{مُلاحظة~ الشره ذو العضلات في عنوان الفصل أشارة للبطل حيث كان جسده الأصلي بديناً كما ذُكر في الفصلين السابقين أما جسد سيفيرين الحالي نحيف ذو عضلات}
سار سيفيرين إلى الصف على مهل. بعض معلومات صاحب الجسد السابق لا تزال عالقة في ذهنه. أشياء عشوائية مثل أماكن الصفوف والطريق إلى السوق السوداء السرية حيث حاول ذات مرة شراء دواء سحري من شأنه أن يزيد من رتبة موهبته.
ولكن بدلاً من ذلك، سُرق.
"يا له من رجل مثير للشفقة"، تمتم سيفيرين.
"يا إلهي، أعتقد أنني مثير للشفقة أيضاً الآن بعد أن أصبحت في جسده واستخدمت اسمه."
أخذ وقته لينظر حوله ويحاول استيعاب كل شيء.
نظر حوله وعرف أن المؤلف قد أساء تفسير شيء ما، أو ربما كان هو من كان متلهفاً جداً لقراءة الأحداث بدقة.
كانت أكاديمية زينيث للأبطال مذهلة للغاية بالنسبة لأكاديمية تفتخر باستخدام أساليب مجهولة لاستبعاد الضعفاء والاستثمار في الأقوياء.
كانت ضخمة جداً. ضخمة لدرجة أن الطلاب يستطيعون حتى امتلاك أراضي داخل الأكاديمية.
رأى مبانٍ ضخمة، تماثيل وجسوراً تربط الأماكن في خطوط ملتوية. تنهد، ورأسه أصبح أكثر صفاءاً.
"حسناً، حسناً.من قال إنك لا تستطيع أن تكون قوياً إلا بقدرتك على رمي كرات نارية عبر الأكاديمية؟"
"لديّ بعض المعلومات العميقة عن هذا العالم،" ابتسم سيفيرين ابتسامةً باهتة.
"سنرى."
☆☆▪︎▪︎☆☆
كان الفصل ذلك اليوم فصلاً مشتركاً لجميع طلاب السنة الأولى. ولأنه تاريخ، فقد عُقد في قاعة كبيرة بدلاً من الفصول المختلفة.
كانت الأستاذة امرأةً مسنةً ذات شعر أبيض وعينين متدليتين. وقفت أمام طاولتها كجثة ميتة حتى حان دورها، فاستيقظت مفزوعة. بإشارة من يدها، أغلقت الباب، حابسةً المتأخرين في الخارج.
عادل سيفيرين الأمور بجولته القصيرة في الأكاديمية. وجلس في آخر مقعد في الخلف. بناءاً على بعض القواعد غير الرسمية، جلس طلاب الصف الأول في المقدمة، ثم رتّبوا أنفسهم حتى وصلوا إلى الخلف.
كان آخر مكان جلس فيه سيفيرين.
التفت حوله ودرس الطلاب الآخرين، ولاحظ أن ديريك جلس بالقرب من مقعد الصف الرابع، محاولاً إبعاد نفسه عن الصف الخامس.
هز سيفيرين رأسه وركز على الأستاذة.
"أعتقد أننا جميعاً نعرف تاريخ عالمنا وكيف وصلنا إلى هذه المرحلة من الزمن."
كان صوت الأستاذة حاداً وواضحاً بشكل مفاجئ بالنسبة لشكلها.
دون انتظار رد الطلاب، تابعت قائلةً:
"يمكن تقسيمه إلى ست أو سبع مراحل. عصر الظلال هو عندما كنا نختبئ في الظلال ونقود البشرية من الجانب. فعلنا نحن مستخدمي الإيثيريون هذا لأن الإيثيريون كان قليلاً جداً على الأرض آنذاك. كنا ضعفاء، ضعفاء جداً، لدرجة أن بعض قوانا كانت تُعرف بالخدع."
أومأ سيفيرين موافقاً. بنى مؤلف الكتاب عالمه على أرض بديلة. ولكن بعد ذلك، قبل ما يقارب ستة آلاف عام، سقط على الأرض مورد إيثيريون خالص، مُكثّف لمئات الملايين من السنين في الفضاء. أثار هذا سلسلة من التفاعلات التي تسببت في كوارث طبيعية وأغرقت العالم في الفوضى.
"نحن، مستخدمو الإيثيريون، جئنا إلى الساحة لمساعدة البشرية، وبمساعدتنا، استقرت الأمور. هذه هي بداية كيف أصبحنا نُدعى 'أبطالاً' ارتقى بنا المقام، مُسيطرين على الحضارة."
"ثم جاءت نهضة الإيثيريون. مع الإيثيريون المُكثّف هنا على الأرض، حققنا ما عجزنا عنه لعصور. كسرنا قيود الرتب الدنيا، وبدأنا نصعد مراحل التقدم."
مراحل التقدم هي مستوى الإيثيريون الذي يُمكن لمستخدم الإيثيريون الاحتفاظ به في جوهره في وقت مُحدد، وهو ما يُترجم تقريباً إلى مدى قوته.
تمتم سيفيرين في رأسه. "...المبتدئ، المستيقظ، المكرر، الصاعد، البارز، السيادي، المولود الأسطوري، المثل الأعلى... هناك تسع رتب على حد علمي، لكن المؤلف لم يكشف عن الأخيرة..."
تابعت الأستاذة. "نحن، مستخدمو الإيثيريون، صنعنا عجائباً وتحفاً، أبرزها النظام، وهو تحفة كوكبية تربط الجميع وتنظم النمو. لقد مكّنتنا من الوصول إلى مراحل أعلى.
"دخلت البشرية عصراً ذهبياً وانطلقت إلى الفضاء. على مدى القرون التالية، غُزيت خمسة كواكب وصُنعت لتكون صالحة للعيش باسم البشرية!
"ثم اندلعت حرب التيجان. بسبب النداء الذي تردد صداه على بُعد سنوات ضوئية. كنا نُعتبر قوة صاعدة في عالم المجرة. أُطلق النداء، لكن بقي السؤال: من سيمثل البشرية في المجلس المجري؟"
"اندلعت حرب أهلية بين كبار مستخدمي إيثيريون من كواكب مختلفة لأن جميع القوى العظمى أرادت أن تكون الحاكم المطلق. خُرب النظام، مما تسبب في تعطله وانهياره."
"أثار هذا أمراً فظيعاً. تذكروا أن عالمنا وزوايا الكون كانت تعاني من نقص شديد في إيثيريون. كان هذا هو سبب وجود شيء ما في فضاءنا. يُطلق عليه اسم 'التفرد الشاذ' وهو كيان مفاهيمي قديم مُغلق وراء النجوم، وقد أيقظ وتحرر. يُعرف أيضاً باسم 'أب الوحوش'."
"أطلقت موجات لا نهاية لها من الوحوش، وسرعان ما غمرتنا الهزيمة لأننا كنا منهكين أصلاً من الحرب الأهلية. سقطت الكواكب الخمسة. غُزيت الأرض."
توقفت الأستاذة عن الكلام فجأة، ورفعت رأسها كما لو كانت تستمع إلى شيء ما.
"أوه؟ يبدو أن قائمة تقييم القتال الشهرية لهذا الشهر قد صدرت. سنوقف دروسنا هنا."
"في المرة القادمة، سنواصل الحديث عن كيف نجا البشر ووجدنا أنفسنا هنا."
بعد ذلك، بدأت بالسير نحو الباب، وفتحته بحركة من يدها.
خفق قلب سيفيرين بشدة. "...تقييم القتال الشهري... إنه نوع من المبارزة الدموية بين طلاب السنة نفسها، حيث سيحاولون قتل بعضهم البعض، دون طرح أي أسئلة..."
كانت هذه طريقة أكاديمية زينيث للأبطال في إخبار الطلاب أن الضعفاء سيُرمون إلى الأبد كما هم. أما الخاسرون، فسيُطردون أو يُصابون بالشلل.
نهض سيفيرين ليغادر الفصل. في تلك اللحظة، لفت انتباهه ضجة.
كان فتى قصير ذو شعر بني من الصف الرابع يسخر من ديريك.
"يا أوغاد الصف الخامس اللعينين، الذين لا يعرفون مكانهم، استمروا في جلب رائحتكم الكريهة إلى مساحتنا."