الفصل 23 - طفل النار والسحلية العملاقة
استمر سو نان، بوجه بارد، في إطلاق كرات الحمض واحدة تلو الأخرى.
كان يستهدف السحالي السوداء من مستوى الفارس.
في غضون بضع ثوانٍ، قتل سبعة من السحالي السوداء بتعاويذه.
كانت السحالي السوداء بالفعل في وضع غير مؤاتٍ، ومع تدخل سو نان، أصبحت الأمور أسوأ بالنسبة لهم.
بدأت كفة الميزان تميل لصالح مدينة الحجر الأسود.
"رواااار!"
في تلك اللحظة، انطلق زئير فجأة!
لاحظ زعيم السحالي السوداء تهديد سو نان وقرر القضاء على هذا الإنسان ذو القوة الغريبة أولاً.
لكن قبل أن يتمكن من التحرك، اعترضه كاي.
"أيها السحلية، خصمك هو أنا!"
قال كاي بابتسامة ساخرة وهو يلوح بسيفه.
قوة الفارس المتقدم، التي تم تضخيمها بواسطة جرعة القوة، أنتجت صوتًا حادًا في الهواء.
تقلصت عيون زعيم السحالي السوداء، ولم يجرؤ على مواجهة الضربة مباشرة، فتراجع بسرعة، لكنه فقد فرصة الاقتراب من سو نان.
"كي-رو-وا-كي..."
أصدر زعيم السحالي السوداء صوتًا غريبًا ومزعجًا.
ظن كاي أنه يصرخ بغضب، ولم يهتم، وكان على وشك الهجوم مرة أخرى، لكنه فجأة لاحظ شيئًا غير صحيح، ونظر بسرعة نحو سو نان.
ظهر ظل ضخم من خلف ساحة المعركة، متجهًا بسرعة نحو سو نان.
لاحظ بريد الظل أولاً، واستدار بسرعة، ورفع درعه الحديدي ليصد الهجوم!
بوم!
في صوت مدوٍ، طار بريد بعيدًا مثل طائرة ورقية مقطوعة الخيط.
أما الظل، فقد تراجع بضع خطوات فقط، وهز رأسه وعاد إلى طبيعته.
استغل سو نان الفرصة ليرى بوضوح ما هو الظل.
كان سحلية عملاقة بطول سبعة إلى ثمانية أمتار، مغطاة بحراشف سوداء وحمراء صلبة.
"لم أكن أتوقع أن تكون هذه السحالي قادرة على استخدام تكتيك الإلهاء."
قال سو نان بابتسامة، لكنه لم يظهر أي علامات على الذعر.
كان قد لاحظ هذا الوحش قبل كاي وبريد، وكان مستعدًا بالفعل، فأطلق تعويذة النوم فورًا.
كانت هذه السحلية العملاقة نوعًا نادرًا أيقظ سلالة دماء التنين، وكانت قادرة على جعل بريد الذي تناول جرعة القوة يطير بسهولة، مما يعني أن قوتها تعادل فارس متقدم، لذا فإن تعويذة الحمض لن تكون فعالة ضدها، بل قد تزيد من شراستها.
لذلك اختار سو نان تعويذة النوم.
تأرجحت السحلية العملاقة وكأنها سكرانة، وبدأت تتمايل في مكانها.
"يجب أن أقول إن دماء الأنواع النادرة قوية، حتى تعويذة النوم لم تؤثر عليها بالكامل."
قال سو نان بابتسامة، وأخرج لفافة تعويذة "استدعاء الوحش من المستوى الأول" وفعلها فورًا.
في لحظة، ظهر على الأرض أمامه دائرة سحرية سداسية الأضلاع متوهجة.
مع وميض الضوء، ظهر كائن صغير طوله أقل من متر، محاط بنيران حارقة، وأصدر ضحكة طفولية واضحة.
"طفل النار، حظ جيد."
قال سو نان بابتسامة.
تعويذة استدعاء الوحش، كما يوحي الاسم، تستدعي كائنات من عوالم أخرى لتساعد في القتال.
تعتمد قوة الكائن المستدعى على مستوى التعويذة، وقوة الساحر، والحظ.
تعويذة استدعاء الوحش من المستوى الأول يمكنها استدعاء كائنات بقوة تتراوح بين فارس متوسط وفارس عظيم مبتدئ.
وطفل النار هو كائن من عالم العناصر النارية، وقوته تعادل فارس متقدم.
رغم أنه لم يتمكن من استدعاء كائن من مستوى فارس عظيم مبتدئ، إلا أن استدعاء كائن من مستوى فارس متقدم كان جيدًا بما فيه الكفاية.
بأمر من سو نان، انطلق طفل النار بحماس نحو السحلية العملاقة التي لم تستعد وعيها بعد، واحتضنها.
في لحظة، بدأت الحراشف التي تلامست مع طفل النار تذوب وتتحول إلى فحم.
اشتعلت النيران الحارقة، وأحرقت اللحم تحتها، مما أصدر صوت شواء.
الألم الشديد جعل السحلية العملاقة تتخلص من تأثير تعويذة النوم، وأطلقت صرخة مؤلمة مدوية.
دارت بجسدها الضخم بسرعة على الأرض، وأطفأت النيران على جسدها وتخلصت من طفل النار، ثم فتحت فمها المليء بالأنياب وهاجمت طفل النار بشراسة.
لكن الهجمات الجسدية كانت غير فعالة ضد طفل النار، الذي هو كائن عنصري. مرت الأنياب عبر طفل النار دون أن تسبب له ضررًا كبيرًا، بينما احترق فم السحلية بالنيران، مما جعلها تصرخ من الألم.
ضحك طفل النار بصوت عالٍ، واندفع نحو السحلية مرة أخرى.
كان لدى طفل النار قدرتان: لمسة الحرق وهالة النار.
الأولى تجعل أي كائن يلمس طفل النار يتعرض لأضرار نارية شديدة، حتى المعادن تذوب.
الثانية تجعل طفل النار يطلق أشعة حرارية عالية، مما يتسبب في أضرار حارقة لأي كائن يقع في دائرة نصف قطرها عشرة أمتار حوله.
ببساطة، طفل النار هو مصدر حرارة متحرك.
ما لم يكن لديك أدوات سحرية تعزل الحرارة، فإن الاقتراب منه يعني التعرض لأضرار نارية مستمرة.
من الواضح أن السحلية العملاقة لم تكن لديها وسائل لمواجهة طفل النار.
حراشفها لم تستطع مقاومة النيران الشديدة.
تحت مطاردة طفل النار، لم يكن لدى السحلية العملاقة سوى الهروب بشكل مذل، دون أي من الشراسة التي أظهرتها في البداية.
نهض بريد من الأرض بعد أن استعاد أنفاسه، ورأى هذا المشهد، ففتح عينيه بدهشة.
ما هذا الكائن؟
كيف يمكنه قمع تلك السحلية العملاقة المخيفة!
على بعد مسافة قصيرة، تنفس كاي الصعداء، وأعجب بقدرات سو نان.
كما هو متوقع من سو نان، لديه دائما بعض الأوراق في جعبته.
لم يكن اختيار السحالي السوداء لسو نان كهدف للهجوم قرارًا صائبًا.
"هاهاها"
ترددت ضحكات طفل النار المرحة مع صرخات السحلية المؤلمة في ساحة المعركة.
رغم محاولات السحلية العملاقة لتجنب ملامسة طفل النار مباشرة، إلا أن هالة النار كانت تجعلها تعاني.
في وقت قصير، لم يعد هناك حراشف سليمة على جسد السحلية، وكانت مغطاة بحروق مروعة.
بعد أن أطفأت السحلية النيران على جسدها مرة أخرى، لم تعد قادرة على التحمل، واندفعت نحو سو نان، وانهارت أمامه ونظرت إلى الأعلى بعيون متوسلة، وكأنها تتوسل للرحمة.
"إنها ذكية جدًا."
قال سو نان بدهشة.
نظرًا لأنه نادرًا ما يواجه كائنًا كهذا، لم يرغب في قتله، فأوقف طفل النار وأطلق تعويذة النوم مرة أخرى.
لم تستطع السحلية المصابة بشدة مقاومة تأثير تعويذة النوم، وأغلقت عينيها ببطء، وسقطت في نوم عميق.
كإجراء احترازي، لم يتوقف سو نان عند هذا الحد، بل أمر النمر الصخري بالضغط على السحلية، ثم وضع يده على جسدها وأطلق تعويذة "لمسة الإرهاق"، مما استنزف طاقتها بالكامل، ليضمن أنها فقدت قدرتها على القتال تمامًا.
بعد أن انتهى من ذلك، حول انتباهه إلى ساحة المعركة.
في تلك اللحظة، شعر السحالي السوداء الباقية على قيد الحياة برعب شديد.
في عيونهم المذعورة، اندفع طفل النار المخيف نحوهم بحماس.
______
يرجى التغاضي عن أي أخطاء في ترجمة هذا الفصل.