_" نلتقي لاحقاً.." قال سام وأغلق الباب وراءه، لتردف لوسي محدثة نفسها" أجل أجل سألبس شيئاً مستوراً، من أجل كلامك هذا سألبس أكثر شيء فاضح عرفه التاريخ وسترون.."

____________________

خرجت لوسي بعدها للتسوق، وأخذت تنتقي فستان مناسب من أجل الحفلة..وقد سلمها سام بطاقة تأمين ولم تعرف إستخدامها..لكن وحين تعلمت كيف تستخدم أخذت تبتاع الكثير من الأشياء بتبذير مبالغ فيه وكأنها عازمة على جعله يفلس!

إنتقت فستاناً برتقالي كأوراق الخريف، قصير يصل للركبة..ليس به أكمام أي أنه يتوقف عند صدرها..ويُلبس مع وشاح بني غامق كجذع الشجر ينتاسق تماماً مع الرسم البني على حواف الفستان...

أخذت كعباً بنيا متوسط الطول كي لاتقع بالتأكيد...ثم خرجت من المتجر بثقة، عازمة على تحدي أخيها وخطيبها...

غربت الشمس وحل المساء..وهاهي الحفلة قد بدأت...

حفلة نبلاء عادية، وعدد الضيوف بها لايعد ولايحصى..أشجار الكريسماس تزين المكان بأكمله والهدايا موضوعة في زاوية محددة وعددها لاينتهي...

أخذت لوسي تمشي وسط الحاضرين..إحداهم يسلمون عليها والآخرون يقدمون تعازيهم الحارة بشأن والدها فلم تحضر لجنازته على عكس سام، فهو قد ذهب وتصنع الدموع أمام الكاميرات، أما هي فتكره النفاق ولاتجيد التمثيل فإكتفت بالإيماء لمن يسألها عن والدها وسط الحفل...

أتى إليها سام، إقترب منها وهمس بأذنها" مااااذا قلناااااا عن الفستاااااان!"

همست لوسي بأذنه وبكل تحدٍ" ليس، من، شأنِك..ألبس مايعجبني"

إستدرات من الإتجاه المعاكس وإبتسمت بتزييف، ليبتسم هو الآخر محاولاً إخفاء إنزعاجه أمام الحضور..فأضاف بصوت خافت" لنرى رأي خطيبك بشأن ذلك..أقسم أنني لن أتدخل لإنقاذكِ منه.."

هزت لوسي كتفيها بعدم مبالاة ومشت بتفاخر وثقة، لتلمح ماري من بعيد..ركضت إليها وعانقتها" كيف حالكِ حُلوتي!"

_" لوسي..وااو أنتِ جميلة جداً الليلة! إشتقتِ لكِ كثيراً.."

إبتسمت لوسي بلطف وأردفت" وأنا أيضاً عزيزتي، هل من معلومات عن أخيكِ؟"

هزت ماري رأسها بالنفي وأردفت" ليس بعد..آسفة لما حل بوالدك"

إكتفت لوسي بالإيماء برأسها وهي تبتسم، لتحس بذراعين تلف خصرها وكأن أحداً عانقها من الخلف، أُصيبت بالقشعريرة لتردف بصوت خافت" أبعد يديك دايمن الا تخجل؟ نحن أمام الناس!"

وضع ذقنه على كتِفها وهمس بأذنها بصوت مبحوح" لاتحاولي تغيير الموضوع، مثل هذه الحيل لاتمشي معي..أخبريني لوسي، ماسبب وضعكِ لهذه القماشة فوق جسمك!!؟" قال بنبرة تهديد وقد شعرت لوسي بغضبه من نبرة صوته فقط، بلعت ريقها وأردفت" هيا دايمن إنها حفلة.."

أمسكها من ذراعها وسحبها بخشونة نحو غرفتها وهو يمشي بعصبية، بينما هي تتذمر" أتركني دايمن ذراعي تؤلمني!"

دفعها داخل الغرفة وصرخ مشيراً بإصبعه السبابة نحو الأرض" أمامكِ ثلاث دقائق لتغيير هذا الفستان اللعين!!"

_" دايمن أرجوك أنـ-

_" ثلاث دقائق!!!" صرخ في وجهها، ثم خرج وصفع الباب خلفه، تنفست الصعداء وقد شعرت بغصة، لتردف بصوت خافت" عليه اللعنة لما يعاملني هكذا؟ لو أنه يحبني حقاً لما صرخ علي هكذا.."

أصبحت لوسي ضعيفة منذ أن بدأت العيش مع سام في القصر، نست كيف كانت ترد على الكلام وتصرخ، نست أغلب شتائمها..أصبحت أقرب لفتاة طبيعية نبيلة من متشردة عصابية...

غيرت ثيابها وبينما هي تلبس دخل دايمن دون أن يطرق الباب، لتصرخ هي" أخرج أيها اللعين أنا أغير ثيابي هنا!!"

أخفض رأسه وخرج مغلقاً الباب دون أن يردف بكلمة، إتكئ بظهره على الباب وقد إحمر وجهه، ليتمتم بينه وبين نفسه" تملك قوام جميل.."

طرق الباب بعد أن مر بعض الوقت" أدخل" أردفت لوسي بينما تلبس الحلقات الفضية، دخل دايمن، ليعقد حاجبيه وإشتعلت النيران داخل عينيه، إقترب منها وأردف مصطكاً على أسنانه" هل تتعمدين إستفزازي لووووسي!!!"

تراجعت للوراء وأردفت" أقسم أنني لا أفعل أنظر إنه طويل و-

_" ظهرك بأكمله مفضوح أنتِ ستصيبينني بالجنووون!!"

تراجعت للخلف وصمتت، حين هدئ أردفت مربعة يديها" هاهي الخزانة..إفتحها وإنتقِ لي فستاناً مناسباً!"

مشى بخطوات عريضة وفتحها بعنف، أخذ يرمي الملابس على الأرض ولم يرضِه أي منها، ليصرخ بغضب بينما يضرب بقدمه الأرض" اليس لديك شيء عدى المفضوح!!؟"

_" ذلك لأني لا ألبس سوى الجينز سيدي!" أردفت لوسي بإنزعاج، لينظر لها بطرف عينه ويمشي ناحية الباب" إنتظريني هنا!"

قال دايمن بحدة قبل أن يخرج ويصفع الباب خلفه، ركب سيارته وإنطلق نحو المتجر، أخذ فستاناً يرضيه وعاد إلى القصر دون تعب أو عجز، سلمه للوسي وأردف" هذا سيكون جيداً عليكِ.."

أخذته منه ولبسته بإنزعاج وضجر، دخل ليرى كيف بدى عليها ليردف برضى" هذه هي الأناقة، ليس مثل ذلك اللـ**** سأقاضي مصممه اللعين لاحقاً!!"

تنفست لوسي الصعداء وإستدارت تنظر إليه في المرآة بعدم رضى...

كان فستاناً بنفسجياً غامقاً، طويل، وبه لمعة كنجوم السماء المضيئة، ذو أكمام طويلة وفتحة صدر على شكل حرف V لكن معقولة..من الخلف يلامس الأرضية تاركاً لمسة سحرية خلف كل خطوة تخطوها...

أخذت لوسي تلبس حلقات بنفس لون الفستان وهي تشعر بغصة في حلقها..تتسائل فقط لماذا يفعل مثل ذلك، ولما كان قاسياً معها هكذا...

تنفس دايمن الصعداء وقد شعر بإنزعاجها،مشى ناحيتها..ثم ركع على ركبتيه وأمسك كِلتا يديها بلطف وأردف بحنو بينما ينظر في عينيها" لاتحزني عزيزتي..تعلمين أنني أحبك.."

أردفت لوسي بتذمر" لو أنك تحبني لما صرخت في وجهي بتلك الطريقة..لقد أخفتني!"

أخذ نفساً عميقاً وأردف مبرراً" أغاااااار لوسي أغاااار عليك من أن يأكلك الرجال بعيونهم أنتِ ملكي وحدي! فقط لو كنت قادرعلى دفنِك لدفنتكِ كي لايروا جمالكِ الساحر.."

أخذت لوسي تنظر إليه بصمت ليتبع" أعلم أنني أبالغ بغيرتي عليك لكنني أقسم أنها من حبي لكِ..وأعِدك أنني سأحاول كبح نفسي من الآن وصاعداً.."

لم ترد عليه لوسي وذلك زاد من تأنيب ضميره، ليضيف قائلاً" كلميني لوسي أصرخي عاتبي إفعلي أي شيء صمتك هذا يقتلني!" قبل يديها بحب منتظراً منها إجابة، لتتنفس هي الصعداء وتقلب عينيها قائلة" فهمت ذلك.."

إبتسم ووقف، ثم مد ذراعه نحوها لتمسك هي بها، ثم خرجا من الغرفة معاً...

أعلن دايمن عن خطبتهما في حفلة الترحيب بإستعادة الإبنة المفقودة قبل أشهر، لذا لامشكل في رؤية الحضور لدايمن ولوسي وهما معاً...

وقفا أمام إحدى الطاولات ينظران إلى الحضور، بعضهم يأكل والآخر يتكلم..وبعضهم يرقصون في أزواج...

أتت إمرأة جميلة في العقد الثالث من عمرها..أي أنها مقاربة لدايمن في السن...

أخذت تفتح مواضيع معه وتتكلم بدلع ملتصقة به، ولوسي خلفهما تشرب تارة وتنظر إليهما تارة أخرى بعدم مبالاة رافعة لحاجبيها...

(همممم..يناسبان بعضهما..)

نظر لها دايمن بطرف عينه، ثم إبتسم إبتسامة خبيثة وأردف" هل ترقصين معي أيتها الجميلة؟" قال محدثاً تلك المرأة، لتبتسم وتومئ رأسها بطريقة نبيلة...

أخذ يدها وأخذا يرقصان، ينظر للمرأة تارة وولوسي تارة أخرى، أما لوسي..فبقيت متكئة براحة على الطاولة تنظر إليهما بسعادة..وكأنها قد نسيت بأنه خطيبها!

تعمد دايمن فعل ذلك ليجعلها ليستفزها ويوقظ الغيرة بداخلها..لكن لم يحركها ذلك بتاتاً، فهي لاتحبه ولاتتخذه خطيباً من الأساس...

تنفست الصعداء وفكرت...

(أعتقد أن أمثاله من الناس غير محظوظون بتاتاً..حبهم من طرف واحد، وأمثالي يقومون بإستخدامهم لنسيان حبهم الذي رحل وتركهم بطريقة مؤلمة..وكل مانفعله هو الكذب عليهم، النفاق..وتضييع مشاعرهم وإخلاصهم هباءً...)

قاطع تفكيرها صوت صدر من خلفها..صوت بدى لها مألوفاً..

إستدارت تنظر بتعجب، ثم ضحكت بسعادة حتى بانت أسنانها" آاااارثر، إشتقت إليك يارجـ...أقصد عزيزي.."

إبتسم آرثر وأردف" أصبحتي نبيلة إذاً..تبدين جميلة الليلة"

إبتسمت، ثم ركضت إليه تعانقه بإشتياق، إبتعدت وأخذا يتكلمان..لتلمح لوسي دايمن من بعيد وقد دفع المرأة التي كان يرقص معها وهاهو يتجه نحوها بغضب...

إتسعت عينا لوسي وتمتمت بخوف واضعة يدها على فمها" يااإلهي ماذا فعلت!"

وقفت أمامه وأردفت" دايمن أنا-

دفعها وإنقض على آرثر يلكم وجهه، يضرب ويضرب وعروق رقبته بارزة من الغضب..ألسنة اللهب تتحرك داخل عينيه، أخذت لوسي تحاول إبعاده وسام كذلك..والحاضرون ينظرون إليهم بذهول...

سالت الدماء من يدي دايمن من قوة لكماته..وقد تشوه وجه آرثر بالكامل...

أخذت لوسي تصرخ وتجره لكنه بقي متصلباً فوقه كالصخر، قبل أن يلكمه مرة أخرى أمسك يده أحدهم..إستدار ينظر إليه بحدة موشكاً على تهشيم وجهه هو الآخر، لترفع لوسي رأسها تنظر إلى الرجل..فإذا بها تجده آندريه يلبس بذلة أنيقة...

_" ألا تظن بأن مافعلته يكفي!" قال آندريه بحدة بينما ينظر لدايمن بتهديد، ليصطك دايمن على أسنانه ويقف متجهاً نحو لوسي، أمسكها من ذراعها وسحبها معه بعنف إلى غرفتها...

يتبع...

توقعاتكم؟ أرائكم؟؟

شكراً على القراءة...أنرتم♥ 🌹 ✥بقلم إيمان إيدا✥

2019/11/13 · 457 مشاهدة · 1197 كلمة
47ImaneEdda
نادي الروايات - 2024