد يوجيو لم يكن شيئا بالإمكان مقارنته بألمي. لقد كان بالتأكيد اكثر مما يمكن للوعي العادي تحمله.

في تلك اللحظة ــــــ العينان اللتان فقدتا تركيزهما نظرتا مباشرة نحوي، ثم نطق الكلمات التي كانت منقوعة بالدماء.

"عنـ ــ عندما كنا صغارا.... تواعدنا... انا، كيريتو.... و أليس، من اليوم الذي ولدنا فيه معا، الى اليوم الذي سنموت فيه معا..... هذه المرة، يجب علي بكل تأكيد... حماية... يجب علي...."

عند هذه اللحظة، ذراعا يوجيو فقدتا فجأة قوتهما. مددت يدي بسرعة لإمساك جسده. ما ان انتقل الي وزن جسد يوجيو النحيل لكن العضلي...

حقل نظري احيط بلمعان ابيض متقطع، و في الجزء الاعمق من الشاشة، كانت هنالك ظلال غير واضحة.

تحت غروب الشمس الاحمر المتقد، كنت اسير في طريق بين حقول القمح. الشخص الممسك ليدي اليمنى كان فتى صغيرا بشعر بلون الكتان، والممسكة ليدي اليسرى كانت فتاة شقراء.

هذا صحيح.... لقد آمنت ان العالم لن يتغير ابدا.آمنت ان ثلاثتنا سيتابعون العيش معا. رغم ذلك، لم نتمكن من حمايتها. لم نستطع فعل اي شيء. كيف امكنني نسيان ذلك اليأس، ذلك العجز؟ هذه المرة... هذه المرة، بالتأكيد...

لم اتمكن من الاحساس بأي الم في كتفي الأيسر بعد الآن. وضعت بلطف يوجيو فاقد الوعي على الارضية الجليدية، مددت يدي اليمنى و أمسكت قائم السيف المستقيم المرمي ارضا.

ثم نظرت للأعلى و لوحت افقيا نحو يوغاشي، الذي كان ملوحا بساطوره للأسفل في تلك اللحظة.

"جيوراا..!!"

زمجر العدو في تفاجئ فيم ترنح جسده قليلا. استغللت الزخم فيم وقفت و صدمت بطنه مباشرة. ترنح الغوبلين مجددا و أخذ خطوتين، 3 خطوات للخلف.

وجهت السيف الذي في يميني مباشرة لوسط العدو، اخذت نفسا عميقا، و زفرت.

كانت حقيقة اني كنت مبتدئا فيم يتعلق بالألم الجسدي. لكن، لدي تجربة ألم مطلق تجاوزت ذلك بكثير. هذا النوع من الاصابات هو لاشيء مقارنة بألم فقدان شخص عزيز. ألم الفقدان كان الشيء الوحيد الذي لن يختفي مهما حاول اي شخص التلاعب عبر الآلات.

اصدر يوغاشي زمجرة عالية من التعصب، و التابعون حوله الذين كان يضحكون، *كيكي*، صمتوا كلهم.

"ايها اليووم الأبيض..... لا تغتر بنفسك!!"

ترجمة: VORTEX

2017/12/16 · 600 مشاهدة · 1096 كلمة
vortex
نادي الروايات - 2024