35 - حديث الإرادة الشاملة و الإرادة الطاغية

بسم الله الرحمن الرحيم

..............................

الفصل رقم 35 : حديث الإرادة الشاملة و الإرادة الطاغية

في هذا المكان المقفر انتشر صمت قاتل مع عدم وجود أي حياة موجودة في هذا المجال معدا وان سين الذي يكتنفه شعور بالشك و عدم اليقين.

مرت دقيقة، دقيقتان ..... خمس دقائق ، لم يكن هناك جواب من النظام على سؤال وان سين .

شعر وان سين أن كل ثانية تمر كانت طويلة بقدر الدهر مع عدم وجود دلالة على استجاب النظام بدأ ينفذ صبر وان سين .

مرت عشر دقائق نفذ صبر وان سين و لم تظهر أي دلالة على استجابة النظام .

في باطن عقله كان سيسأل النظام مجددا و لكن في اللحظة التي كان سيسأل فيها تغيرت المظاهر من حوله .

كان وان يطفو في السماء البيضاء الفارغة فوق مساحة من الغيوم الكثيفة التي لا تسمح برؤية لما أدناه ، في السماء أعلاه لم يكن هناك قمر أو شمس كل ما كان هناك ظلام لامتناهي مملوء بضوء النجوم المتلئلئة ، في الشرق ، الغرب ، الشمال و الجنوب لم يكن هناك شيء سوى مساحة فارغة بيضاء .

رأى وان سين حوله عندما حاول تبديد الغيوم بحركة من يده لكنه لم يستطع لمسها و الاحساس بوجودها . حاول من جديد و لم ينجح عندما انتهت فكرة ' هل يعقل أن هذا وهم ؟ ' .

بقي وان سين في السماء يطفو لدقائق قليلة عندما أحس بهزة في الفضاء أمامه بحوالي مئة متر . لم يظهر أي شيء أمام وان سين و لكن ظهرت ارادتان بدون هيئة أو شكل تهزان هذا المجال .

كلا الاردتان كانت أعلى من وان سين بكم من المرات الله وحده يعلم . كانت إرادة ذات هالة ثابتة مسيطرة تشمل كل ما هو موجود و إرادة أخرى بعمق و كثافة الارض ذات طابع استبدادي . عندما ظهرتا لم تستطع الإرادة الطاغية تحريك الإرادة الشاملة تتحرك أو تهتز بأدنى قدر .

في اللحظة التالية بدأت الإرادة الطاغية بالاهتزاز و توقفت عن محاولة تدمير الإرادة الشاملة .

بعدها سمع وان سين صوت يبدو أنه أتى من الإرادة الطاغية كان هذا الصوت جميلا و لكنه مرتعش :

( من ، من ...انت في هذا التركيب ؟!!! ) .

لم يعرف وان سين بأية لغة تم نطق الجملة و لكن لسبب ما استطاع فهمها .

سمعت الإرادة الشاملة هذا كما لو كان يتوقع هذا تحدث بصوت هادئ بارد :

[ من انا أو ما انا ليس شيئا يمكن أن تعرفه أو تتصوره ].

بسماع هذا لم تجادل الإرادة الطاغية لأنها علمت أن هذا هو الواقع حقا . لم تتحدث الإرادة الطاغية الأبعد مدة قائلة :

( سموك هل لي ان اعرف سبب استدعاءك لي بالقوة الى هذا المكان ؟ ) .

لم تتغير لهجة أو صوت الإرادة الشاملة عندما قالت :

[ اختيارك لمضيفي كمرشح ليصبح سيدك القادم ]

قالت الإرادة الطاغية بلهجة مرتعشة من الخوف :

( سموك لم تعلم هذه الأرض بهذا ، ارجو ان تغفر لوقاحتي سموك ) .

ردت الإرادة الشاملة بدون اي تغيير في صوته كما لو أن اي شيء مهما يكن لا يمكنه أن يتأثر عليه :

[ اعلم هذا ، و لكن لا يمكن أن يمر هذا بدون جزاء . ]

[ لهذا أنا امرك بالتعهد بالولاء لمضيفي ]

عندها لم تستطع قبول هذا مباشرة حاولت الإجابة بطريقة صحيحة لتوضيح الأمر ، و لكن كما لو أن الإرادة الشاملة قرأت افكار الإرادة الطاغية . لم تسمح الإرادة الشاملة للإرادة الطاغية بالحديث و واصلت :

[ اعلم رغبتك في الانتقام طالما تعهدت بالولاء لمضيفي الانتقام ليس أمرا صعب ]

يبدو كما لو أن الإرادة الطاغية قد تحركت رغبتها من كلام الإرادة الشاملة . قالت الإرادة الطاغية بصوت مهتز من الحماس :

( طالما يمكنني الانتقام يمكنني قبول أي شروط أو قيود ).

لم تشك الإرادة الطاغية في الإرادة الشاملة ببساطة لأنه لو كانت للإرادة الشاملة رغبة فذ إيذاء الرغبة الطاغية لكانت بمجرد فكر قد تم محوها منذ فترة طويلة . أدركت الإرادة الطاغية هذا منذ مدة . لهذا عندما سمعت كلام الإرادة الشاملة شعرت بالفرح والسرور.

و لكن الكلمات الآتية من الإرادة الشاملة جعلت الإرادة الطاغية تفقد سروره و خفضت أملها بعدة درجات . قالت الإرادة الشاملة :

[ جئت لهنا لرفع مستوى الاختبارات المتبقية ، اذا اجتاز الاختبارات سيصبح سيدك و اذا فشل لن يحصل على شيء مع معاقبتك له بقطع عضوه مع ذراع واحدة ].

بسماع هذا احست الإرادة الطاغية بقسوة الإرادة الشاملة على مضيفه و لم تستطع سوى التسأل عن مدى قسوة الاختبارات :

( سموك كيف يجب عليا ترتيب الاختبارات القادمة؟ ).

بمجرد طرح سؤال أجابت الإرادة الشاملة بصوت هادئ و بارد :

[ سيبقى الامتحان الثاني نفسه مع رفع مدة امتحان الإرادة و جعل طريقة التعذيب تتخطى حدود هذا التكوين . أما بالنسبة الامتحان الثالث امتحان الذكاء،الحكمة و الموقف سيكون من قبلي ].

احست الإرادة الطاغية بالشفقة حقا على مضيفه الإرادة الشاملة مع انخفاض أملها في الحصول على الانتقام الى الحضيض .

شاهد وان سين هذا كله بصمت مع تغيير تعبيره من وقت لأخر بسبب عدم قدرته لفهم بعض جمل الحديث . مع انتهاء الحديث أختفى وان سين من مجال السحب و تغير المشهد ليرى نفسه مستلقيا على الأرض في الغابة المدمرة من طرف وان سين و النمر الأرجواني في معركتهم .

ظهر هذا المشهد لمجرد لحظات عندما اختفى باستيقاظ وان سين الذي في الوهم .

انتهى الوهم و وان سين الحقيقي استيقظ من الوهم في حالة دهشة و ذهول .

..................................

[ ] كلام الإرادة الشاملة

( ) كلام الإرادة الطاغية

أسف على الأخطاء اذا كانت موجودة في الفصل و اشيروا إليها في التعليقات لتصحيحها في اسرع وقت ممكن .

ما رايكم في الفصل؟

المؤلف : ahmedad06 ( مودع )

2020/04/21 · 1,263 مشاهدة · 898 كلمة
Ahmedad06
نادي الروايات - 2024