الفصل1:

الجزء 4:

4.9: (9/9):

كنت منقادا بالمشاعر التي تأججت بداخلي فيم قلت بيأس،

"يوجيو اتى لإنقاذك، سيلكا! خاطر بحياتها ليس من أجل أليس، و انما من أجلك!"

كتفا سيلكا اهتزا مجددا، هذه المرة، اكثر من السابق.

في هذا الوقت، حياة يوجيو كانت تتناقص نحو الصفر. كانت قد تبقت دقيقتان فقط، و ربما واحدة حتى. لحظة صمت بدت انها طويلة بشكل لا يحتمل.

فجأة، رفعت سيلكا وجهها. تعبير الخوف و التردد الذي حملته منذ ثوان قليلة كان قد اختفى كليا.

" ــــــــ لقد تأخر الوقت بالنسبة للعلاج العادي. بإمكاننا فقط تجريب فن مقدس خطير عال المستوى. كيريتو، احتاج مساعدتك"

"لقد ـ لقد فهمت. سأفعل كل ما تقولين"

"اعطني يدك اليسرى"

مددت يدي اليسرى مباشرة، و استخدمت سيلكا يدها اليمنى لإمساكها بإحكام. عندها، استخدمت يدها اليسرى لامساك يد يوجيو اليمنى، التي كانت مستلقية على السطح الجليدي، بإحكام.

"اذا ما فشل الفن، كلانا قد نموت. كن مستعدا"

"فقط دعيني اكون الشخص الذي يموت اذن ـــــ مستعد متى ما كنت كذلك!"

حدقت سيلكا مباشرة نحوي بعينين حازمتين، أومأت و أغلقت عينيها قبل أخذ نفس عميق.

"نداء للنظام!"

الصوت العالي تردد صداه عبر القبة الجليدية.

"انقل وحدات المتانة البشرية ،يمين الى يسار!!"

تردد صدى صوتها. *كيين*ـ الصوت الحاد صار أعلى ـــ و عندها، ظهر عمود الضوء الأزرق، و سيلكا في وسطه.

لقد كان ألمع بكثير من العشبة، وهاجا، فيم انيرت كل زوايا القبة الواسعة بضوء ازرق خفيف. لم يمكنني سوى تضييق عيني، لكن هذا كان للحظة فقط فيم صار بيدي اليسرى الممسوكة من طرف سيلكا احساس غريب محيط بها، و الذي تسبب في توسيعي لعيني.

بدا و كأن كامل جسدي اختفى نحو الضوء فيم سار خارجا من يدي اليسرى.

بالنظر عن قرب، جسدي في الحقيقة كان يصدر العديد من الكريات الضوئية، منتقلة من يدي اليسرى نحو يد سيلكا اليمنى. نظرت الى اتجاه ذهاب الكريات الضوئية، و الضوء سار عبر جسد سيلكا، رافعا من بريقه قبل ان يتم امتصاصه من طرف يد يوجيو اليمنى.

نقل المتانة. بعبارة اخرى، كان فنا مقدسا يقوم بنقل حياة شخص لآخر. اذا ما فتحت نافذتي الآن، كنت سأستطيع رؤية ان قيمتي كانت تتناقص.

لا بأس. فقط خذها كلها. فكرت بصمت في قلبي فيم طبقت قوة اكبر في يدي اليسرى. سيلكا، التي كانت تتصرف كناقل الطاقة و المضخم، بدت و كأنها تتألم ايضا. ادركت فظاعة هذا العالم مرة اخرى، وكم كان ثمن العيش غاليا.

الألم، المعاناة، و الأسى. السبب وراء وجود نية متعمدة للتشديد على هذه الأشياء التي لم تكن ضرورية في العالم الافتراضي كانت ببساطة شيئا له علاقة وثيقة مع وجود اندروورد. اذا ما كان تقنيو راث يحاولون كسب بعض اشكال الاختراق عبر تعذيب فلوكتلايتات مقيمي هذا العالم، بدا ان الدخيل غير المتوقع، انا، كان عبارة عن شكل من اشكال التشويش بمساعدته يوجيو هنا.

لكن بالنسبة لي، فقط ارسلني للشيطان بسبب هذا (لا يأبه). حتى لو كان روحا، يوجيو كان لا يزال صديقي و لم أكن لأدعه يموت هكذا أبدا.

فيم تواصل نقل الحياة، احيط جسدي بقشعريرة قوية. استخدمت بصري الذي كان يتضائل بالتدريج لمراقبة يوجيو. الجرح بدا أصغر بكثير مما كان عليه عند بدء التعويذة، لكنه لم يشف كليا ابدا، فيم تابع الدم السيلان دون التوقف.

"كيـ ـ كيريتو... أ ـ ألا زلت بخير...؟"

لهثت سيلكا في ألم في قالت بأسلوب متقطع.

"لا تقلقي... المزيد، اعط يوجيو المزيد!"

أجبت مباشرة، لكن في الحقيقة، عيناي كانتا قد خسرتا تقريبا كل بصرهما فيم تخدرت ذراعي و ساقي اليمنى. يدي اليسرى الممسوكة من طرف سيلكا كانت الشيء الوحيد النابض بالدفئ.

حتى لو خسرت حياتي في هذا العالم،كان هذا لا بأس به. اذا ما استطعت استعادة حياة يوجيو، امكنني احتمال ألم اكثر بكثير من السابق. لكن، ندمي الوحيد سيكون عدم قدرتي على رؤية تقدم هذا العالم حتى النهاية. اذا ما كان أولئك الغوبلين البداية فقط، اذا ما تابع غزو أرض الظلام الازدياد في الشدة، سيكون علي القلق حيال قرية ريليد التي ستكون الأولى المعرضة له. سأخسر كل ذكرياتي عندما يتم تسجيل خروجي، لذا قد لا أتمكن من تسجيل دخولي مرة اخرى.

لا، حتى لو اختفيت ــــــ

يوجيو، الذي رأى الغوبلين و أخذ السيف للقتال سيقوم دون شك بفعل شيء ما. سيقوم بتحذير زعيم القرية، يقوي الحراسة، و يحذر المدن و القرى المجاورة. سيقوم بفعل هذا دون شك.

لذا، لم اكن لأدع يوجيو يموت هنا.

ااه، لكن ــــ حياتي تكاد تنتهي . لسبب ما، علمت هذا. يوجيو لا زال لم يفتح عينيه. حتى بعض استخدام كامل حياتي، لم يكن هذا كافيا لعلاج اصابته و استعادته من حافة الموت؟

"...لا...يمكنني، اذا ما تابعت، كيريتو، حياتك سـ ....!"

بكاء سيلكا بدا أنه يأتي من بعيد.

لا تتوقفي، تابعي . رغم انني اردت قول هذا، فمي لم يستطع الحراك، و حتى محاولة الحفاظ على افكاري باتت أصعب بالتدريج.

هل هذا هو الموت؟ محاكاة موت الروح في اندروورد... ام، هل موت الروح سيقتل الجسد المادي في العالم الحقيقي؟ ما تسبب في تفكيري بهذا كان البرد الذي لم استطع تحمله و الوحدة المروعة....

فجأة، احسست بيدي شخص ما على كتفي.

كانتا دافئتين. بدا و كأن جسدي الذي كان متجمدا بدء بالذوبان تدريجيا.

انا ـــ اعرف هاتين اليدين. يدان ناعمتان كريش عصفور، لكن متعلقتان بالمستقبل بقوة اكثر من اي شخص.

....من، انت...؟


سألت دون اخراج صوتي، و اذني اليسرى احست بنفَس ناعم. بعد ذلك، سمعت صوتا حننت لسماعه لدرجة جعلي اريد البكاء.

{كيريتو، يوجيو.... كنت أنتظركما. سأتابع الانتظار.... في قمة الكاتدرائية المركزية...}

شعرها الأشقر اصدر ضوءا كالنجوم و ملئتني به. القوة الغامرة نبضت عبر كل زوايا جسدي، و سارت عبر يدي اليسرى و كأنها كانت تبحث عن مخرج.

ترجمة: VORTEX

2017/12/16 · 721 مشاهدة · 870 كلمة
vortex
نادي الروايات - 2024