في غرفته، كان لو شوان كمن دخل في حالة من النشوة. واصل الرسم، وواصل الفشل، كما واصل أيضًا استعادة قواه الروحية.
خارج النافذة، كان النهار قد انقلب إلى ليل، والليل تحول إلى نهار، ورغم ذلك، بقي لو شوان حيويًا أكثر من أي وقت. بالنسبة له، كان الوقت الذي يقضيه في استعادة قواه الروحية يكافئ أخذ استراحة.
أما عن نتائج محاولاته ليلًا ونهارًا، فقد كانت بالغة الأهمية. كان لو شوان قد استطاع بالفعل أن يصل إلى ثمانين بالمئة من الرسمة قبل أن يفقد قوته الروحية. إذا حصل على المزيد من الوقت فسوف ينجح في رسم التعويذة بالكامل.
باستعادة قوته الروحية مجددًا، شرع لو شوان مرة أخرى في الرسم، تحول تركيزه على الفور إلى طرف إصبعه، وظهرت شظية من القوة الروحية بهدوء.
تحرك طرف الإصبع بمرونة، وتدفق كالماء الجاري، كان مشهدًا رائعًا لمشاهدته. بعد أن تدرب لفترة طويلة، استطاع لو شوان أن يحفظ رون الانفجار الوحشي عن ظهر قلب.
خلال العملية، تدفقت شظية القوة الروحية بهدوء، مخلفة خطًا بلّوري. لم يكن هناك حتى نصف نسبة التسرب السابقة.
حركة إصبع لو شوان صارت أسرع شيئًا فشيئًا، تكثف في الهواء تدريجيًّا رونًا مكتملًا مدهشًا، تابعًا ضربة لو شوان الأخيرة. النموذج كاملًا ومض بشكل مفاجئ، قبل أن ينفجر في ضوء لامع.
نجاح!
«هاهاهاها، نجحتُ أخيرًا!»
عندما رأى لو شوان ظهور الرون المكتمل، لم يستطع أن يمسك نفسه عن الضحك بشكل مرتفع.
مجهود الليل والنهار قد أتى ثماره أخيرًا!
في اللحظة التالية، سمع لو شوان طرقًا على الباب، وخرج صوت ياو لي.
«أخي الأكبر شوان، ماذا حدث؟ هل هناك مشكلة؟»
بالأمس، غادر لو شوان فجأة، وأغلق على نفسه داخل غرفته. ياو لي كان قلقًا جدًا، لكن لو شوان كان قد أخبره بحزم ألا يزعجه. لذا، ياو لي لم يجرؤ أن يتعدى على عزلته.
ولكن، عندما سمع الضجيج القادم من غرفته، لم يستطع ياو لي إلا أن يطرق على الباب.
الرون الذي يطفو في الهواء قد بدأ بالتبدد والاختفاء حين فقد القوة الروحية التي تدعمه.
حين سمع صوت ياو لي القلق، تحرك لو شوان وفتح الباب.
«استرخِ، أنا بخير.»
كان وجه لو شوان ما يزال باسمًا، ربت على كتف ياو لي واستطرد.
«دعنا نذهب، رافقني هذه المرة إلى شارع الأغراض الروحية؛ أريد شراء بعض الأشياء.»
رغم أنه لم يعرف ماذا يريد لو شوان أن يشتري من شارع الأغراض الروحية، لكن برؤية وجه الأخير الصحي يظهر أنه ليس هناك مشكلة، ياو لي بطبيعة الحال لم يقل شيئًا، وتبع لو شوان إلى هناك.
منذ أنه قد نجح في رسم رون الانفجار الوحشي، أراد لو شوان بطبيعة الحال أن يجرب إنشاء المخطوطة السحرية. بقي على موعد اختبار الانضمام لطائفة سيف الرياح ثلاثة أيام فقط.
خلال هذه الأيام الثلاثة، لم يرد لو شوان فقط عمل المخطوطة، بل يجب أيضًا أن يبيعها؛ حتى يحصل على المال الكافي من أجل شراء الحبوب والاختراق إلى المستوى الرابع.
شق الاثنان طريقهما بسهولة خلال شارع الأغراض الروحية، وذهبا إلى المتجر الذي كانا فيه بالأمس.
كان اسم المتجر (جناح الكنوز)، وكان يعد واحدًا من أفضل المتاجر في المدينة. مجموعة العناصر التي لديهم كانت متكاملة جدًا.
لقد أتيا إلى هنا لأن ذلك المتجر ينبغي أن يكون لديه الأغراض التي يحتاجها لو شوان.
عندما دخلا إلى المتجر، الرجل العجوز الجالس خلف منضدة البائع ألقى نظرة خاطفة نحوهما قبل أن يحول انتباهه بعيدًا.
لقد تذكر أنهما قد أتيا إلى المتجر في اليوم الفائت، وبالنظر إلى مظهرهما، لم يبدُ أنهما من النوع الذي يملك المال. بدا أنهما قد أتيا إلى هنا للنظر وفتح أعينهما على العالم قليلًا.
منذ أن جناح الكنوز كان متجرًا كبيرًا، فقد اعتمد أسلوب المتجر الكبير. الأشخاص الذين يأتون إلى المتجر، سواء امتلكوا المال أم لا، تتم معاملتهم كزبائن، حتى لو لم يشتروا شيئًا، ما زال بإمكانهم إلقاء نظرة.
لكن، هذه المرة ذهب لو شوان مباشرة نحو التاجر العجوز.
«سيدي البائع، هل يبيع هذا المتجر أي لوازم سحرية؟»
لو شوان سأل بشكل مباشر.
عندما سمع كلمات لو شوان، اندهش التاجر العجوز قليلًا. هل خمن بشكل خاطئ؟! أيمكن أن يكون ذلك الطفل أمامه ساحرًا في الحقيقة؟!
رغم أنه كان مندهشًا، إلا أن تعبيره في الحقيقة لم يتغير، ابتسم فيما يجيبه.
«بالطبع! هذا المتجر يدعى جناح الكنوز. أي شيء يمكن إيجاده داخل مدينة لين، يمكن إيجاده هنا!»
ومض وجه لو شوان بسعادة، بدا أنه ليس في حاجة إلى البحث في مكان آخر.
«ما ثمن المخطوطة الفارغة، ودم الذئب الوحشي؟»
كانت المخطوطات الفارغة بطبيعة الحال من أجل احتواء الرون، ودم الذئب الوحشي هو الوصفة التي تستخدم لرسم رون الانفجار الوحشي.
«المخطوطات الفارغة مقسمة إلى ثلاث طبقات، المخطوطة الفارغة منخفضة الرتبة ثكلف تايل ذهبي واحد، والمخطوطة متوسطة الرتبة تكلف خمس تايلات ذهبية، بينما المخطوطة عالية الرتبة تكلف عشر تايلات ذهبية. أي نوع يود السيد الشاب أن يختار؟»
عندما سمع لو شوان الأسعار من التاجر العجوز سقط فمه تمامًا، أليست هذه الأسعار متطرفة للغاية؟!
مع كل ما يملك من مال، لا يستطيع حتى تحمل تكلفة المخطوطة الفارغة متوسطة الرتبة، إذا كانت حتى المخطوطات الفارغة بهذا الغلاء، إذًا ماذا سيكون ثمن دم الذئب الوحشي باعتباره الغرض الرئيسي؟!
متمسكًا بالقليل من الأمل، سأل لو شوان بحذر.
«ما ثمن دم الذئب الوحشي؟»
«إن دم الذئب الوحشي هو غرضٌ سحريٌ منخفض الرتبة. لذا لا يعد باهظًا. مئة تايل ذهبي فقط للزجاجة.
يجب أن تكون الزجاجة الواحدة كافية للاستخدام من ثماني إلى عشر مرات.»
عندما سمع لو شوان الثمن فقد كل أمل متبقي. لم يكن يعتقد أن اللوازم السحرية ستكون باهظة هكذا!
بدون أي رأس مال، حتى لو كانت لديه مهارة سحرية، لن يكون لديها أي فائدة.
بينما كان لو شوان عابسًا ويفكر، حطمت صيحة عالية تفكيره.
«لو شوان! أنت حقًا تجرؤ على العودة؟!»
عند سماع الصوت، انصرف انتباه لو شوان والرجلين الآخرين نحوه. رأى حشدًا من الناس قادمين نحوه، ومن يقود هذا الحشد كان رجلًا امتلأ وجهه بالغضب. من قد يكون غير لونغ يانغ؟!
قطب التاجر العجوز حاجبيه قليلًا، ضرب المنضدة برفق وقال.
«داخل هذا المتجر، الأصوات المرتفعة والقتالات محظورة، إذا قمتم بخرق القواعد، كونوا مستعدين لتحمل العواقب!»
عندما سمع تحذير التاجر العجوز، تذكر لونغ يانغ أن القتالات محظورة داخل شارع الأغراض الروحية، وبالمثل داخل متجر جناح الكنوز الذي يعد متجرًا ضخمًا وصاحب نفوذ داخل مدينة لين. لقد كان غاضبًا بشدة حينما رأى لو شوان، ونسي هذه القاعدة.
حتى لو كان لونغ يانغ متغطرسًا داخل قرية جبل تشينغ، فهو الآن في مدينة لين، ويجب عليه أن يكون مهذبًا.
بعد أن اعتذر للتاجر العجوز، التفت نحو لو شوان وقال بصوت كئيب.
«أخبرني إياها بصراحة، هل كان موت الكبير الثاني والكبير الثالث بسببك؟»
في البداية، أراد لونغ يانغ أن يلقن لو شوان درسًا. لكن، حين عاد وأخبر لونغ تاي بما فعله، قال لونغ تاي ببساطة: «لماذا لا تدمره فقط؟».
بعد أن أخذ لونغ يانغ دعم لونغ تاي في الاعتبار، عادت إليه شجاعته مجددًا، وقام بإرسال رجلين في اليوم التالي من أجل تحطيم دانتيان لو شوان.
ولكن، عندما أرسل خادميه، الكبير الثاني والكبير الثالث، لم يعتقد لونغ يانغ أنهما لن يعودا. بعد يوم كامل، وحين تأخر الخادمين، أرسل لونغ يانغ بعض الرجال للبحث، واكتشفوا أن الكبير الثاني والكبير ثالث كانا بالفعل مقتولين منذ وقت طويل.
القاتل على الأرجح كان لو شوان، مع أخذ حقيقة أنه قد عاد إلى المدينة سالمًا في الاعتبار.
لذا عندما التقى لونغ يانغ لو شوان، لم يفعل لونغ يانغ شيئًا سوى سؤاله عن ذلك.
لو كان ذلك قبل حصول لو شوان على بلّورة السيف، لكان لو شوان سيظل خائفًا. لكن، كان قد مر وقت منذ أخرج لو شوان لونغ يانغ من عينه بالفعل. وإلا فإنه لم يكن ليعود إلى مدينة لين.
ألقى لو شوان نظرة سريعة على لونغ يانغ ثم قال بلا اهتمام.
«الكبير الثاني والكبير الثالث؟ من يكون هذان النكرتان؟! آه، صحيح، هل هما خادماك اللذان يقومان بعملك القذر؟ من يعلم؟ ربما قاما بمضايقة خبير قوي فقام بقتلهما في مكانهما! لا شيء مفاجئًا بشأن ذلك.»
كلمات لو شوان أزعجت خدم لونغ يانغ. لقد دعا الكبير الثاني والكبير الثالث للتو بالنكرتان، وباعتبارهم أيضًا خدمًا فذلك يعني أنه يشملهم في ذلك، ما يعني أنهم أيضًا نكرات! رغم أنهم كانوا خدمًا، فقد كانوا خدمًا لعائلة لونغ، لذلك فقد شعروا دائمًا أنهم أعلى من الآخرين بدرجة. وببساطة نظروا بازدراء نحو لو شوان الذي كان سيدًا شابًا لعشيرة لو المتدهورة.
علاوة على أنهم قد قاموا قبل أيام بضرب لو شوان حتى كان على شفا حفرة من الموت. والآن هو يتجرأ على إظهار هذا السلوك أمامهم، كيف يمكن ألا يكونوا غاضبين؟! لو لم يكن القتال محظورًا في شارع الأغراض الروحية لكانوا قد اندفعوا نحوه بالفعل.
عندما رأى لونغ يانغ مظهر لو شوان الذي كان لا مباليًا، وغير خائف على الإطلاق، أصبح أكثر غضبًا.
أطلق ضحكة باردة، قام بمد مروحته القابلة للطي في يده وهزه مرتين، ثم قال.
«جيد جدًا. يبدو أن الدرس الذي لقنتك إياه المرة الفائتة لم يكن كافيًا، أو ربما أظهرتُ لك الكثير من الرحمة!»
بصراحة، كان لونغ يانغ يريد فقط أن يسبب فقط بعض المتاعب للو شوان، لقد كان يهتم حقًا لموت الكبير الثاني والكبير الثالث. لكنه لم يكن يعتقد أن لو شوان هو من قتلهما؛ الكبير الثاني كان في المستوى الرابع من تنقية الجسد، ولا يصدق لونغ يانغ أن لو شوان يمكنه التغلب على خبير في المستوى الرابع.
كما أنه قد فحص جثة الكبير الثاني، ووجد أنه قد مات بطعنة مباشرة في القلب. لو شوان في الأصل لا يملك سيفًا، فكيف يمكنه أن يطعن الكبير الثاني؟
عندما فرغ، نظر لونغ يانغ إلى جانب لو شوان ورأى ياو لي، قال.
«ياو لي! إذا كنت تتسكع مع لو شوان فهل تخطط أيضًا لمعارضتي؟! أم أن عائلتك لم تعد تريد البقاء في قرية جبل تشينغ بعد الآن؟!»
في مواجهة تهديد لونغ يانغ، كان ياو لي يملك بعض الخوف؛ على كل حال، كانت يد عائلة لونغ تغطي قرية جبل تشينغ بالكامل، وكل العائلات الصغيرة والكبيرة يجب عليها الخضوع تحت استبداد عائلة لونغ.
إذا كان بمفرده، كان ياو لي سيفكر في القتال. لكنه لم يكن يريد أن يتأذى والديه.
«لونغ يانغ، ما المؤهلات التي لديك لتهدد ياو لي؟ إذا كنت مؤهلًا كفاية، تعال وواجهني!»
خرج صوت لو شوان مجددًا.
عندما رأى تهديد لونغ يانغ تدخل لو شوان وبادر بالرد عن ياو لي؛ كان يعرف مخاوف ياو لي، فعائلة لونغ كانت موجودة في قرية جبل تشينغ لوقت طويل، ولم يجرؤ أحد على المبادرة بالإساءة إليها.
التاجر العجوز على الجانب أخذ يداعب لحيته برفق. لقد شعر أن لو شوان كان جديرًا بالثناء لوقوفه دفاعًا عن صديقه في هذا الوقت، بينما كان هو نفسه يتعرض للهجوم. ذلك الطفل يملك قلبًا جيدًا جدًا.
مع سنوات خبرته، استطاع العجوز أن يرى بطبيعة الحال أن لو شوان والآخرين بينهم خلاف.
برؤية لو شوان يجرؤ على دفع رأسه من أجل ياو لي، لونغ يانغ ابتسم ببرود.
«شجاع للغاية! أنت بمفردك تجرؤ على إبراز رأسك من للدفاع عن الآخرين؟ هل حقًا تعتقد أنني لا أجرؤ على قتلك؟!»