تذكر اللحظة التي إعترف فيها للوسي بحبه قبل أن يغمى عليه..تذكر تلك اللحظة لأنه كان نفس الجو تماماً، صوت الرعد، لمعة البرق الساطعة..والمطر الغزير الذي إنهمر عليهما في ذلك الزقاق فجأة...

وقف ميشيل متسع العينين ينظر بصدمة..وقد مر شريط حياته بسرعة فائقة داخل رأسه مستعيداً ذكرياته كلها معه...

___________________

رمى باقة الورود وأدار جسده منطلقاً بسرعة البرق في الإتجاه المعاكس..يركض ويركض ثم توقف فجأة...

جلس على ركبتيه وسط بركة من الماء..ينظر بندم إلى قصاصات الورق التي رماها والتي تبللت تماماً، إحمر أنفه وهربت دمعة تركض فوق خده...

أغمض عيناه وتمتم بعتاب" ما الذي فعتله.." ثم صرخ بينما يحمل قصاصات الورق وهو يبكي بندم" اللعنة علي ما الذي فعلته!!"

جمع الورق وركض إلى منطقة جافة على الرصيف، جلس على ركبتيه وأخذ يركب القطع ببعضها محاولاً تجميعها ويداه ترتجفان...

بعد دقائق..تمكن من معرفة العنوان لكن بصعوبة، ليحمل القصاصات بسرعة ويدخلهم في جيبه برفق، ثم إنطلق نحو المطعم كالصاروخ..دون سيارة ولادراجة..على قدميه فقط...

___________________

_في مكانٍ آخر_أمام المطعم...

شحب وجه لوسي وتورمت عيناها من كثرة البكاء...

ضمت يديها لصدرها وهي تشعر بالبرد..ثم بدأت بالإرتجاف وأسنانها ترتعش...

(ألن يأتي...)

فكرت لوسي قبل أن تلمح سيارة قادمة من بعيد بسرعة، توقفت أمامها ونزل منها ذلك الرجل...

نظرت إليه لوسي ببرود، لينزع سترته ويلبسها لها مغطياً رأسها وجسدها من المطر، ثم نظر إليها بأسى وأردف" لم يأتي صحيح؟"

إتسعت عيناها، ثم أغلقتهما بحزن وأردفت" أعتذر دايمن..أعتذر..قمت بخطوة ماكان علي إتخاذها قط.."

تقدم نحوها وحضنها بلطف، بكت على صدره لكن بصمت..أكاتفها فقط هي التي تهتز...

_" هيا لندخل السيارة..تبللنا تماماً.." أردف دايمن بينما يمسد على شعرها برقة، إبتعدت عنه بهدوء ثم مشت ناحية السيارة...

فتح لها الباب لتصعد بجانبه من الأمام بينما هو جلس مكان السائق...

علم دايمن أنها ستذهب لملاقاة ميشيل فور إخبارها له أنها ستتأخر في الرجوع إلى المنزل، غادر مكان عمله وقضى بقية اليوم يتتبعها من بعيد..إلى أن وجدها قد تبللت تحت المطر...

____________

_في مكانٍ آخر...

ركض ميشيل وسط الطريق كالمجنون مهرولاً، يلهث ويفكر بالتوقف والإرتياح..لكن تذكره لملامح لوسي وهي تترجاه أن يأتي تمنعه من التوقف بل وتزيده وقوداً...

لينزلق على الطريق بسبب الوحل ويسقط على كتفه مرتطماً بالأرض بعنف، تأوه من الألم وأخذ يصرخ بهستيرية محركاً قدميه، ثم جلس بسرعة ممسكاً كتفه وقد شعر بأنه قد خلع...

وقف ببطئ وعاد يركض، وذراعه تجري وكأن الرياح تجرها..كأنها إنشلت...

ظل ممسكاً إياها بألم إلى أن وصل إلى المكان المحدد..وبعد مرور عشرين دقيقة من الجري...

توقف أمام المطعم وبدأ يمشي في الحي يصرخ وسط المطر منادياً " لوووووســـي~!!"

ينادي وينادي لكن ودون جدوى، سحب هاتفه ليرى كم الساعة.. '10:09'

إتسعت عيناه وضرب جبهته براحة يده، ثم أخذ يتمتم كالمجنون" فكر ميشيل فكر..أين يمكن أن تكون..اللعنة أنا لا أعلم أي شيء عنها!"

أخذ يدور في مكانه ليخطر في باله أمراً، إتسعت عيناه وأردف بإبتسامة صغيرة" مخزن العجوز..."

___________________

_في مكانٍ آخر_شقة لوسي...

أصيبت ماري برعشة بسبب برودة الطقس، تنظر بكسل للنافذة التي لم تغلقها بشكل جيد صباحاً...

_" هفف..سأغلقها لاحقاً.."

أخذت تتكلم مع أحدهم على مواقع التواصل الإجتماعي بينما تبتسم بسعادة والأندريالين يتدفق في جسدها...

يبعث لها ذلك الشاب الرومنسي رسائل الغزل وهي تفعل المثل..وأخذ قلبها يقفز فرحاً بعد أن وعدها أنه سيتقدم لخطبتها في أقرب وقت...

لتشعر برعشة مجدداً وينقبض قلبها، أدارت رأسها تنظر إلى النافذة بغيظ تتمتم" آه آه سأغلقك أيتها المزعجة!"

وقفت بخمول تجر قدميها بينما تتأفأف..ثم دفعتها لتغلق لكنها لم تفعل، دفعتها بقوة أكبر فأبت أن تغلق..نظرت إلى المسافة بين النافذة وإطارها..فوجدت أن الرطوبة تسببت في إنتفاخ الخشب فبالتالي هي لن تغلق...

تنفست الصعداء ووقفت أمامها تفكر محاولة إيجاد حل، ثم إستسلمت وهمت لسحب الستار..لتلمح شيئاً في الزقاق خارجاً على اليسار...

فتحت النافذة وأغلقت الإنارة لتتمكن من رؤية مافي الخارج بوضوح..ضيقت عينيها..لتفاجأة برجل ملقي يسبح في دمائه وكأنه يلفظ آخر أنفاسه...

إتسعت عيناها بصدمة وشهقت بفزع، وأخذت تنظر إلى الشارع كيف هو خالٍ...

إنقبض قلبها وهي مترددة، تتصل بالإسعاف وحسب مع أنها ستتأخر عليه...أم تنزل لمساعدته...

كان الوقت متأخراً ولا أحد في الخارج، فتاة وحدها في منتصف الليل..أخذت ترتجف وتدور حول الغرفة بتوتر، وبالتالي لبست سترتها التي تقيها من المطر وأمسكت علبة صغيرة للمعدات الطبية..ثم ركضت نحو الخارج وقد صفعت الباب خلفها...

ركضت وصوت إلتقاء حذائها بالأرض المبللة يصدر صوتاً عالياً، رفع الشاب عينيه بإنهاك ينظر إلى تلك الملاك التي تركض نحوه..تشوش نظره وأصبح من الصعب سماع كلماتها، ليغلق عينيه بهدوء تام...

كانت ماري قد وصلت إليه وجلست على ركبتيها أمامه، بينما تنظر حولها يميناً وشمالاً بخوف فلربما كان فخا...

أخذت نفساً عميقاً وعدلت وضعيته..وأسرعت بسحب هاتفها من الحقيبة متصلة بالإسعاف..ثم أردفت بينما تمسك رأسه بيدها" هل تسمعني سيدي...مرحباً هل تسمع صوتي.."

فتح عينيه ببطئ ينظر إليها وقد خارت كل قواه..ليتمتم بقوله" سامحني..ميشيل..."

إتسعت عيناها فور سماعها لإسم ميشيل، لتردف بدهشة" هل تعرف ميشيل؟؟"

حرك رأسه ببطئ ناحيتها وكأنه إستعاد وعيه، أتبع بصعوبة وبكلمات غير مفهومة" هل...تعـ..رفيـ..نه..."

نظرت إليه بإستغراب ولم تفهم ماقال، إقتربت من وجهه محاولة سماع مايقول، ليردف وبصوته بحة" طلب...هل لي..بطـ..لب.."

هزت ماري رأسها عدة مرات بسرعة، ليتبع هو" أخبـ..ريه..أنني..آسف.."

هزت ماري رأسها إيجاباً وأردفت بجدية بينما تفتح علبة الأدوات" سأفعل..لكنني سأتأكد أولاً من جعلك تستطيع إخباره بذلك بنفسك.."

صنع إبتسامة صغيرة على وجهه بشفاهه المتيبسة تلك..إبتسامة يائسة...

_" أرجو..كِ..أخبريه..."

شعرت بالشفقة نحوه، هزت رأسها إيجاباً وإقتربت منه تستمع لما سيقول..ليتبع بينما يلفظ آخر أنفاسه...

_" إسمي..مارك..جونز..أخبـ..ريه..أنني..آسـ..ف.."

إتسعت عيناها وتجمدت مكانها فور سماعها لإسمه، جلست بإنفعال ممسكة فمها بيديها وشهقت" مارك.."

بات ضوء عيونه يختفي شيئاً فشيئاً وهو يفقد الرؤية، لتجهش ماري بالبكاء وتصرخ بينما تمسك وجهه بكفيها" مارك أخي..هل تسمعني أرجوك إنها أنا ماري..إنها أنا أختك مارك!!"

لم يتحرك مارك قيد نملة، عيونه تنظر في فراغ..وقد فارق الحياة...

مات مبتسماً..مات في سلام بعد أن علم بأن أخته ماتزال على قيد الحياة..فرح لكن السعادة لم تكن لتدوم طويلاً، فثمناً للأخطاءالتي إرتكبها..لايمكنه أن يفر بدون عقاب...

أكثر ماكان يخشاه مارك..هو أن يموت في زقاق مظلم وحيداً دون أن يعلم عنه أحد..يختفي من هذا العالم وكأنه لم يكن له وجود من الأساس..لكن ذلك لم يتحقق، مات بسلام في حضن أخته الصغرى التي أصبحت جميلة يافعة...

أخذت ماري تصرخ وتنوح ممسكة صدرها بقبضتيها..شعرت بالإختناق وبضيق في صدرها..والدموع تحرق الطريق إلى وجنتيها...

أخذت تهزه تنادي بإسمه ليستفيق، ثم أمسكت معصمه تبحث عن نبضه ويداها ترتعشان..لكنه لم تجد النبض..وضعت يدها على رقبته تبحث عن نبضه لكن ودون جدوى...

رمت نفسها عليه تحتضنه للمرة الأخيرة بينما تشم رائحته..تنظر بتمعن إلى ملامحه تحاول حفرها داخل رأسها، ولم تفارق الدموع عينيها حتى تورمت وإحمر أنفها...

بقيت تحت المطر تحتضن رأسه لحين وصول الإسعاف، وقد كان ذلك بعد فوات الأوان...

________________________

_في مكانٍ آخر_داخل سيارة دايمن...

إتكئت لوسي برأسها على زجاج السيارة تنظر إلى الطريق بشرود، ويعم بالجو صمت رهيب..لتكسره لوسي:

_" إلى أين نحن ذاهبون؟" سألت لوسي وبصوتها بحة من كثرة الصمت، ليجيب دايمن بإبتسامة" إلى شقتي..إنها على بعد شارعين من هنا...كدنا نصل.."

عقدت لوسي حاجبيها بإرهاق وسألت بهدوء" لم أفهم..لما لم نعد إلى القصر وحسب..؟"

أجاب دايمن بعفوية" لا أدري خطر لي أنكِ تحتاجين للراحة وفكرت في جلبك لشقتي..هل تريدين تغيير وجهتنا نحو القصر؟"

هزت لوسي رأسها بالنفي وأردفت" ليس مهماً حقاً.."

عادت تنظر إلى الطريق بشرود..وعم الصمت السيارة من جديد...

____________

_في مكانٍ آخر...

إنطلق ميشيل حاملاً ذراعه المكسورة نحو مخزن العجوز..وهاهو قد وصل أخيراً...

ركل الباب بقدمه ودخل..ليلتف حوله رجلين ذوي بنية ضخمة قوية محاصرينه، ليصرخ" إبتعدوا!!"

ركض الرجل العجوز بائع الأسلحة نحوهما بعد أن سمع صوت ميشيل، أشار لهما بالإبتعاد وأردف" ما الذي حدث بني..حالتك يرثى لها!"

أخذ ميشيل يلهث وإستطاع إخراج بضع كلمات من بين أنفاسه" لوسي..هل لي برقم لوسي؟؟"

مسح العجوز على لحيته وأردف بضيق" أعتذر بني..لايمكنني بيع معلومات عن عملائي.."

هز ميشيل رأسه بالنفي وأردف بإنفعال" لست عدواً..أحتاج للتكلم معها وحسب!"

أصر ميشيل بعناد لأن يعطيه العجوز رقمها..لكنه لم يجبه بل أشار للحارسين أن يرموه خارجاً، عقد ميشيل حاجبيه وصرخ بغضب" عليك اللعنة!"

أخذ يقاوم ويدفعهما..ثم لكم أحدهما وطرحه أرضاً مشبعاً إياه ضرباً..ليأتي الرجل الآخر يخنقه من الخلف، وإنتهى به الأمر مرمياً أمام المخزن في بركة من الوحل...

أمسك ميشيل رأسه وصرخ بعجز " اللعنــــــــة!!"

ظل جالساً تحت المطر يفكر في أي حل آخر يمكن إيجاده..ليخرج إليه العجوز بعد دقائق وسلمه ورقة قائلاً" هذا رقم سام..أحد أتباعها.." نظر إليه بتحذير وأضاف" لا تقحمني في مشاكل..إتفقنا؟"

هز ميشيل رأسه عدة مرات بتسرع وإلتقط الورقة من يده وعيناه تبرقان، إستدار العجوز ودخل المخزن..بينما سحب ميشيل هاتفه يدون الرقم وقلبه يدق بتوتر...

_" مرحباً.."

_" أعطيني لوسي أريد التكلم معها!"

رفع سام حاجبيه على الجانب الآخر مستغرباً من طريقته العدائية في الحديث...

_" أليس من الأفضل أن تعرف عن نفسك أولاً؟؟"

عقد ميشيل حاجبيه وصرخ بعصبية" أعطنيها!!"

أرخى سام عينيه وأنهى الإتصال، إتسعت عينا ميشيل بصدمة..لم يتوقع أنه سيغلق الخط هكذا...

_" اللعنة.." تمتم بينما يضغط على الأرقام بسرعة وعاود الإتصال به" آها، أستعرف بنفسك الآن أم لا؟"

أغمض ميشيل عينيه بقوة محاولاً تمالك أعصابه، ثم أجاب بهدوء" ميشيل مارتينز..هل لك أن تعطيني لوسي، أحتاج للتكلم معها بأمر مهم.."

إتسعت عينا سام وأردف بإنفعال" رأس الديك!!"

برزت العروق من رقبة ميشيل وإحمر وجهه غضباً، ليتبع محاولاً كبح جماح غضبه...

_" هل لي بها!"

_" لا أعتقد أن مكالمة هاتفية ستضر..لكنها ليست في المنزل الآن.."

_" المنزل؟؟ هل تعيش معها أيها الـ********"

عقد سام حاجبيه وأردف" مابال الجميع هذه الأيام؟؟ كلكم تغارون على لوسي أهذه مسخرة أم ماذا! أخيها ما العيب في ذلك!!"

تنفس ميشيل بإرتياح وأردف" أخوها إذاً.."

_" هل إنتهيت؟ وداعاً.." قبل أن يفصل الخط أردف ميشيل بتسرع " لحظة لحظة لحظةةة...هل أنت هناك؟؟"

قلب سام عينيه وأتبع" أسمعك.."

_" أرجوك أين هي..أنا بحاجة ماسة للتكلم معها!"

_" كنت سأفعل لو أنني لم أرك تقتتل معها آخر مرة إلتقيت بها أمام مخزن العجوز.."

_" كلا كلا لست عدواً لها..كما أن آخر مرة إلتقيت فيها بها كانت في حفلة.." إبتسم ميشيل لاشعورياً واردف بتفاخر ممزوج بالسعادة" وقد رقصت معي أيضاً.."

فاق من شروده على صوت سام" معك! أكنت أنت بتلك الحفلة؟؟؟"

_" هل ستخبرني مكانها أم لا!!"

تنفس سام الصعداء وبعد تفكير عميق أردف" سأخبرك..لكن إياك ثم إياك أن تحدث مشكلة معها..فهي مع خطيبها وإياك أن تفعل شيئاً يستفزه..مفهوم؟"

أحكم ميشيل قبضته على الهاتف..وأردف بصعوبة وهو يشعر بالذل" مفهوم.."

_" بما أنها لم تعد إلى الآن..فأعتقد أن دايمن قد أخذها إلى شقته..إنتظر لحظه وسأرسل لك العنوان.."

أغلق الخط وأرسل العنوان، فور أن قرأه ميشيل ركض بإتجاه الحي المقصود وهو يجر قدميه من التعب...

_____________

_في مكانٍ آخر...

ركن دايمن السيارة أمام عمارة فخمة في حي راقي، نزل وفتح الباب للوسي لتنزل هي الأخرى...

مشت خلفه بهدوء وصمت، دخلا وصعدا المصعد...

وقفت خلفه بينما يفتح باب الشقة بالمفتاح..تنظر للأرض بشرود ووجه جامد، أشار لها بيده لتدخل أولاً..رفعت رأسها ودخلت، للتسع عيناها بهول مما ترى...

_" ما الذي حدث هنا؟؟"

عقد دايمن حاجبيه بتعجب ودخل ليصدم هو الآخر مما رأى...

المنزل في حالة من الفوضى..كل شيء مخرب وسائد مرمية وزجاج مكسور..وأمام إحدى الغرف أوراق كثيرة مرمية على الأرض...

أشار للوسي بالصمت واضعاً إصبعه السبابة على فمه، سحب مسدساً صغيراً من خلف ظهره ومشى بهدوء يتفقد المكان، بينما تمشي لوسي خلفه بحذر تنظر حولها بتمعن..لكن لم يكن هناك أحد...

_" إقتحم أحدهم المكان..." قال دايمن بينما يعيد سلاحه خلف ظهره، ليسمعا صوت دراجة نارية في الخارج وبالرغم من صخب المطر إلى أن صوتها كان واضحاً جداً...

أسرع دايمن نحو نافذة مكتبه ينظر، ثم ركض نحو الباب وصرخ" سألحق به..أغلقي الباب وإنتظريني!"

أومئت رأسها بقلق وأسرعت بإغلاق الباب خلفه، أخذت نفساً عميقاً وأخذت تجوب أنحاء المنزل..تنظر إلى الغرف وتشعل الأضواء فيها بنفس الوقت...

إلى أن وصلت لمكتبه، والذي به العديد من الأوراق المشتتة والمرمية بعشوائية..نظرت إلى الفوضى العارمة بضيق..ليجذب إنتباهها شيء وضع على المكتب بعناية...

إقتربت بهدوء تحدق فيه وقد كان ملف أسود وعليه ورقة بيضاء كرسالة...

عقدت حاجبيها وإلتقطتها، تقرأ ماكتب فيها بعناية...

*جميلتي لوسي، أعتقد أن الحقائق على الملف الأسود هذا ستجرحك..تؤلمك وقد لاتحتمليها، لكنني اؤمن أنه يتوجب عليك معرفتها قبل أن تتخذي أي خطوة تندمين عليها لاحقاً..إعتني بنفسك*

_____________

_خارج العمارة...

على الصعيد الآخر كان دايمن يركض محاولاً اللحاق بصاحب الدراجة..لكنه إختفى بلمح البصر، وقف يلهث..ليرن هاتفه، سحبه ينظر إليه...

_" رقم غريب.."

تمتم دايمن ورفع السماعة دون أن يتفوه بكلمة..ليسمع صوت الشخص الأكره له على وجه الأرض" مساء الخير (*****) ، كيف الحال؟"

إصطك دايمن على أسنانه وأردف بتهديد" أعتقد أنني قد أخبرتك أن لاتناديني بإسمي هذا مجدداً أيها اللعين!!"

أردف آندريه مدعياً البراءة" أوه..أعذرني لقد نسيت، لكن على مايبدو فستناديك لوسي بهذا الإسم عما قريب.."

_" ما الذي تعنيه؟؟"

_" فالتصعد إلى شقتك ولتكتشف بنفسك.."

_" هل أنت من إقتحمها أيها الـ...

إتسعت عينا دايمن دون أن ينهي جملته، ليرمي الهاتف ويهرول إلى الداخل...

أغلق آندريه الهاتف وأردف بحدة مكلماً نفسه" أعطيتك مهلة..وأنت تجاهلتها..."

___________

_داخل الشقة...

قلبت لوسي الورقة البيضاء تنظر لربما عليها شيء من الخلف..لكنها كانت فارغة، أخذت نفساً عميقاً وبات قلبها يدق..وهاهي قد فتحت الملف الأسود..الذي وبفتحه ستكون هذه... *بداية النهاية* ...

يتبع...

متابعة شيقة...

2019/11/22 · 409 مشاهدة · 2016 كلمة
47ImaneEdda
نادي الروايات - 2024