الفصل 22 : ذبابة

تعلقت كلمات سيمان في الهواء كنسمة باردة. "نعم، إنه يرعبني." كان هدوء صوته مزعجًا، كهدوء ما قبل العاصفة العاتية. لم يزل نظره ثابتًا على الصبي ذو الشعر الذهبي الذي كان واقفًا بلا حراك خلفهم. كان هناك شيء خاطئ. في أعماق نفسه، كان سيمان يشعر بذلك شيء خطير للغاية، شيء سيطر على روحه.

لوكاس، الذي كان لا يزال يحاول فهم تصريح سيمان الغريب، رد بتعجب: "ماذا تعني؟" عبس حاجباه، وضيّق عينيه بحذر، لكن قبل أن يضغط أكثر، رفع يده إلى خده في صدمة. كانت ذبابة ذهبية قد حطت عليه صغيرة، غير ملحوظة تقريبًا في البداية. ولكن ثم، بدأت تنتفخ.

"ما هذا؟" تمتم لوكاس، صوته خليط من عدم التصديق وازدياد القلق.

تغير تعبير سيمان على الفور، وتوسعت عيناه مع بداية الذعر. اقترب من لوكاس، وصوته مشدودًا ومستعجلًا: "تخلص منها بسرعة!"

لكن لوكاس، كعادته في الشك، تردد. بدا أن اللحظة تتسحب، وكأن التوتر يزداد مثل ضباب يتدفق من الهاوية. "ما أسوأ ما قد"

وفي تلك اللحظة، انفجرت الذبابة.

كانت موجة الصدمة كالرعد، حيث ألقى لوكاس إلى الوراء. اصطدم جسده بالأرض الخشنة بصوت صاعق، ولثانية واحدة، عم الصمت. كان عقله يدور في فوضى بينما ابتلعه الألم والظلام. "ماذا يحدث؟" . "آاااه..."

تلتوى جسده في عذاب بينما كان الهواء حوله يبدو وكأنه يتشوه. شعر أطرافه كأنها مصنوعة من الرصاص، ثقيلة جدًا على الحركة. عُمّت الرؤية، وعيناه تغرقان وتطفوان بين التركيز والضباب. كان هناك رنين خفيف في أذنه، وعقله يكافح لفهم الفوضى التي تحدث حوله.

كان رد فعل سيمان فوريًا. في حركة سلسة، تحرك أسرع من أن تلاحظه العين. في لحظات، كان إلى جانب لوكاس، جاثمًا بجانبه، تعبيره مزيج من القلق والعزم. لم يكن أندريه ودارلين بعيدين، تحركهما حاد وغريزي كما كانا يتفاديا دائرة الانفجار.

تغلغل صوت سيمان، الخشن بسبب القلق، عبر ضباب الفوضى. "هو! يا رجل، قل لي أنك بخير!" دارت عيناه على جسد لوكاس الساكن، يبحث بشدة عن أي علامة على الحياة، أي بريق من الوعي. لكن لوكاس ظل ثابتًا، جسده بالكاد يتحرك كما لو أن الحياة قد سحبت منه.

كان قلب سيمان ينبض بسرعة، وعقله في دوامة.

لا يمكن أن يحدث هذا. هذا أكثر من طاقتي...

ثم، عاد انتباهه إلى الصبي ذو الشعر الذهبي.

لم يتحرك الطفل. كان لا يزال واقفًا هناك، ساكنًا كتمثال، عيناه الداكنتان والعميقتان مثبتتان على المشهد الذي كان يتكشف أمامه. كان شعره الذهبي يتلألأ في الضوء الخافت، تناقض غريب مع الحضور الشرير الذي كان ينبعث منه. جرى قشعريرة في عمود سيمان الفقري.

ما هذا الطفل؟

فكّر سيمان، مع عقدة من القلق تتوتر في معدته.

لماذا هو هادئ جدًا؟

بدون كلمة، مد الطفل يده، وأصابعه ترتعش قليلاً بينما سحب شيئًا صغيرًا من جيب سترة.. الهودي الاسود الذي كان يرتديه. كانت قطارة من شيء ما شيء مشؤوم، يلمع في الضوء الخافت. بدقة باردة، وضع قطرة في عينه. بلا تردد. بلا ندم.

تقلصت معدة سيمان. كانت المشهد أمامه غير طبيعي، مشوه. كانت أفعال الطفل مدروسة جدًا، بعيدة جدًا عن التجربة البشرية. كان هناك طاقة مظلمة في الجو، قوة تشد روحه.

ما الذي يحدث بحق الجحيم؟!

ثم بدأ التحول.

اهتز جسد الطفل، كانت ملامحه تتشوه بطرق مشوهة، بينما كانت عيناه تتحولان من اللون البني الباهت إلى الأسود الغامق غير الطبيعي. كان شكله يتلوى ويتمدّد، عظامه تنكسر وتتحرك تحت تأثير قوة غير مرئية. كان شعره الذهبي الذي كان يومًا ما يتلألأ بريئًا الآن يتقاطع في أشواك حادة وغير طبيعية. تحوّلت ملابسه إلى شيء أكثر فخامة رداء من الذهب اللامع الذي كان يشع ضوءًا مزعجًا.

توقف قلب سيمان للحظة. أخذ خطوة إلى الوراء.... لم يعد هذا طفلًا. الكائن الذي أمامه كان شيئًا آخر تمامًا .

تحدث الكائن، صوته عميقًا ومجسمًا، مما أرسل قشعريرة . "هاه... إذًا، يا سيد الفوضى، ما رأيك في ذبابي؟"

وقف سيمان. جمدت دماؤه. "ماذا؟ هل تعرف اسمي؟ هل تعرف من أنا؟"

تدافعت أفكاره في فوضى.

كيف يعرف؟ كيف يمكن أن يعرف؟

انحنت الشفاه إلى ابتسامة، تلك التي كانت في وقت واحد ساخرة ومسلية. "هاهاها، أنت جاهل جدًا!" ضحك، وصوته يرن بنغمة كانت قديمة جدًا، أكثر من تلك التي يملكها شخص كان طفلًا منذ لحظات......... "لقد تحدث قائد الطائفة عنك كثيرًا. عن قوتك غير الطبيعية وشخصيتك المدهشة. ولكن الآن، أرى طفلاً أمامي."

شعر سيمان بموجة من الغثيان تجتاحه. كان بإمكانه أن يشعر بثقل الكلمات التي كانت تضغط عليه كما لو كانت قوة مادية.

قائد الطائفة؟

فكر يائسًا.

هل أنت من عالم فنغ شي؟ هل تتحدث عن زعيم الطائفة فانغ؟ هل أنت من رتبة اس اس اس؟

كانت أفكاره تتقلب بينما كان يحاول الإمساك بشيء مألوف وسط بحر من المجهول.

كيف تتحدث عن عالم فرعي آخر؟ من أنت بحق الجحيم؟

لكن صوته خرج حادًا أكثر مما كان ينوي. "من أنت؟"

2025/04/05 · 22 مشاهدة · 731 كلمة
EVILNOTE
نادي الروايات - 2025