إقترب منها وجلس أمامها على ركبة واحدة، وسحب من جيبه صندوق أسود صغير، إتسعت عينا لوسي بصدمة..آخر ماتوقعته أن يكون هو هذا...
_" أُحبكِ لوسي..، هل تقبلين الزواج بي..؟"
___________________
قال دايمن بإبتسامة وقد شعر ببعض الخوف من أن تقوم برفضه...
شعرت لوسي بخجلٍ وتوتر..تلبكت لأول مرة منذ زمن، وضعت يديها على فمها وهما ترتعشان...
_" ليس..وقته دايمن.."
تذكرت بتلك اللحظة ميشيل..حين إعترف لها بحبه لأول مرة..ولآخر مرة...
هربت دمعة من عينها تركض فوق خدها..لتلاقيها أصابع يدها الخمس ومسحتها بخفة، لاحظ دايمن أنها لم تكن بخير فأضاف قائلاً" لستِ مضطرة لأن تعطيني إجابة الآن..لا أمانع الإنتظار فقد إنتظرت سنين قبل هذه اللحظة..."
أنزلت لوسي يديها ونظرت إليه بوجه حزين، ثم أردفت بصوت خافت" هل لنا أن نعود..؟"
أومئ دايمن بإيجاب ثم وقف من مكانه ومشى ناحية السيارة، فتحها منتظر منها الدخول فيها..إتسعت عينيه وقد رآى وجنتيها وقد إمتلئت دموعاً..كانت تبكي بحرقة، لم تنس ميشيل بالرغم من مرور الوقت..صعدت السيارة وظلت صامتة لحين وصولهم...
دخلت القصر، وقف سام من الأريكة وأردف" أين كنتما حتى هذا الوقت..ولما لاتجيبان على هاتفيكما؟"
مرت لوسي بجانبه متجاهلة لحديثه ودخلت غرفتها مباشرة، أخذت حماماً وإستلقت على سريرها محاولة النوم...
أما في الطابق الأول وفور دخول دايمن القصر، أمسكه سام من ياقته وأردف بغضب" ما الذي فعلته لها؟؟"
نظر له دايمن بنظرات حادة وباردة دون أن يجيبه، ليصرخ سام" تكلم! ما الذي فعلته لها حتى جعلتها تبكي هكذا؟؟"
دفعه دايمن وأخذ يرتب ياقته بينما يقول ببرود" لاشأن لك..كما أنني لم أكن لأقوم قط بشيء يؤذيها ويجعلها تبكي..بكت من تلقاء نفسها.."
قال ومشى إلى الطابق العلوي..إلى غرفتها...
وقف أمام الباب، أخذ نفساً عميقاً وطرقه..إنتظر قليلاً ثم فتحه...
مشى ببطئ ثم جلس بجانب قدميها ينظر إليها كيف تغطي نفسها بالغطاء...
_" أعلم أنكِ مستيقظة....أخبريني، كيف تشعرين الآن؟" أردف بحنو، ثم ربت على كتفها لتردف بحدة" من فضلك..أريد البقاء لوحدي!!"
أحس دايمن بوخزة في قلبه، ليقف ويخرج، قبل أن يغلق الباب أردف" تصبحين على خير.."
أغلق الباب جاعلاً من الغرفة حالكة الظلام، أزالت لوسي الغطاء من على وجهها وعانقت وسادتها بقوة...
ظن دايمن أنه كان السبب في جعلها تبكي..وقد علمت لوسي بما إعتقد، لكنها لم تشأ قول شيء..أرادت فقط أن يتركها بعض الوقت بمفردها...
_غداً صباحا...
نزلت لوسي إلى غرفة الطعام فور إستيقاظها، لتجد سام ودايمن جالسين يتناولان إفطارهما، أردفت بينما تحك عينيها" لما لم تقم بإيقاظي سام؟"
رفعت عينيها لتلمح دايمن وهو ينظر إليها في صمت، حاولت تجاهله قدر الإمكان وجلست بجانب أخيها...
_" خشيت أن تغضبي إن أيقظتك.." قال سام بينما يبتعد عنها خوفاً عبر تحريك كرسيه ببطئ بعيداً...
نظرت له بطرف عينها، ثم قربت الطبق أمامها وبدأت تأكل في صمت بينما تفكر...
(لما لايزال دايمن هنا؟؟ كان يجب أن يعود لمنزله وحسب!)
أنهت طبقها بسرعة ووقفت قائلة" شكراً على الطعام.."
حملت حقيبتها وخرجت واضعة يدها في جيبها، ليقاطعها صراخ سام" لا تتأخري..لدينا حفلة ترحيب بعودة الإبنة المفقودة في الساعة السادسة!"
رفعت يدها مشيرة بالموافقة وخرجت دون أن تستدير حتى...
لاقاها السائق يسألها إن كانت تحتاج توصيلة، لكنها تجاهلته ومشت للخارج وحسب...تفكر وتفكر وتفكر...
مشت إلى مالا نهاية..إلى لامكان..تريد أن تقرر كيف ستعيش حياتها من الآن فصاعداً وأين ومع من!
جلست عند إحدى محطات الحافلات، تنظر بشرود، ثم إستلقت على الكرسي تنظر إلى السماء واضعة عود أسنان بفمها تحركه يميناً وشمالاً...
ثم توقفت أمامها حافلة، جلست جأة وقد قررت ماستفعل، قررت إنهاء كل هذه المسألة...
حملت الحقيبة وصعدت على الحافلة، إتجهت نحو منزل عائلة كريس كبداية، طرقت الباب ليفتح لها الزوجين وقد رحبا بها بحرارة...
جلست وقامت السيدة بتقديم كوب من القهوة لها، شربت لوسي رشفة ن القهوة ثم سألت" كيف هي جانيت؟"
إبستم الرجل وأردف بسعادة" إن كنتِ تتكلمين عن صحتها فهي في أفضل حال، كما أن الطبيب قد سمح لها بإرتياد المدرسة بشكل طبيعي من الآن فصاعداً.."
ثم تغيرت تعابير وجهه للكآبة فجأة بعد أن تذكر أمراً..لتكمل زوجته بدلاً عنه" لكنها...لا أدري كيف أصفها، تبدو كشخص ميت..ربما كان ذلك بسبب ماعاشته، لكنها لاتستجيب لنا سوى نادراً ولاتتفوه بشيء، تقضي طول اليوم صامتة تشاهد التلفاز أو تلعب بالهاتف.."
نظرت لزوجها ليضيف قائلاً" وكلما أردنا منها مصارحتنا وحاولنا فتح قلبها لنا..ترفض وتبتعد عنا أكثر.."
عقدت لوسي حاجبيها وأنزلت رسها تفكر، ثم رفعته وأردفت بثقة" لاتقلقا..سيدي، سيدتي..سأتصرف بهذا الشأن.."
وقفت عن الطاولة وودعتهم، قبل أن تخرج سألتها السيدة" هل لكِ أن تتركي لنا رقمكِ يا إبنتي؟"
رفعت لوسي حاجبيها وأردفت بعفوية" أه..بالتأكيد، هل لديك ورقة وقلم؟"
دونته وسلمتها الورقة وخرجت..أخذت المرأة تنظر إليها من النافذة محدثة زوجها" يالها من فتاة يعتمد عليها..إنها قوية بحق.."
ذهبت لوسي إلى شقتها القديمة لتطمئن على أحوال ماري، أخذت تنظر إلى الباب وكيف ركبه مايكل بينما تفكر...
(هممم..عمل جيد..)
دقت الجرس فإذا بماري تفتح الباب وعلى وجهها إبتسامة عريضة...
_" مرحباً بعودتك لوسي.."
إبتسمت، ثم دخلت ورمت حقيبتها على الأرض، وقفت تنظر إلى المنزل وكيف هو مرتب، لتردف بدهشة" أنتِ حقاً إمرأة منزل!"
ضحكت ماري وأردفت" أي فتاة تعرف كيف تنظف المنزل.."
حكت لوسي شعرها وأردفت" أعتقد أنني لست فتاةً إذاً.."
رمت جسدها على الأريكة بإنهاك، لتسألها ماري" ماذا تشربين؟"
أجابت بكسل" لاشيء..أنا ممتلئة"
أومئت ماري رأسها بإيجاب وجلست أمامها تسأل" هل حدث شيء ما؟ تبدين متعبة.."
تنفست لوسي الصعداء وأردفت" أجل..أنا متعبة بحق..متعبة من كل هذه الأحداث من حولي والتي أشعر بأنها لن تنتهي أبداً.."
_" هل تكلمتِ مع رفيقك؟"
_" رفيقي؟ آه تقصدين سام..أجل تكلمت معه.."
صمتت لوسي، لكن ماري تملك مهارة في جعل الإنسان يتحدث ويبوح بما في داخله عبر الكلام فقط، إلى أن أخبرتها لوسي كل شيء حصل معها بعد إفتراقهما، وقد مضت مدة تقارب الساعتين وهما يتكلمان فقط...
_" تقدم لكِ؟؟ إبن عمكِ! والذي كان رئيسك!!"
هزت لوسي رأسها بضجر وأردفت" أجل..ولا أعلم ما الذي يتوجب علي فعله حقاً..بالرغم من أنني قد إتخذت قراري إلى أنني لازلت مترددة نوعاً ما.."
_" فالتوافقي عليه..إنه يحبكِ صحيح؟ ومنذ سنين أيضاً...أاااه سيكون إهداراً أن تضيعي رجلاً مثله.."
نظرت لوسي لها بإنزعاج وأردفت بملل" ما الذي تعرفينه أنتِ جوري!"
قالت وإتسعت عيناها فجأة مندهشة مما قالت، لتردف ماري بتعجب" جوري؟ من هي؟؟"
غطت وجهها بيدها وأردفت بإبتسامة مزيفة" آه آه لقد خلطت بين الإسمين..هل لي بكأس ماء ماري؟"
أومئت ماري بإيجاب وذهبت إلى المطبخ، بينما لوسي تمسح وجهها بيديها، عقلها مشوش...
رن هاتفها فجأة، سحبته من الحقيبة وكان رقماً دون إسم...
رفعت السماعة دون أن تتكلم لتسمع صوت السيدة من هذا الصباح تصرخ" آنسة لوسي نحتاج مساعدتك..جانيت مفقودة!!"
يتبع...
كلمات من الكاتبة: مسكينة لوسي ماخلصت من مشاكلها حتى تطلع مشاكل الناس قدامها، وحاسة بالمسؤولية أنو هي لازم تحل مشاكلهم😓قهرتني😥😭
أرائكم؟ توقعاتكم؟؟
شكراً على القراءة..انرتم🌹 😌 ✥بقلم إيمان إيدا✥