الفصل1:

الجزء 6:

1.1: (1/1):

الجو كان رائعا في الصباح التالي.

فيم شعرنا بالوزن من صناديق الطعام المعدة من طرف سيلكا في ايدينا اليمنى، يوجيو و انا سرنا نحو الجنوب، على الطريق التي لن نعود عليها قبل وقت طويل.

عندما وصلنا للتفرع المؤدي للمر الضيق نحو الغابة اين كانت الجيغاس سيدار واقفة ذات مرة، رأيت رجلا عجوزا واقفا هناك. الوجه ذو التجاعيد العميقة كان مغطا بشارب أبيض، عموده الفقري كان مستقيما، الوميض في عينيه بدا و كأنه بإمكانه اختراقي.

ما ان رأى العجوز، ابتسم يوجيو بسعادة و بدأ الركض.

"جاريتا ـ جيي! انا سعيد لأنك هنا. لم استطع مقابلتك البارحة"

تذكرت متى سمعت ذلك الاسم. كان دون شك السلف السابق لـ {واجب قطع الجيغاس سيدار}.

ابتسامة حنونة ظهرت تحت شارب العجوز جاريتا فيم وضع يديه على كتفي يوجيو.

"يوجيو، تمكنت دون شك من قطع الجيغاس سيدار، و التي تمكنت فقط من اختراقها بعمق اصبع واحد.... ايمكنك اخباري كيف فعلتها؟"

"لقد كان هذا السيف و ..."

سحب يوجيو سيف الوردة الزرقاء الموجود عند خصره من غمده قليلا، ثم استدار و نظر الي.

"اكثر من اي شيء، هو.... الفضل يعود لصديقي. اسمه كيريتو. انه شخص سخيف حقا"

اخفضت رأسي بسرعة و انا افكر ’ بحقك، ما خطب هذا التعريف’. العجوز جاريتا سار نحوي قبل ان ينظر الي بنظرة ثاقبة من خلال عينيه الحادتين ـــــ و اعطى ابتسامة عريضة مباشرة.

"اذا انت هو {فتى فيكتور الضائع} المشاع عنه، هاه. انا ارى... يالك من مرافق متغير"

لقد كانت المرة الأولى التي اسمع فيها شيئا كهذا، فيم أملت رأسي محاولا اكتشاف المعنى خلف كلماته، اشار العجوز بيده اليسرى نحو الغابة و تابع الكلام،

"الآن، انا آسف لأني قاطع مغادرتكما التي طال انتظارها، لكن اريد منكما مرافقتي لفترة. اذ اني اريد منكما فعل شيء معين"

"ا ـ اررر. كيريتو، لا بأس بهذا، صحيح؟"

أومأت اذ اني لم املك اي سبب معين لرفض الطلب. العجوز ابتسم مرة اخرى، قبل قيادتنا فيم سار عبر الممر الضيق المؤدي للغابة.

رغم اني سرت على هذا الممر يوميا لمدة اسبوع، احسست بشعور عميق كالحنين، فيم سرنا لحوالي 20 دقيقة، قبل ان نصل للفسحة الواسعة.

حاكمة الغابة، التي كانت واقفة بثبات لقرون و كأنه بإمكانها ملامسة النعيم، صارت الآن ملقية جسدها العظيم بهدوء. نبات خفيف بدأ التجمع على لحائها شديد السواد، في المستقبل البعيد، فكرت انها ستتحلل و تعود للأرض.

".... ما خطب الجيغاس سيدار، جاريتا ـ جيي؟"

لم يجب العجوز سؤال يوجيو لكن سار نحو قمة الجذع الساقط. تبعناه بسرعة، لكن تمت مقابلتنا بمتاهة صنعت من اغصان الجيغاس سيدار و الاشجار الاخرى الملتفة حولها. عندما نظرت جيدا، اغصان الجيغاس سيدار السوداء، مهما كانت نحيلة، لم تكن هنالك اي واحدة منها متضررة، رغم ان بعضها اخترق الأرض و الصخور. صلابتها كانت حقا امرا مذهلا.

تلقينا بعض الخدوش على ايدينا العارية فيم ناضلنا عبر الأغصان، و بعد مدة قصيرة، وصلنا قرب العجوز جاريتا الذي بدا نشطا فيم وقف بثبات. فيم استخدم راحة يده لمسح عرقه، قال يوجيو بتذمر،

"ما الذي يوجد هنا، بالضبط؟"

"هذا"

ما أشار له العجوز غاريتا، كانت اعلى نقطة من الجيغاس سيدار الساقطة، قمتها كانت ممتدة باستقامة. لقد كان غصنا صغيرا لم ينمو بعد، طوله كان طويلا نوعا ما، طرفه كان مدببا كالسيف ذي الحدين.

"ما خطب هذا الغصن؟"

لسؤالي، مد العجوز يده اليمنى و لمس جزء قمة الشجرة الذي كان بثخن حوالي الـ 5 سنتمترات.

"من بين كل أغصان الجيغاس سيدار، هذا هو الغصن الذي استنشق اكبر كمية من نعمة سولس. الآن، استخدم ذلك السيف لقطعه من هنا. اقطعه بضربة سيف واحدة، العديد من الضربات قد تتسبب بتضرره"

استخدم العجوز يده للتوجيه نحو الجزء الذي يبعد بحوالي المتر و 20 سنتمترا من الطرف، قبل ان يأخذ بضعة خطوات للخلف.

تبادل يوجيو معي النظرات و أومأنا لبعضنا. بعد أخذ صندوق طعامه، تراجعت ايضا.

عندما سحب سيف الوردة الزرقاء من غمده، لمع ببريق أزرق خفيف تحت ضوء الشمس، العجوز قربي همس بتنهيدة خفيفة. ’ربما كان كل شيء سيتغير اذا ما امتلكت هذا السيف في شبابي’، ــــــ فكرت أنه على الأرجح هذا النوع من الندم تردد في عقله، لكن بعد النظر لوجهه الهادئ، لم أستطع قراءة افكاره أبدا.

رغم ان يوجيو حضر سيفه، لم يتحرك أبدا. طرف السيف اهتز قليلا على الأرجح بسبب التردد في عقله. الغصن الذي كان ثخينا بحجم ذراع، ربما لم يملك الثقة بأنه سيتمكن من قطعها بضربة واحد؟

"يوجيو، دعني أفعلها"

فيم مددت يدي للأمام، أومأ يوجيو بطاعة و قدم لي قائم السيف. بعد تلقي صندوقي الطعام، ذهب للوقوف بجانب العجوز.

حدقت للغصن الأسود دون تفكير، ثم لوحت بالسيف للأعلى ثم مباشرة قطعت نحو الأسفل. كيشي ـــــــ بصوت صاف و استجابة ضوئية، مرت الشفرة عبر المكان الذي سددت عليه. الغصن الأسود الطويل الذي سقط مباشرة بعد ذلك امسك بشفرة السيف، قبل الارتداد. فيم ارتد في الهواء ساقطا، هذه المرة امسكته بيدي اليسرى. لقد كان باردا كالجليد و ارتجفت قليلا بسبب الوزن الثقيل الذي في معصمي.

بعد ان اعدت سيف الوردة الزرقاء ليوجيو، استخدمت كلتي يدي لتقديم الجذع الأسود للعجوز جاريتا.

"فقط انتظر قليلا"

فيم قال هذا، أخذ العجوز قطعة قماش ثخينة من صدره، قبل لف الخصن الذي في يدي به بحذر. بالإضافة لذلك، ربطه بخيط جلدي.

"الآن انه جيد. عندما تصل للعاصمة سنتوريا، خذ هذا الغصن للجناح الشمالي السابع، و اعطه للحرفي سايدر، الذي وضع متجره هناك. سيكون قادرا على صنع سيف قوي منه. دون شك لن يكون أقل شئنا من ذلك السيف الأزرق الفضي الجميل"

"حـ ـ حقا، جاريتا ـ جيي!؟ سيكون هذا رائعا، اذ اني كنت قلقا حول المستقبل اذ انه لدينا سيف واحد فقط رغما أننا إثنان. صحيح، كيريتو؟"

قال يوجيو بصوت سعيد، أجبته بـ ’هذا صحيح’، فيم أومأت مبتسما. لكنه امكنني الشعور أن الغصن شديد السواد في يدي الممدودتين صار أثقل قليلا فيم ابتهجت.

لكلاينا، اللذين كنا نخفض رأسينا مرارا، العجوز أعطى ابتسامة.

"انها فقط هدية الوداع. كن حذرا في الطريق. لأنه في هذه الأيام، ليس هنالك فقط آلهة طيبة تحكم في هذا العالم.... . سأبقى هنا لمشاهدة هذه الشجرة لمدة أطول. وداعا يوجيو و يا أيها المسافر الشاب"

بعد اتباع الممر الصغير و الخروج نحو الطريق الرئيسية مرة اخرى، الجو الذي كان جميلا حتى الآن بدأ ينقلب اذ ان بعض السحب السوداء قدمت من الشرق.

"النسيم رطب قليلا الآن. من الأفضل ان نذهب قبل ان يفوت الأوان"

".... هذا صحيح. لنسرع"

أومأت استجابة ليوجيو، الخيط الجلدي للقماش الذي غلف غصن الجيغاس سيدار كان مربوطا بإحكام على ظهري. زئير الرعد من السماء البعيدة تردد صداه مع ثقل الغصن، و عقلي ارتجف قليلا.

زوجان، سيفان.

هل هذا تلميح، اشارة على شيء سيحدث في المستقبل؟

ألا يجب علي دفن هذه الحزمة عميقا في الغابة؟ لحظة التفكير تلك جعلتني اتوقف عن الحركة. لكن، ما سبب خوفي بأنه سيكون ضروريا؟ لا أفهم هذا أبدا.

"هاي، للنطلق، كيريتو!"

فيم رفعت وجهي، ابتسامة يوجيو المشرقة، الذي كان يترقب العالم المجهول، دخلت عيني.

"حسنا... لننطلق"

لقد مر أسبوع فقط منذ التقينا، لكن لسبب ما أحسست انه كان صديقي المقرب منذ وقت طويل، سرت جنبا لجنب مع الفتى على الطريق الممتدة جنوبا ــــــ نحو قلب اندروورد، المكان أين تنتظرنا كل أجوبة الأحجية، فيم بدأنا نسرع خطواتنا.

{نهاية أليسيزايشن البداية}

ترجمة: VORTEX

2017/12/16 · 2,392 مشاهدة · 1119 كلمة
vortex
نادي الروايات - 2024