_" وهل تحسبني ممن يهتمون بكلام الناس؟ لا أملك أية ملابس هنا وأحتاج لتغيير هاته.."

(وأنا الذي ظننتها تغيرت بعد علمها لتلك الحقائق..إتضح أنها كانت تدعي اللباقة أمام كريستوفر فقط!)

فكر دايمن بينما يكتم ضحكته داخله...

___________________

قاطع حديثهما قائلاً:

_" إنتظروني لدقائق..سأعود فوراً" قال وخرج مسرعاً، ركب سيارته وإنطلق فوراً نحو المتجر...

أخذ ينتقي من أغلى الفساتين وأجملها، بأسعار لايمكن لأحد تخيلها أو إقتناؤها عدى المشاهير...

إحتار بين فستانين، الأول أحمر خلاب، ضيق وذو أكمام طويلة..فتحة الرقبة تشبه القارب، أي أنها تصل حتى كتفيها، ونهايته مثل ذيل الحورية...

أما الآخر فقد كان وردي هادئ..ذو تصميم عادي وغير مثير للإهتمام...

_" هي لايناسبها مثل هذا الهادئ..أعتقد أن الأحمر ذو اللون الصاخب سيعكس على شخصيتها الجذابة..."

تمتم دايمن بين نفسه، ثم ضيق عيناه ورفع رأسه للأعلى محاولاً تخيلها وهي ترتديه..لكن كل ماتمكن من تخيله كان:

(أعرني قميصاً وأي سروال جينز من سراويلك!)

أُصيب دايمن بقشعريرة ليردف بخيبة أمل" لايمكنني تخيلها وهي ترتدي فستان.."

عاد إليهم بعد مايقارب الربع ساعة...كانت لوسي قد إستحمت، ثم ناولتها الخادمة الفستان الذي إشتراه دايمن لها..وبالتأكيد لم تعرف لوسي كيف تلبسه بل كادت أن تقطعه عن طريق الخطأ!

أتت الخادمات وقمن بتلبيسها وتزيينها بأمرٍ من دايمن، فهو يعلم بأنها ستخرب الأمر تماماً...

جلس كلٌ من دايمن وسام على كرسي بجانب الدرج، منتظرين من الأميرة النزول إليهم لينطلقوا نحو المطعم..وقد إستغرقت مايقارب الساعتين...

تنفس سام الصعداء وأردف" بجدية..مر أكثر من ساعتين ولم تنزل حتى الآن.."

لم يحتمل دايمن تذمره أكثر وتكلم بغضب..لكن بهدوء" فالتخرس...هل أنت متحمس لرؤيتها بالفستان أو ماشابه!؟"

_" إنها أختي يارجل..." ثم عقد حاجبيه ونظر إليه قائلاً" لحظة..هل أنت متحمس لذلك!!"

صمت دايمن مدعياً عدم المبالاة وسالت قطرة عرق على جبينه بموقف كوميدي..لم يستطع الهرب من السؤال، قاطعهم سماع صوت كعب عالٍ يتوضح شيئاً فشيئاً...

رفع كلٌ منهما رأسه وأخذا ينظران لتلك الملاك التي تنزل من على الدرج بهدوء ممسكة بحافته بكلتا يديها كي لاتقع بذلك الكعب...

فتح دايمن فمه ثلاثة أمتار من الدهشة، أما سام فحك عينيه عدة مرات ليتأكد من أنه يرى جيداً...

_" لوسي!" شهق سام بصوت مسموع...

_" سام أعتقد أنني سأقع..ماخطب هذا الكعب؟؟ دايمن الم تجد أفضل من هذا القمامة! لا أعرف كيف أمشي به!"

(أ..أفضل منه..قـ..قمامة!! إشتريته لأنه كان أغلى شيء في المتجر ولم يعجبها...سأشتري واحداً أفضل منه في المرة القادمة..)

فكر دايمن بينما هو غارق في شكلها الأنثوي الذي لم يره أحد من قبل، تغيرت لوسي مئة وثمانون درجة..لكن في الشكل فقط للأسف...

_" عليك اللعنة سااام! قلت لك أن تساعدنـ-

لم تنهِ جملتها حتى إلتوى كاحلها وإنزلقت على الدرج، بدأت تركض عليه محاولة التوقف لكن لايوجد مكابح!!

أخذت تصرخ..وقبل أن تصل للأرض وتقع أمسكها سام وقد سبق دايمن بجزء من الثانية...

وقعا على الأرض، هو جالس وهي شبه مستلقية واضعة رأسها على صدره...

_" كدت أمووووت..لو أنك ساعدتني حين قلت لما حدث كل هذا!"

ضحك سام وأردف" كنت غارقاً في الصدمة.."

_" صدمة؟"

نظرت لدايمن بطرف عينها وقالت ببرود" أعتذر لأنني وسخت الفستان.."

ثم تجاهلته ونظرت لسام متذمرةً" أيجب علي الخروج هكذا؟؟ أنظر إلى شعري كيف قاموا بتسريحه أنظر لوجهي إلى المكياج لقد جعلوني أشبه الدمية الصينية!"

إبتسم سام وأردف مغازلاً" تبدين كالأميرات لوسي..لو لم تكوني أختي لطلبت يدك هنا والآن.." قال ونظر لدايمن رافعاً حاجبه بإستفزاز...

-أي أن دايمن جبان ولن يتمكن من طلب يدها-

_" هل لنا أن نذهب؟" قال دايمن بنبرة حادة وقد نفذ صبره، لتردف لوسي بينما تقف" تأخرنا كثيراااااا.."

تمتم سام بضجر" أنتِ الوحيدة المتأخرة هنا.."

_" هل قلت شيئاً؟" قالت لوسي رافعة حاجبيها بشك، ليحرك رأسه بالنفي بسرعة خوفاً من غضبها...

ركبا سيارة بيضاء فاخرة..سام ولوسي من الخلف جالسين، أما دايمن فكان يقود...

ولايوجد في الجو سوى كهرباء تحاوط بين دايمن وسام، أما لوسي فكانت متكئة بكوعيها على ركبتيها ممسكة وجهها بكفيها تفكر...

(لحظة..ما الذي أفعله هنا؟ كلا كلا لنعد من البداية..لما أتيت لقصر رئيس الوزراء من الأساس؟..كان ذلك من أجل...تباً لا أستطيع التذكر..فكري فكري..)

قضت لوسي طول الطريق شاردة محاولة التذكر، إلى أن وصلوا إلى المطعم...

جلس الجميع على الطاولة المستديرة بجانب النافذة في ذاك المطعم الراقي، كان من حولهم الأغنياء والأجواء الراقية هناك لاتليق بلوسي أبداً...

_" هذا الفستان ضيق جداً.." تمتم لوسي نافخة خديها بضجر كالأطفال، بينما تهز نفسها يميناً وشمالاً محاولة البقاء بوضعية مناسبة مع ذلك الفستان...

وضع دايمن يده على فمه وأردف" أحم أحممم.."

رفعت لوسي حاجبيها وقالت بسذاجة "ماذا؟"

قلب دايمن عينيه وأردف" لاشيء عزيزتي..(يبتسم)"

رفع سام حاجبيه ونظر لدايمن بدهشة مما قال..بادله دايمن النظرات ينظر إليه بطرف عينه مدعياً عدم المبالاة...

إبتسمت لوسي وقالت محدثة سام" ذكرني بآندريه حين يقول لي نفس الكلمة.."

إبتسم سام وأردف" لتوي فكرت في نفس الشيء.."

ضحك كلاهما وبقي دايمن ينظر للوسي تارة ولسام تارة أخرى ودون أن يفهم معنى كلامهم...

أتى النادل ووضع لهم الأطباق الشهية، إتسعت عيون لوسي بسعادة وهي مستعدة لنهم كل الطعام على الطاولة...

لتتفاجأ بوجود شعرة في طبقها، وقد كان الشيء الوحيد الذي تقرفه لوسي هو الشعر في الطعام...

حتى لو وجدت صرصوراً أو ذبابة في طبقها ستأكله قائلة أنه بروتين ولن تشعر بالقرف، عقدت حاجبيها وضربت الطاولة بقبضتها بغضب، ثم حدقت في وجه النادل بحدة وأردفت

" مااااااااهااااااذاااا؟؟"

بلع النادل ريقه وأخذ يعتذر وينحني قائلاً أنه سيعوضها ويقدم لها طبقاً آخر، ليأمره دايمن رافعاً صوته" الأمر لايمشي هكذا..نريد رؤية رئيسك في الحال!"

أخذ النادل يرتجف ولم يعرف ماذا يفعل، ثم إنحنى وركض إلى الداخل لينادي رئيسه وقد أخبره أنهم من كبار الشخصيات...

خرج رئيسه بعد ثوانٍ بوجه شاحب، خائف فقط من أن يقوموا بإغلاق المطعم بسبب شعرة...

وقف أمامهم وأردف بإحترام" أنا مدير المطعم.."

رفعت لوسي رأسها فإذا هي تفتح فمها بدهشة متسعة العينين، نظر لها سام بتعجب، ثم نكزها بكوعه لتستفيق من شرودها...

رفع مدير المطعم رأسه وإتسعت عيناه هو الآخر وأردف بصدمة" لوسي! هل هي أنتِ حقاً؟؟"

_" تووووم!!"

نظر كلٌ من دايمن وسام لبعضيهما بتعجب، ليردف دايمن" هل تعرفينه؟"

نظرت له وأجابت بعفوية" أجللل لقد كنت أعمل عنده قبل أربع سنوات.." نظرت لتوم بحدة وعلى وجهها إبتسامة ماكرة" إنقلبت الموازين سيد تووم"

بلع توم ريقه وأردف" كـ..كيف أصبحتِ إبنة رئيس الوزراء بحق؟؟"

هزت لوسي كتفيها وأردفت بتلاعب" شائت الأقدار أن أكون كذلك..هل تمانع؟"

حرك توم رأسه بالنفي وأردف" أُعذريني..أنا سأنصرف.."

_" مهلاً لحظة!" صرخت لوسي آمرة إياه وقد زالت إبتسامتها، لتتبع بجدية" تعلم أنه يمكنني إغلاق المطعم بفرقعة من إصبعي صحيح؟ إذاً خذ هذه القمامة من أمامي وحضر لي شيئاً يستحق التناول والإنتظار من أجله.."

سحبت قائمة الطعام وضيقت عينيها تدقق فيها، ثم أتبعت بتململ محركة يدها في الهواء وكأنها عاشت جو الأغنياء:

_" أوتعلم..فقط أحضر لي كل صنف من أصناف هذه القائمة..ومن الأفضل أن يكون مصنوعاً بطريقة مضمونة..وسيكون على حسابك بالتأكيد ياااتوم" لم تضف كلمة سيد في جملتها وأخذت تنظر إليه وتبتسم بإستفزاز محركة حاجبيها، تنفس الصعداء وغادر بعد أن إستأذنهم بإحترام...

(بجدية! أكانت تلك هي لوسي الخجولة المرحة التي أعرفها؟ لقد أخااافتني..يا إلهي كم أثر عليها موت عائلتها..)

أخذت لوسي تلحن وتهز برجليها تحت الطاولة كالصبيان، لينظر إليها سام بطرف عينه وقد سالت قطرة عرق على خده" ما الذي تخططين لفعله أيتها الشيطان؟" قال بهدوء، لتجيبه بإستمتاع" ألقن ذلك البخيل الطماع درساً وحسب.."

مر النادل بجانبها لتناديه، أخبرته أنها ستأخذ معها الطعام ولن تأكله في المطعم..لذا أخذ طلبات سام ودايمن بإستثنائها هي...

_" كم أنتِ شريرة.." قال سام متكئاً بيده على وجهه بملل..ليبتسم دايمن وكأنه فخور بها، أجابته لوسي بعفوية" لست كذلك..بإمكانك أن تعتبره إنتقام صغير.."

عقد دايمن حاجبيه وسأل" إنتقام؟"

_" حسناً..أعترف أنه كان يعتني بي جيداً نوعاً ما لكنه كان يستغل كل نقطة طاقة في داخلي من أجل العمل في مطعمه!"

أرخى سام عضلات وجهه وأردف" اها.."

حدقت لوسي به وأردفت بحدة" ماذا؟ أتظنه سبباً غبياً؟"

_" لا لا لم أقصد ذلك..أوه أنظري هاهي الطلبات.." قال سام محاولاً تغيير الموضوع خوفاً منها...

مرت الليلة كأي ليلة عادية، لكن ميزها خروج لوسي من المطعم تاركة دايمن وسام لوحدهما يتناولان طعامهما..وبالرغم من أن دايمن قد أصر على مرافقتها وغضب لأنها قررت الخروج لوحدها...

إلى أنها لم تلقِ لكلامه بالاً وخرجت حاملة أكياس الطعام الكثيرة من مطعم توم..واللتي أخذتها بالمجان بالتأكيد...

إتصل دايمن بالسائق ليوصلها وقد فعل، توقفت في إحدى الأحياء الفقيرة وطلبت من السائق أن ينتظرها، أخذت تمر بجانب المتشردين وتقدم لكل شخص علبة غداء..بينما ينظرون إليها بدهشة وتعجب، فتاة أنيقة وجميلة تقدم لهم الطعام وتبتسم في وجوههم بمثل هذا المساء البارد...

وقفت لوسي أمام إحدى أعمدة الأضواء تستريح، ثم صرخت بحدة" كفاك إختباء وأخرج!"

إنتظرت قليلاً ليخرج دايمن من خلف إحدى العمارات واضعاً يديه داخل جيوبه يبتسم، وقف على يمينها وأردف" منذ متى وأنتِ تعلمين بأنني أراقبك؟"

ربعت لوسي يديها وأجابت" منذ البداية..، لكنك أتيت في وقتك..هلا قمت بإيصالي إلى المنزل؟"

_" بالتأكيد سأفعل..لكنني أود قول شيء قبل فعل ذلك.." قال دايمن بنبرة جدية ممزوجة بالبرود، شعرت لوسي ببعض القلق وإستدارت تنظر إليه مستعدة لما سيقول...

_" تمنيت أن أقوله في مكان أفضل من هذا الزقاق الفظيع..لكن لايهم بعد الآن.."

إقترب منها وجلس أمامها على ركبة واحدة، وسحب من جيبه صندوق أسود صغير، إتسعت عينا لوسي بصدمة..آخر ماتوقعته أن يكون هو هذا...

_" أُحبكِ لوسي..، هل تقبلين الزواج بي..؟"

يتبع...

كلمات من الكاتبة: بتمنى البارت يكون عجبكم 🤩😍

أرائكم؟ توقعاتكم؟؟😎

فوت لو حبيتو الأحداث و شكراً على القراءة..انرتم🌹 😌

✥بقلم إيمان إيدا✥

2019/11/07 · 430 مشاهدة · 1445 كلمة
47ImaneEdda
نادي الروايات - 2024