تنفست لوسي الصعداء مغمضة عينيها وأردفت" إذاً لم يعمل التنكر.."

_" لكن يبدو لي أن هذه طبيعتكِ الحقيقية.." نفثت المرأة الدخان من فمها تنتظر من لوسي الإجابة، لكنها إكتفت بالصمت فقط...

_" أوووه ما رأيك أن أقرأ لكِ البخت؟"

_" البخت!؟"

__________________________

_" أجل أنا خبيرة في ذلك..إنتظري لحظة"

وقفت وفتحت إحدى الأدراج الملونة وسحبت منه بطاقات، جلست ورتبتهم على الطاولة بالمقلوب..وأخذت تلمسهم الواحدة تلو الأخرى برفق ولوسي تنظر إلى طلاء أظافرها الأحمر فقط!

سايرتها لوسي فهي لاتؤمن بمثل هذه الخزبعلات، ثم توقفت المرأة فجأة في إحدى الأوراق وسألتها" هل خطيبكِ يحبك؟"

نظرت لوسي لخاتمها وأجابت" وكثيراً..."

رفعت المرأة حاجبيها وقالت بثقة" وأنتِ لاتبادلينه تلك المشاعر.."

عقدت لوسي حاجبيها بإنزعاج وصمتت، لتتبع المرأة أسألتها" كم عمرك، أين عشتي..الخ.."

أخذت لوسي تجيب بتململ، فور إنتهاء المرأة أسإلتها قلبت البطاقة بهدوء وأخذت تتمعن فيها محركة عينيها وكأنها تقرأ..لكن لم يكن في البطاقة كتابة سوى حرف (A) وعلامة (♣)!

تنفست المرأة الصعداء وأردفت" أرى أن طريقك صعب..مليء بالمشاكل والمفاجأت الغير سارة..لكن نهايته ستكون منيرة، كما أنكِ لن تتزوجي الشخص الذي يحبك، بل ستتزوجين من تحبينه.."

إتسعت عينا لوسي ومسحت وجهها بعنف فور تذكرها لميشيل، ثم أردفت بإبتسامة ساخرة" حقاً..؟ لكن الشخص الذي أحبه مات..إن كانت هناك طريقة لألتقي به فستكون عبر موتي!"

عقدت المرأة حاجبيها وأخذت تنظر للورقة تارة وولوسي تارة أخرى غير مصدقة، ثم أردفت" لكن البخت لايكذب..كيف حدث هذا!؟"

وقفت لوسي بينما تجر الكرسي للوراء وعلى وجهها إبتسامة إستهزاء، لتردف بسخرية" لربما النور الذي رأيته كان الجنة! أوه يبدو أنني سأموت في نهاية المطاف.."

ضحكت وإستدارت بإتجاه الباب بينما تقول" شكراً على السيجارة.."

وضعت يديها في جيوبها وخرجت، بينما جلست المرأة مكانها في حيرة تكلم نفسها" يا إلهي..هل يعقل أن.."

مشت لوسي على الرصيف بإنزعاج، وتدور حولها هالة سوداء تحرق كل من يمر أمامها بنظراتها، ليصطدم شخص ما بكتفها وقد كان ضخما...

_" أنظري أين تمشي أيتها الـ****!!"

تجاهلته بل ولم تتوقف حتى، ليحاصرها هو وثلاثة من رفاقه في زقاق صغير بينما يضحكون، لتردف ببرود" إبتعد..لست في مزاجي.."

ضحك بسخرية وأردف" دعيني أساعدك على إصلاحه.."

وضع يده على كتفها، لتمسك معصمه الأيمن بقبضتها وتضغط عليه..شيئاً فشيئاً حتى بدأ يصرخ" عليك اللعنة أتركيها!"

وجه لكمة بيده الأخرى إتجاه وجهها، تجاوزتها وتركت معصمه لتمسك بمعصمه الثاني بخفة، مدت يده نحوها وركلت كوعه بركبتها بقوة هائلة، ليسمع صوت تكسر لعظام ذراعه..صرخ وتراجع للوراء..ثم سقط ممسكاً إياها بألم وأخذ يإن...

إبتسمت لوسي بشيطانية ونظرت إليهم" أتعلمون..غيرت رأيي، لربما أنتم حقاً من سيساعدني لإستعادة مزاجي!"

تراجع الرجلان بخوف" إنـ..إنها مجنونة!!" أردف أحدهم بينما يجر صديقه ذو الذراع المكسورة وهربوا جميعاً مهرولين، تنفست لوسي الصعداء وأكملت طريقها ببرود...

إتسعت عيناها بعد أن تذكرت شيئاً، ثم حدثت نفسها بإنزعاج" ااااه نسيت أن أكلم سام..وهاتفي مُطفأ أيضاً، سيقتلني.."

سحبت هاتفها وأشغلته" ياللهول أربع وثلاثون إتصال وخمسة عشر رسالة! هل هما معتوهين أم ماذا.."

فور فتحها الهاتف إستلمت إتصال من سام، أخذت نفساً عميقاً وفور حملها السماعة صرخت" أعلم أعلم أعلم آاااااسفة فلا تقل شيئاً!!"

صمت سام وصدقاً، لو لم تفعل هذا لظل يعاتبها ساعتين دون كلل أو ملل، تنفس الصعداء على الهاتف وأردف" اااااخ يالوسي اااخ ستصيبينني بالجنون يوماً ما..جعلتني أفكر في أسوء الإحتمالات، أنكِ ستفعلين شيئاً لنفسك أو لربما إكتئبتِ وستنتحرين!!"

ضحكت لوسي وأردفت بسخرية" ااااااحمق من التي ستنتحر!؟"

_" أين أنتِ؟.."

_" اممم..في مكان لا أعرفه حقاً..لحظة سأسأل أحدهم.."

سألت رجلاً كان واقفاً أمام عامود كهرباء، ثم رفعت الهاتف مجدداً وأخبرت سام، ليردف.."إنتظريني هناك..سآتي حالاً.."

_" لحظة سام لاتغلق الخط.."

_" ماذا الآن؟؟"

_" هل ذهبـ-

قاطع حديثها الرجل الواقف أمام عامود الإنارة بينما يسأل"هل أنتِ إبنة رئيس الوزراء؟!" إستدار جميع الناس في ذلك الشارع ينظرون بدهشة لمظهرها، تلبكت وشعرت بالعرق ينزل على جبينها بالرغم من أن الجو لم يكن بذلك الحر...

أنزلت قبعتها على عينيها بعنف وفرت هاربة بالإتجاه المعاكس وسام يكلمها على الهاتف" مرحباااا لوسي هل أنتِ هناك؟؟"

رفعت السماعة واجابت بينما تلهث " فـ..فالنلتقِ في المطعم المعـ..تاد..تعرفه صحيح؟"

_" كما تشائين.." أردف سام بضجر وقد سإم من ملاحقتها والركض ورائها في كل مرة...

إلتقى كل من سام ودايمن ولوسي بنفس المطعم، وفي نهاية الأمر..لم تنجو لوسي من معاتبة سام...

_" هيا سام لاتكبر الأمر.."

_" أكبر! تهربين من المشفى وتقولين بأنني أكبر الأمر!!"

تجاهلته ونظرت لدايمن" هل مايزال كريستوفر حياً؟" قالت متكئة على يدها بملل، ليتغير تعبير دايمن إلى الجدية ويتبع" لقد فارق الحياة.."

هزت لوسي راسها ببرودة وأردفت" ماذا الآن؟ هل سيأخذ سام الإرث؟"

رفع سام رأسه ينظر إليها معقداً لحاجبيه، صدم من برودتها..توقع أنها ستبكي أو ماشابه...

سام" آاه..لم أفكر في ذلك حقاً..لكن يبدو أنه سيحدث فعلاً"

أردفت لوسي بملل" أمامك الكثير من العمل يارجل..أشفق عليك، لما لاتدع دايمن يقوم بمساعدتك؟"

نظر لها سام بعتاب مرخياً لعينيه، لتردف بضجر" آها آها لقد صمتت إفعل ما شئت.." قالت واضعة إصبعها على شفتيها بإشارة الصمت...

أما دايمن، فقد إدعى عدم سماع أي شيء، ثم رفع بصره وسألها" ماهذا الشيء على قبعتك؟"

عقدت حاجبيها بتعجب، ثم أزالت قبعتها تنظر..لتجد بطاقة المرأة والتي قرأت بها البخت الخاص بها...

_" عليها اللعنة هل تسخر مني أم ماذا!!" قالت مصطكة على أسنانها موشكة على تمزيقها، ليردف سام بإنفعال" إنتظري! لاتفعلي.."

_" همم؟ ولما؟"

_" عليها كتابة في الجانب الآخر..أنظري.."

قلبتها لوسي تقرأ ماكتب وكان كالآتي:

*أنتِ لن تموتي، وسيحدث ما أخبرتكِ به..فكري في كلامي، أتمنى لكِ وقتاً سعيداً*

تنفست لوسي الصعداء مغمضة عينيها، وقامت بتمزيق البطاقة في نهاية المطاف...

_" ما الذي كتب فيها؟ ومن الذي وضعها لكِ؟؟" سأل سام بفضول، ليسرع دايمن بإلتقاط قطع البطاقة الممزقة من الطاولة وأخذ يتفحصها...

_" ماذا تفعل؟" سألته لوسي بتململ، ليصرخ سام" هل تتجاهلينني الآن!؟"

أجابها دايمن بينما يضع الأوراق على الطاولة بإرتياح" خشيت أن يكون هناك جهاز تعقب أو تنصت.."

_" اوهوو فهمت..أنت خبير بمثل هذه الأشياء"

نظر لها سام بإنزعاج، لتردف بحنو بينما تربت على يده" سأجيبك عزيزي فقط لاتغضب.."

تنفس الصعداء وقد سعِد نوعاً ما لأنها نادته بعزيزي أمام دايمن، ليغيظه فقط...

_" في طريقي إلتقيت بإمرأة تقرأ البخت........

لم تقم لوسي بإخبارهم ماحدث بالتفصيل، أخفت نصف القصة الأصلية...

مرت الأشهر ببروتين عادي ممل، ولم تحظ لوسي بمتعة الشجار والمشاكل العصابية، لذا أصبحت هادئة بشكل ممل لايحتمل..وكأنه قد أصابها إكتئاب!

صعد سام لغرفتها وطرق الباب" أدخل" أردفت لوسي مستلقية على ظهرها تقلب الهاتف بملل، دخل وأغلق الباب ورائه وأردف" إنهضي أيتها الكسولة..إلى متى ستبقين بغرفتكِ هكذا؟"

أجابت بملل" وماعساني أفعل؟ جو القصر مملللل لحد الموت ولايوجد أحد غيرنا نحن والخدم! على العشاء وحدنا وعلى الغداء وحدنا..وأنت تقضي معظم الوقت بغرفتك..أشعر بالملل هنااااا اااااخ!"

جلست وأخذت تحك شعرها بعنف تصرخ، ضحك سام وأمسك يدها" تمالكي أعصابكِ يافتاة..هل أتصل بدايمن؟"

_" دعني منه..أساساً هو يأتي كل يوم صباحاً ومساءً ليطمئن علي..أشعر أنه قريباً سيلتصق بي مثل اللبان!!"

إبتسم، ثم أردف" لاتقلقي أعمل على تحسين مزاجكِ هذا.."

إتسعت عيناها وأردفت" حقاً! ما الذي تجهزه؟؟"

_" يجب أن نقيم حفلة رأس السنة هل نسيتي؟"

_" وهل يجب أن تكون في بيتنا!؟" سألت لوسي بإنزعاج ليجيب" الا تريدين من آرثر وماري أن يحضرا؟"

إتسعت عيناها وأردفت" هل سيحضر آرثر!؟"

هز رأسه لتلمع عيناها مثل القط وأردفت" ياااه إشتقت إلى ذلك الشقي.."

_" سعيد لأنني أملك مدير أعمال، لو لم يكن موجوداً لما تمكنت من توقيع الأوراق ولا معرفة من يجب علي دعوتهم إلى الحفلات من الآن وصاعداً..كما أننا مجبرون على دعوة الجميع كل عيد.."

_" ماهذه القوانين؟ هل نحن في القصر الملكي أم ماذا!"

_" دعكِ من ذلك، ولتلبسي شيئاً مستوراً..لانريد لدايمن أن يفسد الحفلة بسبب غيرته الجنونية.."

قهقهت لوسي بسخرية وأردفت" هل أصبحت تخاف منه أم ماذا؟"

عقد سام حاجبيه وأتبع" لا أمزح لوسي إفعلي كما قلت وحسب..كما أنني أيضاً أكره رؤيتكِ ترتدين شيئاً فاضحاً.."

_" وهل إرتديت شيئاً فاضحاً في حياتي كلها أيها اللعين! إلى ماتلمح؟؟"

تنفس الصعداء ومشى نحو الباب عازماً على الخروج ليردف" دعي المصففات يسرحن لكِ شعرك دون أن تقومي بعضهم..فشعرك قد أصبح طويلاً بعض الشيء"

_" وقفت لوسي بسرعة تنظر للمرآة، لتردف مدعية الدهشة" وااااو أنت محق.."

_" نلتقي لاحقاً.." قال وأغلق الباب وراءه، لتردف هي" أجل أجل سألبس شيئاً مستوراً، من أجل كلامك هذا سألبس أكثر شيء فاضح عرفه التاريخ وسترون.."

يتبع...

متابعة شيقة 😌 ...

وشكراً على القراءة...أنرتم🌹✥ بقلم إيمان إيدا

2019/11/12 · 442 مشاهدة · 1277 كلمة
47ImaneEdda
نادي الروايات - 2024