فتحت الباب بعنف حتى إرتطم بالحائط، وقفت أمام الباب تلهث وقطرات المطر تقطر من شعرها...

إستدار دايمن وقد كان يرتب ربطة عنقه، ينظر إليها بدهشة وحيرة، ثم أردف بصوت خافت...

_" لوسي.." وقف بإعتدال وأتبع" أردت أن أعتذر منكِ..لإزعاجي لكِ ليلة أمس.."

أخذت لوسي نفساً عميقاً مغمضة عينيها وصرخت" أنا موافقة!!"

إتسعت عيناه وأخذ ينظر إليها بصدمة..ليبدأ كلا قلبيهما بالخفقان...

___________________

نظر دايمن إليها، وهي واقفة تشد على قميصها بأناملها النحيلة من شدة توترها...

إقترب دايمن ناحيتها بهدوء..ثم ركض وحملها معانقاً إياها وبدأ يدور بها في الهواء، بينما يضحك حتى بانت أسنانه البيضاء المصطفة...

إحمر وجه لوسي وبقيت تنظر في عينيه بدهشة..بينما يبادلها النظرات هو الآخر ويضحك بصوت عالي...

ثم إحتضنها بقوة، بتلك اللحظة بالظبط تذكرت ميشيل، أغمضت عينيها محاولة إبعاد تفكيرها عنه لكن دون جدوى...

( لما أتذكره الآن؟ ألن أعيش حياتي أبداً..أريد أن أنساه..تذكره لايسبب لي سوى التعاسة! دايمن يحبني..وأعلم أنه سيعتني بي جيداً..فلا أريد أن أكسره بعد الآن..)

أخذت نفساً عميقاً وإبتعدت عنه قليلاً وعلى وجهها إبتسامة مزيفة، ليركع دايمن أمامها ويمسك يديها بسعادة غامرة" لا أصدق أنكِ أصبحتِ ملكي أخيراً..أقسم أنني سأجعل النار وروداً من أجل إسعادكِ.."

إبتسمت، ليقبل يديها قبلة خفيفة وأسرع بسحب الخاتم من الدرج، ألبسها إياه وفعلت هي المثل، ثم شابكها الأيدي وأخذ ينظر في عينيها بحب..لتخفض هي رأسها بخجل...

_" تعالي معي..فالتجهزي نفسكِ لمقابلة الحضور.."

قامت الخادمات بتزيينها وتحويلها من فتاة صبيانة إلى أميرة الأميرات، سيدة الحسناوات..وقمن بتلبيسها فستاناً أزرق فاتح، كلون السماء تماماً..طويل وبه ورود حول الرقبة...

خرجت من الغرفة رافعة فستانها لأعلى كي لاتقع بذلك الكعب العالي البراق، ليحدق دايمن في عينيها المائلتين وإلى المكياج الثقيل المبهر الذي وضعنه لها...

إبتسم وسألها" هل تودين إعلان خطبتنا اليوم أم نأجله؟"

أخذت لوسي تحرك نفسها وكأنها متضايقة الفستان لتردف" لا أُمانع إن كان الليلة.."

أومئ برأسه إيجاباً ومد يده نحوها، لتمسكها لوسي بتردد ويتشابكا الأيدي..وهي تشعر بنوعٍ من إنعدام الراحة برفقته...

نزلا من الدرج بهدوء وقد طال إنتظار الحاضرين، لدرجة أنهم شكو في مصداقية عودة الفتاة المفقودة إلى أبيها...

رفع الجميع رؤوسهم ينظرون إلى ذلك الثنائي الفاتن المدهش، مشى دايمن واضعاً يده على خاصرتها ليس لأنها ملكه أو ماشابه..بل لأنها خافت من أن تقع أمام الناس بسبب ذلك الكعب!

همست له" إنه عدد هائل من الأشخاص!"

قرب دايمن وجهه إليها وهمس" إبتسمي..أضواء الكاميرات لم تتوقف.."

إبتسمت لوسي بتزييف، لتحيط بهم الصحافة من كل إتجاه محاصرينهم وباشروا بأسإلتهم الكثيرة...

_" كيف تشعرين نفسك وأنتِ في منزلكِ آنسة لوسي؟"

_" هل أنتِ وإبن عمكِ دايمن على علاقة قبل أن تعودي إلى القصر؟؟"

_" هل أنتما خطيبان حديثان!؟"

أخذ دايمن يجيب على الأسئلة بسلاسة فهو متعود عليها، أما لوسي بإكتفت بالإبتسام والإيماء برأسها تاركة دايمن ليتصرف مع الوضع...

أخذ الحاضرون يقفون حولها يسألونها محاولين التعرف عليها، أسألة كثيرة ومزعجة..منها كيف عشتي وكيف عدتي وكيف كنتي وكيف أصبحتي...

لم تعلم لوسي بماذا تجيب فلديها خلفية سوداء سيئة كزعيمة سابقة للعصابة، أخذت تتراجع للخلف ببطئ لتصطدم بأحدهم، إستدارت لتجده سام وقد شابكها الأيدي وأردف بإحترام ونبل" أختي متعبة قليلاً..سأكمل أنا المؤتمر بدل عنها..(يبتسم)"

أخذت عيون لوسي تلمع كعيون قط سعيد، وأخذت تردد في قلبها (شكرااا سام أنت منقذي أنت بطلي أنت حقاااااا أخي!)

إستأذنت بالمغادرة وخرجت إلى الشرفة العملاقة لتشم بعض الهواء وقد حل الظلام بالفعل...

مشى دايمن خلفها وإتكئ على السياج حاملاً كأساً من النبيذ، يشرب تارة وينظر للوسي بطرف عينه تارة أخرى...

(كم هي جميلة الليلة..إنها حسناء..)

إبتسم، لتسأله لوسي بجرأءة" أخبرني دايمن..لما تحبني؟"

غص دايمن بريقه وإختنق، أخذ يسعل ويضرب بقبضته على صدره محاولاً التنفس إلى أن فعل...

أخذ نفساً عميقاً وأجاب" لم أتوقع منكِ قط أن تسأليني مثل هذا السؤال الجريء.."

قال دايمن بينما ينظر إليها بدهشة رافعاً حاجبيه، لتحك هي شعرها وتردف" هل ستجيبني أم لا؟ أعني..هناك الملايين من الفتيات الجميلات الراقيات..فلم إخترت فتاة مثلي؟ فظة وصبيانية!!"

إبتسم، ثم أردف" وهل يحتاج الحب إلى سبب؟"

_" في حالتك هذه أعتقد أنه يحتاج إلى سبب أجل.." قالت لوسي بينما تنظر داخل عينيه مباشرة..ضحك وأتبع" إنه حب من الطفولة.."

_" ما الذي تعنيه؟"

إستدار ينظر إليها" كُنا نلتقي كثيراً في الصغر وكنتُ أقضي معظم وقتي معكِ..وبعد أن إبتعدتِ عني فجأة، لم أتحمل ولم أستوعب الأمر........."

صمت دفعة واحدة دون أن ينهي جملته، لتعقد لوسي حاجبيها وتردف" مابكِ؟ أكمل.."

أفرغ كأس النبيذ من الشرفة، تنفس الصعداء وأردف" هذا يكفي، لنغير الموضوع.."

إستغربت لوسي من ردة فعله تلك ولم تفهمها، لكنها لم ترد أن تكون فتاة ملحة لذا توقفت عند حدها وإكتفت بالإيماء...

_" حين أخذتني للعمل معك..هل كنت تعلم أنني إبنة عمـ-

قاطع سؤال لوسي صوت تكسير وصراخ داخل القصر، هرع كلاهما إلى الداخل بقلق، لتقف لوسي أمام باب الشرفة بصدمة تنظر للشخص الواقف حاملاً سكينة مليئة بالدماء، مرتدياً زي نادل...

(تشارلي!! ما الذي يفعله هنا؟)

ركض رجال الأمن وإنقضوا عليه، ليبدأ بالصراخ وهم يجرونه نحو الخارج، جميع الحضور ينظرون بصدمة..ليصرخ تشارلي:

_" عليك اللعنة لم أنتهي منك بعد! لقد قتلت رفيقي بأبشع الطرق لقد جعلته يتعذب حتى فرغت آخر قطرة من دمه..فالتذهب إلى الجحيم!!"

أخذت الدموع تنزل على وجنتيه بألم وهو يدفع ويقاوم كحيوان هائج، صدمت لوسي من قوله وعلمت فوراً أنه كان يقصد آلبرت بكلامه...

إلتفتت لترى من الذي كان يحدثه..لتفاجأة بوالدها كريستوفر ملقي على الأرض يسبح بدمائه...

(هل كان يقصد والدي!!)

أخذت تنظر يميناً وشمالاً في حيرة..غير مستوعبة لما يحدث من حولها، أما سام..فقد شعر بغيظ كبير كون والده مات بتلك الطريقة البسيطة..تمنى لو أن تشارلي إنتظر قليلاً قبل أن يقوم بخطوته الجنونية تلك، ففي النهاية هو سيقضي بقية حياته في السجن وقد يعدم كذلك...

وضعت لوسي يدها على فمها بصدمة، إحمر أنفها وأخذت شفاهها ترتجف..ثم بدأت الدموع تنزل على وجنتيها..أمسكت رأسها بيديها وأخذت تبعد شعرها بعنف وقد شعرت بصداع لايطاق يتبعه ضيق في التنفس...

ثم تشوشت الرؤية عندها وسقط مغشياً عليها في أحضان دايمن...

يتبع...

كلمات من الكاتبة: يعني مابيكفي إلي فيها لوسي المسكييينة له له له الله يسامحني بس، كل يوم صدمة جديدة المشاكل مارح تخلص معها يعني؟؟😢🤧

وبعدين مع التفاعل😢😢أنا زعلت خلاص😪🤧

✥بقلم إيمان إيدا✥

2019/11/10 · 404 مشاهدة · 936 كلمة
47ImaneEdda
نادي الروايات - 2024