لم يستقر الغبار بعد.

ما زالت قطع من الحجارة السوداء تتساقط من السقف المتشقق، يتردد صدى سقوطها برقة في الصمت الذي أعقب انفجار موت التنين. جثته الهائلة، الملتفّة، والبخارية، كانت ملقاة بلا حراك، عيناه مطفأتان، وفمه مفتوح كأنه نصب تذكاري لغضب قديم.

أندريه

كان جسده ساكنًا، لا يتحرك في ضوء المشاعل المتراقص. وقف في المكان ذاته الذي ألقى فيه العصا، محاطًا بالرماد والدخان. الدماء على درعه جفت على شكل خطوط طويلة متعرجة. ومع ذلك، ظل واقفًا، كتمثال يرفض الانهيار.

ثم، دون سابق إنذار، تحطم الصمت.

[تهانينا! تابِعُك "أندريه" قتل تنينًا من التصنيف S.] [المكافأة: 200 نقطة.]

ظهرت الكلمات في الهواء، تتوهج بأحرف متألقة.

كانت عيناه مثبتتين على الشاشة، أنفاسه هادئة وسطحية. التوتر في كتفيه كان يقول كل شيء. لم يتوقع هذا. لم يتوقعه أحد.

ثم، وكأن العالم لم يكن ملتويًا بما يكفي:

[تهانينا! لقد وصل أندريه إلى ذروة التصنيف A.]

انتشر صمت مذهول عبر الغرفة، كأنه صرخة بلا صوت.

"…مستحيل،" تمتم لوكاس بصوت خافت.

تقدم ببطء، حذاؤه يصدر صوتًا فوق الصخور المتكسرة. انعكاس ضوء شاشة النظام ظهر في عينيه، كاشفًا عن شيء غامض… نصفه قلق، ونصفه انبهار.

"أنا حتى… لم أعطه نقاطًا."

تنفس لوكاس بعمق. ثم بصوت أعلى هذه المرة، وبنبرة تحمل يقينًا تامًا:

"حسنًا… سأمنحه 100 نقطة في المانا، 80 في القوة، و20 في الرشاقة."

في اللحظة التي قال فيها ذلك، تغير الهواء.

جسد أندريه انتفض خفيف، لكنه واضح. رأسه مال قليلًا إلى الخلف. عموده الفقري استقام، كأن شفرة تُسحب من غمدها. بدأ طنين منخفض يهتز من حوله.

الطاقة انفجرت من داخله.

لم تكن لطيفة. ولا تدريجية.

انفجرت بعنف.

موجة من الضغط السحري ضربت الغرفة كأنها مدّ بحري. الحطام تطاير. دارلين كادت أن تتعثر، واضطر كايل إلى أن يسند نفسه إلى الحائط. حتى معطف سيمان تمايل من شدة القوة.

شعر أندريه الذهبي ارتفع، خصلاته تطفو كأنها محاصرة في عاصفة لا يشعر بها سواه. جراحه كانت ما تزال هناك... الدم ما زال يلطخ فكه وصدره...لكن الأمر لم يعد مهمًا.

فتح عينيه.

وكانتا خطأ.

لم تعودا زرقاوين. لم تعودا بشريتين.

كانتا تنبضان بالسحر الخام، كأنهما عاصفتان صغيرتان محتجزتان خلف طبقة رقيقة من الزجاج. كان هناك طنين منخفض وغير طبيعي يحيط به، كهمسة نجم يحتضر.

ضيّق سيمان عينيه. "...هوه. هل وصل فعلًا إلى التصنيف A؟"

لم يُجب أحد. الجواب كان واضحًا بالفعل.

لكن ما لم يقله أيٌّ منهم... ما شعر به كلٌّ منهم لكن لم يستطع تفسيره... هو أن ما حدث لم يكن مجرد تصنيف A.

كان شيئًا آخر.

[اختيار مهارة جديدة متاح.]

[اختر واحدة من المهارات الثلاث التالية:]

▸ رقصة الحاصد – تُعزّز قدرة المستخدم على استخدام الأسلحة بشكل كبير لمدة محدودة، وتمنحه قوة تقترب من التصنيف S.

▸ عين سورا – نظرة الملك الأعمى – تُجمّد العدو في مكانه لمدّة ثانيتين.

(يتم تحميل المهارة الثالثة...)

أيقونة المهارة الثالثة وميضت، غير مستقرة.

قبل أن تكتمل، قاطع صوت لوكاس المشهد.

"اختر مهارة العين."

لم يتحدث أندريه. لم يكن بحاجة لذلك.

وميضت الشاشة.

[تم اختيار المهارة: عين سورا – نظرة الملك الأعمى.] [مستوى المهارة: 1 | وقت الانتظار: 60 ثانية]

رُسم نقش سحري خافت خلف عين أندريه اليسرى. اختفى في ثانية، لكن لوكاس رآه. كلّهم رأوه.

بدت دارلين مرتبكة. "ما هذا حتى؟ ذلك… الشيء في عينه—"

"سحرٌ يتجاوز سحرنا،" قال سيمان ببساطة. "قديم. ربما أقدم من النظام نفسه."

ثم ظهرت شاشة ثانية..هذه ذات حواف ذهبية، وزواياها تتحرك كضوء حي.

[اختر كنزًا زهريًا من الخيارات الثلاثة التالية:]

▸ منجل من التصنيف A – "حصّاد الأرواح"

▸ مكعب مشع من التصنيف S – "نواة الطاقة المظلمة"

▸ خاتم من التصنيف S – "قسم العاصفة"

ضحك لوكاس بخفة، بلا نفس.

"مدهش… أيمكنني اختيار الكنوز أيضًا؟"

نظر إليه سيمان من طرف عينه. "إذًا، ميزة جديدة من النظام؟"

لم يُجب لوكاس. فقط تقدم نحو الشاشة، وعيناه تتنقلان بين الخيارات الثلاثة.

كل واحد منها كان ينبض بقوة صامتة.

المكعب توهج بطاقة فوضوية مظلمة... غير مستقرة، وقاتلة. المنجل كان يلمع بنية جائعة. أما الخاتم… فكان يهمهم.

ليس بالغضب. ولا بالعنف.

بل بشيء أقدم. السيادة.

اختار لوكاس دون تردد. "الخاتم."

وفي لحظة

ظهر الكنز.

كان يطفو نازلاً، يدور ببطء في الهواء. خاتم فضي منقوش عليه رموز، يتوّجه حجر أزرق صغير تتطاير منه شرارات ريح متكسّرة.

[تم تجهيز خاتم التصنيف S – "قسم العاصفة".]

في اللحظة التي لمس فيها يد أندريه، اختفى.. تم امتصاصه في جلده.

ثم ...

لا شيء.

للحظة، لم يحدث شيء.

ثم ثقل الهواء. الأرض تأوهت.

الهالة التي أحاطت بأندريه تمددت مرة أخرى .. هذه المرة ليس بعنف، بل بهدوء، ومنهجية. كأنها ظل يتمدد فوق ساحة معركة.

راقبه لوكاس بدقة.

التغييرات كانت خفية. وقفته. أنفاسه. حضوره.

أندريه لم يكن قويًا فقط الآن.

تكلم كايل أخيرًا، صوته مفعم بالتوتر: "هو مش ناوي ينقلب علينا، صح؟"

أجاب لوكاس دون أن يُبعد عينيه: "لا. مش هيعملها."

"وإزاي متأكد كده؟" سألت دارلين. "بص له. دي مش مجرد ترقية. دي تحوّل كامل."

كان صوت لوكاس منخفضًا، لكنه حازم: "لأني صممته عشان يطيع."

صمت.

الاسم: أندريه

الإحصائيات:

القوة: 164

الرشاقة: 31

المانا: 104

المهارات:

عين سورا

العتاد:

خاتم التصنيف S – "قسم العاصفة"

-------

احمم....حبيت اكتب نهاية الفصل بالمصري.

2025/04/04 · 18 مشاهدة · 795 كلمة
EVILNOTE
نادي الروايات - 2025