الفصل1:

الجزء 5:

5.1: ( 7 /1):

صوت الضرب المتكرر الواضح تردد صداه في سماء الربيع العالية.

انهى يوجيو التلويح بالفأس لـ 50 مرة، مسح عرق جبينه و استدار. وضعت حاوية مياه سيرال جانبا و سألت.

"كيف حال جرحك؟ ألا يزال يؤلمك؟"

"امم، لقد تمكنت من التعافي كليا بعد يوم راحة. لكن لا تزال هناك ندبة صغيرة. ايضا... لا ادري ان كانت مخيلتي، لكن يبدو ان فأس عظم التنين هذا صار خفيفا جدا"

"لا يبدو هذا صحيحا. 42 من 50 أصابت اللب."

عند سماع هذا، رفع يوجيو حاجبيه مباشرة، و من ثم ابتسم.

"حقا؟ لكني سأفوز بالرهان اليوم"

"لا اعتقد هذا"

رددت الابتسامة، ثم اخذت فأس عظم التنين و استخدمت يدي اليمنى للتلويح به برفق. بدا حقا ان الاحساس اكثر ثباتا مما كان في ذاكرتي.

مرت ليلتان منذ التجربة المرعبة كالكابوس التي وقعت في كهف سلسلة جبال الحافة.

تمكن يوجيو من المحافظة على حياته بمساعدة فن سيلكا المقدس. كانت الشمس قد غربت عندما حملت يوجيو على جانبي الأيمن و رأس قائد الغوبلين في شمالي فيم عدنا نحو قرية ريليد. الجميع كانوا متجمعين في الساحة، يتناقشون حول ما ان كانوا سينشئون فرقة بحث. ما ان أبصرونا، كلهم اصدروا تنهيدة ارتياح، قبل ان بدء زعيم القرية جازوفت و الاخت أزاريا نسفنا بتوبيخات قاسية آنيا. ربما كان البالغون مذعورين اكثر من حقيقة أن شيء يستحيل ان يقع كخرق 3 شبان {لقانون القرية} قد حدث.

لكن، ما ان رفعت رأس الزعيم الذي في يدي اليسرى أمام البالغين، تغيرت تصرفات الجميع. عينا يوغاشي الصفراوتان المخضرتان اللتان كانتا بضعف حجم الخاصة بالبشر، مع اسنانه الحادة غير المرتبة و وجه متوحش، حدقتا مباشرة نحوهم، و بعد لحظة صمت، اصدر البالغون صرخات ذعر اعلى بكثير من قبل.

بعد ذلك، يوجيو و سيلكا كانا الشخصين الذين قاما بشرح أمر عصابة الغوبلين المخيمين في الكهف الشمالي و عن امكانية كونهم فرقة استطلاع من ارض الظلام. زعيم القرية و الجميع بدوا و كأنهم ارادوا حقا معاملة هذا و كأنه خزعبلات أطفال، لكنهم لم يتمكنوا من الضحك عند رؤية رأس الوحش الموضوع على الممر الحجري. النقاش تحول مباشرة لكيفية الدفاع عن القرية، و تم تركنا بسلام قبل جر اقدامنا المرهقة نحو البيت.

تركت سيلكا تعالج جرح كتفي الأيسر في غرفة الكنيسة، و من ثم انهرت ككومة طين على الفراش، و نمت. في اليوم الموالي، تم اعفائي انا و يوجيو من العمل و استمتعنا برفاهية و خمول متابعة النوم. مضت ليلة اخرى، و بدء هذا اليوم. ألم الكتف و ارهاق جسدي زالا تماما.

بعد تناول الافطار، سرت مع يوجيو نحو الغابة مع نفس التعبير النشيط. انهى تلويحاته الـ 50 الأولى ـــــ و الآن.

نظرت للفأس في يدي اليمنى و قلت ليوجيو، الذي كان جالسا غير بعيد.

"هاي، يوجيو، هل تتذكر..؟ في ذلك الكهف، عندما تمت اصابتك من طرف ذلك الغوبلين.... قلت شيئا غريبا، صحيح؟ و كأنك، يوجيو و أليس و أنا كنا أصدقاء منذ زمن طويل..."

لم يجب يوجيو مباشرة. بقي صامتا لفترة فيم هب نسيم خفيف، عاصفا بصوت عال مع الاشجار. صوت لين جاء مع الرياح و دخل اذني.

"... لقد تذكرت. يفترض ان يكون هذا مستحيلا... لكن لسبب ما، تذكرت هذا بوضوح. انا، كيريتو، و أليس ولدنا معا في هذه القرية و كبرنا معا... أليس كانت واقفة هناك يوم اخذت بعيدا"

"... انا ارى"

أومأت و غصت عميقا في افكاري.

ربما ذكرياته اختلطت مع بعضها في وضع حرج كذاك. بإمكاني ببساطة تفسير ذلك باستخدام هذا. اذ أن الشيء الذي شكل وعي يوجيو و شخصيته كان {الفلوكتلايت} تماما مثلي، لن يكون من الغريب بالنسبة له امتلاك بعض الاخطاء في ذكرياته و هو على حافة الموت.

لكن، المشكلة كانت ــــــ في ذلك الوضع، تملكني نفس الارتباك في ذكرياتي. شاهدت يوجيو، الذي كان يموت ببطء هناك، و احسست حقا بذكريات كوني ترعرعت معه في قرية ريليد. ايضا، تذكرت حتى الفتاة ذات الشعر الأشقر الطويل، أليس، التي لم يسبق لي مقابلتها من قبل.

هذا كان مستحيلا. هذا الأنا، كيريجايا كازوتو، لدي ذكريات دقيقة حول العيش مع اختي كازوها في كاواجوي، بمقاطعة سايتاما حتى اليوم ’ او بعبارة أصح، حتى استيقظت في هذا العالم’. لم احس، و لم ارد التفكير، انها كلها كانت مصطنعة.

هل كانت تلك الظاهرة مجرد وهم رآه يوجيو و أنا في نفس الوقت؟

في تلك الحالة، كان هنالك شيء واحد فقط لم استطع تفسيره. عندما استخدمت سيلكا الفنون المقدسة لنقل حياتي ليوجيو و حاولت انعاشه، احسست بحضور شخص رابع في وعيي الذي كان يتضائل تدريجيا. حتى ان ذلك الشخص قال: كيريتو، يوجيو، سأنتظركما عند قمة الكاتدرائية المركزية.

ايضا لم استطع رؤية ذلك الصوت كهلوسة صنعت وسط وعيي المتضائل. هذا لأنه لم يسبق لي ان سمعت بمصطلح {الكاتدرائية المركزية} حتى هذه اللحظة. بالطبع، طبيعيا لم توجد واحدة في العالم الحقيقي، و رغم انني مررت عبر مختلف انواع العوالم الافتراضية، لم يسبق لي ابدا السماع بهذا المكان او المبنى من قبل، دع عن ذلك رؤيته.

بعبارة اخرى، ذلك الصوت لم ينتم لا لي و لا ليوجيو، وكان من المستبعد ايضا ان ينتمي لسيلكا، شخص ما كلمني حقا. هل سيكون.... هذا تمديدا كبيرا لاستنتاج انها كانت الفتاة أليس التي تم اختطافها من القرية منذ 6 سنوات؟ اذا ما كانت حقا هي، هل ماضي غير المحتمل في قرية ريليد مع يوجيو و أليس وجد حقا...؟

قاطعت تلك الفكرة لعدد لا يحصى من المرات منذ استيقظت، و قلت،

"يوجيو. في ذلك الكهف، عندما استخدمت سيلكا ذلك الفن المقدس عليك، هل سمعت صوت شخص آخر؟"

أجاب يوجيو مباشرة هذه المرة.

"لا. فقدت وعي تماما في ذلك الوقت. هل سمعت شيئا ما، كيريتو؟"

"لا... فقط مخيلتي. انسى هذا.... اذن، لنبدأ العمل. هدفي الحصول على اكثر من 45 مرة"

ابعدت الافكار بسرعة من عقلي، استدرت نحو الجيغاس سيدار مرة اخرى، ماسكا الفأس بإحكام بكلا اليدين و انا مركز على كل جزء من جسدي.

الفأس الذي لوحت به تبع المسار الذي تخيلته و رسمته، و كأنه متصل به فيم ضرب لب الجذع المقطوعة بشكل هلالي.

*****

ترجمة: VORTEX

2017/12/16 · 862 مشاهدة · 927 كلمة
vortex
نادي الروايات - 2024