الفصل 57 - اي معركة؟

تنفس باروك يخرج بصعوبة وهو يحاول أن ينهض، عضلاته تصرخ من الألم. كان الدم يتساقط من جروحه، وعيناه تشتعلان بغضب. لم يكن يتوقع هذا لم يكن يتوقع

هو

.

لكن لوكاس كان يقف أمامه، ثابتاً، بحضور مظلم. كان جناحاه يرفرفان خلفه، كظل الموت، ويداه بدأتا تتحولان.

انحنت أصابع لوكاس، وفي ومضة من القوة القاسية والبلا رحمة، تحولت يده إلى شفرات ظل توأمية. كانت طويلة، سوداء كالليل، كانت تهتز بطاقة غير طبيعية. انتشرت ابتسامة قاسية على وجه لوكاس بينما كان يحدق في باروك، الذي لم يستطع إلا أن يحدق فيه في صدمة.

"لقد ارتكبت خطأ..." جاء صوت لوكاس منخفضًا، باردًا كالقبر. "أنك ظننت أنني أدنى منك."

كان قلب باروك يخفق في صدره، لكن جسده كان بطيئًا جدًا. كانت قوته تتلاشى بالفعل. قبل أن يتمكن من الرد، كان لوكاس عليه. تحركت الشفرات بدقة عاصفة، تقطع الهواء كالمفترسات أثناء الصيد. في حركة واحدة سريعة، ضربت شفرة عبر صدر باروك، والأخرى إلى عنقه.

اتسعت عينا باروك في صدمة، لكن كان الأوان قد فات. انهار جسده على الأرض، ككتلة ميتة من الدم والروح المكسورة. القوة التي كانت قائمة أصبحت لا شيء في طرفة عين.

سقطت سكونة ثقيلة على الحلبة. الجماهير، المصدومة والصامتة، لم تستطع تصديق ما شهدوه.

من زاوية ساحة المعركة، صرخ جارم، جسده يتلوى بينما كانت الشبكات القرمزية التي أطلقتها دارلين تستمر في ربطه. كانت الخيوط تلتف حوله بإحكام مع كل محاولة يائسة، بينما كان السم يسري في عروقه، مشددًا قبضتها عليه كالسلاسل المصنوعة من العذاب الخالص.

"لا! دعني أذهب!" صرخ جارم، وعيناه تضج بالذعر بينما حاول تمزيق الشبكات، لكنها كانت تمسكه بقوة. كانت قوته تتلاشى، وطاقة جسده تنزف.

وقفت دارلين أمامه، تعبيرها هادئًا، كما لو أن العالم حولها قد تباطأ. نظرت إلى جارم بشفقة من نوع غريب، وكانت قبضتها تلتف حول رأسه كالمقيد.

"اذهب للنوم," قالت بصوت هادئ، كلماتها تحمل أمرًا غير مُعلن.

انفجرت الشبكات القرمزية فجأة بقوة عنيفة، تمزق جسد جارم بدقة مثل ضربة جراحية. ارتجت أطرافه، وتشنج جسده بينما كان الدم في عروقه يصرخ احتجاجًا.

احتفظت الجماهير بأنفاسها، تراقب في رعب مذهول بينما كان جسد جارم ينهار على الأرض، ميتًا وممزقًا. لقد أتم السم عمله، ولم يعد جارم موجودًا.

من المدرجات، ارتفع صوت شهيق، ثقيل بالمفاجأة.

"لم أرَ امرأة تقاتل بجمال ووحشية معًا من قبل."

لكن مع تهدئة الغبار، لم يبقَ سوى عدو واحد.

كان رولج يقف وحده في وسط ساحة المعركة. كان جسده ينزف من عشرات الجروح، لكن عيناه كانتا مليئتين بالتحدي، ثابتتين لا تتزحزحان. كان الغضب في نظرته كافي. آخر أفراد ثلاثي زوراد، ولن يركع. لم يستطع.

"زوراد لا يركع!" صرخ بصوت خشن، يكاد يكون أجش من ثقل عزيمته.

رفع ذراعيه، وطافت الطاقة حوله في موجات من القوة. كان جسده، المدمر والملطخ بالدماء، لا يزال ممتلئًا بغضب. أطلق كل قطرة من قوته في هجوم أخير يائس.

لكن لوكاس ودارلين لم يتراجعوا. لم يترددوا. تقدما معًا، تناغم مثالي، قوة مزدوجة لا يمكن إيقافها. التقت عيناهما، فهم صامت انتقل بينهما.

بدون كلمة واحدة، أطلق لوكاس نفسه للأمام، شفرات الظل تقطع الهواء كعاصفتين توأمين، بينما ارتفعت دارلين فوقه.

في اللحظة التي تلاقت فيها قواهما، بدا أن العالم أوقف أنفاسه. اهتزت الحلبة، وتصدعت الأرض تحت أقدامهما. انفجرت الطاقة في كل اتجاه قوة تدمير لا يمكن إيقافها، شعر بها كل ركن من أركان الكولوسيوم. أثار التأثير موجات صادمة في المدرجات، مما جعل كل مشاهد يشعر به في جوهره.

ثم، كان هناك انفجار أخير مدوٍ. تمزقت ساحة المعركة، ومضت ومضة ضوء عمياء تلتهم كل شيء في طريقها. عندما تلاشى الدخان، لم يبقَ شيء واقفًا. لا زوراد. لا مقاومة.

كانت الحلبة صامتة، والهواء ثقيلًا بوزن ما حدث للتو.

رن صوت المذيع ذي الأجنحة الذهبية، يكسر الصمت بسلطته الرعدية.

[نهاية المباراة!]

[الفائز: كوكب تيان!]

انفجر الجمهور، الذي كان يحبس أنفاسه في صدمة، في موجة من الفرح الهائل. ارتفعت الهتافات كالعاصفة التي تكسر السماء المظلمة.

"تيان! تيان! تيان!"

رن الهتاف المدوي في أرجاء الحلبة، يتردد كصوت حرب، صرخة نصر ستظل تتردد.

كان قلب سيمَان يخفق في صدره، وتنفسه ضحلًا بينما نهض من مقعده. كان عقله يسرع، غير قادر على معالجة ما شاهده للتو.

"لم تكن معركة… كانت عرضًا للسيادة." كان صوته بالكاد فوق همس، لكنه كان حادًا، محملاً بالإعجاب.

إلى جانبه، كان والده، الذي عادة ما يكون صورة للصمت، قد كسر أخيرًا بابتسامة. كانت حركة صغيرة، بالكاد مرئية، لكن الفخر في عينيه كان لا يُنكر.

"الولد... خرق جميع قواعد الرتب." كان صوته هادئًا، لكن كان فيه نغمة عميقة، معجبة شيء نادرًا ما يظهر منه.

2025/04/17 · 9 مشاهدة · 701 كلمة
EVILNOTE
نادي الروايات - 2025