وضعت لوسي يدها على فمها بصدمة، إحمر أنفها وأخذت شفاهها ترتجف..ثم بدأت الدموع تنزل على وجنتيها..أمسكت رأسها بيديها وأخذت تبعد شعرها بعنف وقد شعرت بصداع لايطاق يتبعه ضيق في التنفس...

ثم تشوشت الرؤية عندها وسقط مغشياً عليها في أحضان دايمن...

___________________

أخذ دايمن يهزها منادياً بقلق، ليستيقظ سام من شروده ويتذكر لوسي..ركض إليها مهرولاً" لوسي..لوسي إستيقظي!" أخذ يضرب خدها بكفه لتستفيق لكن ودون جدوى...


_" لن ينفع هذا.." قال دايمن بجدية وحملها بين ذراعيه مسرعاً نحو السيارة، سبقه سام وفتح الباب ليضعها دايمن في الخلف وصعد محل السائق، بينما جلس سام في الخلف واضعاً رأس لوسي فخذيه...

_" إصبري لوسي.."

الشيء الذي أدهش الحضور وصدمهم..هو أنهم تركوا رئيس الوزراء وهرعوا لإنقاذ إبنته بدلاً منه!

نقلوا كريستوفر إلى نفس المشفى الذي نقلت به لوسي وأدخلوه مباشرة إلى غرفة العمليات...

جروح عميقة خطيرة إثر طعنات السكين العسكري، تم رمي تشارلي مباشرة في الحجز، أما عن لوسي..فقد طمئن الطبيب كلاً من سام ودايمن أنها تعاني حمى شديدة سببها المطر الذي تبللت بسببه..وأن حالتها مستقرة...

جلس دايمن بجانبها ممسكاً يدها بحنو وكلا خاتميهما يبرقان...

نظر سام إليهما، ثم إقترب وجلس على سريرها يربت على شعرها تارة، ويفرك وجهه تارة أخرى..وظلا بجانبها حتى صباح الغد التالي...

إستيقظت لوسي وهي تشعر بأن جسدها مكسر، رفعت بصرها بثقل..وحاولت سحب يدها، لتلاحظ أن يد سام متمسكة بها وهو نائم على الأرض واضع رأسه على السرير...

فتح عينيه ونظر إليها، ثم وقف بإنفعال وأردف" كـ..كيف تشعرين؟" قفز دايمن مكانه، ثم حك عينيه بتعب ونظر إليها يسألها عن حالها هو الآخر...

_" مـ...اء.." أردفت لوسي بصعوبة وقد جف حلقها، وقف كل من دايمن وسام بسرعة متجهين نحو الباب ليصطدما ببعضيهما، نظر كل منهما للآخر بإنزعاج ليردف سام" أستذهب أنت أم أذهب أنا!؟"

هز دايمن رأسه وأجاب" إذهب أنت.."

_" كلا غيرت رأيي إذهب أنت..لربما إحتاجتني لوسي"

_" لاتقلق سأكون هنا.."

_" لا أظن أن لوسي ستطلب منك شيئاً.."

عقد دايمن حاجبيه ولم يرد، تنفس الصعداء وخرج دون أن يجادل..فهو يعلم أن سام يملك عقل طفل صغير، لكن لو لم تكن لوسي متعبة لكان قلب الدنيا فوق رأسه...

لاننكر أن دايمن يملك عقل صغير هو الآخر حين يتعلق الأمر بلوسي وغيرته عليها..لكنه جعلها تمر هذه المرة دون مشاكل وكلام فارغ...

إبتاع قينينة ماء وساعدها على شربها، أخذت تنظر إليهما بعيون ناعسة، ثم حدقت في سام بثقل قائلة" هل..حقاً قام والدنا بقتل آلبرت؟"

أنزل سام رأسه وبتعبير جعلها تفهم دون أن تسمع الإجابة، أدارت رأسها ناحية دايمن وسألته بتعب" لما لم تخبرني بذلك؟ قلت لي أنه شخص جيد.."

نظر لها دايمن بطرف عينه، لم أنزل رأسه وقد شعر بتأنيب ضمير..لم يتمكن حتى من الإعتذار منها...

_" لو أنك أخبرتني في البداية..لكان أهون علي مما حدث الآن..لقد بنيت آمالاً دون جدوى.."

_" آسف.." لم يتمكن دايمن من النظر لعينيها بينما يقولها، لتنظر للسقف وتتنفس الصعداء، ثم أردفت" حسناً..لقد حدث وإنتهى، لم يعد هناك شيء يصدمني بعد.."

عم الأجواء صمت قاتل، وجو من التوتر أخذ يحيط بالغرفة...

ليكسره صوت معدة لوسي، إحمر وجهها خجلاً وأردفت بإنفعال" إ..إإإإنها معدتي!"

وضع دايمن يده على فمه وأخذ يضحك بهستيرية، وقد سقط سام من كرسيه بسبب الضحك، أمسك بطنه وأخذ يتدحرج على الأرض وهو يقهقه بصوت عالي حتى إحمر وجهه...

غطت لوسي وجهها بالغطاء وصرخت" لاشيء مضحك! أنا جائعة كونا مفيدين وإذهبا لتشتريا لي شيئاً صالحاً للأكل أيها الملاعين!!"

وقف كل من دايمن وسام وخرجا محاولين كتم ضحكاتهم وهما يقهقهان بصوت خافت...

لتمسح لوسي وجهها وتردف بضجر" هذا أسوء صباح حظيت به قط في حياتي!"

أمسكت جبهتها بيدها تبعد شعرها وتغطي الضوء على عينيها بينما تفكر...

(هل مازال كريستوفر حياً ياترى؟ لا لا..لايجب أن أفكر فيه..سيكون من الأفضل لو مات! كلا لوسي لاتفكري بهذه الطريقة إنه والدك..لكن هل يجب أن أعتبره والداً لي حقاً؟ لقد قام بقتل آلبرت..يعني هذا أنه قام بقتل أناس عديدة قبله...أااااخ سأجن!!)

أمسكت رأسها بيديها وأخذت تتأفأف بإنزعاج، لتسمع بعدها الممرضات وهن يركض في الممر بطريقة هستيرية، رفعت رأسها بهدوء قليلاً ونادت على إحداهن..أتت مسرعة إليها لتسألها لوسي" عذراً..هل يمكنكِ إخباري مايحدث؟"

_" أه أ..أنتِ الآنسة لوسي؟ إن رئيس الوزراء كريستوفر في حالة خطرة..وقد نفقده!"

هزت لوسي رأسها ببرود، ثم أردفت" شكراً..بإمكانكِ العودة لعملكِ.."

أومئت المرضة رأسها وخرجت مسرعة والعرق يتصبب من جبهتها، تنفست لوسي الصعداء وكلمت نفسها" لايمكنني البقاء..يجب علي الخروج من هنا!!"

شعرت لوسي بضيق في صدرها ولم تتحمل جو المشفى المستفز، لكن الطبيب لن يسمح لها بالخروج هكذا..لذا وقفت ببطئ وقد زال أثر المخدر تقريباً، أزالت الأنبوب بمنتصف ذراعها بعنف، ثم وقفت تترنح بلباس المشفى الأبيض الأشبه بالفستان القصير...

مشت نحو الدُرج، وكما توقعت فقد كانت ملابسها فيه وكذلك كعبها العالي...

تنفست الصعداء وقلبت عينيها" من المستحيل أن أخرج بهذا دون أن يكشفوني.." تمتمت بينما تخرج من الغرفة متفحصة الرواق إن كان به ناس..لكن لم يكن أحد، كان خالياً تماماً...

مشت على أصابها مثل اللص حاملة فستانها وحذائها، دخلت غرفة إحدى المرضى وقد كان فيها إمرأتين كل منهما بسريرها، واحدة نائمة والأُخرى جالسة تقرأ الجريدة...

نظرت لها بدهشة وأردفت" أنتِ..الستِ إبنة رئيس الوزراء المفقودة!؟"

إبتسمت لوسي بتزييف بينما تشتم داخلها...

(وهاااقد إلتقينا بدودة كتب..لم يحالفني الحظ سوى بلقاء إمرأة مهووسة بالسياسة!!)

_" أجل..إنها أنا، هل لكِ أن تسديني معروفاً؟"

أومئت المرأة رأسها ولم ترفض بتاتاً...

طلبت من المرأة أن تبادلها ملابسها..الأخرى تأخذ الفستان وهي تأخذ ملابسها مع الحذاء الرياضي...

خرجت لوسي بعدها لابسة سروال جينز وقميص أسود بدون أكمام..إضافة إلى قبعة رياضية سوداء تغطي نصف وجهها وعليها كتابة باللون الأبيض...

مشت في الممرات مخفضة رأسها كي لايكشفها أحد، وقد نجحت بالخروج من المشفى دون عناء آخذة معها هاتفها وأغراضها...

مشت على الرصيف تتأفأف، مزاجها ليس في محله إطلاقاً، جلست على الأرض أمام إحدى المتاجر كالمتشردين، ثم تمتمت مرخية لعينيها" أااه..أحتاج عود سجائر...كلا لقد قررت الإقلاع عنها..لكنني حقاً بحاجة لها تباً لصحتي! فسيجارتي هي سر سعادتي!!"

رددت هاته الكلمات لتجد يداً أمام وجهها تحمل عود سيجارة، رفعت رأسها بدهشة لتجد إمرأة في الثلاثينات، أنيقة، وتضع الكثير من مساحيق التجميل..بدى لها أنها مالكة المتجر...

_" الن تأخذيها؟" أردفت المرأة وبصوتها بحة ساحرة، لكن ماخرب الموقف كانت السيجارة على فم المرأة...

أُعجبت لوسي بمظهرها، لتمسكها وتردف ببرود" ليكن بعلمك أنني لا أحمل نقود.." ضحكت المرأة بطريقة صبيانية وأردفت" خذيها خذيها إنها بالمجان..فالتدخلي، أشعر بالملل لوحدي هنا.."

أومئت لوسي رأسها ودخلت، أخذت تنظر للمتجر وكان لبيع ملابس الأطفال..تنظر يميناً وشمالاً لتنادي عليها المرأة" هاي أنتِ..تعالي وإجلسي هنا"

جلست لوسي حاملة السيجارة بفمها، لتمد المرأة يدها حاملة قداحة وتشعلها لها "شكراً.." أردفت لوسي بينما تنظر لملامح المرأة بدهشة...

_" همم..هل هناك شيء عالق بوجهي؟"

إتسعت عينا لوسي وتعلثمت" أاه..لا أبداً..أنا فقط أفكر كم أنكِ جميلة.."

إبتسمت المرأة وأردفت" شكراً على الإطراء.."

_" ليس إطراء..حقاً أنتِ جميلة وو..وأنيقة.."

نظرت لها المرأة بطرف عينها لتردف" أنتِ لاتقدرين نفسك..أنتِ أجمل مني بكثير، فقط لاتعتنين بنفسك، أترين جمالي؟ هذا كله مزيف.."

ضحكت لوسي من صراحتها وأردفت" أنتِ حقاً تروقين لي!"

_" سعيدة لسماع ذلك..إذاً؟ كيف حال والدك؟"

إتسعت عينا لوسي بتعجب وصمتت، لتردف المرأءة بملل" لاتقولي أنكِ تحاولين إخفاء نفسك؟ تمزحيييين..أنتِ مكشوفة تماماً يا إبنة رئيس الوزراء، لوسي~"

تنفست لوسي الصعداء مغمضة عينيها وأردفت" إذاً لم يعمل التنكر.."

_" لكن يبدو لي أن هذه طبيعتكِ الحقيقية.." نفثت المرأة الدخان من فمها تنتظر من لوسي الإجابة، لكنها إكتفت بالصمت فقط...

_" أوووه ما رأيك أن أقرأ لكِ البخت؟"

_" البخت!؟"

يتبع...

معلومة: قراءة البخت هي قراءة الحظ أو قراءة الطالع، يستعملها المشعوذون لرؤية المستقبل كما يزعمون وتتعدد الطرق للقيام بها، قراءة الفنجان..، عبر البطاقات، والبلورة السحرية..الخ...

متاااابعة شيقة😉

شكرا على القراءة..أنرتم ♥

بقلم إيمان إيدا

2019/11/11 · 467 مشاهدة · 1176 كلمة
47ImaneEdda
نادي الروايات - 2024