الفصل 39 : اين انا؟

حملت الرياح رائحة خفيفة، شبه حلوة، بينما كانت تهمس عبر الحقول، وتداعب الأعشاب الطويلة التي تمتد بلا نهاية تحت السماء الواسعة.

"هذا المكان جميل حقًا"، تمتم لنفسه. "والهواء... إنه منعش جدًا. وأيضًا، هناك الكثير من الحمام." كانت الطيور تُغرّد فوقه، وأجنحتها تقطع الهواء بحركات سلسة وسهلة. كان الجو هادئًا تقريبًا تقريبًا.

تابع أندري ودارلينه السير خلفه في صمت، وكانت حركاتهم متصلبة وآلية كما كانت من قبل. لم يكن لوكاس يمانع. كانت أفكاره مشوشة للغاية، فوضوية لدرجة أنه لم يكن ليفكر في أي شيء آخر الآن.

لكن الآن، ها هو ذا. على قيد الحياة. بطريقة ما. ومن دون أي إجابات.

"لا أعرف ماذا أقول، لكن... هاه، ما هذا؟" مالت رأسه وهو ينظر حوله إلى المباني. "هل هذه قرية من العصور القديمة أم ماذا؟ لماذا تبدو بدائية هكذا؟"

كانت جدران القرية مبنية من ألواح خشبية خشنة، مكدسة على بعضها البعض بشكل يكفي لخلق دفاع صلب. في زوايا الجدران كان هناك برجين بسيطين. لم تكن تشبه أي شيء رآه من قبل.. كان الحراس الذين يقفون عند البوابة يرتدون جلود الحيوانات، بدائية، ووجوههم متجهمة مليئة بالشك. كان كل واحد منهم يحمل رمحًا بعيدًا عن كونه مصقولًا، خشبيًا ومتصدعًا، وكأنه قد نُحت يدويًا

وبجانبهم...

اتسعت عينا لوكاس. الكائن الذي كان يقف بجانب الحراس لم يكن مثل أي شيء يعرفه. كان يشبه الكلب في الحجم والشكل، لكن فروه كان أبيضًا نقيًا. لكن ما لفت انتباهه أكثر هو الأجنحة الصغيرة التي كانت تنمو من ظهره. كانت دقيقة وبيضاء

"هاه؟ ما هذا؟" تمتم تحت أنفاسه، وعيناه تتفحصان المشهد حوله. "أين أنا بالضبط؟ وما هذا الكائن بجانبهم؟"

لمدة لحظة، كانت أفكاره تدور في دوامة من الحيرة. كانت غريزته تخبره أن هذا المكان ليس طبيعيًا. لم يكن يعرف ماذا يفعل به. كان العالم من حوله يبدو… بدائيًا.

أعاد نفسه إلى رشده، محاولًا فرض هدوء لم يشعر به تمامًا.

لا تخف، لوكاس

، فكر.

أنت مع أندريه. رتبة أ.

كانت أفكاره حادة، لكن معدته ما زالت تتقلب من الشك. ومع ذلك، استمر في السير للأمام بأكبر قدر ممكن من الثقة، متوقفًا عند الحراس مباشرة. نظروا إليه بحذر، وأيديهم ممسكة بالرمح في وضع الاستعداد، لكنهم لم يهاجموه.

"من أنت؟" سأل أحد الحراس بصوت خشن ومنخفض. "ماذا عن هذه الملابس؟"

نظر لوكاس إلى نفسه. كانت سترته السوداء، الممزقة والمتهالكة.. نظر إلى الحراس، ثم إلى أندريه ودارلين، الذين كانا يقفان وراءه لم يكن متأكدًا كيف يشرح كل شيء، خصوصًا وأنه ليس لديه إجابات بنفسه.

"أنا... لا أعرف أين نحن"، أجاب لوكاس، حافظًا على صوته ثابتًا رغم الارتباك الذي كان يغلي في صدره. "هل يمكنكم إخباري؟"

تقدم أحد الحراس خطوة للأمام، وعلامات الشك ترتسم على جبهته. ضاقت عيناه، يدرس لوكاس بنظرة محسوبة.

"قل لي أولًا"، قال الحارس، صوته أصبح أبرد الآن، "من أنت؟ ومن هؤلاء الذين خلفك؟ ولماذا ترتدي هذه الملابس؟"

"أنا من مدينة بعيدة"، قال لوكاس، وصوته ثابت، رغم أن جزءًا منه كره الكذبة. "اسمي لوكاس، وهؤلاء أصدقائي أندريه ودارلين."

فكر الحارس في هذا، وكان تعبيره غير قابل للقراءة، ثم نظر إلى أندريه ودارلين، الذين كانا يقفان ساكنين. انتقل نظر الحارس إلى لوكاس.

"هاه. مدينة بعيدة؟" بدا أن نبرة الحارس قد لانت قليلًا، لكنها ما زالت مشبعة بالشك. تراجع قليلًا، وعيناه لا تترك لوكاس. "حسنًا. وأين وحوشك المستدعاة؟"

غمز لوكاس، فوجئ بالسؤال. وحوش مستدعاة؟ لم يكن لديه فكرة عما كان يقصده الحارس.

"هاه؟ ماذا تعني؟" سأل، وكان الارتباك واضحًا في صوته.

للحظة قصيرة، كان هناك صمت ثقيل. بدا أن الحارس كان يفكر في شيء في ذهنه، ثم نظر إلى لوكاس بنظرة مشبعة بالشك.

"أنت لا تعرف ما هي الوحوش المستدعاة؟" سأل الحارس، وصوته خليط من المفاجأة والشك.

توقف لوكاس للحظة، يفكر بجد.

الوحوش المستدعاة… النظام أعطاني مهمة. هل يمكن أن يكون هذا ما كان يقصده؟

"لا"، اعترف لوكاس، وصوته مشدود. "لا أعرف."

درسه الحارس لفترة طويلة، ثم نظر إلى رفاقه، وعلامات الشك ترتسم على وجهه. اقترب قليلاً، خافتًا صوته.

"من أين أنت إذًا؟" ضغط، وهو غير مقتنع.

فتح لوكاس فمه ليجيب، لكن الكلمات حبست في حلقه. لم يكن يعرف من أين هو بعد الآن

قبل أن يتمكن من قول المزيد، أشار الحارس بيده، قاطعًا المحادثة. "حسنًا. تعالوا معي"، قال، وصوته أصبح أكثر قوة. "سأخذكم إلى قائد القرية. ستحصلون على بعض الإجابات هناك."

أومأ لوكاس، رغم أن الشك لا يزال ينهش داخله. "شكرًا جزيلًا"، قال، محاولًا الحفاظ على رباطة جأشه.

أشار الحارس لهم أن يتبعوه، ولم يتردد لوكاس. تقدم إلى الأمام، وأندريه ودارلين يتبعانه.

2025/04/10 · 9 مشاهدة · 694 كلمة
EVILNOTE
نادي الروايات - 2025