الفصل 37 : حافة اليأس

تراجع لوكاس إلى الوراء، وقلبه يدق في صدره، بينما كانت عيناه تركزان على يديه. كان المشهد كالكابوس المقزز كابوس لا يريد أن يتركه.

يداه، اللتان كانتا نقية في السابق، الآن تغرقان في دماء داكنة، بنفسجية، لزجة. وكأنها شيء لا ينبغي أن يكون في الجسم البشري. مسح يديه، لكن الدم استمر في التدفق، يتجمع في راحتيه، ويقطر على الأرض تحت قدميه. كان رؤيته مشوشة وهو يبتعد عنها، والذعر يمزق حلقه.

"أنتِ..." همس بصوت خشن، "أنتِ خدعتيني..."

ملأت ضحكة ملكة العنكبوت الجو، قاسية وساخرة، تتردد في أذنه مثل دق ناقوس الموت. كان فمها مغطى بالدماء البنفسجية التي لعقتها من يديه، وابتسمت ابتسامة بدت واسعة جدًا، وكأنها تعرف كل شيء.

"كنتِ تشتتني لكي أُسمم!" صرخ، وصوته يملؤه الغدر.

لم تجب. لا، هي فقط ضحكت أكثر، عيونها تتألق بفرح سادي. ارتفعت يديها ببطء، وكأنها كانت تستمتع باللحظة، تستمتع بمعاناته.

تراخى جسد لوكاس. شعر بالضعف، وكان جسده مشلولًا كل شيء بدا بطيئا، وكأن الهواء من حوله أصبح كثيفًا. السم كان يجري في جسده، ولم يكن هناك شيء يمكنه فعله لإيقافه. تجمدت عضلاته. بدأ العالم يدور حوله.

ومع ذلك، كانت ضحكة ملكة العنكبوت تتردد، صوتها حلو وسمّي.

تسارعت أنفاسه بينما كان عقله يغرق في دوامة.

ماذا يحدث؟

بدأت أفكاره تتنقل، كل واحدة تختفي في العدم، مغمورة بشعور من الدوار العميق وكأن الأرض كانت تسحبه إلى الأسفل. أصبحت ذراعيه ثقيلتين، جسده غير مستجيب، كما لو أن كل ذرة طاقة كانت تُسحب منه.

"هل سأموت؟" ظهرت الفكرة في عقله، غير مرغوب فيها وغير قابلة للتوقف. حاول أن يثبت تنفسه، لكنه شعر وكأن الهواء قد تحول إلى رصاص. "ماذا عن سيمان؟ أندريه؟ دارلين؟ هل كان كل شيء عبثًا؟!"

انهارت ساقاه وسقط على الأرض. ضبابت رؤيته، والعالم أصبح مظلمًا من الأطراف وكأن شمعة تذوب. فتح فمه، لكن لم يصدر أي صوت. شعر بجسده يتفكك، قطعة تلو الأخرى، حتى لم يعد يشعر به على الإطلاق.

ثم... عمَّ الصمت.

الألم، السم، الرعب كل شيء اختفى، ليحل محله فراغ شامل.

❖ المضيف: ميت

❖ تم تفعيل الشرط الرابع.

❖ الخاصية الرابعة: ✦ [التحوّل بين الأبعاد] ✦

❖ الحالة: تم التأكيد.

المشكلة: عدم وجود مضيف نشط.

جارٍ اختيار كوكب عشوائي من بين (13) عالمًا فرعيًا...

تم التأكيد.

العالم المختار: ⟡ [تيراتا]

فتح لوكاس عينيه.

أخرج نفسًا مفاجئًا، كأنما تم سحبه من أعمق مكان في كابوس وأُعيد إلى العالم اليقظ. كان رأسه ينبض بالألم، وأفكاره بطيئة، كضباب يتسلل إلى ذهنه. رمش عدة مرات، محاولًا التركيز، محاولًا فهم الشعور.

أين هو؟

كان الأرض تحت جسده باردة وناعمة في تناقض صارخ مع الأرض الصخرية والشائكة التي كان يقاتل عليها في الأنقاض. مرّت أصابعه بشيء ناعم، شيء طبيعي. عشب. عشب أخضر كثيف ذو رائحة عطرة وطازجة. امتلأ صدره بالدهشة وهو يدفع نفسه إلى وضعية الجلوس، عينيه تتنقلان حوله بتعبير مشوش.

لم يكن في العالم البارد المظلم لملكة العنكبوت. كان... في مكان آخر. مكان غريب.

كان السماء فوقه زرقاء باهتة، لون هادئ يبدو أكثر هدوءًا من أن يكون مناسبًا لشخص شهد للتو أعماق اليأس. كان الهواء من حوله دافئًا،كان يحمل طاقة غريبة، كأن الأرض كانت حية. كانت هناك أشجار، طويلة ومرتفعة، أوراقها تتحرك برفق في نسيم يهمس عبر الحقول. كان العالم يبدو مثاليًا جدًا، حيًا جدًا ليس مثل الأنقاض المقفرة التي تركها وراءه.

"م-ماذا... هذا؟" تمتم لنفسه، وصوته يتهدج. شعر بأنفاسه ضحلة وهو يستنشق الجمال الطاغي للمكان. كيف يمكن أن يكون هذا حقيقيًا؟ كيف يمكن أن يكون هنا؟ لقد مات. تذكر ذلك بوضوح… السم، العذاب، اللحظة التي أصبح فيها كل شيء مظلمًا. لكن الآن... الآن هو هنا. حي.

نظر حوله يائسًا.

هل كان كل شيء خدعة؟

هل كانت هذه واحدة من خدع ملكة العنكبوت؟ لكن لا، هذا لم يكن شعورًا يشبه أساليبها. هذا كان شيئًا مختلفًا تمامًا.

"أين أنا؟" همس، وصوته يرتعش.

2025/04/09 · 23 مشاهدة · 588 كلمة
EVILNOTE
نادي الروايات - 2025