رن هاتفها فجأة، سحبته من الحقيبة وكان رقماً دون إسم...

رفعت السماعة دون أن تتكلم لتسمع صوت السيدة من هذا الصباح تصرخ" آنسة لوسي نحتاج مساعدتك..جانيت مفقودة!!"

____________________

جلست لوسي بإعتدال متسعة العينين وأردفت بحدة" أين أنتم الآن؟؟"

خرجت ماري من المطبخ بعد أن سمعت لوسي منفعلة على الهاتف وسألتها" ما الذي حدث؟؟"

أقفلت لوسي الخط وأردفت" جانيت مفقودة!"

_" جانيت؟ من تكون؟"

_" إنها أخت صديقي المتوفي..وهي مجرد طفلة، أخشى أن تكون هربت أو أنه قد أصابها مكروه.."

حملت حقيبتها وأسرعت للخارج، لتردف ماري" سآتي معكِ!"

خرجت ماري وأغلقت الباب بسرعة وبدأت تمشي بجانب لوسي...

فور خروجهم من العمارة بدأت الأمطار تهطل بغزارة، نظرت لوسي للسماء لوهلة، ثم تقدمت بخطوات عريضة نحو دراجتها..وركضت ماري خلفها مغطية رأسها بيديها تجنباً للمطر...

أمسكت لوسي خوذة الدراجة وألبستها لماري وأحكمت إغلاقها، ثم جلست وأشعلتها..لتجلس ماري خلفها متشبثة بقميصها بقوة وأردفت" ماذا عنكِ؟ الن ترتدي خوذة؟؟"

_" أفضل البقاء هكذا.."

قالت وإنطلقت بسرعة البرق لتتمسك ماري ببطنها خوفاً من أن تسقط من الدراجة...

وصلت لمنزل عائلة كريس في دقائق، نزلت تركض تاركة ماري خلفها، تبلل شعرها وكذلك جسدها لدرجة إلتصاق ملابسها به..مرت بجانب سيارات الشرطة التي تقف أمام باب المنزل، تجاهلتها ودخلت...

وقفت أمام الباب تلهث ورجال الشرطة والمفتشين ينظرون إليها بدهشة...

_" متى إختفت؟؟" إنفعلت لوسي بوجه السيدة، لتجيبها بينما تبكي" كان ذلك في الصباح..يفترض بها أن تعود من المدرسة ظهراً لكنها إختفت وحسب!"

إصطكت لوسي على أسنانها تنظر إلى الساعة المعلقة '5:07'، ثم مشت بخطوات عريضة بإتجاه الباب لتخرج بعد أن دخلت ماري مباشرة، متجاهلة كل مايحدث ودون أن تتفوه بحرف...

لحقتها ماري وركبتا الدراجة من جديد وإنطلقتا، إتصلت لوسي بسام ليردف" أين أنتِ لوسي؟ ستبدأ الحفلة بعد أقل من ساعة!"

صرخت لوسي" هل تعلم أين يمكن أن تكون جانيت في مثل هذا الوقت؟؟"
عقد سام حاجبيه في الطرف الآخر وأردف" لا...لحظة ما الذي حدث؟؟"

_" إبعث لي رقم تشارلي..ولنبق على تواصل.." قالت وأغلقت الخط، ليردف سام على الجانب الآخر بإنزعاج" لما هي تقلد جملي!!"

-يقصد جملة(لنبق على تواصل)-

دعت لوسي بأن تكون جانيت بخير، لن تكون حالة إختطاف..فجانيت لم تكن بخير منذ وفاة آلبرت..فلربما هربت، هذا ماكانت تفكر به آنذاك، إنطلقت بالدراجة النارية بأقصى سرعة متجنبة السيارات أمامها يميناً وشمالاً والمطر يهطل، ينزل على كتفيها وشعرها كالرصاص...

إتصلت بتشارلي وسألته" هل تعلم أين كان يصطحب آلبرت جانيت في العادة؟ وأين كان يأخذها كريس عادة أيضاً؟؟"

_" هل حدث شيء لجانيت؟؟"

_" أجب على سؤالي أولاً!!" صرخت لوسي على الهاتف ليقف شعر تشارلي خوفاً، أجابها" لـ..لم يكن يصطحبها كريس لأي مكان خوفاً على صحتها..لكن لطالما إصطحبها آلبرت في نزهة إلى الحديقة التي بجانب بيته.."

_" شكراً على المعلومة" قالت وأغلقت الخط في وجهه لتنطلق مجدداً بالدراجة نحو الحديقة...

نزلت بسرعة منها فور وصولها ودخلت، أخذت تنظر يميناً وشمالاً وتبحث فيها عن جانيت، لحقت بها ماري وبدأت البحث وقد تبللتا تحت المطر...

_" جاااانــــيت~!" أخذت لوسي تنادي وماري تردد خلفها، لكن لا أثر لوجود أي شخص في الحديقة...

أخذت لوسي تلهث وقد بح صوتها من كثرة الصراخ، جلست بيأس على إحدى الكراسي واضعة يدها على جبهتها مغطية عينيها..تفكر محاولة إيجاد أي فكرة...

_" ستمرضين لوسي..."

لم ترد عليها لوسي فقد كانت غارقة في التفكير، رفعت رأسها لأعلى تحدق في العمارة التي كان يقطن فيها آلبرت، تنظر بشرود...رفعت بصرها لأعلى أكثر، لتتسع عيناها بهول مما رأته...

_" جانيت!" وقفت لوسي من مكانها بصدمة، عقدت ماري حاجبيها ونظرت بتعجب إلى المكان الذي تنظر إليه لوسي..لتتسع عيناها هي الأخرى وتضع يدها على فمها بهول...

_" هل تحاول الإنتحار؟؟"

كانت جانيت واقفة على سطح المبنى المكون من عشرة طوابق..على الحافة تقف والرياح تداعب شعرها...

ركضت لوسي بسرعة ودخلت المبنى، أخذت تضغط على زر المصعد لكنه كان عالقاً فوق..وسيستغرق وقتاً للنزول...

_" اللعنة!" إصطكت لوسي على أسنانها وركضت نحو الدرج، ركضت وركضت وركضت دون توقف حتى خارت قواها وبدأت تمشي على الدرج بإنهاك محاولة الصعود...

أما ماري فبقيت تحت تنتظر المصعد بينما تدق على قدمها من التوتر مستعجلة...وأخيراً وصلت لوسي، ركلت باب السطح بقوة وقد كان شبه مفتوح...

إستدارت جانيت تنظر إليها بدهشة، لتردف لوسي بهدوء" لاتفعلي..إنزلي من عندك جانيت!"

صرخت جانيت" إبقي بعيدة عني!"

عقدت لوسي حاجبيها وصرخت هي الأخرى" أخبريني على الأقل ما السبب..وإن كان مقنعاً، فأعدك أنني لن أتدخل وسأتركك تضيعين حياتكِ هكذا!"

خرجت ماري إلى السطح في تلك اللحظة وقد سمعتها، صدمت مما قالت وأخذت تنظر إليها تارة وإلى لوسي تارة أخرى...

(هل هي جادة؟ هل ستترك الطفلة ترمي بنفسها حقاً إن كان سببها مقنعاً!!)

أردفت بهدوء" عزيزتي جانيت لاتفعلي ذلـ-

قاطعتها جانيت بصرخة" لاتتدخلي أنتِ!" تعجبت ماري من فصاحة الطفلة وشجاعتها، لتقرر بعدها الصمت والمشاهدة فقط...

أخذ المطر ينزل بغزارة فوق كتفي لوسي حتى تبللت من رأسها لأخمد ساقيها، لتردف بجدية" أخبريني السبب إذاً.."

بدأت الطفلة تبكي وتشهق بينما تقول" من الأفضل أن أختفي فحسب..أنا ولدت كلعنة!"

ظلت لوسي واقفة تستمع بتمعن لكل كلمة تقولها الطفلة، وماري تنظر إليهما تستمع هي الأُخرى...

_" اليوم..ماتت المعلمة التي تدرس الصف، هذا أول يوم لي للدراسة منذ زمن وهاهي ماتت في أول مرة دخلت فيها..."

مسحت وجهها وأتبعت" لقد توفيت أمي فور ولادتي، ورحل بعدها كريس أخي..وبعدها رحل عني آلبرت..كل من حولي يموتون وحسب، أصبحت أخاف على طلاب المدرسة وعلى أصدقائي من ان يصابوا بلعنتي..سأموت وألتقي بأمي وكريس وكذلك آلبرت.."

قالت وإنطلقت تبكي، برزت العروق من رقبة لوسي وقد إشتعلت عيونها غضباً، لتردف بصوت خافت" أهذا هو السبب؟ حسناً إذاً..أخبريني أين تعلمتي كلمة لعنة أيتها الشقية؟؟"

_" أول مرة على التلفاز.."

_" ااااها..." قالت لوسي رافعة حاجبيها بينما تدق بقدمها على الأرض، بلعت ماري ريقها وقد علمت أن صبرها قد نفذ...

_" لو كان الأمر سهلاً إلى هذه الدرجة لكنت إنتحرت وإلتقيت بأمي وأختي الصغرى!" صرخت لوسي بإنفعال وباشرت بالكلام دون توقف معاتبة:

_" كلانا يتيمتان..لكن خمني ماذا؟ لقد أُنعم علينا بفرصة أخرى وحظي كلانا بعائلة جديدة..حياة أُخرى نبدأ فيها من الصفر، لقد كنت أفكر أنني سأعيش حياتي في الشوارع لكن الآن لدي الفرصة لأختار! وأنتِ كذلك..هل ستدعين أولائك الزوجين اللذان أحباكِ وإعتنيا بكِ يشعران بالقهر وبالتقصير في حقك!!"

إتسعت عينا الطفلة وقد بدأت تفكر في كلامها..سالت دمعة على خد لوسي، مسحتها بخفة وواصلت صراخها" أنااا أيضاً ملعووووونة! كل من حولي يموتون..قُتلت عائلتي، وقُتل بعدها الشاب الذي أحببته وأحبني أمام عيناي..ومات آلبرت بعدها مباشرة..لا أعلم حقاً متى ستنتهي سلسلة الوفاة هاته...

كل من أحببته يغرب عني فجأة ويموت، لكنني لم أكن لأستسلم بهذه السهولة وخصوصاً أن هذا الأمر لن يرضي من أحبوني..وأنا متأكدة من أنكِ لستِ مثل أؤلائك الضعفاء الذين يلجؤون لرمي أنفسهم من الأسطح في نهاية المطاف...

أعلم أنكِ قوية مثلي..فالتعيشي، وأعد بأنكِ ستعيشين أيام أفضل وأجمل تفرحين لأنكِ لم ترمي نفسكِ وأنتِ بهذا العمر..ستحظين بشخص تحبينه ويحبكِ ويقوم بحمايتك..."

إبتسمت لوسي، وقد إندهشت ماري من قوة إقناعها الرهيبة التي فاقت التوقعات، فقد نزلت جانيت ببطئ من السياج المربعي، لتركض لوسي إليها وتحتضنها بقوة وتباشر جانيت بالبكاء والصراخ...

إنقشعت الغيوم السوداء وبدأ المطر يتوقف شيئاً فشيئاً...ثم بان الغروب وسطع ضوء الشمس الحمراء وبدأت تغيب شيئاً فشيئاً...

نامت جانيت في حضن لوسي، لتسمع بعدها صوت يصدر من هاتفها، كانت تلك رسالة نصية مدون عليها كالآتي:

(أين أنتِ لوسي؟ لقد بدأت الحفلة قبل ساعة ونصف!!)

إتسعت عينا لوسي وأسرعت بالوقوف حاملة جانيت، لكنها لم تشأ إعادتها للمنزل لأن الشرطة ستستجوبها وتأخذ منها وقتاً آخر كذلك...

_" سآخذها أنا" قالت ماري وإبتسامة ثقة تعلو وجهها، لتومئ لوسي رأسها بإيجاب وتردف" شكراً لكِ"

إنطلقت بدراجتها نحو القصر بعد أن أوقفت سيارة أجرة لأجل ماري وجانيت، وقفت أمام السياج العملاق للقصر تنظر إلى السيارات الفاخرة الواقفة أمام الباب، والنبلاء يقفون في الحديقة بعضهم جالس والآخر واقف..وطاولات الحفلة المستديرة تزين المكان...

نظرت لوسي لنفسها وهيئتها..هي مبللة بالكامل ووجهها شاحب، لتسمع صوتاً من خلفها" آنسة لوسي..فالتأتِ معي، سأرشدك للباب الخلفي من القصر"

كان ذلك حارس القصر ينتظر وصولها، مشت معه ودخلت لممر أرشدها مباشرة إلى غرفتها...

سألته قبل أن تدخلها" أين هو دايمن؟"

_" إنه في غرفته السابقة" إنطلقت لوسي تركض بإتجاهها..كانت تلك الغرفة بجانب غرفة سام...

فتحت الباب بعنف حتى إرتطم بالحائط، وقفت أمام الباب تلهث وقطرات المطر تقطر من شعرها...

إستدار دايمن وقد كان يرتب ربطة عنقه، ينظر إليها بدهشة وحيرة، ثم أردف بصوت خافت...

_" لوسي.." وقف بإعتدال وأتبع" أردت أن أعتذر منكِ..لإزعاجي لكِ ليلة أمس.."

أخذت لوسي نفساً عميقاً مغمضة عينيها وصرخت " أنا موافقة!!"

إتسعت عيناه وأخذ ينظر إليها بصدمة..ليبدأ كلا قلبيهما بالخفقان...

يتبع...

كلمات من الكاتبة: وافقت لوسي على دايمن😨😱!! مو على أساس لساتها متعلقة بميشيل😒؟ ولا معقول صارت تحبو وتكن مشاعر إلو😳😳؟؟ تابعوووووا معنااا...

ليش عم تقرأو بصمت☹️😢 تفاعلوووووو😆🤩أثبتوا وجودكم ولو بكومنت وااحد ماعم أحسن واصل الكتابة ومافي ولا تعليق ولا رأي بحس مافي عالم عم تقرأ وكأني عم أنشر عالفاضي😭😭🙁😩

وأهم شي بقووول ومن كلللل أعماق قلبي😊😍 شكراً على القراءة...أنرتم 🌹❤️

✥بقلم إيمان إيدا✥

2019/11/09 · 389 مشاهدة · 1371 كلمة
47ImaneEdda
نادي الروايات - 2024