الفصل 60 - الطاغيه متعب
كانت ساحة المعركة تنبض بالتوتر.
تغيرت طاقة الجمهور. لم تعد الهتافات صاخبة، بل أصبحت أكثر تحفظًا وحذرًا لأن لوكاس قد عاد. وهذه المرة، لم يكن في مواجهة عضلات أو قوة عمياء، بل سرعة، ودقة، وشيء أشد برودة.
خصمه الجديد تقدم إلى الساحة، هادئًا وغامضًا. كان يرتدي درع معركة أنيق من كوكب ريغا، أسود وأزرق، تتوهج على ذراعيه رموز برق نابضة بهدوء. شعره الفضي كان يتطاير في نسيم، والهواء حوله كان يتكهرب، جافًا.
"المعركة الثانية!" نادى المذيع، وصوته بالكاد مسموع وسط التوتر المتزايد. "لوكاس من كوكب تيان... في مواجهة رايل من كوكب ريغا."
زفر لوكاس ببطء. خطواته كانت ثابتة، لكن أنفاسه تخون وجعه. المعركة السابقة تركت فيه إصابات عميقة كدمات عضلية، وكسور دقيقة في الأضلاع، وشق في ساقه ومع ذلك وقف. لم يكن بوسعه إظهار الضعف الآن.
أمال رايل رأسه قائلاً بجفاف: "أنت لا تزال تنزف. ربما عليك أن تنسحب؟ لا أريد أن أُحمِّصك بسرعة."
لوكاس لم يرد.
مع انطلاق صوت البوق، انفجرت ساحة المعركة.
اختفى رايل عن الأنظار.
ثم دوّي. ضُرب لوكاس في صدره بشيء سريع. ريح؟ برق؟ كلاهما. طار إلى الخلف، منزلقًا على الأرض كحجر يقفز على سطح ماء. تناثر الدم على أرض الحلبة. تشوشت رؤيته.
تشنج الجمهور كله في اللحظة ذاتها.
سيمان وقف جامدًا، قبضتاه مشدودتان. ووالده أمامه، يراقب لوكاس.
"بطيء جداً"، جاء صوت رايل من السماء. وهبط كمقذوف، رمح من البرق يتكوّن في يده اليمنى.
تدحرج لوكاس بالكاد خارج المسار. البرق اخترق الأرض، محفورًا خندقًا بطول عشرة أمتار خلفه. الحجر تبخر.
"كنت أتوقع أكثر من الذي سحق أفضل محاربي زوراد." ظهر رايل مرة أخرى، وصفعه براحة يده الشرر جال على جلد لوكاس، يحرق أعصابه.
سعل لوكاس دمًا. كان العالم يدور من حوله، لكن ذهنه... كان صافياً.
فعَّل: [هيبة الطاغية]
انفجرت هالة الضغط للخارج. ارتجف الهواء. خيّم الظلام على الساحة، كما لو أن شيئًا أعظم من إنسان قد دخل المعركة.
تردد رايل للحظة…. لحظة واحدة فقط.
"هالة طاغية؟ خدعة لطيفة." ابتسم، ثم اختفى وظهر خلف لوكاس في لمح البصر. "لكنك تنزف بشكل جيد."
ضربة أخرى. لوكاس صدها، بالكاد. الموجة الارتجاجية اخترقت ذراعه.
ثم فعَّل لوكاس: [مبدل اليد]
تحوّلت ذراعاه أولًا إلى شفرات مزدوجة، ثم إلى سيوف ضيقة مزودة بخيوط حركية، صُممت للسرعة والتصدي. تطايرت الشرارات مع الضربة التالية.
ومع ذلك، كان رايل أسرع. البرق كوَّن مخالب على ذراعيه، تنهش دفاع لوكاس بسهولة مرعبة.
سقط لوكاس مرة أخرى، كتفه ارتطم بالأرض.
"لماذا لا تزال واقفًا؟" سأل رايل، مقتربًا، ونبرة صوته مملوءة بالدهشة الصادقة. "أنت تعلم أنك لن تفوز. جهدُك الكهربائي يعطل تحكمك العضلي. جسدك ينهار. انتهيت."
لوكاس بصق دمًا، وابتسم بسخرية.
"أنت تخلط بين
الأذى
الهزيمة
ثم فعّل قدرته الثالثة: [المُتعلِّم – التحليل الأقصى]
في لحظة، تم تسجيل كل حركة قام بها رايل، تحليليًا، وتخزينها في شبكة لوكاس العصبية. الفاصل بين الشحنة والانفجار. اتجاه الرياح عند ظهره للتسريع. النمط الذي يتبعه عند الهجوم من الخلف.
كل شيء انكشف.
وقف لوكاس مرتجفًا، بالكاد يتنفس لكن نظراته تغيّرت. أصبحت باردة. فارغة. فعّالة.
وانتظر.
رمش رايل. "حقًا تُخطط لشيء؟ حسنًا، فلنرَ."
البرق اشتعل. الرياح زأرت.
اختفى رايل مجددًا
وتحرّك لوكاس.
غنّت الشفرات.
طنين!
واجه الضربة وجهًا لوجه. لم يصدها بل
اعترضها
دار رايل بصعوبة، لكنه نزف من خاصرته.
"أأنت... قلدتني؟" تمتم رايل.
"لا،" قال لوكاس بهدوء. "لقد
تجاوزتك
لم ينتظر الرد. اندفع إلى الأمام، وقد اندمجت شفراته الآن في نصل هائل على هيئة منجل، مكوَّن من عظم مقلوب وفولاذ حيّ.
صرخ رايل وأطلق عاصفة هائلة، محمَّلة بشرر كهربائي، مزقت أرض الحلبة إلى قطع.
لكن لوكاس تحرك
عبرها
ضربة واحدة.
واختفى البرق.
ضربة ثانية.
انفجر كتف رايل بالدم. ثم الركبة. ثم الأضلاع.
وأخيرًا
قَطْع.
اخترق النصل العظمي صدر رايل.
وتوقف الزمن.
سقط الصمت على الجمهور.
اقترب لوكاس، وجهه أمام وجه خصمه. أنفاسه متقطعة. "أنت مجرد ناقل للبرق،" قال ببرود. "أما أنا... همممم لحظه دعني افكر….زيوس؟."
سحب النصل.
انهار رايل.
[نهاية المعركة!] [الفائز: كوكب تيان – لوكاس.]
وانفجر الصمت تحت صراخ الجمهور.
"تيان! تيان! تيان!"
نظر لوكاس إلى يديه المرتجفتين.
وابتسم